4-قضايا الأمة العربية والإسلامية

الوجه القبيح للإدارة الأمريكية

الوجه القبيح للإدارة الأمريكية

سهيلة زين العابدين حمّاد

الخليج الإماراتية في 17 11 2006 م .
تحاول الإدارة الأمريكية تجميل صورتها في عالمنا العربي بالكلام فقط

، في حين تقوم بأعمال تضاعف من قبح صورتها، ففي الوقت الذي تنشر فيه مندوبين لها يتقنون العربية في البلاد العربية لتحسين صورتها، ومن بين تلك الدول لبنان، فإنها هي التي عارضت وقف إطلاق النار خلال العدوان “الإسرائيلي” على لبنان في حرب يوليو/ تموز الأخيرة، كما استخدمت حق الفيتو للحيلولة دون إدانة “إسرائيل” لارتكابها مجزرة “قانا 2” التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى جرائمها التي لا حصر لها في العراق وأفغانستان، وفي جوانتانامو، وكذا في تمييزها بين المسلمين الأمريكان داخل الولايات المتحدة، والعرب والمسلمين الذين يدرسون، أو يعملون فيها، وأقربها تلفيق التهم للطالب السعودي حميدان التركي، والحكم عليه بالسجن 28 عاماً.. فأية صورة جميلة تريد الإدارة الأمريكية أن تفرضها على العرب، وهي تُمارس كل هذا القُبح معنا؟

هل تعتقد أنَّنا نحن الشعوب العربية من الغباء والسذاجة وموت الإحساس حتى تفعل بنا كل هذا، ونقبل ما يقوله لنا ممثلوها عن الصورة الجميلة لأمريكا، وإنّها تريد نشر الحرية والديمقراطية؟

أية ديمقراطية هذه والعراق يحترق، وقد أشعلت فيه فتنة طائفية؟

أية ديمقراطية يتشدق بها الرئيس الأمريكي وإدارته، وهما يتجسسان على المكالمات الهاتفية داخل الولايات المتحدة لمراقبة العرب والمسلمين الأمريكان والمقيمين من دون إذن قضائي، وكذا بريدهم؟ بل نجدها تبعث بفريق من رجال المخابرات الأمريكية إلى مدرسة طفلة أمريكية في الرابعة عشرة من عمرها للتحقيق معها لأنها رسمت صورة كاريكاتيرية للرئيس الأمريكي جورج بوش، والمسدس موجه إليه على أنّه يجب أن يُقتل جراء الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية والحروب التي أشعلها.

فالإدارة الأمريكية تبيح لنفسها ول”إسرائيل” ما تحرِّمه على غيرها، ففي الوقت الذي تحاكم فيه الرئيس السابق للعراق صدام حسين بتهمة المذبحة التي أحدثها بشعبه، وتحكم عليه بالإعدام، نجدها تستخدم حق الفيتو مرتين خلال أربعة أشهر للحيلولة دون إدانة “إسرائيل” لمذبحتين قامت بهما في “قانا 2” بجنوب لبنان، وبيت حانون في قطاع غزة.

إن أرادت الإدارة الأمريكية بحق أن تجمِّل صورتها في العالم العربي، فلتغير سياستها المنحازة ل”إسرائيل” ضد العرب، وأن تعطي الشعب الفلسطيني حق الدفاع عن نفسه وأرضه وحريته ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، وإعطاء اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى بلادهم، وأن تُلزم “إسرائيل” الالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية، وتلك التي وقعتها مع السلطة الفلسطينية، ثم عليها أن تتخلى عن مخططاتها الاستعمارية لاحتلال البلاد العربية والإسلامية، ولتقلع عن مشاريعها الشرق أوسطية على اختلاف مسمياتها، وأن تكون عادلة تجاه قضايا العالم، ولا سيما العالمين العربي والإسلامي اللذين تتعامل معهما وفق سياسة الكيل بمكيالين.

……………………………………..
البريد اليكتروني: suhaila_hammad@hotmail.com

Leave a Reply