نظرية المؤامرة!(1)
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 10/11/
2018م
2018م
ممّا
يثير الدهشة والاستغراب أنّه رغم ما يعلنه مسؤولون غربيون عن مخططاتهم ضد البلاد
العربية والإسلامية إلّا أنّ هناك من يتهم العرب والمسلمين القائلين بنظرية
المؤامرة أنّهم يُسوِّغون إخفاقات وأخطاء المجتمع العربي بالتهويل من (نظرية المؤامرة)
وجعلها شماعة يلقون عليها كافَّة الأعذار التي يرون أنَّها وحدها تحول بينهم وبين
ما يتطلَّعون إليه من اللحاق بركب التنمية والتجديد والتنوير بمفاهيمها
الإسلاميَّة لا الليبراليَّة، فيلجؤون لاتهام الغرب أو غير المسلمين بأنَّهم السبب
الحقيقي لعدم تقدمهم.
يثير الدهشة والاستغراب أنّه رغم ما يعلنه مسؤولون غربيون عن مخططاتهم ضد البلاد
العربية والإسلامية إلّا أنّ هناك من يتهم العرب والمسلمين القائلين بنظرية
المؤامرة أنّهم يُسوِّغون إخفاقات وأخطاء المجتمع العربي بالتهويل من (نظرية المؤامرة)
وجعلها شماعة يلقون عليها كافَّة الأعذار التي يرون أنَّها وحدها تحول بينهم وبين
ما يتطلَّعون إليه من اللحاق بركب التنمية والتجديد والتنوير بمفاهيمها
الإسلاميَّة لا الليبراليَّة، فيلجؤون لاتهام الغرب أو غير المسلمين بأنَّهم السبب
الحقيقي لعدم تقدمهم.
ولنقطع
الشك باليقين تعالوا نسترجع معًا تصريحات مسؤولين غربيين عن مؤامراتهم ومخططاتهم
ضد الإسلام والعرب والمسلمين.
الشك باليقين تعالوا نسترجع معًا تصريحات مسؤولين غربيين عن مؤامراتهم ومخططاتهم
ضد الإسلام والعرب والمسلمين.
من ذلك:
1.
نشأة الحركة الاستشراقية، فبعدما فشلت المواجهة العسكرية للإسلام
والمسلمين في الحروب الصليبية، رأت البابوية ورجال الدين المسيحي محاربة الإسلام
بالفكر، فقد وضع الاستشراق الرسمي موضع التنفيذ منذ انعقاد مجمع فينا الكنسي(1311 –
1312م) وذلك نزولاً على قرار البابا اكليمنص الخامس؛ إذ أوصى بتأسيس كراسي
الأستاذية للعربية واليونانية والعبرية والسريانية في جامعات باريس وأكسفورد
وبولونيا وغيرها. فنشأةُ الاستشراق الرسمي بإذن الباباوات وبتنسيق المجالس الكنسية
دليل قاطع على أنَّ الاستشراق قام لهدف ديني في المقام الأول، ولكن هذا لا يمنع من
وجود أهداف أخرى دنيوية وفي مقدمتها الأهداف السياسية والاقتصادية، ويوضح هذا
تقرير المراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كمبردج بالنسبة إلى إنشاء كرسي اللغة
العربية فيها، فقد قررت هذه المراجع في خطاب مؤرخ في 9 مارس سنة 1636م، وموجه إلى
مؤسس هذا الكرسي جاء فيه:” ونحن ندرك أنَّنا لا نهدف من هذا العمل إلى
الاقتراب من الأدب الجيد بإلقاء الضوء على المعرفة، وهي لا تزال محتبسة في نطاق
هذه اللغة التي نسعى لتعلمها، ولكننا نهدف أيضًا إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملك
والدولة عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية وإلى تمجيد الله بتوسع حدود الكنيسة
والدعوة إلى الديانة النصرانية بين هؤلاء الذين يعيشون في الظلمات”[د. عبد
اللطيف الطيباوي: المستشرقون الناطقون بالإنجليزية، ترجمة وتقديم د. قاسم
السامرائي، ص21، الرياض: عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1411ه/1961م] وهكذا نجد أنًّ الدافع الأول لنشأة الاستشراق في الغرب هو الدافع
الديني، فقد بدأ بالرهبان، واستمر كذلك حتى عصرنا الحاضر، وكان همهم الطعن في
الإسلام وتشويه محاسنه، وتحريف حقائقه ليثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم
الدينية أنّ الإسلام دين لا يستحق الانتشار، وأنَّ المسلمين قـوم همج لصوص وسفاكو
دماء، ويحثهم دينهم على اللذات الجسدية، ويبعدهم عن كل سمو روحي وخلقي. وكان لهذا
الدور الاستشراقي آثار سلبية على مستقبل الدراسات الإسلامية في المجتمعات
الإسلامية، بل كان له أثره في تدعيم حركتي التنصير والاستعمار في الشرق.
نشأة الحركة الاستشراقية، فبعدما فشلت المواجهة العسكرية للإسلام
والمسلمين في الحروب الصليبية، رأت البابوية ورجال الدين المسيحي محاربة الإسلام
بالفكر، فقد وضع الاستشراق الرسمي موضع التنفيذ منذ انعقاد مجمع فينا الكنسي(1311 –
1312م) وذلك نزولاً على قرار البابا اكليمنص الخامس؛ إذ أوصى بتأسيس كراسي
الأستاذية للعربية واليونانية والعبرية والسريانية في جامعات باريس وأكسفورد
وبولونيا وغيرها. فنشأةُ الاستشراق الرسمي بإذن الباباوات وبتنسيق المجالس الكنسية
دليل قاطع على أنَّ الاستشراق قام لهدف ديني في المقام الأول، ولكن هذا لا يمنع من
وجود أهداف أخرى دنيوية وفي مقدمتها الأهداف السياسية والاقتصادية، ويوضح هذا
تقرير المراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كمبردج بالنسبة إلى إنشاء كرسي اللغة
العربية فيها، فقد قررت هذه المراجع في خطاب مؤرخ في 9 مارس سنة 1636م، وموجه إلى
مؤسس هذا الكرسي جاء فيه:” ونحن ندرك أنَّنا لا نهدف من هذا العمل إلى
الاقتراب من الأدب الجيد بإلقاء الضوء على المعرفة، وهي لا تزال محتبسة في نطاق
هذه اللغة التي نسعى لتعلمها، ولكننا نهدف أيضًا إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملك
والدولة عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية وإلى تمجيد الله بتوسع حدود الكنيسة
والدعوة إلى الديانة النصرانية بين هؤلاء الذين يعيشون في الظلمات”[د. عبد
اللطيف الطيباوي: المستشرقون الناطقون بالإنجليزية، ترجمة وتقديم د. قاسم
السامرائي، ص21، الرياض: عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1411ه/1961م] وهكذا نجد أنًّ الدافع الأول لنشأة الاستشراق في الغرب هو الدافع
الديني، فقد بدأ بالرهبان، واستمر كذلك حتى عصرنا الحاضر، وكان همهم الطعن في
الإسلام وتشويه محاسنه، وتحريف حقائقه ليثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم
الدينية أنّ الإسلام دين لا يستحق الانتشار، وأنَّ المسلمين قـوم همج لصوص وسفاكو
دماء، ويحثهم دينهم على اللذات الجسدية، ويبعدهم عن كل سمو روحي وخلقي. وكان لهذا
الدور الاستشراقي آثار سلبية على مستقبل الدراسات الإسلامية في المجتمعات
الإسلامية، بل كان له أثره في تدعيم حركتي التنصير والاستعمار في الشرق.
2. إعلان نائب الرئيس
الأمريكي في حفل الأكاديمية البحرية
بولاية ماريلاند عام 1992م أنَّهم أخيفوا في هذا القرن من ثلاث تيارات، وهي النازية والشيوعية والأصولية
الإسلامية، وتمكنوا من الخلاص من النازية والشيوعية، ولم يبق أمامهم سوى الأصولية
الإسلامية، فما أعلنه الرئيس الأمريكي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام
2001م قيام حرب صليبية على الإسلام لم تكن
زلة لسان، وإنَّما هي بالفعل حرب صليبية ثانية على الإسلام.
الأمريكي في حفل الأكاديمية البحرية
بولاية ماريلاند عام 1992م أنَّهم أخيفوا في هذا القرن من ثلاث تيارات، وهي النازية والشيوعية والأصولية
الإسلامية، وتمكنوا من الخلاص من النازية والشيوعية، ولم يبق أمامهم سوى الأصولية
الإسلامية، فما أعلنه الرئيس الأمريكي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام
2001م قيام حرب صليبية على الإسلام لم تكن
زلة لسان، وإنَّما هي بالفعل حرب صليبية ثانية على الإسلام.
للحديث صلة.
المصدر : جريدة
المدينة
المدينة