بعد معاناة من مرض الفشل الكلوي،ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة عن عمر يقارب الأربعة والثمانين عامًا.هذا وممّا يجدر ذكره يوجد في قدم والدي رحمه الله أثر لدغة الثعبان المتوارث في ذرية الصديق رضي الله عنه
الدليل والنقيب الشيخ زين العابدين محمد حمّاد
كان لدى آل حمّاد تقريرًا من حجاج من القارة الهندية، وكانوا يوفرون للحجاج الهنود من الهند ( البنغال على الخصوص) ما يحتاجونه من خدمات أثناء إقامتهم في المدينة المنورة من مقدمهم المدينة المنورة إلى مغادرتهم لها، يقابله الخدمات التي يقدمهم المُطوفِّين في مكة المكرمة لحجاج بيت الحرام من مقدمهم إلى مكة إلى مغادرتهم لها بعد أدائهم مناسك الحج أو العمرة.
وكانت أمي ـــ رحمها الله ـــ تساعده على ذلك الاحسان لحجاج بيت الله الحرام القادمين إليه من شبه القارة الهندية؛ إذ كانت تقوم بإعداد الطعام، وعندما سافر إلى الهند بعد زواجه منها بأشهر بصحبة أخيها الشيخ صلاح الدين عبد الجوّاد أقامت في بيت أبيها فترة تواجده بالهند التي قاربت الثلاث سنوات حيث كانت سفراته إلى الهند تستغرق عدة سنوات، والثلاثين سنة التي قضاها في الهند لم تكن متواصلة، وإنّما كانت متقطعة حيث كان يسافر سنوات عديدة ثم يعود إلى المدينة، ويستقر في المدينة سنوات ثم يكر راجعًا إلى الهند، وهكذا فإنّ عدد السنين التي قضاها في الهند حسب ما قاله لنا نحن أبناؤه حوالي ثلاثين سنة.
حرصه على العدل
رغم تعدد سفراته إلى الهند ، وقد تستغرق رحلته فيها ثلاث سنوات ، ومع هذا لم يتزوّج في الهند، ولم يُعدِّد في المدينة المنورة رغم مرض والدتي ، وكان يقول لنا إنّ الله جل شأنه لم يُطْلِق للرجل التعدد، فقد قيّده بالعدل الذي يصعب تحقيقه، والذي لا يعدل يُبعث يوم القيامة وشقّه الأيسر أعرج . فوالدي رحمه الله كان يخشى الظلم، ويتحرى العدل ويحرص عليه ؛ لذا رفض القضاء، ولم يُعدِّد، وكان يتحرى العدل في تعامله معنا نحن أولاده ، فلم يُفضل ولده الوحيد( شقيقنا سامي رحمه الله ) علينا نحن بناته، وكان يقول لنا :” الرسول صلى الله عليه وسلم حثّنا على العدل بين أولادنا ، ولا نُفرِّق بينهم ولا بقبلة.”
نقيب هيئة الأدلاء بالانتخاب
قضى حياته في المدينة المنورة في خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان لأسرته تقرير حجاج من الهند، فكان آل حمّاد رجالهم ونساءهم أدلّاء يُقابله المطوّفون والمُطوّفات في مكة المكرّمة، وقد تمسك والدي رحمه الله بهذه المهنة وكان أحد أعضاء هيئة الأدلاء بالمدينة المنورة، وقد أنتخب بعدد كبير من الأصوات ليكون نقيبًا لهيئة الأدلاء ، وقد استلم والدي رحمه الله خطابًا من الشيخ عبد الوهاب بافقيه رئيس هيئة الأدلاء ــآنذاك ـــ عدد81 وبتاريخ 22/ 10/ 1373ه يخبره بقرار تعيينه، ويطلب منه مباشرة عمله، وهذا نص الخطاب :”
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الفاضل الشيخ عابدين حمّاد الموقر
بعد التحية. نفيدكم أنّه بناءً لحوزكم أكثرية الأصوات في انتخاب أعضاء هيئة الأدلاء بالمدينة فقد صدر أمر سمو سيدي نائب رئيس مجلس الوزراء المعظّم أيّده الله الموجّه إلى سعادة المشرف العام للحج والإذاعة برقم 241 في 4/ 8/ 1373ه، والمُبّلّغ إلينا من مقام الأمارة الجليلة لعدد 1125في 10/9/ 1373ه بالموافقة السامية على تعيينكم فنبلغكم وذلك لمباشرة أعمال الوظيفة المنوطة بكم بكل جد ونشاط كما هو المأمول فيكم ودمتم.
كان هذا قبل إنشاء وزارة الحج والأوقاف التي أُنشئت عام 1381هـ، وكان أوّل وزير للحج معالي الشيخ حسين عرب ، ثمّ معالي الشيخ محمد عمر توفيق ( وزير الحج والأوقاف بالإنابة) عام 1383هـ، ثم السيد حسن كتبي عام 1393هـ ، ثمّ تولى الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع عام 1395هـ ، وهو عام وفاة والدي رحمه الله.
وبرقم (5) وتاريخ 6/ 1/ 1374ه، تسلّم والدي رحمه الله خطابًا من رئيس هيئة الأدلاء الشيخ عبد الوهاب فقيه هذا نصّه : ” حضرة المكرّم الشيخ زين العابدين حمّاد الموقر
بعد التحية . نفيدكم بأنّه أفادتنا مديرية الحج بمذكرتنا عدد 347/ 283/ 3 في 6/12/ 373 بأنّه صدر موافقة مقام نائب سمو سيدي رئيس مجلس الوزراء رقم 2353في 20/11/ 73 على تعيينكم نقيبًا لهيئة الأدلاء بالمدينة المنورة فلاعتماد إنفاذ موجبه والقيام بالعمل بكل جد ونشاط كما هو المأمول فيكم والباري يرعاكم .”
وبموجب تولي والدي رحمه الله منصب نقيب لهيئة الأدلاء أصبح وكلاء الحجاج بمدينة الحجاج بجدة على تواصل معه بشأن الحجاج، فهذا خطاب صادر من مكتب صالح بسيوني وأبنائه وكيل الحجاج بمدينة الحجاج بجدة بتاريخ 5/ 12/ 1375ه ينص على الآتي: ” حضرة المكرم نقيب وكلاء الهند والباكستان المحترم ……بعد التحية . نلاحظ هنا أنّ أصبح مسمى الجهة المشرفة على الحج ” مديرية الحج ” ، في حين كان المسّمى عام 1373هـ ” المشرف على الحج والإذاعة”. نلاحظ كتابة هذا الخطاب بالآلة الكاتبة بينما كان الخطابان السابقان بخط اليد.
أنّ الحاج الموضح أعلاه(بهادر ولومكم بلده لكمه بور المطوف عبد الهادي سندر مظفري) كان جوازه مع جماعته الذين توجهوا إلى مكة وبقي هو بدون جواز أرجو التكرم بالتصديق على الورقة لأجل مروره من الطرق لإلحاقه بجماعته ولكم الشكر والتحية.
” حضرة المكرّم الدليل الشيخ زين العابدين حمّاد الموقر
بناء على الأمر السامي المبلّغ إلينا من سعادة مدير الحج العام بخطابه عدد 5367ـــــ3 في 26 ــــ 8 ــــ 1378 القاضي باتخاذ سجلات خاصة بقيد أسماء الحجاج الوافدين . نلاحظ إليكم وأرقام بطاقاتهم وأسماء مطوفوهم بمكة ووكلائهم بجدة وواسطة قدومهم وجهة نزولهم وتاريخ دخولهم المملكة وتاريخ وصولهم المدينة ومغادرتهم لها، والملاحظات عن المتوفين أو المصابين بأمراض مختلفة ورفع بيان لهيئة الأدلاء في نهاية كل موسم بذلك، فترجو الهيئة اعتماد ما ذكر أعلاه باتخاذ السجل ـــ المذكور اعتبارّا من أوّل موسم عام 78 الذي بدأ فعلّا وتقبّلو تحياتنا.
فقد سخّر والدي رحمه الله وقته وصحته لخدمة حجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الأخص الحجاج التابعين لآل حماد.
تفاعل والدي مع قضايا الأمة العربية
أولًا : تبرّع والدي لأسر ضحايا شهداء بورسعيد عام 1376ه/1956م
وجدتُ بين أوراق والدي رحمه الله سند استلام تبرّع لصالح أسر شهداء بورسعيد عام 1376ه/ 1956م، ولهذا دلالتان:
أولهما : أنّ المملكة العربية السعودية قد دعّمت أخواننا وأشقاءنا المصريين في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) لتأميمها قناة السويس ، ففتحت المملكة باب التبرّع لصالح أسر شهداء بورسعيد، وممّا يجدر ذكره أنّ الملك سلمان والملك فهد والأمير تركي قد تطوّعوا للقتال في حرب بورسعيد عام 1376ه/1956م ، وهذه الصورة توثِّق هذا الحدث العظيم الذي يدّل على وطنية أولاد الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ، واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل عزة واستقلال بلد عربي شقيق( مصر الغالية). وهذا يعطي دلالة ثالثة على أنّ المملكة قد فتحت باب التطوع للقتال في بورسعيد. فقد كانت مشاركة المملكة العربية السعودية ودعمها في صد العدوان الثلاثي أثره الكبير على المصريين، حيث قال حينها الرئيس جمال عبد الناصر(رحمه الله) في خطابه الشهير بجامع الأزهر يوم الأربعاء :” اتصل بى الملك سعود تليفونيًا وقال لي: “إنّ جيش المملكة السعودية تحت تصرف مصر، وأموال المملكة تحت تصرف مصر، وأنّ السعودية مستعدة تعمل أي شيء وإحنا نطلب منهم هذا.
ثانيهما: متابعة والدي رحمه الله لما يدور في العالم من أحداث، وتفاعله مع القضايا العربية ، ولديه حس وطني قوي للوقوف إلى جانب أشقائنا العرب.
ثانيًا : تبرّع والدي لدعم منكوبي الجزائر عام 1376ه/ 1956م
وجدتُ بين أوراق والدي رحمه الله سند تبرع آخر، وهذه المرأة لدعم منكوبي الجزائر تجاوبًا منه لحملة التبرعات التي دعا إليها الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله ، ورأس لجنتها الرئيسية الأمير سلمان بن عبد العزيز( الملك سلمان حاليًا)
لقد ساندت المملكة العربية السعودية ثورة أول نوفمبر ضد الاستعمار الفرنسي من بداية انطلاقها ؛ حيث كانت من الدول التي رفعت تحدي الدفاع عن القضية في أروقة الأمم المتحدة ،فكان أول دعم سياسي علني بواسطة ممثلها في نيويورك بتاريخ 5 (يناير) 1955 وذلك بعد شهرين من اندلاع ثورة أول نوفمبر. وعملت المملكة العربية السعودية جاهدة من أجل نصرة القضية الجزائرية ، حيث استطاعت اقناع 14 دولة افريقية وآسيوية من الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل دعم طلب إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما دعت الكتلة الآفروأسيوية للعمل من أجل دعم القضية الجزائرية ما جعل الأمم المتحدة تدرجها مبدئيًا تحت ضغط الأغلبية، ما جعل فرنسا تستنكر الموقف السعودي وتنسحب من الجمعية .
احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830م . وقد قاوم الشعب الجزائري الاحتلال الفرنسي ، وقدّم مليون شهيد في سبيل الاستقلال.
رئاسة الأمير سلمان اللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م
بعد حملة الدعم الواضح للقضية الجزائرية من طرف المملكة اتهمت فرنسا السعودية أنّها دولة شيوعية لدعما للقضية الجزائرية والتي كانت تعتبرها قضية داخلية، كما اتهمت كل من مصر والسعودية سنة 1956 بتزويد الثورة بالأسلحة، من جهتها واصلت السعودية دعم الجزائر ماديًا، حيث زار وفد من حزب جبهة التحرير السعودية من أجل طلب الدعم المادي ؛ حيث استقبل الوفد الملك سعود بن عبد العزيز ووقف بنفسه على مطالبهم وأعلن اكتتابًا شعبيًا من أجل جمع التبرعات، وقرر هذا الأخير أن يفتتح الاكتتاب بمبلغ مليون فرنك، حيث كان الملك سلمان بن عبد العزيز الملك الحالي للسعودية رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات من أجل الجزائر سنة 1956.
وقطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع فرنسا حيث صرح الملك سعود في خطاب ألقاه نقلته الاذاعة » لن تعيد المملكة العربية السعودية علاقتها الدبلوماسية مع فرنسا إلا بعد استقلال الجزائر » مؤكدًا أنّه سيبقى دائمًا السند المتين للثورة الجزائرية ،كما جعلت السعودية حج عام 1957 تحت شعار « الجزائر » للترويج للقضية الجزائرية .كما كان أول اعتراف من طرف المملكة العربية السعودية بالحكومة المؤقتة سنة 1958م ليأتي الاعتراف الرسمي في يونيه 1962.
الملك سلمان رجل المواقف الحاسمة الداعمة لأشقائنا العرب
يُبيِّن هذان الحدثان أنّ الملك سلمان تجده في أي مكان يتطلبه دعم إخوتنا العرب والوقوف معهم في محنهم وأزماتهم، وها هو يتطوع للقتال مع الجيش المصري لصد العدوان الثلاثي على مصر عام 1376/ 1956م إثر تأميم مصر لقناة السويس، وفي نفس العام نجده أيضًا يرأس اللجنة الرئيسية لجمع تبرعات لدعم الشعب الجزائري تلبية لطلب وفد جبهة التحرير الجزائرية الذي قدم إلى المملكة العربية السعودية ، وطلبه دعمًا ماديًا لكفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.
علاقة والدي رحمه الله بأسرته وأقاربه وأرحامه
تواضعه
كان والدي رحمه الله متواضعًا، التواضع كلّه، فهو عاش في عزِّ ورفاه، وفي قصر كبير يمتلئ بالخدم، وكان والده من أعيان المدينة وقائم مقام وكان له موكب كبير يرافقه في تنقلاته، ولكن لم أسمع أبي قط يحدثنا عن هذا كله ، وإنّما أمي رحمها الله هي التي قالت لنا هذا، وكان من شدة تواضعه يساعد العاملات في البستان في أعمالهن، كنّا نطلق عليهن(موّانات) فكان والدي يقوم بنفسه يحش البرسيم والبقدونس، وربط حزمه بخوص النخل، وكنتُ أنا وأختيْ سميحة وسهام نعمل معه، بل كان والدي رحمه الله يطهو لنا الطعام عندما كنّا نذهب إلى المدرسة فترة سفر أمي رحمها الله مع أخي سامي وأختي عرينة للعلاج في القاهرة وكان يجيد الطهي، وكان من شدة تواضعه، وهو ابن العز، يجلس في غرفة الخزّان في بيتنا( ارتفاع سقفها حوالي مترًا واحدًا ) في أبي ذر في أيام موسم الحج ، يراقب تدفق الماء إليه حتى يمتلئ الخزّان ليطمئن على توفر ماء لوضوء الحجاج لصلاة الفجر، وقد رأيته مرّة في الليل والنّاس نيام ، وهو في غرفة الخزّان والعَرق يتصبّب منه، فسألته عن سبب وجوده، فقال أريد أن أطمئن على توفر الماء للحجاج عندما يستيقظون للوضوء لصلاة الفجر، فطلبتُ منه أن يذهب إلى غرفته لينام، وظللتُ مكانه أرقبُ امتلاء الخزّان.
ومن شدة تواضعه أنّه كان يظل ينتظرني أنا وأختي سهام عند باب لجنة الامتحانات سني دراستنا بجامعة الرياض بالانتساب في الحر الشديد ما يقارب الأربع ساعات ليصحبنا إلى مقر إقامتنا بالفندق حرصًا منه على وقتيْنا؛ إذ كان يخشى إن عاد إلى الفندق تأخذه سِنَةٌ من النوم ، ويتأخر علينا بعد انتهائنا من الامتحان.
ومن تواضعه، وحبّه كسب الأجر والثواب من عند الله ذهابه بنفسه للجهات المًتبرع لها ليسلمها بنفسه المبالغ التي تبرع بها بعض الأفراد من الباكستان الذين يُرسلون إليه تبرعاتهم .
هذا ولم يكن والدي رحمه الله متواضعًا فقط ، وإنّما كان راقيًا الرُّقي كله في تعامله، وكان لسانه لا ينطق إلّا طيبًا، فإن كنّا نحن بناته لم يرفع صوته علينا، ولم يضربنا قط ، ولم يشتمنا، ولم أسمعه يقول كلامًا نابيًا أو يسب أو يشتم، ولم يُفضل أخونا علينا، بل كان يستشيرنا في أمور الأسرة ، وفيما يُعطيه لأخينا، ولذلك كان محبوبًا من الجميع وعلاقاته بأقربائه وأرحامه علاقات ود ومحبة واحترام، وبعد مضي 47 عامًا على وفاته عندما فتحتُ صندوقيه وحقيبته الجلدية الصغيرة ـــ التي أئتمنني عليها جميعها ــــ بحثًا عن وثائق ومعلومات عن العائلة عندما عزمتُ تأليف هذا الكتاب وجدتُ كمًا كبيرًا من رسائل من عمتي نفيسة ـــ رحمها الله ــــ عندما كانت في العراق، ومن ابن أخيه السيد محمد على بن محمد صالح بن محمد حمّاد، ومن ابن أخته آمنة السيد أحمد عادل بسنوي، ومن أخوالي شفيق وأسعد وصلاح الدين يوسف حمزة عبد الجوّاد، ومن السيد حمزة بن خالي أسعد، ومن زوج خالتي ذكية _ رحمها الله _ السيد عبد الحفيظ عبد الجوّاد، ومن زوج خالتي نائلة السيد هاشم نجدي رحمهم الله، كما وجدت عشرات الخطابات بالأردية من تلامذته في الباكستان والهند ، وعشرات الوصولات لبرقيات مرسلة لأخوالي أو لعم شهاب عبد الجوّاد أخو عم عبد الحفيظ(زوج خالتي زكية)رحمهم الله جميعهم، والشيخ محمود رضا زينل( من الأرحام)، ووجدت معها نص برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك، فكان رحمه الله حريصًا على تهنئة الأقارب والأرحام برقيًا، وسيلة التهنئة آنذاك.
من أوراق أبي رحمه الله في صندوقيه الحديديْن
هذا ومن ضمن الأوراق التي وجدتها في صندوقي أبي الحديديْن:
-
هذه الدعوة لوالدي من السفير الأندونيسي للتعارف وتناول طعام السحور عام 1388ه / 1958م. هذه نصها:” يتشرف أمين عزيز سفير الجمهورية الأندونسية لدى المملكة العربية السعودية بدعوة الشيخ زين العابدين حمّاد للتعارف وتناول طعام السحور إلى بيت أندونيسيا عمارة دندراوي باب المجيدي يوم الخميس 22/ 9/ 1388ه الموافق 12/12/ 1968م. الرجاء التفضل بالرد.
بطاقة دعوة من منطقة المدينة التعليمة لمشاهدة المهرجان الرياضي الختامي لمدارسها لعام 76 في تمام الساعة العاشرة عصرًا ( بالتوقيت الغروبي الذي كان توقيت المدينة المنورة المعمول به ) يوم الخميس الموافق 12/ 8/ 1376 على ملاعب الثكنات العسكرية بسلطانة ، ولكم التحية.
هذه الدعوة تُبيِّن لنا أنّه كانت مديرية التعليم بوزارة المعارف بالمدينة المنورة تقيم مهرجانات رياضية سنوية في ختام الأعوام الدراسية، والتي افتقدناها فيما بعد.
كانت وزارة المعارف مستأجرة حوش المعهد العلمي بالمدينة من وقف جدي محمد حمّاد، فوجدّتُ بين أوراق أبي ـــ رحمه الله ـــ خطابًا من مدير تعليم المدينة بتاريخ 21/ 4/ 1376ه يطلب من ناظر وقف جدي محمد حمّاد ( والدي الشيخ زين العابدين حمّاد ) برفع جدار سور الحوش(الفناء) ـ حتى لا يتمكن أحد من عبوره ، حفاظًا على محتويات المعهد، وهذه صورة الخطاب
برفع جدار سور الحوش(الفناء) للمعهد العلمي بالمدينة المنورة
-
سند تبرّع بعشرة ريال لعمارة مبنى دار الأيتام بالمدينة المنورة يعود إلى عام (1377ه) الموجودة صورته بالخلف، والمتبرع شخص من الباكستان بواسطة والدي الشيخ زين العابدين حمّاد.
-
سند تبرع لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد النبوي الشريف من باكستان الشرقي بواسطة والدي رحمة الله. وهذان السندان لهما دلالاتهما ، ألخصها في التالي:
-
أنّ والدي رحمه الله قد تبّنى الدعوة للتبرّع لعمارة مبنى دار الأيتام بالمدينة المنورة بين تلامذته في الباكستان.
-
ثقة المتبرعين في أمانة والدي رحمه الله أن يُسلم ما يحوّلونه له من تبرعات للجهة المُتبرّعين لها.
-
حرْص والدي رحمه الله ذكر اسم المتبرّع واسم بلده للجنة استلام التبرعات، وتسجيل ذلك في سند التبرّع .