سهيلة زين العابدين حماد
السبت 08/08/2015

ملك اليمين (1) لقد ورد مصطلح ملك اليمين في القرآن الكريم في(15)موضعًا، بكل صيغها(مَـلَـكَتْ أَيْمَانُكُمْ)(مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)(مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ)(مَلَكَتْ يَمِينُكَ).وقد فسرها كثير من المفسرين والفقهاء والمحدثين والمؤرخين طبقًا لأفقهم المعرفي المتوفر لديهم آنذاك على أنّها تعني أسيرات الحرب، 

ويتوزعن كمقتنيات بيتية على الصحابة وبأعداد مفتوحة وبدون عقد شرعي، والإسلام بريء ممّا نُسب إليه، فلا رسوله، ولا صحابة رسوله لديهم جوارٍ من سبايا الحروب، لأنّه لا وجود لهذا في صحيح الإسلام. لقوله تعالى(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)
فهذه الآية تبيّن تحريم استرقاق الأسرى والسبايا.
فالله جل شأنه حرّم استرقاق الأسرى في القرآن والتوراة، فلا علاقة للأسرى بملك اليمين، ولا توجد دلالات في القرآن على ذلك، فالأسرى في القرآن هم الأسرى، يوضح هذا قوله:(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ).
والتعامل معهم تعامل رحمة وعطف:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
ويُشير إلى إطلاق سراحهم في قوله:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ).
فمن أين أتى ربط مصطلح «الأسرى» بمصطلح(ملك اليمين)مع أنّ هذا المصطلح مصطلح قرآني، لم يكن معروفًا قبل نزوله؟
إذًا مصطلح(ملك اليمين)لا يقصد به أسيرات الحروب، كما فهمها وفسرها مفسرو القرآن الكريم القدامي، ونقلها عنهم المؤرخون والفقهاء الذين بنوا أحكامًا فقهية عليه، وردّدناه ودرّسناه ودرسناه، وتبيّن هذا الخطأ عندما قامت داعش باغتصاب الأسيرات وبيعهن، وعندما أثار أحد من يُطلق عليهم بدعاة، قضية العودة إلى زواج ملك اليمين معتبرًا أن «الشرع يحله»، فاعتبره بعض علماء الأزهر «يوقع الناس في إشاعة الفاحشة»، وبيّن الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أنّ المراد بملك اليمين أمور كانت موجودة في ذلك الزمان، باعتبار الأسيرات ملك يمين، فلا زواج يمين ولا ملك يمين إلا في الحالات التي كانت أيام المسلمين الأوائل وغيرهم، وأشار إلى أنّه حتى في حال نشوب حروب اليوم بين المسلمين وغيرهم، فإنّ الإسلام لا يعتبر أسيرات الحروب ملك يمين، بسبب وجود قوانين تم تشريعها وسنها أجمع عليها علماء المسلمين بأنّهن أسيرات، ولسن ملك يمين.»
فهذا القول كشف خطأ هذا المفهوم الذي يُلغي صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان في تناقض الدكتور مهنا في قوله، فكيف يكون ملك اليمين أسيرات الحروب في أيام المسلمين الأوائل، بينما لا يعتبر الإسلام اليوم أسيرات الحروب ملك يمين؟ ولو كان ذلك صحيحًا كيف تلغي قوانين وضعية تشريعًا إلهيًا بإجماع علماء المسلمين؟ للحديث بقية

suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain

Leave a Reply