الإعجاز في القرآن الكريم (3)
بما أن قشرة الأرض وما عليها تقوم فوق الأعماق السائلة والرخوة المتحركة (طبقة السيما) فإنّ القشرة الأرضية وما عليها ستتحرك باستمرار، وسينجم عن حركتها زلازل هائلة تدمر كل شيء.. ولكن شيئًا من هذا لم يحدث.. فما السبب؟!
د. سهيلة زين العابدين حماد
الثلاثاء 02/12/2014
الإعجاز في القرآن الكريم (3) أواصل الحديث عن ما ينبغي أن تحويه مناهج “الإعجاز في القرآن الكريم” من آيات تؤكد أنّ القرآن الكريم من عند الله لبناء قاعدة إيمانية راسخة في نفوس أولادنا أنّ القرآن من عند الله فيثبتون على دينهم، ولا يتمكّن المُضللون من تضليلهم، ومن هذه الآيات:
– (وَالسَّمَاْءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ) (الذاريات:47).
فقد أثبت العلم الحديث أنّ السماء تزداد سعة باستمرار، فمن أخبر محمدًا صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلّفة؟ هل كان يملك تليسكوبات وأقمار اصطناعية؟! أم أنّه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟ أليس هذا دليلاً قاطعًا على أنّ هذا القرآن حق من الله؟
– (وَالْجِبَاْلَ أَوْتَاْدًا) (النبأ:7).
– (وَأَلْقى فِيْ الأَرْضِ رَوَاْسِيَ أَنْ تَمِيْدَ بِكُمْ) (لقمان:10).
بما أن قشرة الأرض وما عليها من جبال وهضاب وصحارى تقوم فوق الأعماق السائلة والرخوة المتحركة المعروفة باسم (طبقة السيما) فإنّ القشرة الأرضية وما عليها ستميد وتتحرك باستمرار، وسينجم عن حركتها تشققات وزلازل هائلة تدمّر كل شيء.. ولكن شيئًا من هذا لم يحدث.. فما السبب؟!
لقد تبين منذ عهد قريب أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض، وفي (طبقة السيما) ثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض؛ لذا فقد شبّه الله تعالى الجبال بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض، كما في الآية السابقة، وقد أُلقِيَت هذه الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979، وذهل البروفيسور الأمريكي (بالمر)، والعالم الجيولوجي الياباني (سياردو)، وقالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن يكون هذا كلام بشر، وخاصة أنّه قيل قبل 1400 سنة؛ لأننا لم نتوصل إلى هذه الحقائق العلمية إلّا بعد دراسات مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر ساد فيه الجهل والتخلف كافة أنحاء الأرض، كما حضر النقاش العالم (فرانك بريس) مستشار الرئيس الأمريكي (كارتر) والمتخصص في علوم الجيولوجيا والبحار. وقال مندهشًا: “لا يمكن لمحمد أن يلم بهذه المعلومات، ولا بد أنّ الذي لقّنه إيّاها هو خالق هذا الكون، العليم بأسراره وقوانينه وتصميماته”.
– (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاْ يبغِيَانِ) (الرحمن: 19-20).
لقد تبين من خلال الدراسات الحديثة أنّ لكل بحر صفاته الخاصة به، والتي تميّزه عن غيره من البحار، كشدة الملوحة والوزن النوعي للماء حتى لونه الذي يتغيّر من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة، والعمق وعوامل أخرى، والأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما، وهذا تمامًا ما ذكر في الآيتين السابقتين، وعندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور (هيل)، وكذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا قائليْن: “إنّ هذا العلم إلهي مئة بالمئة، وبه إعجاز بيِّن، وأنّه من المستحيل على إنسان أميّ بسيط كمحمد أن يلم بهذا العلم في عصور ساد فيها التخلف والجهل.
– (أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ رَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوْرًا فَمَا لَهُ مِنْ نُّوْرٍ) (النور:40).
لم يكن بإمكان الإنسان القديم أن يغوص أكثر من 15م، لأنّه كان عاجزًا عن البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين، ولأنّ عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء. وبعد أن توفرت الغواصات في القرن العشرين تبيّن للعلماء أنّ قيعان البحار شديدة الظلمة، كما اكتشفوا أنّ لكل بحر لجي طبقتين من المياه، الأولى عميقة، وهي شديدة الظلمة، ويغطيها موج شديد متحرك، وطبقة أخرى سطحية وهي مظلمة أيضًا وتغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر، وقد دهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا القرآن، وزادت دهشته عندما نوقش معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية (سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاهَا) وقال: “إنّ مثل هذا السحاب لم تشهده الجزيرة العربية المشرقة أبدًا، وهذه الحالة الجوية لا تحدث إلّا في شمال أمريكا وروسيا والدول الاسكندنافية القريبة من القطب، والتي لم تكن مكتشفة أيام محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله”.
– (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِيْ سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاْمًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاْلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيْهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأَبْصَارِ) (النور: 43).
يقول العلماء: يبدأ تكوّن السحب الركامية بعدة خلايا قليلة كنتف القطن تدفعها الرياح لتدمج بعضها في بعض مشكّلة سحابة عملاقة كالجبل، يصل ارتفاعها إلى 45 ألف قدم، وتكون قمة السحابة شديدة البرودة بالنسبة إلى قاعدتها، وبسبب هذا الاختلاف في درجات الحرارة تنشأ دوامات تؤدّي إلى تشكّل حبات البرد في ذروة السحابة الجبلية الشكل كما تؤدّي إلى حدوث تفريغات كهربائية تطلق شرارات باهرة الضوء تصيب الطيارين في صفحة السماء بما يسمّى (بالعمى المؤقت) وهذا ما وصفته الآية تمامًا. فهل لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة من عنده؟
– (غُلِبَتِ الرُّوْمُ* فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ) (الروم: 2-3).
أدنى الأرض: البقعة الأكثر انخفاضًا على سطح الأرض، وقد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت، ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فورًا، وأعلن للملأ أنّ هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضًا فسأله العلماء أن يتأكد من معلوماته، ومن مراجعة مخططاته الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين، وقد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت، وقد كتب عند قمته “أخفض منطقة على سطح الأرض” فدهش البروفيسور، وأعلن إعجابه وتقديره، وأكدّ أنّ هذا القرآن لا بد أن يكون كلام الله.
وبعد: فهذا قليل من كثير ينبغي أن نعلمّه لأولادنا من خلال مادة “الإعجاز في القرآن الكريم”، وتدرس هذه الآيات وغيرها بشرح علمي أكثر في المواد الدراسية المتعلّقة بها مثل الأحياء والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والجغرافيا.
suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain