سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 22/7/ 2017


  الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المولود عام 1952م،
حاكم قطر السابق، والحاكم الفعلي له حتى الآن رغم تنازله ظاهريًا عن الحكم لابنه
تميم عام 2013م، لديه نزعة قوية للسلطة، ودفعه هذا النزوع إلى الانقلاب على والده
في 25 يونيو عام 1995م معلنًا نفسه أميرًا على بلده الصغير جدًا ” قطر”
التي مساحتها(11437)كم²، أي
أنّها أصغر من مدينة يُنبع السعودية – إحدى المدن الصغيرة –  التي تبلغ مساحتها (16866)كم²
بٍ(5429)كم²، وعدد سكان قطر من القطريين
حسب بعض الإحصائيات حوالي

(300،000) نسمة، ومليون ونصف من الأجانب، وهذه المساحة،
وهذا العدد من السكان لا يشُبع نزعة الشيخ حمد السلطوية، فطموحه أكبر من هذا
بكثير، فهو يطمح لأن يكون خليفة للمسلمين في دولة الخلافة الإسلامية، وغذّا هذا
الطموح ونمّاه الأخوان المسلمون الذين قام تنظيمهم على تحقيق هذا الهدف، واستثمره شمعون
بريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عند زيارته لقطر عام 69 من القرن الماضي، أي بعد
انقلاب الشيخ حمد على أبيه بسنة؛ حيث تمّ افتتاح
المكتب التجاري الإسرائيلي
في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز
القطرية في تل أبيب.
  هذا وقد
رسم بيريز للشيخ حمد سياسة التخريب والدمار للمنطقة باتفاق وترتيب مع أجهزة
مخابراته ومخابرات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لتنفيذ مخططهم في المنطقة
بدعوى تمكّينه من السيطرة عليها عن طريق تمكين الأخوان المسلمين من الوصول إلى
الحكم  الذين أوجدت تنظيمهم المخابرات
البريطانية عام 1928م، بهدف تقسيم المجتمعات العربية والإسلامية إلى كفار ومسلمين،
وإشاعة الفتن الطائفية بينهم؛ إذ قام هذا التنظيم على تكفير الشعوب والحكومات،
فالإخوانيون فقط هم المسلمون، ومن عداهم كفار يعيشون في جاهلية يجب قتالهم لإقامة
دولة الخلافة الإسلامية، ونلمس هذا بوضوح في كتب سيد قطب؛ لذا احتضن النظام القطري
قادة الأخوان المطلوبين في بلادهم في قضايا إرهابية، ومفتيهم الشيخ القرضاوي،
ووفّر لهم الملاذ الآمن، ومنحهم الجنسية القطرية، وأغدق عليهم الأموال، فمن بعد
هذه الزيارة انحرف المسار القطري إلى ما هو عليه الآن، ولن يستطيع  التراجع، لأنّه مسيّر وفق دول عظمى استغلت نزعة
حكامه السلطوية، ووفرة المال لديهم لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة، فدفعتهم لإنفاق
هذا المال على التنظيمات الإرهابية وعملياتها الإرهابية المخطط لها من قبل تلك
القوى التي أشعلت المنطقة العربية وحوّلتها إلى بركان ثائر يقتل ويحرق ويدمر، ويُهجِّر
ويُشيع  فوضى عارمة، سُمِّيت ب”
الفوضى الخلّاقة، من خلال ما أطلق عليه بمسمى ثورات الربيع العربي، ليتصدر الحكم فيها
الأخوان المسلمون كمرحلة انتقالية، وأسهمت قطر من خلال دعمها المالي اللامحدود،
ومن خلال قناتها” الجزيرة”- التي رسم سياستها المخابرات الإسرائيلية
والبريطانية – من تمكينهم من الوصول إلى الحكم في تونس ومصر، وقدّمت
معونات مالية سخية قدرت بمليارات
الدولارات لهم التي استعادتها من مصر عند سقوط حكم الأخوان، بالإضافة الى دعم قطر
للأخوان من خلال تنظيماتهم المسلحة التي تقاتل في سوريا
، بُغية إيصالهم إلى الحكم، وكذلك دعمها لذات القوى في
ليبيا من أجل الهدف ذاته، وما تنظيم داعش إلّا جزء من تنظيمات الأخوان السرية المسلحة
الذي أوجدته القوى العظمى في المنطقة لتنفيذ مخططها مستغلة هدف الأخوان في إقامة”
دولة الخلافة”، والتي يحلم بها الشيخ حمد ليحكم العالم الإسلامي من خلال
الأخوان باعتباره الداعم والمحتضن والمُمّوِّل لهم.
 هذا وقد سعى النظام القطري والقوى العظمى التي خلفه تصدير ما سمي بالربيع
العربي إلى الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية بُغية إسقاط الدولة السعودية،
وقد كشف الشيخ حمد عن هذا المخطط في الفيديو المسرّب، وهو يتحدّث إلى العقيد
القذّافي، ولكنّ الله حمى بلاد الحرميْن وخدّامهما
ممّا يُخططون ويهدفون بفضل منه، ثُمّ بالتفاف الشعب حول قيادته.
 وهنا تبدأ المرحلة الثانية من المخطط، فخيوط
اللعبة لم تكتمل بعد.
للحديث صلة.
المصدر
: جريدة المدينة
 http://www.al-madina.com/article/533004/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1!-(1)

Leave a Reply