الإعجاز في القرآن الكريم “1”
لقد أثبت علم الأجنة الحديث أن العضلات (اللحم) تتشكل بعد العظام ببضعة أسابيع، ويترافق الكساء العضلي بالكساء الجلدي للجنين، وهذا يوافق تماماً قوله تعالى: (فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمًا)
د. سهيلة زين العابدين حماد
الثلاثاء 18/11/2014


الإعجاز في القرآن الكريم “1”عند قراءتنا لمناهجنا الدراسية الدينية وتأملها نجدها بعيدة كل البعد عمّا يدور في أذهان شبابنا من تساؤلات حول ما يثيره الداروينيون من شكوك في القرآن الكريم بإثارة الشبهات حول خلق الإنسان والكون، وموقفه من العلم؛ إذ لابد من استبدال مادة التفسير بمادة “الإعجاز في القرآن الكريم”، وتركز مادة الإعجاز في القرآن الكريم على الإعجاز في القرآن الكريم ليشمل الإعجاز في علم الكون وخلق الإنسان، وفي الطب وفي الكيمياء والجيولوجيا، بما فيها جيولوجيا البحار، وفي الإخبار عن الأمم السابقة وغرق فرعون، ويشارك في وضع مناهج هاتيْن المادتيْن متخصصون في علم التفسير واللغة العربية، والبلاغة، والفيزياء والكيمياء والأحياء، وعلم الأجنة والجيولوجيا، وجيولوجيا البحار، والرياضيات، والفلك وفي الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم، وأن يتم التركيز على الآيات التي يثير الداروينيون الشبهات حولها، مثل الآيات المتعلقة بـ”خلق الإنسان”، وهي كثيرة، منها قوله تعالى:
– (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء:31).
– (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور: 45).
– (وَلَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْن) (المؤمنون: 12-14).
– (يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فإنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ تُرَاْبٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِن ْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) (الحج: 5).
– (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا. وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) (نوح: 13- 14)
– (يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ) (الزمر: 6).
– (إذ قال ربك للملائكة إِنّي خالق بشراً من طين( (ص:71).
– (ولقد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأ مَّسْنُونٍ.فإذا سوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فيه من رُوحي فقعوا له ساجِدين) (الحجر: 28- 29).
– (فاستفتهِم أهم أشد خلقاً أَم من خلقنا إِنّا خلقناهم من طين لاَّزِب) (الصافات: 11).
-(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 30).
– (وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 31).
– (خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) (الرحمن: 14).
– (قال يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (ص: 75).
– (يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء: 1).
– (يَأيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرِ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13).
– (إنّ مثل عيسى عند الله كمثلِ آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران: 59).
– (فلينظر الْإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ. إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ. فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ) (الطارق: 5-10).
– (إنّا خلقْنا الإنسانَ من نُّطفة أمشاجٍ نبْتليهِ فجعلْناه سمِيعًا بَصيِرًا) (الإنسان: 2).
– (ألمْ يكُ نُطْفةً مِّنْ مَّنِيٍ يُمْنى. ثُمّ كانَ عَلقَةً فَخَلَقَ فَسَوّى. فَجَعَلَ مِنْهُ الزّوْجَيْن الذّكرَ والأُنثى) (القيامة: 37- 39).
– (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين: 4).
وعند تفسير هذه الآيات لابد من تكوين لجان من علماء متخصصين في علم الأجنة، والأحياء والفيزياء والكيمياء؛ إلى جانب علماء متخصصين في علم التفسير لشرح هذه الآيات شرحًا وافيًا دون ربطها بنظرية التطور، لإثبات أنّ القرآن موافق لنظرية التطوّر كما فعل البعض، حتى نجدهم عندما استدلوا بقوله تعالى: (ولقد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأ مَّسْنُونٍ.) لم يذكروا الآية التي بعدها، والتي تُبيّن أنّ الإنسان مجرد قبضة من طين، ونفخة من روح الله (فإذا سوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فيه من رُوحي فقعوا له ساجِدين).
وعند تفسير الآيات من 12-14 من سورة “المؤمنون” الرد على الداروينيين الذين يقولون بخطأ القرآن في خلق العظام قبل اللحم، وأنّ العلم أثبت أنّ العظام واللحم خلقوا بالتوازي معًا، وهذا ليس بصحيح فقد ثبت علميًا أنّ العظام تبدأ بالظهور في نهاية مرحلة المضغة، وهذا يوافق الترتيب الذي ذكرته الآية (فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً)، ولقد أثبت علم الأجنة الحديث أنّ العضلات (اللحم) تتشكل بعد العظام ببضعة أسابيع ويترافق الكساء العضلي بالكساء الجلدي للجنين وهذا يوافق تماماً قوله تعالى: (فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً)، وعندما يشرف الأسبوع السابع من الحمل على الانتهاء تكون مراحل تخلّق الجنين قد انتهت، وصار شكله قريب الشبه بالجنين ويحتاج بعض الوقت ليكبر ويكتمل نموه وطوله ووزنه ويأخذ شكله المعروف.
لقد أُلقِيَت هذه الآيات العظيمة في مؤتمر الإعجاز الطبي السابع للقرآن الكريم عام 1982، وما إن سمع العالم التايلاندي (تاجاس) المتخصص في علم الأجنة تلك الآيات حتى أعلن على الفور وبدون تردد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، كما حضر المؤتمر البروفيسور الشهير (كيث مور) أستاذ علم الأجنة في الجامعات الأمريكية والكندية الذي قال (من المستحيل أن يكون نبيكم قد عرف كل هذه التفصيلات الدقيقة عن أطوار تخلّق وتصوّر الجنين من نفسه ولا بد أنّه كان على اتصال مع عالَم كبير أطلعه على هذه العلوم المختلفة ألا وهو الله)، وقد أعلن إسلامه في المؤتمر الذي عقد عام 1983 وسطّر معجزات القرآن باللغة العربية في كتابه الجامعي الشهير The Developing human الذي يُدرّس لطلاب الطب في كليات أمريكا و كندا.
للحديث صلة.

suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain

Leave a Reply