د . سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشِر في جريدة المدينة يوم السبت
الموافق 9/2/ 2019م


 العنف
الأسري ضد المرأة ظاهرة عالمية، ويؤكد موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة أنّ 1 من 3
نساء في العالم تعرّضن لعنف جسدي أو جنسي على الأقلّ لمرّة في حياتهنّ، ومع هذا لم
نسمع قط أنّ امرأة أو فتاة من أي بلد في العالم هربت من بلدها وطلبت اللجوء إلى
بلد آخر لأنّها معنّفة من أهلها إلّا مؤخرًا من بعض المراهقات السعوديات، والسؤال
الذي يطرح نفسه هو: لماذا الفتيات السعوديات المراهقات دون فتيات العالم المعنّفات
من قبل أسرهن – هذا إن كنّ معنّفات بالفعل – يهربن من بلادهن ويطلبن اللجوء؟

 فالعنف الأسري قضية اجتماعية أسرية تحدث داخل  بيوت
بعض الأسر وتوجد أنظمة وجمعيات حقوقية ومؤسسات وطنية في المجتمع تهتم بقضايا العنف
الأسري وإيواء المعنّفات وحمايتهن من مُعَنّفيهن، وليس هو مسألة سياسية تتعلق ببعض
المراهقات السعوديات ودولتهن حتى يُمنحن حق اللجوء إلى دول أخرى تحت مظلة الأمم المتحدة،
فلمجرد أنّ مراهقة سعودية هربت من بلدها إلى بلد آخر وادعت أنّها مُعنّفة من قبل
أسرتها تُمنح حق اللجوء! فادعاء اللاجئات المراهقات السعوديات تعرّضهن لعنف أسري
ما هو إلٌا ذريعة  يتذرّعن بها طبقًا
لتوجيهات من هم وراء دفعهن للهروب من السعودية وطلبهن اللجوء لبلاد أخرى  كتايلند، أو أستراليا، أو كندا، أو الولايات
المتحدة، أو جورجيا، أو غيرها
.
 قد بات لا يخفى على الجميع ما تتعرّض له المملكة
العربية السعودية من مؤامرات دولية وإقليمية لإشاعة الفوضى فيها، وإسقاطها تنفيذًا
لمخطط الشرق الأوسط الكبير، إضافة إلى مخططات كل من  إيران وتركيا لإعادة إمبراطوريتهما، وتمويل قطر لهذه
المخطّطات؛ إذ تمكّنت تلك الدول من اختراق
مراكز
متخصصة تابعة لها  تستهدف المجتمع السعودي،
وقد رأينا كيف تمكنّت تلك المراكز من التواصل مع
بعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع في مختلف المجالات، وتجنيدها
لتنفيذ مخططاتها، ولم تكتف بهذا، بل   نجدها قد اخترقت  الأسرة السعودية، قوام المجتمع ونواته، وتمكنّت
عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من دفع بعض شبابنا إلى الانخراط في المنظمات
الإرهابية المسلحة مثل داعش، كما تمكنّت  ببث
الإلحاد بين بعض شبابنا من خلال عدة مخططات منها مخطط (360) درجة، وقد سبق أن
تحدّثتُ عنه، وبيّنتُ أهدافه ووسائله، كما توجد مراكز نسائية متخصصة
مستهدفة بناتنا المراهقات بعمل لهن غسيل مخ لدفعهن
إلى الإلحاد، وكراهية آبائهن وأمهاتهن ووصفهم بصفات لا تليق واتهامهم بتعنيفهن وحرمانهم
من حق التعليم، رغم أنّهن سبق وأن أشدن بهم، وبما يبذلونه من جهد ووقت ومال في
سبيل تعليمهن وتلبية احتياجاتهن ورغباتهن، وقد بيّنتْ إحدى اللاجئات السعوديات – التي
ندمت كثيرًا على هروبها لأنّها تعاني الأمريْن في حياتها في بلد اللجوء – من خلال
تغريدات أولئك الفتيات التحوّل في مواقفهن من آبائهن، و لم تكتف تلك المنظّمات
بذلك؛ إذ نجدها تبث فيهنّ كراهية العيش  في
بلدهن، وذلك لتجريدهن من الولاء للدين والأهل والوطن، ليصبحن ريشة في مهب الريح
يُسيِّرونها وفق ما يريدون ويُخطِّطون، وبذلك جرّدوا أعداد ليست بالقليلة  من أولادنا وبناتنا من الإيمان بالله، ومن  الانتماء والولاء للإسلام والأهل والوطن، وبذلك
يستطيعون توجيههم لتخريب الوطن وتدميره وقتل آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم، وقد روّعتنا
تلك الجرائم الأسرية التي حدثت في مجتمعنا؟
   وممّا يؤكد أنّ هناك حملات مُدبّرة ومُمنهجة ومسيسّة
ضد المملكة لصنع صورة نمطية مزيفة عن وضع المرأة في السعودية أدلة كثيرة سأتناول
بعضها في الحلقة القادمة إن شاء، فللحديث صلة
.
المصدر :
جريدة المدينة
https://www.al-madina.com/article/613902/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-(1)

Leave a Reply