د. سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 5/8/2017

 بيّنتُ
في الحلقتيْن السابقتيْن قواعد اللعبة القطرية مع إسرائيل والدول  الغربية الكبرى ضد البلاد العربية التي تقوم
على إشاعة الفوضى والفتن والحروب الأهلية في الدول المحيطة بإسرائيل بهدف إسقاط أنظمة
الحكم فيها، وتنصيب” الأخوان” حكمها لإعلان قيام دولة الخلافة
الإسلامية، كمرحلة انتقالية، ويكون الخليفة الفعلي لهذه الدولة الشيخ حمد بن خليفة
إرضاء لطموحه مؤقتًا من جهة باعتباره الداعم والمُموِّل للأخوان المسلمين،

ومن جهة
أخرى إرضاءً للأخوان الذين قام تنظيمهم على هذا الهدف، لدخولهم معهم في اللعبة،
ثمّ لا يلبث أن ينقّض الكبار على حلفائهم الصغار، وأوضحتُ الدور القطري في هذا
المخطط تجاه السعودية والإمارات والبحرين، وفي ما سمي بثورات الربيع العربي في مصر
وسوريا وليبيا واليمن.

  أمّا ما
قام به النظام القطري في مصر بعد سقوط حكم الأخوان، فهو الكثير، مثل: دعم الجماعات
الإرهابية في مصر عامة، وشمال سيناء خاصة، ومن خلال شبكة قنوات الجزيرة من جهة
أخرى، وتفجير الأبراج والكابلات الكهربائية في مختلف المدن والمحافظات المصرية،
إضافة إلى استهداف رجال الشرطة والجيش والكنائس واغتيال بعض الشخصيات في الجيش
والشرطة والقضاء بهدف إسقاط الدولة المصرية بإضعاف جيشها وشرطتها وإشعال حرب أهلية
داخلها، إضافة إلى إطلاق سراح العناصر الإجرامية من الجماعات الإرهابية من السجون
في عهد الأخوان، وتوطينهم في شمال سيناء، وتدريبهم في معسكرات حماس في غزة، مع
تهريبهم وتهريب السلاح عبر الأنفاق الممتدة، بطول 14 كيلومترًا، عبر الشريط
الحدودي المصري مع غزة، والتي تعد بالآلاف، وقد أعلن الإرهابي محمد البلتاجي أنّ
تلك العمليات ستتوقف بمجرد عودة الرئيس مرسي إلى الحكم، ممّا يؤكد أنّ الأخوان
وراء ما يحدث في سيناء بتمويل قطري الذي امتد لكل الجماعات الإرهابية الموجودة في
ليبيا والعراق وسوريا واليمن، بدليل انحسار حدة العمليات الإرهابية في سيناء وسوريا
بعد مقاطعة الدول الأربع  لقطر منذ 5 يونيه
الماضي، وكذلك تمكّن قيادة القوات الليبية من تحرير بنغازي من داعش وسائر الجماعات
الإرهابية، وكذلك تحرير الموصل من داعش بعد حروب معها دامت ثلاث سنوات، كل هذا
يؤكد التمويل القطري للجماعات الإرهابية وتنظيماتها في مصر وليبيا والعراق وسوريا،
ويؤكد هذا ما جاء في مكالمة الشيخ حمد للقذافي التي كشف فيها عن المخطط القطري مع
أمريكا ودول أخرى في دول المنطقة من قتل وتخريب وتدمير وإشاعة الفوضى، وكذلك
استضافة قناة الجزيرة لبعض قادة تلك الجماعات الذين اعترفوا أنّ فكرهم منبثق من
فكر الأخوان، وإذاعتها لتسجيلاتهم التي يقرون فيها بعملياتهم الإرهابية، وقد اعترف
مؤخرًا وزير خارجية قطر في مؤتمر صحفي في روما أنّ دولته راعية للإرهاب.
   هذا
باختصار شديد ما قامت به قطر خلال العقديْن الماضييْن، وهي مستمرة في ذلك بهدف
إسقاط أنظمة الحكم في البلاد العربية من الخليج إلى المحيط تنفيذًا لمخطط وضعته
لها مخابرات إسرائيل ودول غربية كبرى التي استغلّت طموح الشيخ حمد أن يكون خليفة
المسلمين، وما تهافت الدول الغربية لإنهاء المقاطعة العربية لقطر إلّا خشية كشف
المستور عنها، وحرصًا على مصالحها العسكرية والاقتصادية مع قطر التي لها استثمارات
فيها، وليس حرصًا على وحدة الصف الخليجي والعربي التي تسعى دائمًا إلى شقهما، فهي
ذاتها التي أبعدت قطر عن مسارها العربي، وممّا يجدر التوقف عنده أنّ استعانة قطر
بالجيش التركي منذ بدء المقاطعة، وإقامة قاعدة عسكرية تركية في الدوحة لم يتم بدون
موافقة الدول الكبرى لأنّها تريد إدخال تركيا في الصراع الخليجي الخليجي لإضعافها
باعتبارها قوة سنية كبرى، مثلما أدخلت من قبل إيران كقوة إسلامية شيعية في هذا
الصراع لإضعافها أيضًا، فكلًا من إيران وتركيا ضمن مخطط الشرق الأوسط الكبير.
 وألفت
انتباه النظام القطري ومن يلعبون معه من الصغار، أنّ من قواعد لعب الصغار مع
الكبار أنّ الكبار يتخلّصون من لاعبيهم الصغار بمجّرد انتهاء دورهم في اللعبة.
   أمّا نحن شعوب دول المقاطعة الأربع فعلينا
الوقوف مع قادتنا للثبات على مطالبها الثلاثة عشر، واستمرارها في المقاطعة إلى أن
تلتزم قطر بتنفيذ تلك المطالب، مع أخذنا الحذر والحيطة منها، وعدم إشراكها في
الاجتماعات المتعلقة بأمن بلادنا، فالتحديات التي تواجهنا أكبر من تآمر قطر علينا،
فهناك من وراء قطر وحلفاءها من إسرائيل ودول كبرى وإيران وتركيا والأخوان فلكل من
هؤلاء له مطامع في البلاد العربية يريد تحقيقها على حساب إسقاط أنظمة الحكم فيها،
وإشاعة القتل والتخريب والدمار والفوضى فيها بإشعال حروب أهلية بين أبناء البلد
الواحد ليسيطر عليها.. فعلينا أن نتضامن سويًا شعوبًا وحكومات لمواجهة كل هذه التحديات،
فمعركتنا معهم معركة وجود، نكون أو لا نكون.
 اللهم
اجعل كيدهم في نحورهم، وتدميرهم في تدبيرهم!!
المصدر : جريدة المدينة http://www.al-madina.com/article/534933/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1!(3)

Leave a Reply