د. سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة بتاريخ 14 إبريل 2030م.
تؤمن المملكة العربية السعودية بأهمية التعليم وأنّه دعامة المستقبل؛ لذا قد جاءت رؤية المملكة 2030 في التعليم على قمة هرم الرؤية المملكة، وتحقيق أهداف الرؤية في التعليم تعد حجر الزاوية، الذي تستند عليه لبناء مستقبل أفضل، يتلاءم مع إمكانيات المملكة، ودورها القيادي وتطلعات شعبها؛ لذا تقوم رؤية المملكة 2030 في التعليم على عدد من الأركان الأساسية، وتتمثل أساسيات رؤية 2030 فيما يلي:
- زيادة الموارد المالية الخاصة بقطاع التعليم، بغية تذليل المعوقات وتسخير الإمكانات لخدمة التعليم في المملكة، فقد استحوذ بندي التعليم والصحة على نحو 34% من النفقات التقديرية للميزانية السعودية للعام 2023 بإجمالي قيمة 378 مليار ريال.
- تطوير المناهج التعليمية؛ لأنّها من أهم مكونات النظام التربوي باعتبارها الوسيلة التي تحقق أهداف المجتمع داخل وخارج المؤسسات التربوية؛ إذ تقوم المناهج بدور مهم في العملية التربوية، فهي المنهل الخصب الذي يزود الطلاب والطالبات بالمعلومات والمعارف، ويغرس في أنفسهم الاتجاهات والقيم الإيجابية، المنبثقة من الفهم الصحيح للإسلام؛ لذا حرصت روية المملكة 2030 ضمن رؤيتها في التعليم وتطويره بتطوير مناهجه بتنقيتها ممّا علق به من شوائب معتقدات جماعة الإخوان الذين تمكنّوا من وضع مناهجنا الدراسية للمواد الدينية واللغة العربية والدراسات الإنسانية في جميع المراحل الدراسية على مدى عقود، فكان لابد من إجراء عمليات التعديل والتطوير عليها بغية تلبية الحاجات الفردية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية في زمن متسارع ومتغير؛ حيث أنّ عملية تطوير المناهج ليست عملية عشوائية أو ارتجالية، بل تحتاج إلى دراسة وتخطيط ومتابعة، وفق رؤية المملكة 2030 لتحقيق أهدافها
- زيادة الرغبة في الالتحاق بمهن التدريس تطوير المدرسين وتأهيلهم، من خلال رفع كفاءتهم وتنمية مهاراتهم، ويهدف برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات إلى إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات من خلال البرامج والدورات الضرورية؛ لرفع كفاءتهم التعليمية في تخصصاتهم, وتطوير قدراتهم التدريسية والقيادية في ضوء مفهوم الكفاءات والمهارات والمتغيرات المعاصرة، وجعل التدريب عملية تفاعلية مستمرة. تزويد المعلمين والمعلمات بالمهارات والخبرات بمجال تقنية المعلومات والاتصالات لتمكينهم من توظيفها في مجالات التدريس، وتنمية السمات الإيجابية في شخصيات المعلمين وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن ولمهنة التدريس عبر المركز الوطني التطوير المهني للمعلم وتحسين مراكز التدريب، وبناء الرتب والمعايير المهنية للمعلمين والقيادات المدرسية، ومشاريع تطوير تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، ومشروع اختبارات وأدوات تقويم المعلمين، ومشروع التطوير المهني للقيادات المدرسية، ومشروع تطوير المهارات اللغوية لمعلمي اللغتيْن العربية والانجليزية.
- ومن طموحات رؤية 2030 في التعليم الجامعي والبحث العلمي الارتقاء بمستوى البحث العلمي في المملكة. وذلك من خلال جعل المملكة بين أول عشر دول في مؤشر التنافسية العالمية، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأبحاث والتطوير، والاهتمام بتطبيق الأبحاث العلمية والاستفادة منها في أرض الواقع.
- إتاحة فرص التعلم مدى الحياة بتشجيع كل من الطلاب والخريجين على التعلم عن بعد والتعلم الذاتي. إذ أنّ رؤية 2030 في التعليم عن بعد تستهدف التطوير المستمر لقدرات الطلاب ومهاراتهم، وتأهيل الطلاب والمعلمين وتحسين قدرتهم على الاستفادة من الوسائل التقنية، الأمر الذي يتناسب مع رؤية 2030 في التعليم عن بعد؛ لذا اهتمت المملكة بالتعليم عن بعد عبر تفعيل المنصات الإلكترونية، حيث بلغ عدد المستفيدين من المنصات أكثر من 9 ملايين مستفيد، بالإضافة إلى تفعيل البث التلفزيوني لـ23 قناة فضائية لاستمرار العملية التعليمية عن بعد، وهي مبنية على تعزيز قيم الإيجابية وثقافة العمل الجاد بين أطفالنا.
- خلق بيئة تعليمية تشجع الطلاب على الإبداع والتميز، بإطلاق وزارة التعليم الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي.والبرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وفي هذا دلالة على أنّ المملكة تسير على الطريق الصحيحة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في التعليم. وبالإضافة إلى ذلك فقد افتتحت وزارة التعليم خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من مائة مركز للعلوم والرياضيات STEM بغية تنمية مهارات الطلاب ومعارفهم في العلوم البحتة والتطبيقية.
- زيادة مشاركة القطاع الخاص والقطاع الأهلي في العملية التعليمية.
- العمل على جعل مخرجات النظام التعليمي موافقةً لاحتياجات سوق العمل، مع إرشاد الطلاب إلى المهن التي تناسبهم وتتوافق مع ميولهم وقدراتهم.
- تنمية الطلاب ورفع كفاءتهم العلمية والمهارية، من خلال تطوير المناهج التعليمية وتطوير طرق التدريس ووسائله، وابتكار آليات وأساليب جديدة لتقييم الطلاب.
وممّا لا شك فيه أنّ أهداف رؤية المملكة 2030 في التعليم تشتمل على طموحات الرؤية في التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي والفني، وفي مقدمة هذه الأهداف التالي :
- تحقيق التكافؤ بين منتجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل، من حيث الكم والكفاءة. وذلك من خلال إعداد متخرجين مؤهلين للعمل.
- من أهداف رؤية 2030 في التعليم الجامعي الوصول بخمس جامعات سعودية إلى قائمة أفضل مائتي جامعة بالعالم، ولكن ارتفع عدد الجامعات السعودية في التصنيف العالمي للجامعات “شنغهاي” لعام 2022 إلى 7 جامعات سعودية مقارنةً بـ4 جامعات في عام 2019، حسب آخر نسخة من التصنيف؛ وحققت الجامعات مراكز متقدمة، من بينها المركز 121 عالميًا الذي حققته جامعة الملك سعود، تلتها جامعة الملك عبدالعزيز التي حلت في المركز 149 عالميًا، وكشف التصنيف عن تقدُّم في مراكز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة الطائف وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك خالد منذ دخولها التصنيف لأول مرة العام الماضي، كما دخلت جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز في التصنيف لأول مرة هذا العام.
ويُعد تصنيف شنغهاي أحد أهم ثلاث جهات للتصنيف، إضافة إلى كيو إس والتايمز اللذين رغم تباين معاييرهما إلا أن الجامعات السعودية حقّقت فيهما ارتفاعاً ملحوظاً بــ16 جامعة في تصنيف QS العالمي للجامعات 2022 مقارنةً بـ9 جامعات في عام 2019م، و22 جامعة في تصنيف “التايمز البريطاني” للجامعات ذات التأثير في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2022م؛ مقارنةً بـ3 جامعات سعودية في عام 2019م، مع التوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل.
وهكذا نجد خلال السنوات القليلة التي تلت انطلاق رؤية المملكة 2030 في التعليم.. استطاعت وزارة التعليم تحقيق العديد من الأهداف بفضل الله، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- ودعمهما لقطاع التعليم.
البريد الالكتروني : Suhaila_hammad@hotmail.com
رابط المقال: https://www.al-madina.com/article/835123/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-2030