أزمة المعرفة الاستشراقية

بقلم د. سهيلة زين العابدين حمّاد
خاص للمدونة لم يسبق نشره.
والمعرفة الاستشراقية في أزمة لأنَّها كانت تعتمد على نصوص أغلبها تخيلية لا تصور الواقع تصويراً مبدعاً أو حتى ناسخاً، فالشرق كما نقله المستشرقون إلى قراءهم ليس كما هو في الواقع، بل كما خطط له المستشرقون أن يكون، لذلك أضحت عملية تطبيق النص الإنشائي الاستشراقي على الشرق والشرقيين أزمة خلقت عند الأوروبيين الشعور

 بالقومية، وجعلت الشرق يعاين بوصفه من المخلوقات الدونية التي يجب أن تحكم وتمثل وتوطأ بالمناسم.
ومن واقع النظرة المعرفية الاستشراقية “الشرقنة” نجد مونتجمري وات في كتابه “محمد في المدينة” بعد ما يضع رؤية خاصة به عن غزوة أحد؛ إذ أخذ من الروايات الإسلامية ما يريد واستبعد منها ما يريد واستنتج ما يريد يقول “We may admit then. That the afficial musllim account has to be modified along these lines from the standpoint of Mohammed ; hoverer ; 1there is seems in wish it is true.
فهو يقول “ونستطيع القول “أو التسليم بـ” أنَّ الرواية الرسمية الإسلامية يجب أن تتغير اعتماداً على هذه الأسس، وهى صادقة من وجهة نظر محمد”2 .
وهذا يبين لنا أنّ وجود الاستشراق لا يزال مشروطًا بعجز العالم الإسلامي عن معرفة ذاته، وكان في حد ذاته دليل وصاية فكرية، وتقليلًا من شأن الشرق، ومع ذلك بقي الاستشراق مصنعا كبيراً للفكر الغربي3 ، وهذا ما أكده قول المستشرق الفرنسي “اليهودي” كلود كاهين والذي سبق وأن أشرت إليه.


Suhaila_hammad@hotmail.com

1- W. Montigomary Watt , Mohammed At Madina p 25 Oxford Press 1960.

2- مونتجمري وات: محمد في المدينة، ترجمة شعبان بركات، ص 38، المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت.

3- د. هشام جعيط: أوروبا والإسلام، بحث نشر في مجلة الفكر العربي، العدد 32 ، يونية 1938 ،العدد الخاص عن الاستشراق ،2 ،/ 225.

Leave a Reply