سهيلة زين العابدين حماد
السبت 27/06/2015
الأسرى والسبايا (1) لقد وضع الإسلام بمبادئه الملائمة لكرامة الإنسان نظامًا خاصًا للأسرى، ملغيًا بذلك العبودية الموروثة من التاريخ ومن المجتمع الجاهلي.
ومن الافتراءات الباطلة ما يُنسبه الإرهابيون والملحدون مما تقوم به داعش من سبي النساء واغتصابهن وبيعهن، إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، قائلين ما يفعله داعش فعله محمد وصحابته، ويرجع هذا لسوء فهم ملك اليمين بإباحة وطأهن مِن قِبَل مَن يَملكهن بدون عقد زواج، من ذلك ما ذكره الطبري في تفسيره للآية (3) من سورة النساء بقوله: «…فإن خفتم أيضًا الجور على أنفسكم في أمر الواحدة، بأن لا تقدروا على إنصافها، فلا تنكحوها، ولكن تسرّوا من المماليك، فإنكم أحرى ألا تجوروا عليهن، لأنهن أملاككم وأموالكم، ولا يلزمكم لهن من الحقوق كالذي يلزمكم للحرائر، فيكون ذلك أقرب لكم إلى السلامة من الإثم والجور».. والإمام الطبري أخطأ في تفسيره لهذه الآية، فكيف يُنسب هذا المعنى لله عزّ وجل؟ فلم يرد في الآية ما يشير إلى التسري بالمماليك، فالنص يتحدث بوضوح عن الزواج من ملك اليمين إن لم تسمح له ظروفه المالية الزواج من الحرة فـ(أو ما ملكت أيمانكم) معطوفة على (فانكحوا ما طاب لكم..) ولنتأمل الآية معًا لتتضح أمامنا الصورة (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا).
وما جاء في كتب التراث من أحكام استرقاق الأسرى، واستباحة الأسيرات يتنافى تمامًا مع ما جاء في القرآن الكريم، ومع السنة الفعلية، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يُبح لنفسه استرقاق الأسيرات، ولا استغلالهن، فقد تزوّج من جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار التي وقعت في السهم لثابت بن قيس، فكاتبته على نفسها، فأتت رسول الله لتستعينه في كتابتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهل لك في خيرِ من ذلك؟» قالت: «وما هو؟» قال: «أؤدي عنك كتابتك، وأتزوجك» قالت: «نعم يا رسول الله، لقد فعلت. ففعل رسول الله، كما تزوّج صفية بن حيي بن أخطب النضيري الذي قتل بعد غزوة الخندق لتأليبه بني النضير وبني قريظة ضد المسلمين، وتحريضهم على قتالهم، وتحالفوا مع المشركين، فكانت غزوة الأحزاب، وكانت صفية من ضمن أسرى خيبر، فخيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين الإسلام وزاوجه بها، وبين بقائها على دينها، وإطلاق سراحها، فاختارت الإسلام والزواج بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان مهرها مقابل إطلاق سراحها، وما ورد في صحيح البخاري عن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية رضي الله عنها، روايات موضوعة؛ إذ كيف يتزوجها، ولم تمض شهور العدة، فقد قُتل زوجها كنانة بن ربيع النضيري في غزوة خيبر، فكيف يدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تمض مدة للتأكد من خلو رحمها من حمل؟! للحديث صلة.
suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain