سهيلة زين
العابدين حمّاد
نشر في جريدة المدينة يوم
السبت الموافق 24/11/ 2018

 أواصل الحديث عن الأدلة التي تُثبت تدبير مؤامرة
غربية ضد الدول العربية خاصة، والإسلامية عامة، منها:
6۔ من خلال تصريحات مسؤولين أمريكان، وباعتراف الرئيس جورج
بوش
 في  مذكراته بعدم صحة التقارير الاستخباراتية بشأن وجود
أسلحة دمار شامل في العراق، والتي كانت بمثابة ستار حاول من خلاله بوش إيجاد مبرر
لاحتلال العراق،
بإيهام المجتمع الدولي بأكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتبرير
غزوها، وتمّ قتل أكثر من
201,873  ألف شهيد في العراق منذ مارس 2003
إلى 2017، كما تمّ نسف
البنية التحتية
العراقية، وتهجير الملايين، واعتقال الألوف، واغتصاب الفتيات والنساء، وأعمال
التعذيب الوحشية للمعتقلين في السجون، ولاسيما سجن أبو غريب وتدمير دولة العراق
بالكامل، بحثا عن “اللاشيء
“. ولم يُكتف بذلك بل سُرِّح الجيش العراقي، وحوّلت أسلحته إلى خردة
للقضاء على جيش من أقوى الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل، ولم نقرأ من قبل في
تاريخ الاستعمار، أنّ المستعمر سرّح جيش الدولة المحتلة وحوّل سلاحها إلى خردة،
لأنّ هدف المخطط القضاء على  جيوش دول
المواجهة مع إسرائيل لجعل جيشها الأقوى في المنطقة، ومع هذا لم تقم الدنيا على بوش
والولايات المتحدة، كما قامت على السعودية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي!

  بل وُوجِهت كل هذه الجرائم بصمت دولي قاتل،
والأصوات التي طالبت بتحقيق دولي في قضية مقتل صحفي واحد ” خاشقجي”  – مع أنّ التحقيقات في السعودية مستمرة مع المتهمين
بقتله لمعاقبة المتورطين – صمتت أمام جريمة إسقاط دولة واغتيال شعب، ولم تطالب
بتكوين لجنة دولية للتحقيق في جريمة غزو العراق ومحاكمة  جورج بوش وطوني بلير على غزوهما  العراق بموجب معلومات كاذبة، وتوقيع عقوبات على
أمريكا وبريطانيا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لا تُعاقب الدول الكبرى على
جرائمها في حق الشعوب والدول المستضعفة؟ بل لماذا لا تُعاقب إسرائيل على ما ترتكبه
من جرائم  في حق الشعب الفلسطيني يوميًا؟
تكوين القاعدة، ثمّ داعش
والحوثيين، وما سُميِّت بثورات” الربيع العربي” كلها أدوات استعمارية لتنفيذ
مخطط التقسيم.
8۔ ما تتعرّض له المملكة العربية السعودية من
حملة دولية وإقليمية شرسة  لمقتل الصحفي
السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، هو من ضمن المؤامرة لإسقاط
الدولة السعودية، ونشر الفوضى فيها لتقسيمها، بدءًا بإضعاف حكم الملك سلمان  بإبعاد ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي
استطاع في غضون ثلاثة أعوام بتوجيه وحكمة وجرأة  وسعة ثقافة والده، وما يتمتع به من جرأة الشباب،
 وسعة أفقه ومداركه، وخلفيته الثقافية،
وثقته بقدرات وكفاءة وصمود شعبه انتقل بالسعودية نقلة نوعية اقتصاديًا واجتماعيًا
وتقنيًا،  بل قفز بها متخطيًا عشرات السنين؛
إذ
ارتفعت حصة السعودية من ثروات العالم السيادية،
فقد احتسب الصندوقين(صندوق الاستثمارات العامة + ساما)إلى  نهاية أغسطس 2018 إلى 875.6 مليار دولار(3.3 تريليون
ريال) ليكون الرابع عالميًا في حجم الصناديق السيادية ال79عالميًا
.
    وبالنظر إلى مساهمة الأنشطة
الاقتصادية في نمو القطاع غير النفطي، يتبين لنا أنّ معظم النمو جاء بسبب التحسن
في نشاطي الصناعة والتعدين غير النفطي، حيث نما كل منهما بمعدل 4.6 بالمائة، و 6.3
بالمائة على التوالي
.  وهذا القطاع الذي يتوقع
أن يقود النمو في المستقبل وفق توجهات رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد الوطني
.
إضافة إلى تطلعات الأمير الشاب في مجالات الصناعة
والتقنية، فمنذ عدة أيام دشّن  أربع مشاريع
عملاقة، هي:أول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات، ومختبر
لتوثيق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، ومحطتين لتحلية المياه المالحة
بالطاقة الشمسية.
   كما
شهدت المملكة نقلة نوعية من الناحية الاجتماعية في غضون الثلاث سنوات؛ إذ تغيّرت
الصورة النمطية للمرأة السعودية القائمة على انتقاص أهليتها والتقليل من شأنها
تغيراً جذريًا، وأصبح يُنظر إليها مكتملة الأهلية في رؤية 2030، وتمكينها بفتح  أبواب عمل لها كانت مُغلقة في وجهها
.
   فالمتآمرون والمبتزّون دوليًا وإقليميًا لا
يريدون تحقيق أية نهضة في السعودية، فما بالكم بنهضة شاملة سترتقي بالمملكة إلى
مصاف الدول المتقدمة في غضون سنوات قليلة، والوقوف إلى جانب دول المنطقة المجاورة
للحفاظ على أمنها واستقرارها والنهوض بها؛ لذا كانت الحملة الشرسة على المملكة إثر
قتل الصحفي “خاشقجي” في القنصلية السعودية، فاستغلوها كمبرر للهجوم على
المملكة لإسقاط ولي العهد
. في حين تغاضوا عن جرائم أمريكا في غزوها
لأفغانستان والعراق، وفي معتقل جوانتنامو، وسجن أبو غريب في العراق ، وتغاضوا
أيضًا
عن اعتقال أوردوغان لألوف
الصحفيين الأتراك، بل اعتقاله 224 ألف
شخصًا،
منهم صحفيون وقضاة ومعلمون وعسكريون وغيرهم فيما يعرف بحملة “التطهير”،
إثر
انقلاب 2016م
.
     هذا
ورغم إعلان نجلي جمال خاشقجي – رحمه الله – في قناة سي إن إن رفضهما تسييس قضية
مقتله والدهما، وأنّهما واثقيْن من عدالة المملكة ومعاقبة قتلة والدهما، لإخراس
ألسنة المتآمرين والمزايدين إلّا أنّه لا تزال هناك محاولات ابتزاز وتهديد للمملكة
من خلال تصريحات بعضهم
.
وهل بعد كل هذا نقول: لا توجد مؤامرات ضدنا؟!!!!!!
المصدر : جريدة
المدينة

Leave a Reply