الاتحاد العربي
سهيلة زين العابدين حماد
السبت 02/05/2015

الاتحاد العربي بعد الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران، بات الاتحاد العربي ضرورة لوجود العرب، فهذا الاتحاد لمواجهة الطامعين في أراضينا ابتداءً من إسرائيل العدو الأول للأمة العربية وانتهاءً بأطماع دولية وإقليمية في البلاد العربية، ففي -رأيي- هذا الاتفاق يشكل خطرًا على الأمن القومي العربي

خاصة بعدما أسفرت إيران عن مخططها في إعادة الامبراطورية الفارسية الصفوية، ويؤكد هذا ما أعلنه روحاني بعد توقيع الاتفاق أنّ إيران لن تتخلّى عن طموحاتها، وفي مقدمة هذه الطموحات إعادة تكوين الإمبراطورية الفارسية الصفوية، ولا ننسى أنّ هناك طموحًا في إعادة الإمبراطورية العثمانية على حساب الدول العربية التي كانت من ولاياتها، ولمواجهة هذه المخاطر والتحديات لابد من تكوين اتحاد عربي، ولتكن جامعة الدول العربية هي هذا الاتحاد بعد تغيير مسمّاها إلى “الاتحاد العربي”، وأن يتم تعديل ميثاقها الجاري العمل على تعديله على أساس أن يكون اتحادًا عربيًّا متكاملاً سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا وعسكريًّا، وقد بدت بوادر هذا الاتحاد في مجلس التعاون الخليجي، ثم في تحالف عاصفة الحزم، وفي قرار قمة شرم الشيخ العربية الأخير بتكون قوة عسكرية عربية موحدة، وعلينا أن نستثمر هذه المكونات ونبلورها لتخرج في صورة اتحاد عربي، فمقوماته متوفرة لدينا، فنحن متحدون دينيًّا ولغويًّا وتاريخيًّا وحضاريًّا وثقافيًّا، وما علينا إلاَّ أن نُحوِّل هذا الاتحاد إلى حقيقة على أرض الواقع.
ونجاح تجربة الاتحاد الأوروبي ماثلة أمام أعيننا، فأوروبا الغربية رغم تعدد لغاتها، ورغم كثرة صراعاتها الدموية فيما بينها التي شهدتها على مدار قرون أدركت في أعقاب الحرب العالمية الثانية ضرورة تغيير واقعها السياسي وعلاقاتها الاقتصادية، بالتأكيد على مكوناتها الثقافية المشتركة، وتحويل صراعاتها الدموية إلى منافسات نسبية، وفي جعل خطواتها الوحدوية ليس على حساب مصالح كل دولة، وإنّما في صالح كل الدول، وجعل المصلحة العامة في التوحد ليست على حساب المصلحة الخاصة والحسابات القومية.
وإن كان الواقع الذي انطلقت منه تجربة الوحدة الأوروبية لم يدل على أنّها قادرة على بناء اتحاد اقتصادي وتكتل سياسي يضم 25 دولة، إلاَّ أنّ هذه التجربة نجحت في صناعة هذا الاتحاد عبر رحلة طويلة من التفاعلات السياسية والاجتماعية والثقافية؛ إذ كان من الصعب على أكثر المتفائلين أن يتصوّر أن التوقيع على اتفاق لتأسيس سوق اقتصادية تضم ست دول أوروبية فقط في عام 1957، يمكن أن يصل إلى الصورة الاتحادية الحالية التي شرعت في بناء دستور أوروبي موحد يراعي خصوصيات كل دولة ولا يلغيها.
إنّنا في عصر التكتلات، ولا تستطيع دولة بمفردها تشكيل قوة كبرى يعمل الجميع لها ألف حساب، فالولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن دولة كبرى لو لم تتحد (52) ولاية أمريكية في تكون دولة واحدة.

suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain

Leave a Reply