د. سهيلة زين العابدين حمّاد

نُشر في جريدة المدينة بتاريخ 8 ديسمبر 2023م

    من أهم أهداف وبرامج رؤية المملكة 2030 تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، ومن الخطوات الإيجابية التي على الأبويْن اتخاذها لتعزيز القيم الإسلامية في نفوس أولادهم ، وغرسها في عقولهم وقلوبهم، هي إيجاد منظومة القيم العائيلية.

    فعندما يكون الأطفال صغارًا، أو غير قادرين على الجلوس في الاجتماعات العائلية ، بإمكان الأبويْن أن يرويا لهم قصصًا  تُختار بعناية لغرس فيهم القيم ، فبمجرد أن يتعلَّم الأطفال ، لا ينسون أبدًا المغزى وراء الشخصيات التي ترد في القصص التي تروى لهم ، وعندما يصبحون قادرين على الجلوس في الاجتماعات العائلية يُعِد الأبوان قائمة بالقيم والخصال التي تحويها منظمة القيم العائلية ، وأهم القيم التي أقترح  أن تحويها هذه القائمة :

  • الإيمان: إنّ الإيمان بالله يمنحنا نوعًا من الشجاعة والرضا والقناعة والصبر، ومجاهدة النفس، وهذا يباعد بيننا وبين المعاصي وارتكاب المحرمات ، كالزنا ، وتعاطي المخدرات والمسكرات ، والسرقة وارتكاب الجرائم ، وممارسة العنف ، أو الإرهاب.
  • المواظبة على الصلوات الخمس: لا يوجد في عائلتنا من يترك الصلاة ، فالصلاة عماد الدين ، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لمؤديها خالصة لله لا رياء ولا سمعة.
  •  الصدق والأمانة لا يوجد في عائلتنا من يكذب ، والأمانة الأساس في تعاملاتنا  .
  • ·        الشجاعة: أن تكون قادرًا على مواجهة الصعوبات والثقة بالنفس لدرجة تدفعك للتقدم مدركًا أنَّك سوف تصل لغايتك بسلام.
  • ·       الثبات على الحق: إن كنت على حق فاثبت عليه ، فالله الحق معك.
  • ·       التواضع:(من تواضع لله رفعه) لا يوجد في عائلتنا متكبر، ولا مغرور.
  • الطموح: أن تكون لدينا رغبة جادة للإنجاز، إنّ الطموحين من الناس يعانقون الحياة ، ويتمكنون منها، فهم يتمتعون بروح الفضول والتفاؤل المشرق لتحقيق ما يطمحون  إليه.
  • ·       العمل التطوعي إنَّنا نساعد الآخرين طالما كان ذلك في مقدرونا ، سواءً كان ذلك بالتبرع بملابس ، أو مال، أو طعام، أو بالعمل التطوعي والخدمات العامة الخيرية.
  • ·       الصراحة: فعندما تقول لنا، أو لأحدنا شيئًا ما نستطيع أن نصدقه ، كما نستطيع أيضًا أن نعتمد عليك ألاَّ تحذف أيًا من المعلومات المهمة التي تعرف مدى أهميتها بالنسبة لنا.
  • ·       المثابرة: إنَّنا لا نستسلم بسهولة ، فإذا واجهنا أمرًا شاقًا ، نتوقع أن نواصل المحاولة ، وإذا وصلت إلى طريق مسدود، فارجع إلينا، سنحاول مساعدتك ، وإن عجزنا عن حل المشكلة ، فليكن ، ولكننا نبذل قصارى جهدنا.
  • ·       المسؤولية: إنَّنا نحافظ على وعودنا في محيط البيت ، وفي المسؤوليات المنوطة بنا إذا قلت أنا وأنت إنَّنا سننجز أمرًا ما في وقت محدد ، أو موعد محدد ، فسنعمل على إنجازه في هذا الوقت ، أمَا إذا صادفتنا مشكلة ، أو ضغطنا في الوقت  ، فسننبه الشخص المسؤول ، ونجد حلًا لها ، فنحن لا نستخف بالمسؤولية.
  • العطف على الآخرين: في عائلتنا نحاول أن نضع أنفسنا في مكان غيرنا من الناس ، أتوقع أن تهتم لأمر الآخرين ، وتراعي مشاعرهم ، وأن تتصرف على هذا الأساس.
  • لا تسامح في التدخين وتعاطي المسكرات والمخدرات: من المحظور على أي فرد من أفراد عائلتنا التدخين ، وتعاطي المسكرات والمخدرات بأي شكل من أشكالها في أية حال من الأحوال.
  • الأدب: سنحافظ على الإطار الأدبي في حوارنا معك ، حتى وإن كنا متضايقيْن منك ، وبالتالي فإنَّا نتوقع المعاملة بالمثل. قد ننجرف إلى الانفعال في بعض الأحيان ، ولكننا نعدك بالاعتذار عمَّا يبدر منا  ، كما نتوقع منك أن تعتذر أنت الآخر عمَّا يبدر منك.
  • احترام الكبار: على الرغم من أنَّنا وأجدادك قد نتصرف بطريقة لا تعجبك إلى حد ما في بعض الأحيان ، أو قد لا نتفق مع توجهاتك  ، إلاَّ أنَّنا نتوقع احترامك لنا ، وأن تتسامح مع لحظات نسياننا، وأساليبنا الانضباطية عتيقة الطراز، وتقيم وزن لسنوات خبرتنا وحكمتنا ، وفي المقابل ،سترى أنَّنا نحترم أفكارك وسلوكياتك أيما احترام.[ د. روث بيترز.2004) وضع القواعد ” خمس وعشرون قاعدة للآباء والأمهات. ص 18، 19.ط1. مكتبة جرير . الرياض] .
  • لا يوجد لدينا فرق بين ولد وبنت ، فالممنوع على البنات، ممنوع على الأولاد.
  • إذا احتاج أخوك ، أختك إلى مساعدتك لا تتخلى عنهما ، فأنت مسؤول عنهما ،  ولا يوجد في عائلتنا من يتخلى عن والديه أو أحدهما، أو أحد من إخوته وأخواته.
  • صلة الأرحام من أهم الفضائل التي تحرص عليها عائلتنا.
  • الحوار أفضل وسيلة للتواصل والتفاهم فيما بيننا، وفي حل ما نتعرض له من مشاكل وأزمات.
  • لا يوجد في عائلتنا من يسئ معاملة الخادمة المنزلية، أو يهينها، أو يشتمها، أو يمارس عنف ضدها، أو يتحرش بها.
  • غير مسموح لأي فرد منا الدخول في الإنترنت على مواقع إباحية ، أو مواقع تنتمي لجماعات دينية متطرفة، وغير مسموح تكوين علاقات غير شرعية  مع شبان، أو شابات ، وغير مسموح ابتزاز بنات ونساء ، وتهديدهن ، فهذا مناف لتعاليم ديننا وأخلاقياتنا وقيمنا.[ د. سهيلة زين العابدين حمّاد. حوار الآباء مع الأبناء من حقوق الأبناء على الآباء . مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني . الرياض .

البريد الالكتروني: Suhaila_hammad@hotmail.com

رابط المقال : https://www.al-madina.com/article/818037/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%8A%D8%A9

Leave a Reply