4-قضايا الأمة العربية والإسلامية

مراجعات على الدكتور يوسف زيدان(12 ج2) بشأن مقولته” ابن الكراهية! الحلقة الأخيرة من هذه المراجعات

د. سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 10/3/ 2018م
المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي وتحليله للشخصية اليهودية
أواصل الحديث عن مدى كراهية اليهود
الصهاينة للعرب ، وما قاموا به من حروب ومؤامرات ضد العرب:
1.   
واليهود هم الذين بثّوا كراهية
العرب والمسلمين في نفوس أبنائهم من الصغر،
فالتعليم
الإسرائيلي لا يتجه إلى تربية الناشئة أو تثقيفهم أو تعليمهم بل يغذي الأجيال
اليهودية القادمة بالعنف، وكراهية الآخر المتمثل بالفلسطيني والعربي المحيط
بالكيان الصهيوني المحتل، ويقدم شرائح من الخريجين اليهود ،وقد تمكنت العنصرية
المنغلقة والمتعصبة قوميًا من عقولهم وقلوبهم، فالتربية العسكرية (عسكرة التعليم)
والأيديولوجية الصهيونية، وعملية السلام، وتاريخ تأسيس دولة اليهود في فلسطين لا
يمكن أن تكون من الهوامش؛ لذا يربط التعليم القتل للآخر بالنصوص الدينية والأمثلة
التاريخية وفتاوى الحاخامات حتى تحول القتل إلى عبادة، ثم طبق ذلك كله على أرض
الواقع فتمخض منه جيل عسكري لا يؤمن إلا باليهود وخصوصـيتهم (شعب الله المختار) و
(أرض الميعاد) و (بناء الهيكل) و (إنقاذ العالم
.إضافة
إلى المحافظة على روح الكراهية اليهودية للأمم والمجتمعات الأخرى، وتضخيم
معاناتهم، واحتكارهم للألم والتفوق والوحدة والتشتت

مع ما يعضد ذلك من وجود إله
خاص بهم مدجج بالسلاح يسره منظر الدماء.ومن البديهيات
أن لا تكون مناهج التعليم الإسرائيلية عادلة ما دامت تتحدث عن المستوطنات والهجرة
وأرض الأجداد والقدس والحدود الآمنة وقانون العودة والحق التاريخي وأرض إسرائيل
الكبرى، وتقديم الحرب على أنّها ضرورة حتمية للمحافظة على اليهودية واليهود وتحقيق
خطة / إسحاق ليفي –وزير التعليم في حكومة نتنياهو- والتي تهدف إلى خلق صلة وثيقة
بين الطلبة والجيش من سن رياض الأطفال حتى مرحلة الدراسة الثانوية أو برنامج تعزيز
الحافز والجاهزية للخدمة في الجيش الإسرائيلي
.ومن
دلائل الظلم والعنف فيها أنّها تتكئ على التوراة المحرفة والتلمود المقدس وتترجم
ما فيهما من حكايات وقصص إلى صور حية تعبر عن منهج الكيان الصهيوني وسرّ بقائه وقد
صرح موشبه منوحن قائلًا” علمونا في الجمنازيوم إن نكره العرب وان نحتقرهم
وعلمونا كذلك إن نطردهم على اعتبار إن فلسطين هي بلادنا لا بلادهم
“.[1]

2.   
يعتقد الزعماء الصهاينة بأنّ ما تمّ إنجازه حتى الآن من قيام الدولة
1948م ، هو جزء من الوعد الإلهي بن المذكور، فقد قال غوريون أمام لجنة التحقيق الأنجلو
أمريكية عام 1946″ أنّ خريطة الانتداب البريطاني ، غيّر أنّ الشعب اليهودي
خريطة أخرى يجب على شبابنا ورجالنا أن يحققوها ، وهي ما نصّت عليه التوراة [2]
3.   
  وهكذا فإنّ معرفة العهد
القديم هو اضطلاع على الخطر الحقيقي، الذي ينتظر الأمة العربية، وإذا كان القتل
عند الإسرائيليين مشروعًا بالنسبة للشعوب الأخرى ، فإنّ قتل العرب يُعتبر تقربًا
إلى الله ، لأنّ الشعب الإسرائيلي يكره العرب ، ويعكس هذه الكراهية في ذريته جيلًا
بعد جيل. [3]    ويتمثل ذلك في مختلف وجوه سياسة إسرائيل خاصة
التربوية منها، وقد ذكر موشيه منوحن [4]:”
أنّهم طبعوا في قلوبنا الفتية بالترديد المتواصل أنّ أرض الوطن يجب أن تصبح مطهّرة
من الأجانب.”
4.   
كما يؤكد عالم الاجتماع اليهودي “جورج تامارين” أنّ الحكومة
الإسرائيلية من خلال تدريسها التوراة بطريقة غير نقدية تنمي روح الكراهية والحقد ،
بل العنصرية تجاه سكان البلاد الأصليين” [5]
5.   
واستنادًا إلى تعاليم التوراة والتلمود أصدر الحاخام ” شلومو
غورن فتوى دينية مفادها أنّه يحق لليهود قتل المدنيين العُزّل من غير اليهود لأنّ
الشريعة اليهودية تسمح بذلك في حالة مقاومتهم للاحتلال بأي شكل كان [6]
6.   
في المرحلة الأولى من الانتداب البريطاني على فلسطين ، وحتى الآن ،
وأنّ الهيكل الاجتماعي ، وطريقة الحياة في المدارس درجة تفوق ما يحصل في غيرها من
المجتمعات ؛ إذ أنّ إسرائيل تقوم بتهيئة نفسية الطلاب ابتداءً من الحضانة والروضة
، وانتهاءً بالدراسات العليا الجامعية بكافة الوسائل وأشكال الخلق الثقافي من خلال
المؤسسات التربوية اليهودية في الداخل والخارج ، وتتم هذه العملية بإشراف مجموعة
من الدوائر الصهيونية التي تعمل بتوجيه وإرشاد دائرة التنظيم في المنظمة الصهيونية
العالمية ، وذلك من أجل تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة بتهيئة الظروف  الأساسية للوجود اليهودي القومي فوق أرض
إسرائيل الكبرى بحدودها التاريخية ، وذلك عن طريق 
تحقيق التوافق الاجتماعي والانبهار الثقافي للمجتمع الإسرائيلي باختلافاته
العرقية والأيدلوجية ممّا يتحقّق معه خلق جيل جديد متوحد ينسجم مع مبادئ وأهداف
الحركة الصهيونية ، ويتطلب ذلك تربية الأطفال تربية  أيدولوجية موجهة تعتمد على زرع الشعور بالتفوق
العرقي والحضاري ، والتأكيد على التفوّق العلمي ، هذا التفوق الذي تعطيه إسرائيل
أهمية السلاح ، فإذا كانت أهداف التعليم تنبع من الفلسفة العامة لإسرائيل، وهي
الصهيونية ، فما هي الصهيونية؟
الصهيونية هي القومية
اليهودية الممتزجة بالدين اليهودي امتزاجًا عنصريًا، وترمي إلى جمع شتات اليهود في
وطن واحد ” أرض المعاد” طبقًا لاعتقادهم.
[7]
وفي المقابل فإنّ التاريخ يشهد أنّ  الدول العربية والإسلامية استضافت اليهود  عندما طردتهم أوربا ، وأحسنت استضافتهم،
ولم تميز بين مواطنيها مسلمين ومسيحيين ويهود،
 فالفيلسوف 
موسى بن ميمون اليهودي القرطبي كان من أعظم الأطباء في عصره والذي غادر
الأندلس إلى المشرق وعين طبيبًا لصلاح الدين الأيوبي ثم عين مدرسًا بالقاهرة، كما 
وجد أعداد كبيرة من اليهود 
في المغرب الأقصى، وكان أكثرهم بالعاصمة فاس حيث سكنوا حي الملاح مع الروم،
وكان لليهود دور كبير في الحياة السياسية في الدولة المرينية ؛حيث وصل بعضهم إلى
أرفع مناصب الدولة، فكان خليفة بن ميمون بن زمامة حاجبًا للسلطان يعقوب بن عبد
الحق، وتولت أسرة بني وقاصة اليهودية قهرمة القصر السلطاني في عهد السلطان يوسف بن
يعقوب بن عبد الحق، وفي عهد آخر سلاطين بني مرين السلطان عبد الحق بن أبي سعيد
المريني تولى منصب الوزراء اثنان من اليهود هما هارون وشاويل، وقد أدى تحكم اليهود
في الدولة عن طريق هذين الوزيرين إلى مقتل السلطان عبد الحق المريني وسقوط الدولة المرينية.
[8]
      وبعد كل هذا أعطني يا دكتور يوسف مثالًا
واحدًا لاغتيال العرب لعالم يهودي، أو قيام العرب بمذبحة واحدة لليهود، فمن هم
أبناء الكراهية نحن العرب، أم الصهاينة الذين يُورّثون لأولادهم وأحفادهم كراهيتهم
للعرب، بل يبثون بين شعوب العالم كراهية العرب.
إنّ جرائمهم التي ارتكبوها في حقِّنا هي التي بثّت كراهيتنا لهم ، وواجبنا
أن نبيّن لأولادنا وللعالم أجمع جرائمهم ونكشف مخططاتهم ضدنا، ومؤامراتهم علينا.
     لقد فهم المؤرخ
البريطاني ” أرنولد توينبي” الشخصية اليهودية أكثر بكثير من الدكتور
يوسف زيدان ، فهاهو المورخ توينبي يُحلل الشخصية اليهودية،
وموقف
اليهود من شعوب العالم وعدائهم للمسيحية
في كتابه
“مشكلة اليهودية العالمية” ؛ إذ يرى توينبي موقف اليهود من شعوب العالم
فهم يعتبرون غيرهم أقل منهم منزلة وأنهّم الشعب المختار، أمّا شعوب العالم فهم في
مركز منحط يطلقون على أفرادها كلمة “الأميين” هم بتعبيرات الشاعر
البريطانى كبلينج
Kippling سلالات دنيا لا شريعة لها. وتقبلت الكنيسة
المسيحية دون مناقشة تفسير اليهود لتاريخهم كما ورد في التوراة مما تضمه بين
طياتها من المطاعن ضد الشعوب التي احتكوا بها كالفينيقيين والفلسطينيين والأوروبيين
والموابيين والعموريين والدمشقيين، وانفرد اليهود في هذا الميدان بإقدامهم على رفع
سجل تاريخهم إلى منزلة التقديس، ونجاحهم نجاحاً لا يبارى في إيهام مئات الملايين
من البشر على مدى الأحقاب أو يناقشه مناقشة علمية عقاب الله في الدنيا والآخرة ،
ومن الناحية الأخرى لا يوجد لأعداء اليهود والقدامى من ينهض للدفاع عن قضيتهم إلا
أصوات العلماء والباحثين الخافتة، وتعتبر المذاهب المسيحية على اختلافها التاريخ
اليهودي تاريخاً مقدساً المسيح، ومهما يكن نصيب الفرد المسيحي من الاستنارة
الفكرية ومقدار تحرره الذهني فيصعب عليه بمكان أن يتخلص من التراث اليهودي في
المسيحية، لأنّه كامن في شعوره الباطن ويوجه مسار تفكيره وبالتالي، فإذا كانت
الكشوف الأثرية تهدم ادعاءات اليهود ،وتلقى أضواء صادقة على المجتمعات الأخرى، فما
برحت جمهرة المسيحيين تأخذ التاريخ اليهودي، كما ورد في التوراة قضية مسلماً بها،
ثم يبين سبب تقوقع اليهود، فيقول:”.. تشبث اليهود بفكرة أنّهم الشعب المختار
فاقتضاهم عجزهم عن الاستجابة لتحدي ظهور المسيحية ، ثم الإسلام إلى التقوقع
روحانياً وفكرياً، ولولا ظهورهما لعاشت اليهودية في ظل وثنية هيلينية.[9]
وأنَّ الصدمات العنيفة التي أصابت النفسية اليهودية يرجع تحول العقيدة
اليهودية القديمة إلى ما أصبحت عليه بعد ذلك من تحجر وكراهية العالم لليهود
وبالتالي، وفي طليعة تلك الصدمات ما كابدته اليهودية على أيدي بنوخذ نصر في العقد
الثاني من القرن السادس قبل الميلاد، وأنطيوخس الرابع خلال العقد الثاني من القرن
السادس قبل الميلاد، والرومان أثناء الحروب الرومانية إبان القرنين الأوليين
الميلاديين تأثير على التاريخ اليهودي أقوى من تأثير ظهور المسيحية.[10]
وللأسف نجد أنّ الدكتور يوسف زيدان مثل ما قال المؤرخ توينبي عن جمهرة
المسيحيين أخذ التاريخ اليهودي ، كما ورد في التوراة قضية مسلمًا بها.، من ذلك
قوله بأنّ لليهود حق من النيل للفرات، مع ثبوت عدم صحة نسبة أسفار العهد القديم
المُتداولة إلى توراة موسى عليه السلام، 
فبنو إسرائيل لا وطن لهم ، ولم يستطع الدكتور إسرائيل ولفنسون أن يُغيِّر
هذه الحقيقة ؛ إذ قال عن أصل كلمة عبري : ” في الواقع لا ترجع إلى شخص بعينه
، أو حادثة معينة ، وإنّما ترجع إلى الموطن الأصلي لبني إسرائيل – ولم يحدد هذا
الموطن – وذلك  أنّ كلمة   بني إسرائيل تعود إلى كونهم كانوا في الأصل من
الأمم البدوية الصحراوية التي لا تستقر في مكان ، بل ترحل من بقعة إلى أخرى بإبلها
وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى ، وكلمة عبري في الأصل مشتقة من الفعل الثلاثي
(عبَر ) بمعنى قطع مرحلة من الطريق ، أو عبر الوادي ، أو النهر من عبره إلى عبره أو
عبر السبيل شقها … وكل هذه المعاني نجدها في هذا الفعل سواءً في العربية
والعبرية … ثمّ يقول : وقد كان الكنعانيون والمصريون والفلسطينيون يسمون بني
إسرائيل بالعبريين لعلاقتهم بالصحراء وليميزوهم عن أهل العمران .” [11]
وقوله هذا يؤكد أنّ العبريين ( بني إسرائيل) ليسوا من الكنعانيين خلاف
ما نسبه الدكتور يوسف زيدان لإسرائيل ولفنسون.
وأنا أسأل هنا د. يوسف زيدان :
لمصلحة مَنْ تزعم هذا الزعم المُخالف للحقيقة؟
  أتعلم
ما هي مشكلتك يا دكتور يوسف؟ مشكلتك أنّك تظن أنّك الوحيد الذي يمتلك الحقائق
التاريخية، وما تقوله على الجميع أن يقبله بلا نقاش، وحتى بعد مراجعات بعض علماء
الدين على ما قلته ، لا زلت متمسكًا بكل ما قلته، رغم أنّك أعلنت أنّك ستتراجع عن
ما قلته إن أتى من يُناقشك بأدلة ، فقد تابعتُ ردودك عليهم ، ولكنك لا زلت مصرًا
على قولك:
1.   
 إنّ  الصلاة قد فُرضت في المدينة يعني فُرضت في
المدينة، لا نقاش في هذا.
2.   
المسجد الأقصى الذي ورد في أول سورة الإسراء هو بالجعرانة في طريق
الطائف، وليس المسجد الأقصى بالقدس الذي بناه عبد الملك بن مروان ما بين العقديْن
السادس والسابع ليحج الناس إليه بدلًا من الكعبة، وأنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم
أسري به من المسجد الأقصى بالجعرانة بالطائف إلى المسجد الحرام،عملًا بمقولة
المستشرق البريطاني الفريد جيوم وعليكم قبول هذا، وأنّ رواية الواقدي تقول هذا ،
رغم أنّها تتحدث عن عمرة الجِعرانة التي كانت بعد فتح مكة، ولا تتحدث على الإطلاق
عن الإسراء ، ولكن عليكم القبول بما أقول.
3.   
إنّ قبلة المسلمين كان الحائط المبكى لليهود ، مع أنّ الثابت أنّ قبلة
المسلمين كان المسجد الأقصى الذي بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد الكعبة
المشرّفة بأربعين عامًا على جبل يتجه إلى الكعبة.
4.   
 أنكرت المعراج بدعوى أنّ سورة النجم التي تتحدّث
عن المعراج نزلت قبل سورة الإسراء ، فكيف يكون معراجًا ، والإسراء لم يتم بعد؟ بل
سورة الإسراء تقرر أنّه لا يوجد معراج ، يعني تزعم أنّ القرآن يُكِّذب نفسه!!!
5.   
 شكّكت في القرآن بإقرارك بقصة الغرانيق التي
وضعها الزنادقة ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
6.   
 وأنّ القدس ليست لها أية قدسية لدي المسلمين،
فبيت مقداش مدينة يهودية ، وإيلياء مدينة مسيحية، وأصلًا المسلمون لا يُقّدِّسون
مقدساتهم ولا يحترمونها ، فاعتدوا على الكعبة أكثر من مرة.
7.   
 والسنّة النبوية لا يؤخذ بها فهي كُتبت بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم ب(250 ) سنة لأنّ حضرتك – المتخصص في توثيق المخطوطات-
لم تُفرِّق بين الكتابة والتدوين والتصنيف، ولم تقرآ الوثائق التي تثبت أنّ السنة
كُتبت بحضوره عليه الصلاة والسلام، في حين أخذت بالتوراة التي كُتبت على مدى ألف
ومائة عام[12] ،
وكان الكاهن عزرا من أبرز كتبة التوراة الكثيرين؛ حيث
ارتبط اسمه بكتابة التوراة، ويذكر
Hosmer  أنّ عزرا هو الذي – في منتصف القرن الخامس قبل
الميلاد – قاد جماعة من اليهود إلى فلسطين ؛ حيث استعاد بها الحياة اليهودية ، وهو
الذي أبرز أجزاء كثيرة مما سُمّي فيما بعد بالعهد القديم، وقد أكمل الكهنة الذين
جاءوا بعد عزرا ما بدأه هذا الكاهن ، وفي عهد المكائيين كانت أجزاء العهد القديم
قد وُجِدت تقريبًا  ولكنها لم تكن وضعت في
نظامها المعروف الآن، كما أنّها لم تكن في مستوى واحد من حيث الإجلال والتقدير .
[13]
   وماذا
بعد يا  دكتور يوسف؟ فقد كثُرت أخطاؤك
ومغالطاتك التاريخية، وتزييفك للتاريخ ، وتجاوزك حتى على كتاب الله، وعلينا أن
نقبل بما تقوله برفضك الإقرار بخطأ ما ذهبت إليه، كل هذا لتعطي للصهاينة حق في
القدس، وهو لا حق لهم،  بإثبات من علماء
الآثار – يهود ومسيحيين –  الذين لم يجدوا
أثرًا يهوديًا واحدًا في القدس، مع نفيك حق الفلسطينيين في قدسهم مسلمين ومسيحيين،
وهم أصحاب القدس ومؤسسيها باعتراف كُتّاب العهد القديم، وقد ذكرتُ نصوصًا من
أسفارهم تُثبِتُ ذلك، بل تريد إعطاءهم حق إقامة وطن قومي لهم من النيل إلى الفرات
، كما يُخطّطون،  وتقول إنّ ّالمسجد الأقصى
لا قدسية له عند المسلمين، وما هو إلّا مسجدًا بناه الأموين كأي مسجد من المساجد،
لتبرر جعل القدس عاصمة أبدية للصهاينة كما يُخطّطون، مع إعطائك شرعية لقرار ترمب،
وتعتبر ما قلته بهدف إعادة بناء المفاهيم العامة والتصورات، أي أنّك تريد إعادة
بناء مفاهيم المسلمين والمسيحيين العرب طبقًا للرؤية الصهيونية التي تبنّيتها.
وأعتب بشدة على بعض الذين يستضيفونك في برامجهم
بقبو
لهم ما تقوله في برامجهم، وكأنّها حقائق مُسلّمة
، ولا يطلبون منك ذكر مصادرك ، مع أنّك للأسف تبعث بتاريخ الإسلام والمسلمين،
وتسخر من المسلمين وتُقلل من شأنهم، في حين تُسلِّم بتزوير وتزييف  اليهود الصهاينة للتاريخ، فحضرتك لم ترد على
مزاعم الدكتور إسرائيل ولفنسون ، وباعتقاري ناقدة، فالمتبع عند قراءتك لكتاب أن
تُبيّن الجوانب الإيجابية والسلبية، خاصة  إذا كانت افتراءات ومزاعم باطلة، وسأعد – إن شاء
الله – قراءة لكتاب الدكتور إسرائيل ولفنسون لأثبت لحضرتك مدى تجاوزك وسكوتك عن
افتراءاته ومزاعمه!
  وها أنا ذي أضع بين يديك كل الحقائق التاريخية التي تُثبت عدم
صحة  كل ما قلته بشأن :
1.   
الإسراء والمعراج .
2.   
 فرض الصلاة ، وما إصرارك على فرضها في المدينة
إلّا لتقول أنّ المسلمين أخذوا الصلوات الخمس من اليهود، مع ورودها في سورة الروم
، وهي سور مكية، بل ثبت بقولك هذا أنّك غير ملم بالتاريخ اليهودي، فصلاة اليهود
ثلاث صلوات ،وليست خمس صلوات كما قلت يا دكتور ..
3.   
عدم صحة قصة الغرانيق وثبت أنّها من وضع الزنادقة
4.   
اسم القدس وبيت المقدس وردا 
في أسفار العهد القديم على أنّها كنعانية ، وكان هذا اسمها قبل مجيء بني
إسرائيل لفلسطين،  والمسجد الأقصى بناه
سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد الكعبة بأربعين عامًا، كما أخبرنا بذلك خاتم
الأنبياء والمرسلين .
5.   
أمّا عن اللغتين العربية والعِبرية، ثبت سبق اللغة العربية للعبرية في
الكتابة ، فالفينيقيون العرب هم الذين ابتكروا الحروف الأبجدية .
6.   
ثبت من نصوص العهد القديم التي 
كتبها كهنة اليهود، ومنهم الكاهن عزرا 
أنّ الكنعانيين –  وهم من العرب –
السكان
الأصليين لفلسطين .
7.   
 عدم صحة وعد الله بإعطاء أرض كنعان لنسله،  بدليل ما ورد في أسفار العهد القديم أنّ
إبراهيم ويعقوب عاشا غريبيْن في أرض كنعان .
8.   
 كما ثبت تاريخيًا أنّ هجرة الكنعانيين   من الجزيرة العربية  إلى فلسطين 
كانت بعد الدورة الجلدية الرابعة في الألف الثالث قبل الميلاد، وليس بعد
انهيار سد مأرب الذي كان في القرن الثاني قبل الميلاد ، كما قال حضرتك.
9.   
كما
ثبت أنّ العبرانيين ليسوا من الكنعانيين، وقد نفى هذا د. إسرائيل ولفنسون الذي
نسبت إليه هذا القول.
10.                   
 وثبت قيام حضارة في القدس ، ليس كما نفيت،.
11.                   
كما
ثبت أنّ  اليهود  لم يعملوا على تحرير فلسطين من الإنجليز، وأنّ
منظمة الهاجاناة تأسست لتحقيق هذا الهدف زعمت، بل كان اليهود يعملون على حماية
اليهود في فترة الانتداب بالتعاون مع قوات الانتداب البريطاني الذي كان من أجل
تنفيذ وعد بلفور ، وكان الجنود البريطانيون يدربون رجال الهاجانة على القتال ،
والتي قامت بعدة مذابح للفلسطينيين في مقدمتها مذبحة  دير ياسين ، ولم يقتل اليهود جنديًا بريطانيًا
واحدًا في حين قتلوا الألوف، وأجبروا مئات الألوف من الفلسطينيين على الهجرة من
بلادهم، بترويعهم وهدم بيوتهم عليها أو حرقها، وتنفيذ مذابح جماعية فيهم.
12.                   
 كما ثبت أنّ اليهود الصهاينة  هم الذين زرعوا في نفوس أبنائهم منذ نعومة
أظافرهم كراهية الفلسطينيين وسائر العرب، خاصة عرب الدول المحيطة بدويلتهم، وليس
نحن أبناء الكراهية، ثمّ أنّ المقارنة غير منصفة بين الغاصب المحتل ،  وبين مشاعر المحتلة أراضيهم، والذين تعرّضوا
للقتل والأسر والتعذيب، وهدم بيوتهم أو حرقها ، وهم فيها، ووضع الجدار الحاجز
وغيره من الحواجز ، واعتقال الأطفال والنساء والشباب، إضافة إلى تخطيطهم وعملهم
على تفتيت وتقسيم البلاد العربية إلى أكثر من خمسين دويلة متناحرة فيما بينها
قائمة علي التقسيم العرقي والديني والطائفي!
ومع هذا تبيّن
لنا مدى حقد اليهود الصهاينة للفلسطينيين خاصة، والعرب عامة.
هل ستنفي يا دكتور هذه الحقائق ، وتتمسّك بصحة أقوالك، التي لم
تذكر لنا مصادرها؟  
أنا في انتظار ردك، مع خالص التقدير والاحترام.
وأخيرًا أقول قد برّأتُ ذمتي ممّا سمعته
من حضرتك، وبيّنتُ بالحجج والبراهين بطلان مزاعمك، وأرجو من الأساتذة الإعلاميين
الذين
استضافوك أن يبرؤا ذممهم من مزاعمك،
واستثني الإعلامي القدير الأستاذ خيري رمضان؛ حيث استضاف فضيلة الشيخ علي جمعة
والشيخ الجفري لدحض بعض مزاعمك، وفي الختام اسمعها نصيحة من أخت لك، اعمل بقوله
تعالي (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن
جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
) [14]واضح إنّ مراجع حضرتك
ومصادر معلوماتك التاريخ اليهودي طبقًا لما كتبه اليهود والصهاينة، وكتابات
المستشرقين، فتأكد من صحة ما يرد فيها قبل أن تأخذ بها وتبني مشاريعك عليها، وترددها
في محاضراتك والبرامج التلفزيونية ، فلا تجد مناسبة إلّا وتُقلل من شأن العرب
والمسلمين، والذي لاحظته أنّ حضرتك تتعامل مع تاريخ الإسلام والعرب والمسلمين أنّه
  مجرد قصص وروايات من نسج الخيال ، فذكرت أخبارًا
لم تحث على الإطلاق ،من ذلك تسمية إحدى محاضراتك بِ ” خرافة المسجد
الأقصى” قلت فيها”
تّمت الهجرة وفرضت الصلاة
،  نصلي إيه؟ زي اليهود خمس مرات في اليوم،
طيب نوقف إزاي؟ اليهود انتو توقفوا إزاي؟ قالوا والله كان زمان ، كان يا مكان
مدينة اسمها أورشليم، واحنا بنقدسها، فمسيناها أساس وموضع وبيت همقداش”
المقدس” وبعدين اتهدت من 700 سنة، وفاضل منها سور بنروح نعيط عنده، اسمه حائط
المبكى تّمت الهجرة وفرضت الصلاة ،  نصلي
إيه؟ زي اليهود خمس مرات في اليوم، طيب نوقف إزاي؟ اليهود انتو توقفوا إزاي؟ قالوا
والله كان زمان ، كان يا مكان مدينة اسمها أورشليم، واحنا بنقدسها، فمسيناها أساس
وموضع وبيت همقداش” المقدس” وبعدين اتهدت من 700 سنة، وفاضل منها سور
بنروح نعيط عنده، اسمه حائط المبكى” ولم تكلّف نفسك عناء البحث عن متى فُرضت
الصلاة على المسلمين رغم أنّ بعض المستشرقين ومنهم المستشرق اليهودي ” كارل
بروكلمان” أقر أنّ الصلاة فُرضت في مكة ،  ولم تبحث عن عدد صلوات اليهود في اليوم، وماهي
قبلتهم ؟
فلا تحسبّن تاريخ العرب والمسلمين مجرد قصص وروايات
وخرافات من نسج الخيال، إنّه قائم على حقائق ووقائع تاريخية، فالتاريخ
ذاكرة الأمة ، فأمّة بلا تاريخ أمّة بلا ذاكرة.
البريد
اليكتروني:
Suhaila_hammad@hotmail.com


[1]
. بحث
التعليم في إسرائيل وتربية العنف: د. عبد الله بن سعد اليحيى ، رابط المادة:
http://iswy.co/e12a9p
[2]
. عبد
الوهاب كيالي : المطامع الصهيونية التوسعية، دراسة فلسطينية مركز الأبحاث ببيروت،
ص 55.
[3]
. عبده
الراجحي : الشخصية الإسرائيلية ، دار المعارف، طبعة 1969م  – مصر ، ص 153.
[4]
.موشيه
منوحن هو من أعلام اليهود في أمريكا تخرج من كلية هرتسليا – يافا، عندما صدر كتابه
The Decadence
of Judais in our time
استولى اليهود على
جميع نسخه ، ووجهوا إلى منوحن والناشر كتب تهديد حتى أحجما عن إعادة نشره.
[5]
. مركز
البحوث والمعلومات : النظام السياسي الإسرائيلي ، ج1، سلسلة الكتب المترجمة، بغداد
، 1987م
[6]
.عن جريدة
الثورة العراقية عدد 29/12/1983م
[7]
. ردينة عبد
المجيد: سياسة إسرائيل التعليمية تجاه العرب في فلسطين المحتلة عام 1948- 1976م ،
ص 72، 73،ط1، 1432هـ/ 2012م، دار المأمون للنشر والتوزيع ، عمان – الأردن.
[8]
. د. سهيلة
زين العابدين حمّاد: فاس منذ تأسيسها حتى نهاية دولة
بني مرين  من  سنة ( 192هــ – 869هــ ) ، معد للطبع.
                                      
[9] – فؤاد محمد
شبل: مشكلة اليهودية العالمية ، دراسة تحليلية لآراء توينبي، ص 9، 10،القاهرة
:  الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر
،1970م.
[10] – المرجع
السابق: ص11، 12.
[11] . د. إسرائيل ولفنسون : اللغات السامية ، مرجع
سابق ، ص 77-78.
[12]
. موسى عليه
السلام 1463- 1316 ق. م.نلاحظ هنا فرق عشرة قرون بين زمن موسى عليه السلام ، وبين
الكاهن عزرا.
[13]
. د. أحمد شلبي: مقارنة الأديان ( اليهودية) ، مرجع سابق ، ص 263،
نقلًا عن
The Jews
pp.75-76.
: Hosmer
[14] .
الحجرات:6

Leave a Reply