سهيلة زين العابدين حمّاد
في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 23/2/2019م
الأخطاء الكبرى في تربيتنا الأسرية غياب الحوار بين الآباء والأبناء، فللأسف
الشديد نجد كثيرًا من الآباء والأمهات يحسبون أنّ تربية الأولاد قائمة على إصدار الأوامر بِ” أفعل ولا تفعل” بدون
نقاش ولا حوار، وقد يمنعون البنات من الخروج من البيت ظنًا منهم أنّهم بهذا المنع
يحمونهنّ من الانحراف والانحلال، وفاتهم أنّهم
بهذا يجعلونهن فرائس سهلة للمنظمّات
التي تتواصل معهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لدفعهن إلى الإلحاد والعقوق
والهروب من بيوتهن وبلدهن وطلب اللجوء إلى بلاد أخرى بمخطط مرسوم لهن من قبل تلك
المنظمات، فلو كانت هناك علاقة صداقة بينهن وبين آبائهن وأمهاتهن، مع وجود بيئة مفتوحة
للحوار بينهن وبين والديهنّ تمكنهنّ بدء حوار معهم أو مع أحدهم في أي وقت، وحل أي شيء، دون الخوف من العقاب، أو توجيه
اللوم إليهم بسبب هذا الحوار، لما تمكنّت تلك المنظمات من عمل غسيل مخ لهن، ودفعهن
للهروب وطلب اللجوء؛ لذا فحوار الآباء مع الأبناء حق من حقوق الأبناء على الآباء، ومن
أهم أسس التربية السليمة، فلا تربية بلا حوار، فبالحوار يكتسب الطفل لغته، وهويته،
وتتكون عقيدته وشخصيته وأخلاقياته وقيمه وسلوكياته، فهو حق من حقوقه الأساسية في
البناء والتكوين، من هنا جاء قوله صلى الله عليه وسلم:” ما من مولود إلاَّ
يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسَّانه”[ صحيح
مسلم عن أبي هريرة].
الأسرة الواحدة، بين الزوج وزوجته، وبين الآباء والأبناء، و بين الإخوة والأخوات
مكّن تلك المنظمّات من اختراق بيوتنا، وعمل غسيل أدمغة لبعض أولادنا وبناتنا، وإيقاعهم
في مستنقع الإرهاب، أو الإلحاد، ويعود هذا الغياب إلى عدم تنشئتنا لأولادنا بنين
وبنات على ممارسة الحوار، لم نربهم
التربية الروحية والخلقية والوجدانية والعقلية والاجتماعية والنفسية التي
يشكل الحوار القائم على الإقناع والاحترام أهم أسسها، بل منا مَن رباهم بصيغة الأمر والنهي، والضرب والتخويف ، وتحريم
النقاش .
المحاور بالنفع كونها تسعى إلى نمو
شامل وتنهج نهجًا دينيًا حضاريًا ينشده كثير من الناس، وقد أولى القرآن الكريم
الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية، وجعله الإطار الفني لتوجيه الناس وإرشادهم؛ إذ فيه جذب لعقول الناس، وراحة
لنفوسهم؛ لذا يعد الحوار بين الآباء والأبناء
ضرورة لغوية ودينية وعقدية وتربوية وخلقية واجتماعية ونفسية وإبداعية
وأمنية ووطنيه، ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بالحوار اهتمامًا كبيرًا، وذلك لأنَّه
يرى بأنَّ الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار.
في التالي:
الدائمة بين الأبويْن.
الأبويْن، وانشغالهما في أعمالهما الخاصة، وترك رعاية الأطفال للخادمات والمربيات،
وفقدان المصداقية بين الآباء وأبنائهم.
إنصات الآباء إلى الأبناء، فالإنصات الى الأبناء أحد أبرز مقومات الحوار الفعال مع
الأبناء، وبانعدامه ينعدم الحوار، ووجوده يغري الأبناء على الحديث، وما أقصده هنا
هو الإنصات الواعي، ومشاركة الابن الحديث عن طريق هذا الإنصات العملي.
تحويل
الآباء الحوار مع أبنائهم إلى أوامر، فإذا لم ينفذوها يتوقف الحوار معهم.
تصميم
الأب على رأيه: لا يحب الأبناء أن يدخلوا في حوار يعلمون أنّ نهايته قسرهم على
وجهة نظر معينة يصر فيها الأب على رأيه، وأنَّه هو الذي سينفذ في النهاية، فلا
جدوى من النقاش؛ لذا ينبغي ان يكون الأب صبوراً، ويتعامل مع آراء أبنائه بهدوء، ولا
ضير أن ينتهي إلى آرائهم إذا وجد فيها الصواب، ولم تلحق بهم الضرر.