المملكة العربية السعودية الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الإيدز بين الواقع والمستقبل من منظور ديني وإنساني إعداد سهيلة زين العابدين حمَّاد عضوة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عضوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مقدمة في ندوة الإيدز بين الواقع والمستقبل ” نظرة طبية ـحقوقية ـ دينية وإنسانية” التي تنظمها اليجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للإيدز يوم الإثنين 13 /11/1427هـ الموافق 4/12/2006م في قاعة الأمير سلمان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض
(( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحا حتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهًِ)) [ سورة النور :33]
( يا معشر الشَّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،فإنَّه أغض للبصر،وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنَّ له وِجَاء)
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة: الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين. الإيدز أو السيدا : هو مرض نقص المناعة المكتسب ،والذي يحدثه فيروس نقص المناعة البشري.وقد اكتشف عن طريق الطب الحديث في أوائل الثمانينات . ينتقل فيروس نقص المناعة البشري من إنسان مصاب لإنسان آخر غير مصاب عن طريق الممارسات الجنسية ،وعن طريق اللواط ، ونقل دم ملوث ،أو مشاركة للحقن الملوثة ،أو من الأم إلى الطفل أثناء الحمل ،أو الوضع ،أو الرضاعة. وتبعاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية ،فقد بلغ عدد مرضى الإيدز عام 2006م في البلاد العربية حوالي نصف مليون ،وسيصل عام 2015 م إلى 18 مليون حالة. كيف نحد من انتشار هذا المرض؟ من المؤلم والمؤسف أنَّ حوالي 90% من إصابات السعوديين بالإيدز عن طريق الاتصال الجنسي ،حوالي 70 % منها عن طريق الممارسة الجنسية المحرمة من قبل الرجال ،و20% التي تمثل نسبة إصابة النساء السعوديات جاءت عن طريق أزواجهن ،وبالتالي ينتقل الفيروس إلى الأطفال عن طريق الأم أثناء الحمل ،أو الولادة،أو الرضاعة؛إذاكانت الأم لا تعلم أنَّها حاملة للفيروس. فالمشكلة هنا تكمن في الرجل ،ونحن نعلم أنَّ كثيراً من شبابنا يسافرون إلى الخارج في الإجازات الصيفية ،ومنهم من يمارس علاقات غير شرعية ،ويرتاد بيوت الدعارة ،ويعود إلى بلاده حامل معه فيروس الإيدز ،ويتزوج ،وينقل الفيروس إلى زوجته ،وهو لا يعلم ،وفحوص ما قبل الزواج لا تشمل فحص الإيدز ،ومنهم من يكون متزوجاً ،فيترك زوجه حلاله ،ويسافر مع رفاقه ليمارس الجنس الحرام،ومنهم من يمارس اللواط . وهناك سؤالان يطرحان نفسيهما : أولهما : كيف يرتكب المرء منا الفاحشة ،وهو قد تربي تربية دينية، وهذا الكم الكبير من المساجد المنتشرة في أحيائنا ومدننا وقرانا ،والحرص على أداء الصلوات فيها ،والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟ وكيف بعد دراستنا ،هذا الكم من الدروس الدينية في جميع المراحل الدراسية حتى المرحلة الجامعية ندرس فيها مادة الثقافة الإسلامية ،فهي مقررة على الكليات في جميع المستويات والتخصصات ، ويوجد منا من يرتكب الفاحشة ،وهو على يقين أنَّ الزنا حرام؟ أقول هنا : أولاً : إنَّ الصلاة إذا كانت صادقة وخالصة لله سبحانه وتعالى لا رياء فيها ولا سمعة ،ولا للخوف من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ستنهى بالفعل عن الفحشاء والمنكر ،ولكن عندما تصلي ليقال أنَّك تصلي ،وتغلق محلك التجاري عند كل صلاة خوفاً من أن يضربك رجال الهيئة بالعصا ،ويغلقون محلك ،ويفرضون عليك غرامة مالية كبيرة إن لم تغلقه، فالصلاة هنا لن تكون خالصة لله وحده ،وبالتالي لن تؤدي دورها في تحصينك من اقترافك المعاصي . ثانياً : هناك قصور في التربية الروحية ،فنحن لم نرب أولادنا على محبة الله بقدر ما نربيهم على الخوف منه ،فنصوره بأنَّه منتقم جبَّاريُعّذِّب العصاة في جهنم ،فهم إذا التزموا بنواهييه خوفاً من عقابه ،وليس حباً في رضاه ،ولكن نحن لو ربينا أولادنا على محبة الله ،وأن نعمل كلما يرضيه ،ونبعد عمَّا يغضبه لأنَّنا نحب أن يكون راضياً عنا ،والإنسان بطبيعته إذا أحب إنساناً يعمل كل ما بوسعه ليرضيه ،ويبعد طواعية عن كل ما يغضبه ،فكيف إذا كان الحبيب هو خالقه؟؟ ثالثاَ:هناك قصور في التوجيه الإعلامي ،بل يشترك في المسؤولية إعلام الفضائيات الخاصة التي يمتلك معظمها رجال أعمال سعوديون من خلال ما يُقدِّم فيها و أغلبه مثير للغرائز . رابعاً : لقد ركَّز الخطاب الديني سواءً كان في مناهجنا الدراسية ،أو في خطب الجمع ،أو في الدروس الدينية في المساجد ،أو في بعض البرامج التلفازية والإذاعية على نقطة واحدة من ناحية المرأة أنَها محط كل فتنة ،ومبعث كل شهوة ،وكلها عورة حتى صوتها جعله البعض عورة ،فأولادنا نشأوا على النظر للمرأة بهذه النظرة ،وأنَّ المرأة خُلقت لمتعة الرجل ،وأصبح التعامل مع المرأة في الغالب على أنَّها مجرد جسد خلق لمتعة الرجل ،ولم يُتعامل معها على أنَّها إنسان تحمَّلت أمانة الاستخلاف مع الرجل ،وصاحبة فكر ،وعندما تجادل المرأة في قضايا فكرية ،ولا سيما الدينية منها،يرفض البعض منها ما تقوله ،ويستنكر هذا البعض ،وهو ليس بقليل أنَّها تناقش علماء دين في أمور دينها ،وتصحح مفاهيم خاطئة ،بل نجد من الرجال مَنْ لا يقبلون أن تكون المرأة مساوية لهم في المكانة والصلاحيات ،وإن كانت متفوقة عليهم . وشبابنا تربوا على النظر للمرأة من هذا المنظور ، وجماح الشهوة لديهم شديد ،خاصة وأنَّ كثيراً منهم يعاني من فراغ قاتل لا يعرف كيف يوجه طاقاته ،وبعضهم يعاني من بطالة ،مع تأخر سن زواجهم ،كل هذا يدفعهم إلى ارتكاب الفواحش . فنحن لم نوطن نفوسهم على العفة ومغالبة الشهوة والاستقامة التي تجعل صاحبها على الدوام يحاسب نفسه ،ويراقب ربَّه ،ويلتزم صراطه ،ويعمر سلوكه وتصرفه بخلوص النية لله ،وصدق التوجه إليه ،فتكون استقامته نوراً يسعى بين يديه ،فيهديه إلى الطريق القويم ،وروحاً يضئ جوانب الإنسان المستقيم . لم نوطن نفوسهم على مغالبة الهوى،ومجاهدة النفس في مقاومة الشهوات والأهواء ،ومنعها عن إتيان الحرام ،مع تحقيق التوازن بين متطلبات الروح واحتياجات الجسد بالطرق المشروعة . لم نربِّهم على فضيلة غض البصر التى تسمو بصاحبها عن الاستجابة لدواعي الشهوات والأهواء. لمْ نُربهم على أن يسلكوا الطريق إلى الإخلاص لله بمحاربة أهواء النفس ،ومقاومة الطمع في الدنيا ،وإحياء خشية الله في القلب ،وعباد الله المخلصون لقد استثناهم الشيطان من إغوائه لهم لأنَّه لا يقدر عليهم ،يقول القرآن عن الشيطان في سورة ص : (( قَالَ فبعزَّتكَ لأُغْوِِيَنَّهُم أَجْمَعين. إلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخَلَصِين.)) [ الآيتان 82 ، 83]،وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه أن يوصيه : ( أخلص في دينك يكفك القليل من العمل ). فنحن كمجتمع بجميع مؤسساته من أسرة ومدرسة وجامعة ومسجد وإعلام مسؤولون عن إنحراف شبابنا ،والمصابون بفيروس الإيدز بسبب العلاقات الجنسية المحرمة ،أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن نحن نشترك معهم في المسؤولية ،لأنَّنا لم نحسن تربيتهم وتوجيههم ،ولم نوفر لهم سبل الوقاية من الوقوع في هاوية الانحراف ،والرسول صلى الله عليه وسلم حدد هذه المسؤولية في قوله : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ،فقبل أن نلوم هؤلاء ،ونوصمهم بالخطيئة علينا أن نلوم أنفسنا على التقصير بحقهم ،وأن نٍسألها ماذا قدمنا لهم لنجنبهم الوقوع في مستنقع الإنحراف ؟ وهؤلاء أبناؤنا وأزواجنا وأخواننا ،وعلينا أن نحتضنهم،وأن نتعامل معهم بحب وأن نوفر لهم الرعاية والعلاج ،ووندلهم على طرق التعامل مع الآخرين دون إصابتهم بالإيدز ،وأن نعينهم على مواجهة هذا المصاب ،وأن لا نحرمهم من حقوقهم في الحياة والتعليم والعمل ،والمشاركة في الحياة العامة،والزواج والإنجاب ،أمّا محاسبتهم على خطيئاتهم بعد إصابتهم بالإيدز ،فلنتركها للخالق جل شأنه ،ولا أخال مصاباً بالإيدز نتيجة العلاقات المحرمة ،أو تعاطي المخدرات لم يندم ،ويتب إلى الله .وقد أورث الله بني آدم الوقوع في الخطيئة ،وغسلها بالتوبة الصادقة النصوحة الخالصة (( إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابَينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ)) [ البقرة :222]، ولذا فقد شرَّع الله التوبة والاستغفار ، فالتوبة تجبُّ ما قبلها ،والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وفي الحديث ( كل بني آدم خطَّاء ،وخير الخطَّائين التوّابون المستغفرون .)رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فالشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،والزنا أحب شيء إلى قلبه ،لم يؤنبه عليه الصلاة والسلام ،وإنَّما أخذ يحاوره ،ويضعه في موقع من يُزنى بأمه أو بأخته،بأقرب الناس إليه ،فهل يرضاه لهن؟،فعندما وضع الشاب في هذا الموقع ،أقتنع ،وخرج من مجلسه عليه الصلاة والسلام ،والزنا أبغض شيء إلى نفسه. وهذا الأسلوب الذي ينبغي أن نتبعه مع أولادنا لنصلح فيهم ما أفسدناه بسوء تربيتنا لهم ،قبل حوالي ثلاثة أسابيع في الثالث عشر من شهر شوال الماضي كنت في مؤتمر في القاهرة حضره ثلاثمائة شخصية دينية رجالاً ونساءً مسلمين ومسيحيين ،وناقشنا في هذا المؤتمر كيف نقي أمتنا العربية من مرض الإيدز ،ونحد من انتشاره ووضعنا ميثاق شهامة ،,في هذا الميثاق وضعنا الآلية التي نعمل بها في دولنا كقيادات دينية لنحد من انتشار الإيدز بحيث عندما يأتي عام 2015 لا يزيد عدد مرضى الإيدز عن العدد الذي وصل إليه في عامنا هذا ،مع إعطائنا لمرضى الإيدز حقوقهم في الحياة والتعليم والعمل والعلاج والزواج والإنجاب ،والمشاركة في الحياة العامة ،وأن نتعامل معهم بحب ونرعاهم ،ونكسر حاجز الصمت ،ونجعل مرضى الإيدز لا يخافون من مواجهة المجتمع بمرضهم،وقد يحرمون أنفسهم من أخذ العلاج الثلاثي لئلاَّ يعلنوا لأي أحد أنَّهم حاملو فيروس الإيدز ،نريد أن نواجه هذا المرض بشجاعة وإيجابية ،وأن لا نضيع حقوق الأصحاء والمرضى بفرض حاجز الصمت على المرضى والمجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ،ما الذي ينبغي أن نعمله لنحد من إنتشار الإيدز ،وأن لا يزيد عدد مرضى الإيدز في بلادنا عن ما وصل إليه الآن ؟ وإجابة عن هذا السؤال ،أرى أنَّه علينا اتباع الآتي : 1- النظر إلى المرأة نظرة الإسلام لها ،وأنَّها إنسان ذات عقل وفكر مثلها مثل الرجل تماماً ،مع تصحيح المفاهيم الخاطئة لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة . 2- العمل على نيل المرأة كامل حقوقها في الإسلام،وأن يوفر لها المجتمع كل السبل التي تهيء لها حياة كريمة لا يضطرها العوز والفقر أن تتاجر بجسدها لكي تعيش ،كما أضطر ممارسات الجنس التجاري في مجتمعات أخرى،وأن لا يحسب الرجل أنَّه الكسبان عندما يستولي على أموال زوجه ،أو أخته ،أو أمه ،أو ابنته بالباطل ،ويحرمها من حقها الشرعي في الميراث ،ولا يحسبن القوامة هي الضرب والإهانة والتعذيب ممَّا يؤدي إلى هروب ابنته ،أو أخته من البيت ،وتذهب إلى عوالم مجهولة تؤدي إلى ضياعها وهلاكها،وكما أنَّ الإحسان إلى البنات ،أو الأخوات يؤدي إلى الجنة ،فإنَّ الإساءة إليهن يؤدي إلى النار ،والرسول صلى الله عليه وسلم اعتبر من يكرمهن كريم ، من يهينهن لئيم،فقال : ( ما أكرمهن إلاَّ كريم ،ولا أهانهن إلاَّ لئيم) [ رواه السيوطي في الجامع الصغير.] 3- أن نوازن في تربيتنا الأسرية والتعليمية الاجتماعية ،وفي خطابنا الديني بين المادة والروح ،ولا نجعل أحدهما يطغى على الآخر ،ولا نعتبر الجانب المادي من الحياة رجساً من عمل الشيطان ،فالتوازن بين المادة والروح هو الذي تميَّز به الإسلام في قوله تعالى : (( وابتغ فيما آتاكَ اللهُ الدَّار الآخِرةَ وَلاَ تنْس نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيا)،فالروحانية هي جوهر الدين كله ،ولكن لا ننسى أنّ الله خلق الإنسان كائناً مزدوج الطبيعة فيه قبضة من طين الأرض ،ونفخة من روح الله،وهذه النفخة الربانية هي التي ميَّزته عن سائر الحيوانات ،وقبضة الطين هي التي جعلته صالحاً لعمارة الأرض والتعامل معها(( إذ قال رَبُّك للملائكةِ إنِّي خالقٌ بشَراً مِنْ طِين. فَإِذّا سَوّ يْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين) [ ص : 71 ،72) 4- أن نوفر العمل لأولادنا ونوجه طاقاتاهم إلى التحصيل العلمي والثقافي ،ونشغل أوقات فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع . 5- أن نيسِّر سبل الزواج ،ونقضي على كل الأعراف والعادات والتقاليد التي تعرقل تزويج أولادنا وبناتنا بما فيها القبلية،والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر الشَّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،فإنَّه أغض للبصر،وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنَّه له وِجَاء) [ رواه البخاري] 6- أن يدعو الخطاب الديني إلى الجد والطهارة والاستقامة على الطريق القويم ،وتربية الأمة عامة ،وشبابها خاصة على حياة العفة والفضيلة والإحصان ،وتحري الحلال ،والبعد عن الحرام ،وتجنب حياة الميوعة ،وفي الوقت نفسه لا ينسى اللهو والترويح عن الأنفس. 7- اتباع أسلوب الموعظة الحسنة ،مع أولادنا ، فإذا كانت الدعوة بالحكمة تخاطب العقول فتقنعها ، فإنَّ الدعوة بالموعظة الحسنة تخاطب القلوب والعواطف فتثيرها وتحركها ،والإنسان ليس عقلاً مجرداً ،إنَّه عقل ، وقلب معاً ، عقل يدرك ويفكر ،وقلب يحس ويشعر ،وعلينا أن نخاطب الجانبيْين فيه معاً : الجانب الذي يعي ويدرك ويحصل المعرفة ،والجانب الذي ينفعل ويريد ، ويحب ويكره ،ويرغب ويُرهب ،ولنا في رسول الله صلى الله أسوة حسنة ، وكيف تعامل مع الشاب الذي جاء إليه ،والزنا أحب شيء إلى قلبه ،وخرج من مجلسه ،وبعد حوار بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام ، والزنا أ بغض شيء إلى قلبه. 8- اتباع أسلوب الحوار مع أولادنا : فنحاورهم ونستمع إليهم ،ونصادقهم ليفتحوا لنا قلوبهم ،فيصارحوننا بكل مشاكلهم ،وكل احتياجاتهم ،فنوجههم ،ونلبي لهم احتياجاتهم دونما غلو وإسراف . 9- أخذ الناس بالرفق : فمن الحكمة أن نأخذ الناس بالرفق فيما نأمرهم به ،وما ننهاهم عنه ،وأن نأخذ بالمنهج النبوي الذي أمر به الأمة في الدعوة والتعليم ،حين قال : ( يسروا ولا تعسروا ،وبشروا ولا تنفروا .) [ متفق عليه ،عن أنس ] وأخيراً أوجه دعوة إلى الحب ،نحب خالقنا،ونعمل على إرضائه لأنَّنا نحبه،ونخشى عقابه ،وأن نعمل على إشاعة الحب بين الناس ،ونحررهم من دعاوى الكراهية والحقد والحسد والبغضاء ،وهي التي سمَّاها الرسول صلى الله عليه وسلم ( داء الأمم ) ،وهو داء يفتك بالعلاقات الإنسانية أكثر ممَّا يفتك مرض الإيدز ،وغيره من الأمراض القاتلة ،والحب مرتبط بالإيمان ،وقد قالها عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه) [ متفق عليه عن أنس رضي الله عنه]