إلى الشعب الأمريكي
سهيلة زين العابدين حمَّاد
الخليج الإماراتية : 942007م

إلى متى سيظل الشعب الأمريكي يدفع ثمن أمن “إسرائيل” واستقرارها، وعبء قيامها من دماء أبنائه وأمواله؟ 

فها هو الرئيس جورج بوش يقر ويعترف بأن الشعب الأمريكي سئم الحرب في العراق، ولكنه سيواصلها، وسيبعث بثلاثين ألف جندي من أبناء هذا الشعب إلى محرقة العراق حفاظاً على أمن واستقرار “إسرائيل”، معارضاً طلب الديمقراطيين في الكونجرس تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

إنَّ “إسرائيل” تخطط للسيطرة على العالم بأسره بما فيه الولايات المتحدة لتكون ضمن سيطرة الصهيونية، أي أنَّها تخطط لأن تحكم العالم بأسره، وهي تستغل الآن القوى الكبرى في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة لتنفيذ مخططها، فإن وافق الشعب الأمريكي الآن على أن يحارب، وينفق أمواله من أجل “إسرائيل”، فسيجد نفسه تحت قبضتها وسيطرتها عسكرياً.

لا أقول هذا القول جزافاً، ولكنه يستند إلى تصريح الدكتور ناحوم جولد مان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في محاضرة له في مدينة مونتريال في كندا سنة ،1947 فلقد صرح بأنّ “اليهود اختاروا فلسطين ليس لمعناها التوراتي والديني بالنسبة لهم، ولا لأنَّ مياه البحر الميت تعطي بفعل التبخر ما قيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن، وليس لأنَّ مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشر مرات مخزون الأمريكتين معاً، بل لأنَّ فلسطين ملتقى قرى أوروبا وآسيا وإفريقيا، ولأنَّ فلسطين تشكل بالموقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، لأنَّها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم”.

فهذا تصريح واضح عن مخطط اليهود للسيطرة على العالم عسكرياً، وذلك بعد تمكنهم من السيطرة عليه اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً، وبالتالي سياسياً، وقد تمكن اليهود الآن من السيطرة الاقتصادية والثقافية والإعلامية والسياسية على العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وقد أوضح هذا ديفيد ديوك بقوله:

“وضع الأمريكيون أنفسهم تحت رحمة حكومة خائنة، إنها “إسرائيل” داخل أمريكا، انظر إلى المناصب الحكومية الحساسة على سبيل المثال: وزارة الدفاع والاستخبارات، ستجد بأن اليهود لهم اليد العليا عليهم، إنَّهم يستغلون أمريكا لتنفيذ مخططاتهم لأكثر من نصف قرن، والمسلمون في فلسطين ترتكب في حقهم المذابح والإهانات، ويطردون من بيوتهم، وأملاكهم، محاصيلهم الزراعية تدمر ومنازلهم تهدم وتقصف، هذه رسالتي إلى الشعب الأمريكي ليبحثوا عن حكومة تسعى لما فيه خيرهم ولا تهاجم وتعتدي على حقوق الشعوب”. ومعظم وسائل الاعلام البارزة في أمريكا واقعة تحت سيطرة اليهود، الذين يتبنون التالي: “عنوان مهين في كل يوم” وهؤلاء يتبنون الغلمان الذين يبيعون الصحف في الشوارع، وكلهم يعملون لحساب اليهود، وهذا يكشف مدى تغلغل اليهود في وسائل الإعلام المختلفة في أمريكا وسيطرتهم عليها وتوجيهها وفق ما يريدون. ويؤكد هذا ما كتبه ديفيد ديوك أيضاً عن سيطرة اليهود على الإعلام الأمريكي فيقول: “الجنرال براون صرَّح بحقيقة السيطرة اليهودية على الإعلام الأمريكي أنَّها حقيقة لا يمكن إنكارها بأنَّهم يسيطرون على أكثر الصحف المؤثرة في الرأي العام الأمريكي، والأهم أنَّهم فعلاً يسيطرون على التلفزيون والبث الإعلامي بصفة عامة وشركات ديزني وتايم ورنر، وشبكات الأخبار التابعة لها وكلها تحت سيطرتهم”.

ولكي ندرك مدى خطورة السيطرة الصهيونية على هذه الشبكات التلفزيونية يكفي أن نشير أنها تعتبر الموجه السياسي لأفكار ومواقف حوالي 250 مليون أمريكي بالإضافة إلى مئات الملايين في أوروبا وأمريكا اللاتينية، بل وفي جميع أنحاء العالم فهي تقدم برامج ومسلسلات تكسب من خلالها الرأي العام الأمريكي.

ان “إسرائيل” تشكل الآن أكبر خطر على الولايات المتحدة لسيطرتها على مقاليد الحكم فيها من خلال الكونجرس، والأحزاب، والوزارات المهمة كالدفاع والاستخبارات والخارجية، إلى جانب السيطرة على اقتصادها وإعلامها، ف “إسرائيل” توجه كل ذلك لخدمة مصالحها، وأهدافها ومخططاتها التوسعية.

ويؤكد عدم ثقة “إسرائيل” بالولايات المتحدة، وجود شبكات تجسس “إسرائيلية” داخل أمريكا لتتجسس على أمريكا لصالح الكيان. وقد نجح الموقع الفرنسي المتخصص في المعلومات والتقارير الاستخبارية Line on Intelligence في ما لم تنجح فيه شبكة “فوكس” الأخبارية الأمريكية من قبل، حيث فجر قضية اكتشاف أمر عشرات من الجواسيس “الإسرائيليين” في الولايات المتحدة بشكل لم يقتصر على جذب انتباه أوساط الاستعلامات المتخصصة فقط، بل إنه جذب انتباه الأوساط الإعلامية الدولية وذلك إلى حدٍ صار من الصعب معه للمسؤولين الأمريكيين الاستمرار في التستر على هذه القضية.

وبعد يا أيها الشعب الأمريكي أفق من غفوتك، وتخلص من سيطرة اليهود الصهاينة على أموالك وإعلامك، والقرارات السياسية لدولتك، التي غرست الكراهية في نفوس الشعوب المستضعفة، والشعوب التي تكره الظلم والعدوان. فتحرر أيها الشعب من سيطرة اليهود الصهاينة، كن حراً في اتخاذ قراراتك التي تعبر عن إنسانيتك، كي تكسب حب وتقدير سائر شعوب العالم.
suhaila_hammad@hotmail.com

Leave a Reply