سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 8/6/2019م

 أواصل الحديث
عمّا ما جاء في
درس “تكريم
الإسلام للمرأة 
وخطورة الاختلاط” في الصفحات(138-145)بمادة الحديث والثقافة الإسلامية المستوى الرابع في
النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام الدراسي 2018/2019م
.
   عند حديث معدي المنهج عن حق التملك والتصرف فيه(ص140)،
قالوا:”

فللمرأة حق تملك صداق نكاحها والتصرّف فيه، لذلك أمر الله بدفع المهر
لها، فقال تعالى:(وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)[النساء: 4]كما أنّ
لها حق تملّك الإرث، قال سبحانه:(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا
مَّفْرُوضًا)[النساء: 7]”

وهنا نجدهم قد تجاهلوا تمامًا حق المرأة العام في
التملك، وحق التصرّف فيما تملكه من بيع وشراء، وإيجار وتأجير، ورهن ووقف وهبة وقرض
 وإقراض، ووصية، مثلها مثل الرجل تمامًا،
وعدم قصر حقها في التملك على المهر والإرث، ونلاحظ هنا قصر حقها في التصرّف في
المهر فقط، ولم يقل لها حق التصرّف في إرثها، ممّا يدل أنّ معدي المنهج غير ملمين
بحقوق المرأة المالية في الإسلام، أو متجاهلينها!!!
 وعند حديثهم عن العناية والاهتمام بالمرأة في
أحوالها كلها، قصر العناية بالبنت والنفقة عليها في صغرها فقط، فقالوا:” عند
كونها بنتًا عظّم الأجر برعايتها والنفقة عليها في صغرها”(ص140)، وكأنّهم بهذا
أعفوا أبوها من الالتزام بنفقتها في كِبرها!كما نجدهم تجاهلوا الأخت ومسؤولية
العناية بها والإنفاق عليها يُدخل الجنة مثلها مثل الابنة، كما تجاهلوا حديث الأم
أحق الناس بالصحبة عند حديثهم عن تكريم المرأة كأم!
 وعند حديثهم عن شخصية المرأة في الإسلام قالوا
بأسلوب ركيك:” كرّم الإسلام المرأة، واعتبر لها شخصية تميزها عن غيرها، وذلك
بأن أمر الإسلام بحجابها، بأن تغطي جميع جسمها عن الرجال الأجانب عنها، وحرّم الإسلام
خلوة الرجل غير المحرم بالمرأة، وجعل مكان المرأة بيتها”، وحدّدوا مجال عملها
في تدريس وتطبيب بنات جنسها، ورعايتهن اجتماعيًا، والقيام بحق زوجها وتربيتها لأولادها،
وعند خروجها من منزلها ينبغي أن تلتزم بآداب الخروج، ومنه محافظتها على حجابها
وسترها، وحشمتها ووقارها، وألّا تخرج إلّا للحاجة وتخرج غير متعطرة، ولا متزينة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إنّ المرأة إذا
استعطرت فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا” يعني زانية
. كال ذلك لأجل
ألّا يجد الشيطان مدخلًا لقلبها، أو قلوب الرجال”
.
أسأل: وماذا عن تعطّر الرجل ألا يجد الشيطان مدخلًا
لقلبه، أو قلوب النساء؟
 والذي نلاحظه أنّهم غفلوا تمامًا شخصية المرأة
في الإسلام، وحصروها في الدائرة التي يُريدونها لها، وليس ما يريده لها الإسلام، متجاهلين
شخصيتها المستقلة ذات المواقف الإيجابية تجاه قضايا أمتها، ومشاكل مجتمعاتها  دون أن تخلع حجابها، أو تُدنس عرضها وشرفها، فكانت
أول من اعتنق الإسلام سيدة “خديجة بنت خويلد رضي الله عنها”، كما صمدت
في سبيل الحفاظ على دينها وعقيدتها حتى الاستشهاد، ولقد ضربت لنا السيدة سمية أول
شهيدة في الإسلام أروع مثل في الثَّبات، كما 
تحمَّلت أذى الحصار في شعب أبي طالب 
الذي فرضه كفَّار قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم على
مدى  ثلاث سنوات، وهاجرت مع المهاجرين إلى
الحبشة، وشاركت في بيعة العقبة الثانية، وهاجرت إلى المدينة، وبايعت الرسول صلى
الله عليه وسلم،
كما شاركت في القتال، فبعض النساء
كن يحضرن المعارك الحربية مع أزواجهن، أو أبنائهن، وكن يداوين الجرحى ويصنعن
الطعام ويقمن على المرضى، وبعضهن كان يشارك في القتال عندما تضطرهن ظروف المعركة، ومنهن
نسيبة بنت كعب”أم عمَّار”، أول ممرضة في الإسلام التي دافعت عن النبي
صلى الله عليه وسلم في موقعة أحد عندما انصرف أكثر الرجال إلى الغنائم بعد هزيمة
المشركين، كما فقدت يدها اليسرى في حرب الممتنعين عن دفع الزكاة، وقال سيدنا أبي
بكر رضي الله عنه “لقد سبقتها يدها اليسرى إلى الجنة”، وصفية بنت عبد
المطلَّب التي كانت ضمن النساء في موقعة الخندق”الأحزاب”، وقد أمر
الرسول صلى الله عليه النساء بأن يقمن في حصن 
حسَّان بن ثابت، فجاء أحد اليهود، وحاول اقتحام الحصن فأبصرته السيدة صفية،
وطلبت من حسَّان قتله، فقال: لستُ لهذا، فنزلت من الحصن وداهمت اليهودي بعمود
حديدي وقتلته[سيرة ابن هشام:3/228.]وأعقاب هزيمة المسلمين يوم أحد حملت رمحًا في
يدها تضرب وجوه المنهزمين وتقول لهم: “انهزمتم عن رسول الله”[ابن سعد:
الطبقات الكبرى،6/30.]والأمثلة كثيرة  لا
يتسع المجال لذكرها.
للحديث صلة.
suhaila_hammad@hotmail.com

Leave a Reply