د. سهيلة زين العابدين حمّاد لليمامة : أنا شخصيًا لقد انتظرت هذا القرار من سنوات لأنّي جاهدت وكافحت في المطالبة بحق الاعتراف بأهلية المرأة الكاملة
إعداد: توفيق نصر الله
2017/05/25

    القرار السامي الكريم بإعطاء المرأة الحق في إنهاء خدماتها دون الحاجة
إلى موافقة الولي أشاع السرور في الوسط النسائي واعتبره الكثير من النخب النسائية
مكسباً كبيراً يضاف لما تحقق للمرأة من مكاسب
.
ما الذي يعنيه هذا القرار على صعيد
التطبيق؟
إلى أي مدى يسهم في حل المشكلات التي
تواجه المرأة السعودية ويعزز مشاركتها ودورها في المجتمع؟
كيف ترى المرأة السعودية مستقبلها في
ظل برامج وأهداف رؤية المملكة 2030م؟
لسنا قاصرات!!
تحدد د.سهيلة زين العابدين العلاقة الجلية بين
الأمر الملكي الكريم وضوابط الشريعة الإسلامية الغراء،

التي يعتز السعوديون- ولاة
أمر ومواطنين- بالتزامهم بها في شتى شؤون حياتهم.. تقول: تضمن الأمر السامي تمكين
المرأة السعودية وذلك بتقديم الخدمات لها طبقاً للأنظمة التي تستند على الشريعة
الإسلامية فإذا كان لدى أي جهة رسمية أنظمة لا تستند على أساس شرعي فعليها أن تعدل
من أنظمتها بموجب ما جاء في الشريعة الإسلامية لأن الله سبحانه وتعالى أعطى المرأة
الأهلية الكاملة وهذه الأنظمة والقوانين التي تنتقص من أهلية المرأة بغرض موافقة
ولي الأمر يجب أن تلغى جميعها وهناك آيات كثيرة توضح هذا منها قوله تعالى:
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فهذه
الآية تعطي المرأة حق الولاية ليس على نفسها فقط ، وإنّما وعلى غيرها مثلها مثل
المؤمنين ودائمًا يأتي الخطاب القرآني بصيغة العموم وعندما يأتي بصيغة جمع المذكر
يشمل المذكر والمؤنث ولكن هنا خص المؤمنين والمؤمنات تأكيداً على حق المرأة في
الولاية وحقها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يدخل في نطاقه الكثير من
الأمور منها حق الولاية في الإفتاء وحق الولاية في الوقف وفي الاحتساب.. وكثير من
كتب التاريخ ذكرت لنا نساء تولين مواقع قيادية في مختلف العصور الإسلامية وكثير من
أمهات المؤمنين تولين الإفتاء وكانت العالمات المسلمات مفتيات على مدى التاريخ
وأول ناظر للوقف في الإسلام امرأة هي السيدة حفصة عندما ولاها سيدنا عمر على
أوقافه ولكن للأسف هناك اليوم تعتيماً على ما أحرزته المرأة المسلمة في مختلف
العصور في مجال العلم والتعليم،  فهي علمت
علماء وفقهاء هذا هو تاريخها فكيف تصبح الآن تحت ولاية الرجل الذي قد يكون ابنها
أو حفيدها فهذا فيه امتهان لها عندما نعاملها مثل القاصرين والمجانين عندما تكون
تحت الولاية لأنّ الولاية لا تكون إلّا على القاصر والمعتوه والمجنون والسفيه فكيف
تتساوى المرأة البالغة الرشيدة بهؤلاء؟ وكيف توضع تحت الولاية من الميلاد حتى
الممات؟ لقد جاء الأمر السامي الكريم ليرد للمرأة اعتبارها ، ويضبط الأمر عندما
أعطى للجهات الحكومية مهله ثلاثة شهور لكي ترفع ما لديها من أنظمة وقوانين تستند
إلى أساس شرعي وأي قانون لا يستند إلى أساس شرعي يجب أن يعدل ففي القرآن الكريم
تتمتع المرأة بكامل الأهلية بدليل أنها متساوية مع الرجل في الأجر والثواب «مَنْ
عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً» وتتساوى معه في العقوبات (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ
فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فإذا كانت متساوية مع الرجل في الحدود والقصاص
والعقوبات تأتي وتفرض عليها الولاية لتكون سجينة فكيف تعاملها بكامل الأهلية
بتطبيق العقوبة عليها وبمجرد أن تنتهي محكومتيها تعاملها كقاصر فلا تخرج من السجن
إلا إذا جاء ولي أمرها واستلمها،  وإذا رفض
استلامها تبقى في السجن مدى الحياة مع أنّ هذا حق أعطاه لها الخالق وأعاق تنفيذه
المخلوق!!


إطلاق طاقات حبيسة
لا تنكر د. زين العابدين الثمار الباهرة للقرار
الكريم أبداً، لكنها تضعه في سياق أعمق غوراً من النتائج المباشرة، وهو إطلاق
الطاقات النسائية المعطَّلة من قبل.. فهي تعترف – بامتنان – أنّ القرار التاريخي
سيسهم في حل كثير من المشاكل ؛ لأنّ المرأة عندما تريد أن تستخرج جواز سفر لكي
تسافر للعلاج أو لمهمة علمية أو لأي غرض من الأغراض كان يفرض عليها موافقة ولي
الأمر،  وقد يساومها ولي الأمر ويقول لها
أعطني مبلغ كذا لكي أوافق لك،  وإلّا فإنّه
يمنعها من السفر نهائيًا نكاية بها،  وتتعطل كثير من أمورها ،  مع أنّها قد تكون المعيلة لعائلتها والقائمة
بذاتها فنحن لدينا أكثر من 28 % من الأُسر في المملكة تعيلها امرأة ، فكيف تكون
تلك المرأة تحت الولاية بينما هي تعيل نفسها وتعيل أسرتها ، وأنا شخصيًا لقد
انتظرت هذا القرار من سنوات لأنّي جاهدت وكافحت بالمطالبة بحق الاعتراف بأهلية
المرأة الكاملة،  والله لم التق بمسؤول وجهًا
لوجه إلّا وطالبته بإعطاء الأهلية الكاملة للمرأة وقلتها للملك سلمان حفظه الله ـــ  ــ  وقلتها
للأمير سلطان وللأمير نايف رحمهما الله
.
وتضيف: إذا أزيلت كل هذه المعوقات وتم تعديل
الأنظمة والقوانين التي تنتقص أهليتها وعوملت معاملة الأهلية الكاملة ، وأُتيحت
لها فرص ترقي المناصب القيادية ما دامت لديها الكفاءة مثلها مثل الرجل ، فسيكون
لها دور كبير وفعال، فهي شريك في هذا المجتمع وتشكل نصفه ، والمرأة السعودية بلغت
من العلم مبلغًا كبيرًا  ، وحققت إنجازات
علمية على مستوى عالمي،  فهي بلا شك ستسهم
في الرؤية بشكل فعال وكبير جدًا بعد أن أزيلت من طريقها العوائق التي تعيق حركتها،
لأنها لا تستطيع أن تتحرك إلا بموافقة ولي أمرها مع أن الإسلام أعطى المرأة حق
الهجرة من بلد الكفر إلى بلد آخر وحدها ، لأنّ زوجها قد يكون كافرًا ، قال تعالى (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ
فَامْتَحِنُوهُنَّ..) الممتحنة 10.. ثم المرأة التي ليس لديها محرم ماذا تفعل هل
تموت؟ فعندما أرادت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تخرج للحج بدون محرم قال لها
أحد الصحابة كيف تخرجين بدون محرم قالت له: أو كل النساء لديهن محرم؟
أتقدم بالشكر الجزيل بهذه المناسبة لخادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان الذي أعطانا الأهلية الكاملة واستجاب لندائنا عندما التقينا
به في وفد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ،وفد ضم كثيرًا من السيدات من جهات
مختلفة عندما سلمت عليه وبايعته وقلت له أريد أن أبايعك يداً بيد فالبيعة لا تكتمل
إلا ببيعة النساء وقلت له أعطنا الأهلية الكاملة
!!
المصدر : مجلة اليمامة http://sites.alriyadh.com/alyamamah/article/1159314

One Comment

  • my best days says:

    انا سعوديه عمري أربعين عام ومنذ أن تخرجت من الجامعه حلمي الدراسه في الخارج توفي والدي…واصبحت تحت ولايه أخي الأكبر.. .وقد هددني بأن يتبرء مني اذا درست في الخارج…والان انا تحت ولاية زوجي الذي يساومني باولادي وان أعطيه مبلغ من المال حتى يسمح لي بالسفر
    في السعوديه اشعر اني مخنوقه ولا استطيع التنفس بسبب ولي الأمر..ماذا ينتظروا عمري انتهى وانا انتظر ان اتحرر
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

Leave a Reply