حوار جريدة اليوم معي في زاوية 30في 30
سهيلة زين العابدين: الإعلام السعودي منفتح
حوار : ثامر المالكي 2011/03/31 – 23:50:00
أستاذة قديرة بامتياز تربت في بيت علم وفقه ومنه أخذت أول بذور تعليمها على يد والدها، عاشت قضايا المرأة بكل تحولاتها في المملكة العربية السعودية حيث وقفت كالسد المنيع ضد كل التوجهات التي حاولت تسطيح دور المرأة أو تهميشها، وبرعت في مجالات البحث العلمي ووفقت في العديد من المناظرات التي خاضتها سهيلة زين العابدين حماد في ثلاثين سؤالا وقفت صلبة رغم أوجاعها فكانت الإجابات كالتالي:
سهيلة زين العابدين
أكاديمية جامعية وناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة. أين تجدين نفسك من ذلك؟
أجد نفسي كحقوقية في دفاعي عن حقوق الإنسان عامة، والمرأة خاصة، وكمؤرخة في درء الشبهات التي أثارها المستشرقون حول السيرة النبوية العطرة وتكوين الدولة الإسلامية وتشريعاتها، وكناقدة أدبية في تنقية الأدب العربي من شوائب التغريب والإلحاد، وكمفكرة عربية مسلمة في مناقشة قضايا الأمة، والعمل على نهوضها ووحدتها وأمنها وعزتها واستقلال أراضيها.
ماذا تعني لك حقوق الإنسان؟
منحة إلهية، منحها الخالق جل ّ شأنه لخلقه، عليهم أن يحافظوا عليها، ولا يتعدوا عليها.
هل المجتمع السعودي بات اليوم يعرف أهم حقوقه؟
بكل تأكيد.
هل تعرضت للظلم في حياتك مما دفعك إلى تبني القضايا الحقوقية؟
بفضل من الله أنِّي وُلِدتُ في أسرة منحتني كامل حقوقي، وهذا مبعث تبني للقضايا الحقوقية لأنني أريد كل إنسان أن يتمتع بحقوقه، ولاسيما المرأة، كما تمتعتُ بها على الأقل في محيط أسرتي.
كيف تتعاملين مع من ظلمك؟
أشكوه إلى الله، وأسأل الله أن يهديه ويصلحه.
خرجت من منزل علم، فهل كان ذلك سر نجاحك كامرأة سعودية ؟
إنّ سر أي نجاح حققته هو انتمائي إلى بيت علم وفقه ودين فَهِم الدين الفهم الصحيح، وطبّقَه التطبيق الأمثل.
هل تؤمنين بمقولة وراء كل نجاح امرأة رجل عظيم؟
نعم، وإن كنت امرأة ناجحة، فالله جل شأنه سخّر أبي ــ رحمه الله ـــ ليكون وراء نجاحي.
كيف تنظرين للمرأة السعودية مقارنة بالمرأة العربية ؟
لا تقل عنها علماً ومعرفة وتفوقاً ونجاحاً، ولكنها تقل عنها من حيث حق الأهلية الكاملة والشخصية القانونية، وحق المشاركة في الحياة العامة.
ماذا تقولين لمن يصر على بقاء المرأة في منزلها؟
أنّه يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها، فالمرأة منذ بدء الخليقة خرجت من بيتها للعمل في المرعى والحقل جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل، والقرآن الكريم ذكر نماذج عن مشاركة المرأة في الحياة العامة كقصة ابنتي صاحب مدين مع سيدنا موسى عليه السلام، وبلقيس ملكة سبأ، كما أنّ السيرة النبوية زاخرة بنماذج كثيرة عن مشاركة المرأة في الحياة العامة، وفي تأسيس الدولة الإسلامية الأولى.
هل تتعرضين لضغوط من النواعم باعتبارك تمثلينهن كناشطة حقوقية؟
ليست ضغوطا، وإنّما كم هائل من المشاكل التي تئن من انتهاكات لحقوقهن من قبل الأسرة والمجتمع.
وماذا عن الضغوط من قبل الرجل؟
لا توجد أية ضغوط من قبله.
كيف تواجهين من يخالفك الرأي؟
بالحوار والحجة.
الفشل كلمة يخشاها الكثير من الناجحين. هل تعرضت للفشل خلال مسيرتك العملية السابقة ؟
بفضل من الله كان النجاح دائماً حليفي في مسيرتي الحياتية، وهذا النجاح عرّضني للظلم من قبل أعداء النجاح.
كيف تتعاملين مع الفشل؟
الفشل لابد أن يكون حافزاً للنجاح.
ما هي أهم تطلعاتك المستقبلية؟
أن أسهم في نهضة بلدي وأمتي لتصل إلى المكانة التي تستحقانها.
في ظل التطور المعلوماتي المتسارع. هل تعتقدين أنّ المرأة السعودية تسير في الاتجاه العكسي؟
المرأة السعودية مسايرة لهذا التطور، وقد حقّقت إنجازات علمية كبرى على مستوى عالمي لم يحققها الرجل السعودي ، ولكن للأسف هناك في المجتمع من يريد التقهقر بها إلى الوراء.
هل تؤمنين بالانفتاح على المجتمع الغربي ؟ ولماذا؟
الانفتاح على المجتمعات ضرورة من ضروريات الحياة؛ إذ لابد من التواصل الإنساني لتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من الإنجازات العلمية، وديننا دين عالمي منفتح على الإنسانية والتعارف بين الناس، يقول تعالى( يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
أين موقع الإعلام السعودي من ذلك؟
الإعلام السعودي إعلام منفتح على العالم، ولكن عليه أن يكون حذراً، فلا يردد مصطلحات الإعلام الغربي، وتحليله للأحداث.
في عام 2020م ماذا تتوقعين من المرأة السعودية ؟
أن تحقق إنجازات علمية كبرى أكثر بكثير ممّا حققته، وذلك من قِبَل المبتعثات المتخصصات في مختلف العلوم والمعارف بعد حصولهن على الماجستير والدكتوراة.
العنف الأسرى هل هو مصطلح غربي دخيل على المجتمع السعودي؟
العنف الأسري موجود في مجتمعنا منذ عصور التراجع الحضاري مثله مثل غيره من المجتمعات الإسلامية، فحرمان المرأة من حقوقها الدينية والمدنية والمالية والسياسية والعلمية والثقافية ليس حديث العهد، وإنّما يعود إلى قرون عديدة، أمّا كون المصطلح غربيا، فلن يغيِّر من وجه هذه الحقيقة المرة التي أظهرها وعي المرأة بحقوقها.
ماذا تقولين للأسرة السعودية في حال تعرضها للعنف ؟
الذي يمارس العنف، ولا سيما ضد ابنه أو ابنته أو زوجته أو أمه أو أخته فهو إنسان مريض لابد من علاجه، وإن فشلت الأسرة في علاجه، وتكرر عنفه، فعليها أن تسجل حالة العنف في محضر في الشرطة، كما تثبت حالة العنف في أحد المستشفيات، وتلجأ للقضاء لمعاقبة المُعنِّف، ونزع ولايته إن كان ولي أمر المعنَّف.
ماذا قدمت لأطفال الوطن؟
سعيْتُ من أجل أن تكون أُمهاتهم كما أراد الله لهن أن يكن ذوات شخصية إسلامية قوية تُربى على العزة والكرامة، فلا تقدم التنازلات تلو التنازلات عن حقوقها ليمارس الرجل عليها سطوته، فأم كهذه ستُربي أولادها على العزة والكرامة، وترفض أن يطأطئوا رؤوسهم، وينحنوا لغير الله.
للماضي ذكريات لا تنسى. ما هي أهم ذكريات الطفولة ؟
عشتُ طفولة سعيدة وكل ذكرياتها لا تنسى، ولكن أهمها التي قضيتها في الفيروزية بستان جدي رحمه الله التي أوقفها على أولاده،
شخصية أبهرتك؟
شخصيات كثيرة في مقدمتها سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف ترين دور هيئة وجمعية حقوق الانسان اليوم ؟
أمامهما الكثير لتحقيقه.
هل المرأة السعودية تثق بدور جمعية حقوق الانسان؟
للأسف لم تنجح بعد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في كسب ثقة المرأة السعودية.
ماذا تقولين لـ
رئيس هيئة حقوق الإنسان
متى ستُفعِّل الهيئة صلاحياتها في إصدار وتعديل أنظمة وقوانين، كتحديد سن 18 كحد أدنى للزواج ؟
المصدر : جريدة اليوم http://www.alyaum.com/News/art/7624.html