سهيلة زين
العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة
يوم  السبت الموافق 16/2/2019م

   بيّتُ
في الحلقة الماضية أنّ هناك مخطّطات  مدبّرة
من قبل دول كبرى ودول إقليمية  وراء هروب بعض
المراهقات السعوديات، وطلبهن اللجوء إلى دول أخرى، ويُؤكد هذا الآتي:

1.    ما أشارت إليه جريدة الوطن السعودية في عددها الصادر
في 16/1/2019م بأنّ ظهور المراهقة السعودية اللاجئة إلى كندا رهف القنون«18عاما» في
مقابلة مع قناة
«CBC»الكندية،
وهي تتحدث بالعربية يؤكد عدم إجادتها الإنجليزية. في حين أنّ لها ثلاث حسابات على
تويتر باسمها تغرّد بالإنجليزية وبطلاقة ممّا جعل تغريداتها تنتشر بشكل واسع، والحسابات
تدار بشكل يومي وتنشر كل جديد في الصحافة العالمية، الأمر الذي أثار التساؤلات حيال
حقيقة من يدير تلك الحسابات، وبشكل يؤكد أنّ هناك من يقف خلف تنسيق هروبها، ونشر قصته،
من أولئك ساره روبي التي  قامت باستنفار
الناشطين والصحفيين في مواقع التواصل بعد تأكد هرب الفتاة وركوبها الطائرة متجهة
إلى بانكوك، كما نسّقت مع الصحفية صوفي التي سافرت إلى تايلند للبقاء مع رهف
وإعطائها التوجهات اللازمة لتضخيم الموضوع، هذا ما أشار إليه طالب جواد-
مهمته استدراج الفتيات وإقناعهن بالهرب– في تغريدة قال
فيها:” نبّهتُ عدد من الناشطين، وبقيت على تواصل دائم مع
sarahRubywrites@ كذلك أوصلتُ النصائح إلى رهف عن طريقة
وسطاء، كما مثلًا عندما صغتُ التغريدات الأربع التي نشرتها رهف من
Non-reoufement
principle
2.     كما
يؤكد ذلك استقبال وزيرة خارجية كندا لرهف استقبال الفاتحين الذين حقّقوا إنجازات، بينما
قبل عاميْن
فتاة يمنية وشقيقتها قررتا اللجوء لكندا فرارًا من
الولايات المتحدة إثر قرار ترامب فرض حظر على دخول رعايا 7 دول، من بينهم اليمن،
فما كان من الشرطة الكندية إلا اعتقالهما، وتكبيلهما بالأصفاد كالمجرمين، بالرغم
من عدالة قضيتهما، وما تواجهه بلدهما من عوز وفقر تحت راية الانقلاب الحوثي؛ وهو
ما يستدعي التعاطف معهما، وليس اعتقالهما!
         والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا استجاب أولئك الفتيان والفتيات
من شبابنا لتلك الدعوات، ونفّذوا ما خُطِّط لهم فألحدوا وعقّوا آبائهم ووطنهم؟
 وللإجابة عنه لابد من بيان الثغرات الموجودة في خطابنا
الديني، وفي تربيتنا الأسرية والتعليمية والاجتماعية التي نفذت منها تلك المراكز
والمنظمات إلى عقول من استجاب لها من شبابنا ذكورًا وإناثًا
.
وسأبدأ ببيان
الثغرات الموجودة في خطابنا الديني المُفسّر من قبل البشر التي نفذوا منها لبث
الإلحاد في أولادنا وبناتنا، وهذا يتطلب مواجهة ومكاشفة، فالأمر جد خطير، ولابد من
تدارك الخطر قبل استفحاله وانفلات الزمام، وكل الذي أرجوه أن لا نُوقف عجلة الزمن عند
 القرون الهجرية الأولى، ونتمسّك بمفاهيم وأقوال
العلماء الأوائل وأحكامهم المتناقضة مع القرآن الكريم،
مستندين
في ذلك على أحاديث ضعيفة وموضوعة وشاذة ومفردة
 لتتوافق مع
العادات والتقاليد والموروثات الثقافية والفكرية الجاهلية التي كانت سائدة في
مجتمعاتهم في أزمانهم، ولم يتحرروا منها، ونسبوها إلى الإسلام، والإسلام يتبرأ منها،
 ومع هذا نفرضها على المجتمع بتدريسها في
مناهجنا الدراسية، وفي  صياغة أحكام فقهية
وقضائية وأنظمة وقوانين والتي من خلالها نفذ أعداؤنا إلى مجتمعنا، بل وإلى بيوتنا،
وعملوا لعدد ليس بقليل من أولادنا وبناتنا غسيل مخ، ودفعوهم إلى الإلحاد والإرهاب،
والهروب من بيوتهم وبلادهم والتحاق الذكور  بجماعات إرهابية مسلحة إن جنحوا إلى التطرّف
الديني، أو طلب اللجوء لدول أخرى إن كنّ مراهقات تحت ذريعة معاناتهن من عنف أُسري
.
 ولكن للأسف الشديد لم ندرك خطورة أبعاد هذا الخطاب،
فلا زلنا نتسمك به ونربي أولادنا عليه، ونقرره عليهم في مناهجنا الدراسية مع زيادة
في التشدد والتضييق وتوسيع دائرة التحريم باسم الدين، فالحلال الذي كان يُدرّس لنا
أصبح يُدرّس لأولادنا على أنّه مُحرّم، ولم نكتف بهذا، بل نُكفِّر من يُحاول تصحيح
هذا الخطاب وتنقيته من الموروثات الفكرية والثقافية الجاهلية!
 وسأبدأ، بِبيان ذلك في حلقات منفردة من خلال وقفات
عند تربيتنا الأسرية، وقراءة  لما نعلّمه
لأولادنا وبناتنا من خلال مناهجنا الدراسية المقررة للعام الدراسي الحالي 2018/
2019م
التي تُمثِّل الخطاب الديني السائد المفسّر من قبل
البشر، وما بُني عليه من أحكام فقهية وقضائية وأنظمة وقوانين!
المصدر: جريدة
المدينة
https://www.al-madina.com/article/615236/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-(2)

Leave a Reply