د. سهيلة زين العابدين حمّاد
الثلاثاء 15/6/2016

أود أن أوضح حقيقة هامة قبل أن
أُبيِّن مراجعاتي على حلقة :” هل الفتوى توقيع عن الله؟” أنّ هذه
المراجعات لا تقلل من قيمة وقدر وعلم الفقيه العلامة الدكتور عدنان إبراهيم، ولكنّ
القصد منها التوقف عند بعض القضايا لمراجعة بعض ما طرح فيها، مادام الهدف من طرحها
إحداث صحوة بتصحيح ما فيها من مفاهيم مغلوطة، ومن هذه المفاهيم اعتبار الفتوى توقيع
عن الله جل شأنه؛ إذ استوقفتني إجابة الدكتور عدنان عن سؤال الإعلامي القدير
الدكتور أحمد العرفج:
أُبيِّن مراجعاتي على حلقة :” هل الفتوى توقيع عن الله؟” أنّ هذه
المراجعات لا تقلل من قيمة وقدر وعلم الفقيه العلامة الدكتور عدنان إبراهيم، ولكنّ
القصد منها التوقف عند بعض القضايا لمراجعة بعض ما طرح فيها، مادام الهدف من طرحها
إحداث صحوة بتصحيح ما فيها من مفاهيم مغلوطة، ومن هذه المفاهيم اعتبار الفتوى توقيع
عن الله جل شأنه؛ إذ استوقفتني إجابة الدكتور عدنان عن سؤال الإعلامي القدير
الدكتور أحمد العرفج:
هل تتفق مع الإمام ابن القيم
عندما سمى كتابه ” إعلام الموقعين
بأنّ الفتوى توقيع عن الله؟
عندما سمى كتابه ” إعلام الموقعين
بأنّ الفتوى توقيع عن الله؟
فجاء جواب الدكتور عدنان :”
لست أتفق فقط بل أعبر عن شدة إعجابي بهذا
التوفيق الذي سيق لهذا الإمام الجليل” ثم أشار إلى أنّ شيخ الإسلام شهاب
الدين القرافي 684 ” شبّه ونعت المفتي بأنّه ترجمان عن رب العالمين”
لست أتفق فقط بل أعبر عن شدة إعجابي بهذا
التوفيق الذي سيق لهذا الإمام الجليل” ثم أشار إلى أنّ شيخ الإسلام شهاب
الدين القرافي 684 ” شبّه ونعت المفتي بأنّه ترجمان عن رب العالمين”
ومع تقديري لما قاله الدكتور، فأنا اختلف معه
فيما ذهب إليه، وأرى :
فيما ذهب إليه، وأرى :
أولًا: أنّ
الإمام الجليل ابن القيم قد خانه التوفيق في هذا المسمى، لأنّه لا يجرؤ
مخلوق التوقيع عن الخالق جل شأنه ، وإن كان الله جل شأنه لم يُفوّض أنبياؤه ورسله
المعصومين من الخطأ التوقيع عنه ، فكيف يُفوِّض الإمام ابن القيم البشر بذلك؟ فالله
جل شأنه هو العالم بقصور فهمهم وبتحكم الأهواء فيهم، وعدم تحررهم من موروثات
مجتمعاتهم الفكرية والثقافية في الجاهلية، والتي لم يتحرر منها الإمام ابن القيّم
ذاته ؛ إذ نجده قال في كتابه ” إعلام الموقعين عن رب العالمين:” إنّ السيد قاهر لمملوكه، حاكم عليه، مالك له، والزوج قاهر
لزوجته، حاكم عليها، وهى تحت سلطانه وحكمه شبه الأسير.” [ ابن القيم: إعلام
الموقعين ، ج2 ص106. طبعة بيروت سنة 1973م.]
الإمام الجليل ابن القيم قد خانه التوفيق في هذا المسمى، لأنّه لا يجرؤ
مخلوق التوقيع عن الخالق جل شأنه ، وإن كان الله جل شأنه لم يُفوّض أنبياؤه ورسله
المعصومين من الخطأ التوقيع عنه ، فكيف يُفوِّض الإمام ابن القيم البشر بذلك؟ فالله
جل شأنه هو العالم بقصور فهمهم وبتحكم الأهواء فيهم، وعدم تحررهم من موروثات
مجتمعاتهم الفكرية والثقافية في الجاهلية، والتي لم يتحرر منها الإمام ابن القيّم
ذاته ؛ إذ نجده قال في كتابه ” إعلام الموقعين عن رب العالمين:” إنّ السيد قاهر لمملوكه، حاكم عليه، مالك له، والزوج قاهر
لزوجته، حاكم عليها، وهى تحت سلطانه وحكمه شبه الأسير.” [ ابن القيم: إعلام
الموقعين ، ج2 ص106. طبعة بيروت سنة 1973م.]
فهل من يحمل مثل هذا الفكر يُوقع عن
الخالق جل شأنه ؟؟
الخالق جل شأنه ؟؟
هل هذا هو حكم الخالق جل شأنه؟
ثانيًا:
قد حدّد الله مهام أنبيائه ورسله التي لا تتعدى عن البلاغ والإنذار، ولنقرأ معًا
هذه الآيات:
قد حدّد الله مهام أنبيائه ورسله التي لا تتعدى عن البلاغ والإنذار، ولنقرأ معًا
هذه الآيات:
﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ
فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ
اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى
بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾[
سورة الأحزاب الآية: 38- 39]
فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ
اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى
بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾[
سورة الأحزاب الآية: 38- 39]
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾[سورة النحل الآية: 125]
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾[سورة النحل الآية: 125]
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾[سورة آل عمران الآية: 159)
وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾[سورة آل عمران الآية: 159)
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾[الإسراء:105]
مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾[الإسراء:105]
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ
بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[سبأ: 28 ]
بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[سبأ: 28 ]
﴿تبارك
الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا. ﴾[ الفرقان:1]
الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا. ﴾[ الفرقان:1]
﴿فإن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [النحل : 82]
﴿ ومَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾[ النور:54النور]
فلا توجد آية في
القرآن الكريم فيها تفويض من الله لأنبيائه بالتوقيع عنه ، بل نجده جلّ شأنه يقول
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾[ القصص: 56]
القرآن الكريم فيها تفويض من الله لأنبيائه بالتوقيع عنه ، بل نجده جلّ شأنه يقول
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾[ القصص: 56]
ويقول
جل شأنه : ﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ.
ومَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ
عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [ يونس :
99-100]
جل شأنه : ﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ.
ومَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ
عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [ يونس :
99-100]
ثالثًا:
لو اعتبرنا الفتوى توقيع عن الله فهي تكون ملزمة وليست مُعلمة، مع أنّها كما قال
الدكتور عدنان:” مُعْلِمة وليست
مُلزمة”.
لو اعتبرنا الفتوى توقيع عن الله فهي تكون ملزمة وليست مُعلمة، مع أنّها كما قال
الدكتور عدنان:” مُعْلِمة وليست
مُلزمة”.
رابعًا:
إن كانت الفتوى توقيع عن رب العالمين ، فهذا يعني تُنسب للخالق جل شأنه كل الفتاوى
الخاطئة والتي تقلل من شأن المرأة وتسلبها كثير من حقوقها، وتنتقص أهليتها فيما
عدا عند تطبيق عليها الحدود والقصاص والتعزيرات، وفيما عدا ذلك تجعلها تحت الوصاية
الذكورية من الميلاد إلى الممات، وكذلك الفتاوى التكفيرية والتي تدعو إلى قتال غير المسلمين إلى
أن تقوم الساعة للفهم الخاطئ للجهاد الذي فسروه بمقاتلة المناوئ
للدعوة، الذي لا يريد أن يدفع الجزية، والذي لا يريدك أن تنشر الإسلام، هذا هو فهمهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا
الله، أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، ويقيموا
الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق
الإسلام، وحسابهم على الله تعالى)[ رواه البخاري ومسلم]
إن كانت الفتوى توقيع عن رب العالمين ، فهذا يعني تُنسب للخالق جل شأنه كل الفتاوى
الخاطئة والتي تقلل من شأن المرأة وتسلبها كثير من حقوقها، وتنتقص أهليتها فيما
عدا عند تطبيق عليها الحدود والقصاص والتعزيرات، وفيما عدا ذلك تجعلها تحت الوصاية
الذكورية من الميلاد إلى الممات، وكذلك الفتاوى التكفيرية والتي تدعو إلى قتال غير المسلمين إلى
أن تقوم الساعة للفهم الخاطئ للجهاد الذي فسروه بمقاتلة المناوئ
للدعوة، الذي لا يريد أن يدفع الجزية، والذي لا يريدك أن تنشر الإسلام، هذا هو فهمهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا
الله، أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، ويقيموا
الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق
الإسلام، وحسابهم على الله تعالى)[ رواه البخاري ومسلم]
ولكن هذا
الحديث تنفي صحته كل آية من الآيات التالية:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ
فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ
النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ)[يونس:99-100](فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر)[لكهف:29(َلكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6](لوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ
جَمِيعًا[الرعد:31](إنّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت)]القصص:56](إنْ عَلَيْكَ
إِلَّا الْبَلاغُ)[الشورى:48](لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)[الغاشية:22]
الحديث تنفي صحته كل آية من الآيات التالية:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ
فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ
النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ)[يونس:99-100](فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر)[لكهف:29(َلكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6](لوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ
جَمِيعًا[الرعد:31](إنّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت)]القصص:56](إنْ عَلَيْكَ
إِلَّا الْبَلاغُ)[الشورى:48](لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)[الغاشية:22]
فأخذ
بهذه الرواية لاعتقادهم بصحة جميع أحاديث الصحيحين، ولقولهم بأنّ هذه الآيات بقيت
تلاوتها ونُسخ حكمها، فهل هؤلاء وأمثالهم
الذين جعلوا علاقة المسلمين بغيرهم من الأمم على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم في
قتال معهم إلى أن تقوم الساعة يملكون حق
التوقيع عن الله، وما يفتون به يخالف حكم الله، وقوله : (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات: 13]
بهذه الرواية لاعتقادهم بصحة جميع أحاديث الصحيحين، ولقولهم بأنّ هذه الآيات بقيت
تلاوتها ونُسخ حكمها، فهل هؤلاء وأمثالهم
الذين جعلوا علاقة المسلمين بغيرهم من الأمم على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم في
قتال معهم إلى أن تقوم الساعة يملكون حق
التوقيع عن الله، وما يفتون به يخالف حكم الله، وقوله : (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات: 13]
إضافة
إلى مخالفة الحديث للواقع التاريخي، فهو لا يتفق مع “صحيفة المدينة” التي كانت بينه عليه الصلاة والسلام بين سكان
المدينة، وقد تضمنت بنودها احترام حرية التدين لسكان
المدينة على اختلاف دياناتهم.
إلى مخالفة الحديث للواقع التاريخي، فهو لا يتفق مع “صحيفة المدينة” التي كانت بينه عليه الصلاة والسلام بين سكان
المدينة، وقد تضمنت بنودها احترام حرية التدين لسكان
المدينة على اختلاف دياناتهم.
كما لا يتفق مع واقع الحروب التي خاضها النبي
صلى الله عليه وسلم مع مشركي مكة واليهود، فقد كانت حروبًا دفاعية، وليست هجومية. وقد
ارتكب كتاب السيرة والمؤرخون القدامى والمحدثون خطًأ فادحًا بإطلاقهم على حروب
كفار قريش ويهود المدينة وخيبر للرسول صلى الله عليه وسلّم بغزوات الرسول، فهو لم
يغزو، وإنّما صدّ هجوم الغزاة.
صلى الله عليه وسلم مع مشركي مكة واليهود، فقد كانت حروبًا دفاعية، وليست هجومية. وقد
ارتكب كتاب السيرة والمؤرخون القدامى والمحدثون خطًأ فادحًا بإطلاقهم على حروب
كفار قريش ويهود المدينة وخيبر للرسول صلى الله عليه وسلّم بغزوات الرسول، فهو لم
يغزو، وإنّما صدّ هجوم الغزاة.
وهم
بقولهم هذا يعززون فرية نشر الإسلام بحد السيف، لأنّهم حصر مفهوم الجهاد في سبيل الله
بالقتال في سبيل نشر عقيدة التوحيد، ومجاهدة الكفار بدعوتهم وقتالهم، فالإسلام لم
ينتشر بالقتال، وإنّما بحسن المعاملة بدليل دخول كثير من البلاد الآسيوية
والإفريقية في الإسلام عن طريق التجار المسلمين، فلم تكن غاية الفتوحات الإسلامية
فرض الإسلام، وإنّما كانت غايتها حماية دولة الإسلام في الجزيرة العربية من
الأخطار التي تهددها من الإمبراطوريتيْن الفارسية والبيزنطية، فقد أمّن الفاتحون
المسلمون سكان البلاد المفتوحة على أديانهم وكنائسهم ومعابدهم وأموالهم، حتى اللغة
العربية لم تُفرض عليهم بدليل لم يتم تعريب الدواوين إلّا في سنة مائة هجرية، أي
بعدما تعلم سكان البلاد المفتوحة اللغة العربية نتيجة اختلاطهم بالقبائل العربية
التي رافقت الجيوش الفاتحة، واستقرت في تلك البلاد واختلطت بسكانها، وتصاهرت معهم.
بقولهم هذا يعززون فرية نشر الإسلام بحد السيف، لأنّهم حصر مفهوم الجهاد في سبيل الله
بالقتال في سبيل نشر عقيدة التوحيد، ومجاهدة الكفار بدعوتهم وقتالهم، فالإسلام لم
ينتشر بالقتال، وإنّما بحسن المعاملة بدليل دخول كثير من البلاد الآسيوية
والإفريقية في الإسلام عن طريق التجار المسلمين، فلم تكن غاية الفتوحات الإسلامية
فرض الإسلام، وإنّما كانت غايتها حماية دولة الإسلام في الجزيرة العربية من
الأخطار التي تهددها من الإمبراطوريتيْن الفارسية والبيزنطية، فقد أمّن الفاتحون
المسلمون سكان البلاد المفتوحة على أديانهم وكنائسهم ومعابدهم وأموالهم، حتى اللغة
العربية لم تُفرض عليهم بدليل لم يتم تعريب الدواوين إلّا في سنة مائة هجرية، أي
بعدما تعلم سكان البلاد المفتوحة اللغة العربية نتيجة اختلاطهم بالقبائل العربية
التي رافقت الجيوش الفاتحة، واستقرت في تلك البلاد واختلطت بسكانها، وتصاهرت معهم.
فهل أمثال هؤلاء ممن
يتصدون للفتوى يُعتبرون موقعين عن رب العالمين لمجرد أنّ الإمام ابن القيهم قرر
ذلك ، وهم يتركون آيات قرآنية بدعوى نسخها لعدم فهمهم آية (مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[ البقرة:
106] ويستندون على أحاديث ضعيفة وموضوعة لمخالفتها للقرآن الكريم؟
يتصدون للفتوى يُعتبرون موقعين عن رب العالمين لمجرد أنّ الإمام ابن القيهم قرر
ذلك ، وهم يتركون آيات قرآنية بدعوى نسخها لعدم فهمهم آية (مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[ البقرة:
106] ويستندون على أحاديث ضعيفة وموضوعة لمخالفتها للقرآن الكريم؟
بل نجدهم أفتوا بفتاوى تخالف القرآن الكريم مخالفة صريحة ، والأمثلة
كثيرة، منها:
كثيرة، منها:
1. نسخهم لآية الوصية بدعوى أنّ آيات المواريث نسختها، ولحديث موضوع
” لا وصية لوارث، وأقول حديث موضوع لقوله تعالى : (كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى
الْمُتَّقِين)[البقرة:180]
” لا وصية لوارث، وأقول حديث موضوع لقوله تعالى : (كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى
الْمُتَّقِين)[البقرة:180]