قراءة وسماع آراء الفقيهة الدكتورة سهيلة زين العابدين تجعل المسلم يدرك ماذا خسر المسلمون بعزل النساء عن الفقه الشرعي ومجامعه وهيئاته، وهي ابنة الشيخ زين العابدين حماد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، ولها ستة وعشرون مؤلفا في الفكر والفقه الإسلامي، وهي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «المتخصصين في الفقه والشرع الإسلامي والعلوم الدينية»، وعضو اتحاد المؤرخين العرب. فمصدرا التشريع الإسلامي ثابتان لكن فهمهما هو الذي يجب أن يكون متغيرًا متجددًا ومختلفًا بتغير واختلاف الزمان والمكان وإلا فتن المسلمون في دينهم وتنفروا عنه لعدم إمكانية أن يلتزموا بأحكام وفتاوى تولدت عن ظروف الناس قبل مئات السنين وبخاصة في عصرنا المختلف جذريا عن طبيعة العالم قبل حتى مائة عام وبخاصة بالنسبة لقضايا وحقوق ووعي النساء، و د.سهيلة لها فهم مختلف للنصوص بشكل يمثل ثورة على الفهم السائد لها ويرفع الحرج عن المسلمين، فهي فقيهة مجتهدة أي تستنبط الأحكام وليست مجرد راوية لآراء الآخرين الفقهية، وهذا ما يميزها عن غيرها من المتخصصات بالعلوم الشرعية اللاتي لا اجتهاد لهن بل حتى لا مشاركة لهن حتى في إفتاء النساء، وكنت قد كتبت مقالا بعنوان «لماذا النساء لا يستفتين النساء» 27/06/1433 تعليقا على الخبر الذي نشر عن الأكاديمية الدكتورة أميرة الصاعدي وما وصفتها بمعاناة زوجة شيخ من كثرة اتصال النساء بزوجها وبغيره من المشايخ للاستفتاء ونقلت عنهن أن هذا أدى «لخراب بيوت العديد من زوجات المشايخ». وامتناع النساء عن استفتاء نساء يحملن أعلى الشهادات الأكاديمية بعلوم الشرع هي ظاهرة محصورة بالسعودية والخليج فقط، بينما في دول عربية وإسلامية كمصر والمغرب هناك مفتيات يرأسن كليات الفقه في بلادهن ويظهرن في برامج الإفتاء ويستفتيهن الرجال والنساء على حد سواء، ويبدو أن سبب عدم ثقة النساء والرجال بالسعودية بالمفتيات هو الثقافة السلبية السائدة التي تعتبر أنه لا رجاحة لعقل المرأة مهما حملت من الشهادات العلمية، فهي تبقى بحكم المجنون والسفيه، وطفل مراهق مهما كان انحرافه يبقى أعقل منها وولي أمرها في الإجراءات الرسمية! ولهذا وللمبادرة بتصحيح هذه الثقافة السلبية السائدة أتمنى ضم د.سهيلة لهيئة كبار العلماء ومجلس الشورى، خاصة أنها على تماس مباشر مع واقع حاجات وقضايا المجتمع عبر عضويتها في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، فهي عضو في المجلس التنفيذي ونائبة رئيس لجنة الدراسات والاستشارات، ونائبة رئيس اللجنة العلمية، ورئيسة مركز المعلومات والإحصاء والتوثيق في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.المصدر : جريدة عكاظ http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20160624/Con20160624845458.htm
تنويه هام تصحيحًا لما ورد في المقال عن عضويتي في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، ·كنتُ عضوة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ إذ أعلنتُ انسحابي من الاتحاد ، عندما تبيّن لي انتماءه للأخوان إثر موقفه ضد ثورة الشعب المصري في 30 يونيه عام 2013م من خلال بيانه الأول الذي أصدره مناهضًا للثورة.