د. سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة في 24 مارس 2023م.
من أهداف رؤية المملكة 2030 رعاية الموهوبين وتنمية طاقاتهم الخلاقة، ومهاراتهم وقدراتهم ليكونوا عماد المستقبل ليدفعوا مسيرة التنمية في جميع المجالات إلى الأمام، بعد أن حصلوا على الدعم الكامل من قبل القيادة الرشيدة، بتوفير الحواضن مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع(موهبة)لاكتشاف ورعاية الموهوبين في كافة التخصصات ذات الأولوية التنموية، للمساهمة في بناء منظومة وأنموذج للموهبة والإبداع محليًا وإقليميًا وعالميًا، كون المبدعين رافدًا أساسيًا لازدهار البشرية، فضلًا عن مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية(مسك الخيرية)، للتشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب، من أجل مستقبل أفضل، عبر توفير الوسائل المختلفة لرعاية المواهب والطاقات الإبداعية.
وقد قدمت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” عددًا من البرامج الإثرائية للطلاب والطالبات الواعدين بالموهبة والإبداع، يتلقون خلالها معرفة وخبرات علمية متقدمة تتحدى قدراتهم وتنمي مهاراتهم، وتقدم لهم الدعم المناسب لتطويرها وصقلها، ومن هذه البرامج:
- برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي الذي يتبنى إثراء المعرفة ورفع الكفاءة والاستعداد وبناء الخبرات العلمية والعملية وفق منهجيات عالمية، ويتضمن أنشطة تركز على تطوير المهارات الشخصية للطلبة، وتُعدُّهم للانطلاق والمشاركة الفاعلة والمتميزة في البرامج الأخرى التي ترعاها وتقدمها “موهبة” داخل المملكة وخارجها ويسهم في توفير سواعد وطنية تغطي احتياجات التنمية ولتكون ضمن الكوادر المتميزة ذات الكفاءة العالية في سوق العمل المحلي والعالمي. ومن مميزاته توسيع مدارك الطلبة العقلية والمعرفية وفتح الأفاق لبنائها، وتحديد واكتشاف المجال العلمي لوضع أهدافه المستقبلية، وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية واكساب الطلبة مهارات القرن 21 مع توفير بيئة علمية وإثرائية تمكن الطلبة من مخالطة أقرانهم الموهوبين بنفس الفئة العمرية، وممارسة أنشطة علمية تحت إشراف متخصصين لإبراز قدراتهم الإبداعية، واستثمار أوقات الطلبة خلال الإجازة الصيفية.
- 2. . برنامج موهبة الإثرائي لما بعد المدرسة، فهو برنامج إثرائي معرفي يُتاح لطلبة التعليم العام في المرحلة المتوسطة والثانوية خلال الفصل الدراسي وينفذ(بعد المدرسة)، ويهدف البرنامج إلى توفير فرصة للطلبة لتطوير أنفسهم وتعزيز خبراتهم المعرفية وتعميق مستوى المعرفة لديهم، حيثُ يأتي البرنامج استكمالًا لمسيرة برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي والذي يُنّفذ خلال الإجازة الصيفية، ومن مميزات هذا البرنامج استمرار دعم الطلبة الموهوبين والموهوبات والرفع من مستوى معارفهم تسمح لهم بمواصلة بناء خبراتهم وتطلعاتهم واكتشاف مهاراتهم.
- برنامج موهبة الإثرائي المهاري الإلقاء والخطابة، وهو برنامج تدريبي متكامل يركز على بناء المهارات الشخصية ومهارات الإلقاء والخطابة لدى الطلبة في الصف الأول والثاني والثالث الثانوي. ويتميز البرنامج باحتوائه على نظام شامل ومتكامل يتضمن جلسات تدريبية وألعاب وأنشطة خاصة تهدف بمجملها إلى صقل مهارات الطلبة الشخصية ومهارات الإلقاء والخطابة ومساعدتهم على أن يصبحوا أعضاء فاعلين يتمتعون بشخصيات قيادية واثقة ومؤثرة وقادرين على تقديم أفكارهم ومشاريعهم والتعريف بأنفسهم في مختلف المحافل والمسابقات مما يؤهلهم لأن يسهموا في بناء المجتمع. ويهدف البرنامج إلى تنمية وتطوير المهارات الشخصية ومهارات الإلقاء لدى طلبة موهبة. والتحكم في التوتر والارتباك وإعداد وتنظيم الأفكار وفق الخرائط الذهنية، ومعرفة عناصر قوة الكلمة وعوامل النجاح، و.تنمية مهارات لغة الجسد وقدرات الصوت والاتصال البصري في الإلقاء. مع تطوير مهارة الإصغاء. وينفذ البرنامج إمّا حضوريًا في كلٍ من مدينة الرياض وجدة والظهران، أو من خلال منصة التعليم الإلكتروني (عن بُعد) والتي تخدم الطلبة الموهوبين في جميع مناطق المملكة.
- برنامج موهبة المتقدم في العلوم والرياضيات، ويهدف إلى منح الطلبة الموهوبين خبرات تعلمية متقدمة أكثر اتساعًا وعمقًا من الخبرات التي تقدم في مدارسهم الاعتيادية من أجل تحفيزهم على اكتشاف المزيد من مفاهيم الرياضيات والعلوم، وإطلاق طاقاتهم الكامنة، ويكون ذلك في فترة زمنية إضافية خارج أوقات الدوام الرسمي. وسيوفر هذا البرنامج للطلبة الموهوبين الملتحقين به فرص تعلم معمقة تثري ما يقدم لهم من برامج مدرسية من خلال تدريسهم لمناهج موهبة في العلوم والرياضيات والتي صممت بالتعاون مع بيوت خبرة أجنبية وعربية بُنيت في معظمها بشكل يتوافق مع مناهج وزارة التعليم بحيث تشكل تحديا لقدرات الطلبة الموهوبين. ويقوم على تدريسهم معلمون مختصون، وقادرون على تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين واهتماماتهم.
هذا وتركز مناهج موهبة على ثلاثة محاور:هي القيم والاتجاهات والسمات المتقدمة مثل الاستقصاء، والمرونة، والإبداع والاستقلالية في الدراسة، والانفتاح على البدائل المختلفة، والمثابرة، المعرفة والفهم المتقدمان. مثل وضوح المفاهيم، وفهم الموضوعات الرياضية والعلمية ومبادئها، واستيعاب الأفكار الكبرى، واستعمال البراهين، والاستقصاء العلمي، وتفهم البنية الأساسية للرياضيات والعلوم، والمهارات المتقدمة. مثل التفكير المنطقي، والاستدلال، وتكوين الصور الذهنية المجردة، والربط بين المهارات المكتسبة من ناحية وسياق الحياة الاعتيادية ومشاكلها من ناحية أخرى. والطلاقة، والدقة في الاستعمال، ومهارات التواصل وأدواتها، والقدرات فوق المعرفية، والتعميم والنمذجة.
- برنامج موهبة الإثرائي البحثي، ويهدف إلى تعريف الطلبة بأساسيات البحث العلمي وأخلاقياته، وما ينتج من ملكية فكرية بالإضافة إلى المهارات المتعلقة به كمهارات استخدام المعامل وسلامة المختبرات والمواد وإجراء التجارب المتعلقة بالأبحاث وتحليل البيانات واستخلاص النتائج وكتابة التقارير العلمية والخروج بأفكار بحثية أصيلة وتعلم كتابة ملخصات البحث العلمي في المجالات التقنية والعلمية وذلك بالاحتكاك بمتخصصين علميين عبر الممارسة الفعلية داخل المعامل بالإضافة إلى تنمية المهارات الشخصية والمهارية. ويتم تنفيذ برنامج موهبة الإثرائي البحثي بالشراكة مع جهات رائدة في تخصصات علمية وتقنية حيث تركز على تنمية وتطوير مهارات البحث العلمي لدى الطلبة من خلال الممارسة الفعلية على أبحاث ذات قيمة علمية وحقيقية داخل المعامل، الإضافة إلى تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية. ويمكن أن يقام البرنامج إمّا كبرنامج تفرغي أو غير تفرغي أو أيضًا عن بُعْد في بعض المجالات المناسبة في عدد من المراكز البحثية بالجامعات والمستشفيات والمعاهد الرائدة في البحث العلمي. يستهدف البرنامج طلبة الثالث متوسط بالإضافة إلى طلبة الأول والثاني ثانوي من جميع مدن المملكة. يقام البرنامج بشكل معتاد في الإجازة الصيفية ولمدة 3 – 4 أسابيع. وقد تستمر رعاية الطلبة المتميزين بأفكار واعدة من خلال برنامج تلمذة موهبة لمدة تصل إلى ستة أشهر يتم خلالها تقديم الدعم العلمي والإشراف على بحوثهم وتطويرها.
- برنامج موهبة لأساسيات البحث العلمي يهدف برنامج موهبة لأساسيات البحث العلمي إلى تعزيز مفهوم البحث العلمي ودعمه ونشر ثقافته عبر تشجيع الكفاءات العلمية من الطلبة للمساهمة في صناعة المعرفة، ودفعهم إلى تعلم المهارات اللازمة لتقديم الحلول التطبيقية للمشاكل البحثية في مجالات متعددة، ويستهدف هذا البرنامج الطلبة من مرحلتي المتوسط والثانوي بنسختين مختلفتين لكل مرحلة دراسية .ويتم من خلال هذا البرنامج تقديم سلسلة ممنهجة وشاملة من الدورات المهارية التدريبية لتطوير المهارات البحثية للطلبة، وبناء القدرات البحثية لهم وتنميتها من خلال التعريف بمنهجية البحث العلمي وطرقه تحت إشراف كوادر بحثية متميزة، ويهدف إلى إتاحة فرص تدريبية متنوعة للطلبة الموهوبين لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتنميتها من خلال المشاركات في المجالات الأكاديمية المتنوعة والمناشط والبرامج الإثرائية الموجهة، وإتاحة الفرصة للطلبة الموهوبين للتعمق في المجالات البحثية المتوافقة مع قدراتهم واستعدادهم العقلي، والتدريب على آليات الوصول إلى حقائق علمية جديدة من خلال استخدام وتوظيف مهارات وأدوات وعمليات البحث العلمي وتحليل الظواهر والمشكلات والسعي إلى إيجاد حلول واقعية وعملية لها، والتعرف على الحلول المنطقية للمشكلات من خلال انخراط الطلبة في مهارات تفكيك المشكلة وحلها عن طريق البحث العلمي، وطرح الفرضيات والملاحظات وغيرها، ومدة البرنامج ثمانية أسابيع خلال الفصل الدراسي.
- خدمات تنمية البحث والابتكار، وهي مجموعة من الخدمات التي تستهدف جميع الابتكارات الخاصة بطلبة موهبة والناتجة عن مشاركاتهم في برامجها وفي المسابقات المحلية والدولية، وتقدم هذه الخدمات ضمن مسار خاص لتطوير ابتكاراتهم، كما تعمل خدمات تنمية الابتكار على نشر الوعي بأهمية حماية الملكية الفكرية. وتقدم هذه الخدمة وفقًا لآلية تواصل إلكترونية، وتراعي الخدمة سياسة تضمن سرية الابتكار والمعلومات الخاصة بعملاء موهبة، وتهدف إلى تقديم رعاية متخصصة للموهوبين وللمبدعين أصحاب المشاريع البحثية والابتكارية من خلال إشراف مختصين، ومتابعة وتطوير المشاريع العلمية الابتكارية لهم، وتنمية مهارات البحث العلمي والابتكار وحماية ملكيتهم الفكرية، وتوجيههم لحماية ابتكاراتهم في الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وربط أصحاب المشاريع الابتكارية بالجهات المعنية.
- برنامج موهبة الإثرائي العالمي هو برنامج يعمل على استقطاب أفضل البرامج العالمية التي تعنى بتعليم ورعاية الموهوبين، يتم إقامة البرنامج حضوريًا في جهات محلية داخل المملكة، بنظام الإقامة الكاملة داخ لمقر الجهة المستضيفة للبرنامج لمدة ثلاثة أسابيع خلال الإجازة الصيفية يدرس الموهوبون في البرنامج مواد علمية إثرائية مكثفة في المجالات العلمية والتقنية ذات الأهمية الحيوية، على يد خبراء دوليين في تعليمهم، حيث يكتسبون عديدًا من المهارات العلمية والشخصية، إلى جانب المعرفة الأكاديمية، من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة والرحلات الجماعية، ومن مميزات البرنامج: إثراء الحصيلة العلمية واللغوية للطلبة، ومساعدتهم على تحديد المجال العلمي في المستقبل، وتجربة انجاز مهام ومشاريع بمستوى جامعي، وإبراز القدرات الوطنية وتهيئتهم لدعم تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة، مع تعزيز تواصلهم مع الجامعات العالمية وفتح آفاق واعدة أمامهم لمواصلة الدراسة والتعلم، وتنمية مهاراتهم الشخصية.
هذا وقد أثبت الموهوبون والموهوبات السعوديون تفوقهم في المسابقات الدولية، فقد حصدت المملكة 500 جائزة دولية في المسابقات العالمية، منها 105 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة “آيسف خلال 16 عامًا
البريد الالكتروني : Suhaila_hammad@hotmail.com
رابط المقال : https://www.al-madina.com/article/832639/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%87%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-2030