السبت 24 / 03 / 2018
سهام زين العابدين حماد

تقديم:
بحمد الله تمَّ نشر الحلقة الأولى من موضوع القضيَّة
الفلسطينيَّة في جريدة المدينة والتي ستُنشر تباعًا في (13)حلقة مُتَّصلة مُنفصلة
، الهدف منها التَّعريف بالقضيَّة الفلسطينيَّة والتَّوعية بأبعادها وبيان خطورة
المخطَّطات الصهيونية والقوى الكبرى لتصفيتها
.
التوقيع:
سهام زين العابدين حمّاد



مائة عام مضت على وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني الذي
يحتوي على شقيْن: أوّلهما إقامة دولة يهودية، ثانيهما مقرُّها فلسطين.. لمناقشة
هذين الشقين، سأورد النقاط التالية
:
هناك جماعة يهودية تتكون من حاخامات يهود (حركة ناطوري كارتا)
يعتقدون بما جاء في التوراة غير المحرّفة، بأنّ إقامة دولة لليهود هو ضد الله،
بمعنى أنَّ الله حرَّم عليهم إقامة دولة، وليس لليهود حق في شبر واحد من أرض
فلسطين.. وبشهادة عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين والذي يعمل في جامعة
تل أبيب والمعروف بأبي الآثار «أنَّ لا علاقة للإسرائيليين بالقدس، ولا توجد أية
آثار تدعم هذا الزعم
».
يدّعون أنَّ لهم حقًا تاريخيًا في فلسطين! وللرد على ذلك
أقول: القانون الدولي لا يُقِرُّ مبدأ الحق التاريخي، ولو طُبِّق الحق التاريخي
ستنشب حروب طاحنة وتتغيِّر خارطة العالم بشكل كبير، ثمَّ أنَّنا لو رجعنا للتاريخ
لا نجد لليهود أيّ حق تاريخي في فلسطين، فأوَّل شعب معروف استوطن أرض فلسطين هم
الكنعانيون، وهم عرب من الجزيرة العربية سكنوا فلسطين سنة 3000 قبل الميلاد، وفي
سنة 1011 قبل الميلاد تكوَّنت مملكة داوود في السامرا ويهوذا (مساحتها 15 فدانًا
فقط، وسكانها لا يزيدون عن 2000 شخص) ولم تمتد إلى أكثر من ذلك، أي لم تصل إلى
القدس، وكل ما جاء خلاف ذلك في كتابهم المقدس تحريف منهم، وكذلك بعض المسميات مثل
أورشليم وصهيون.. وغيرها هي أسماء كنعانية وليست عبرية، كما يدَّعي اليهود، وكونها
وردتْ في التوراة لا يعني أنَّها عبرية
.
قرار الأمم المتحدة 34/23 للعام الماضي نصَّ على أنَّ وجود
إسرائيل على الحائط الغربي في القدس لا يتمتَّع بمشروعية قانونية ويُمثِّل
انتهاكًا جسيمًا بموجب القانون الدولي، وفي مايو 2017أعلن اليونسكو وهو المسؤول عن
الحفاظ على التراث التاريخي أنَّ إسرائيل لا تتمتَّع بأي حق قانوني أو تاريخي في
أيّ مكان في القدس
.
إذًا لا شيء يُدعِّم ادِّعاءاتهم، ومع ذلك أصبح وعد بلفور
حقيقة واقعة على أرض فلسطين، تُرى كيف؟ لتنفيذه أقرَّتْ عصبة الأمم المتّحدة
انتداب بريطانيا على كامل الأراضي الفلسطينية بشكل رسمي عام 1922م بعد انتهاء
الحرب العالمية الأولى وهزيمة تركيا فيها. عندئذ أعلنتْ بريطانيا فتح باب الهجرة
إلى فلسطين أمام يهود العالم. كان عدد يهود فلسطين عند بداية الانتداب خمسين
ألفًا، ليُصبح عند نهاية الانتداب نصف مليون، وفي 30 نوفمبر 1947م قرَّرت الأمم
المتَّحدة إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي مايو عام 1948م تمَّ بالفعل
انسحاب بريطانيا من فلسطين، وإعلان الحركة الصهيونية لدولة إسرائيل بعدما أخلى
الصهاينة من فلسطين أكثر من نصف سكانها
.
المصدر : جريدة المدينة http://www.al-madina.com/article/566590/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89/%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B1-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%82

Leave a Reply