سهيلة زين العابدين حمّاد

السبت11/6/2016

بما أنّ الركيزة الأولى لرؤية المملكة(2030)تقوم على عمقنا الحضاري العربي والإسلامي، باعتبار بلادنا مهد
الإسلام ومهبط الوحي والحضارة الإسلامية، وغنية بالآثار النبوية والإسلامية، وتقوم الرؤية على العمل على زيادة المعتمرين إلى(30)مليون سنويًا- وبموجبه تم اضافة” العمرة” إلى  مسمى وزارة الحج، فأصبحت “وزارة الحج والعُمرة”- وإثراء
رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية مع الالتزام بإنشاء  أكبر متحف إسلامي  في العالم، وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها؛ لذا أرى من الضرورة بمكان التوقف عند نظام الهيئة العامة للسياحة والآثار
الصادر من مجلس الوزراء برقم(78)وتاريخ(16/3/ 1429ه)لتلافي ما فيه من ثغرات أدت إلى ما يحدث من إزالة لآثار النبي(ص)وصحابته رضوان الله عليهم، والتابعين وتابعي التابعين، ومن تلاهم لعدم وجود نظام يحميها، ولنتوقف أولًا عند مُسمى الهيئة؛ إذ سبقت كلمة السياحة الآثار، وجاء في الفقرة(أ)من

المادة(3)هذا النّص:” الغرض الأساسي للهيئة الاهتمام بالسياحة في المملكة، وذلك بتنظيمها وتنميتها وترويجها، والعمل على تعزيز دور قطاع السياحة، وتذليل عوائق نموه باعتباره رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني، وذلك بما يتوافق مع مكانة المملكة
وقيمها، والاهتمام بالآثار والمحافظة عليها، وتفعيل مساهمتها في التنمية الثقافية والاقتصادية، والعناية بالمتاحف والرقي بالعمل الأثري في المملكة” وأتساءل هنا كيفية تتقدّم السياحة على الآثار في بلد الحرميْن الشريفين، وفي المدينتيْن
المقدستيْن كنوز من آثار النبي(ص)وصحابته وزوجاته رضوان الله عليهم؟


وممّا يؤسف له لم أجد في التنظيم ولا مادة، بل ولا إشارة إلى الآثار النبوية من مساجد ودور ومواقع في المدينتيْن المقدستيْن، بل ولا توجد إشارة إلى المساجد كآثار في تعريف الآثار، بينما نجد في الفقرة(أ)من المادة(7)من النظام الذي أقره الملك فيصل برقم(م0/26 وتاريخ23/6/1392ه)والصادر من مركز الوثائٍق بديوان رئاسة مجلس الوزراء، ومبلّغ برقم(12779/3)في(27/6/1392ه)جاء ذكر المساجد ضمن
الأبنية التاريخية، ضمن الفقرة”(أ)كما نجد تنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار لم ينص على الحفاظ على الآثار في مشاريع الهدم والتطوير، مع أنّ المادتيْن(11،12)من نظام الآثار لعام 1392تحذير من هدم الآثار، وعند اطلاعي على موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار، لم أجد في قائمة الأماكن الأثرية في المدينتيْن المقدستيْن أي ذكر للآثار النبوية الممتلئة بها المدينتيْن المقدستيْن، والتي تحكي تاريخ الإسلام، وتكوين دولة الإسلام الأولى، والسيرة النبوية بواقع ملموس، فلا نجد في الجبال المذكورة ذكرًا لغار حراء، وجبل ثور، وجبل أحد، وجبل سلع، في حين نجد ذكرًا لآثار سابقة للإسلام مثل قرية الفاو وآثار ثمودية، التي لا نُنكر أهميتها التاريخية، ولكنّها لا تفوق البتة الأماكن الأثرية المتعلقة
بالإسلام وتاريخه وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلّم؛ نحن بهذا كأنّنا محونا التاريخ
الإسلامي، والسيرة النبوية، وجعلناهما أشبه بالأساطير،” لأنّنا لم نوثّقه بالمواقع التي شهدت أحداثه! يُلاحظ أنّ هناك تحفظًا واضحًا على اعتبار الأماكن المأثورة والمتواترة في المدينتيْن المقدستيْن مكة المتعلقة بالنبي(ص)أنّها أماكن اثرية للاعتقاد الراسخ لدى البعض بإزالتها لأنّها مدعاة للشرك والبدع! وهذه جناية كبرى على ديننا وتاريخه، وسيرة نبيه الكريم، وقد تبيّن لنا من مقالات سابق بيقين لا يقطعه أدنى شك خطأ ما ذهب إليه هؤلاء.
للحديث صلة.
المصدر : جريدة المدينة http://www.al-madina.com/node/
 

 

 

Leave a Reply