هروب الفتيان2
الخميس, 21 أغسطس 2008
الفتيان والفتيات على حق فيما يقولون ،فنحن كمجتمع بمختلف مؤسساته من أسرية وتعليمية واجتماعية وثقافية لم نحسن التعامل معهم ،فإما إفراط أو تفريط ،فإن أخطأ شاب أو شابة فالعقوبة تشمل الجميع بقرارات المنع ،فهو أبسط حل لدينا لأي مشكلة.
إنَّ هروب الفتيان مشكلة جد خطيرة ؛إذ لا تقتصر خطورتها على ضياعهم فقط ،وفقد أهلهم لهم ،ولكن تمتد الخطورة إلى أمن واستقرار وسيادة الوطن وسلامته ،لأنَّ الهاربين قد يقعون في أيدي مافيا المخدرات أو الإرهاب ،وقد غُرِّر بالفعل ببعض شبابنا فكان مصيرهم القتل في أفغانستان والعراق والشيشان ونهر البارد ،أو الاعتقال في جوانتنامو ،أو في العراق ،أو في أفغانستان ،أو في سوريا ،أو اليمن ،أو تورطوا في عمليات إرهابية داخل أرض الوطن في مختلف مدنه (مكة المكرمة – المدينة المنورة- الرياض – جدة المنطقة الشرقية …)،وفي مقال الأسبوع قبل الماضي عرضتُ أهم أسباب هروب الفتيان من وجهة نظري ،أمَّا عن علاج هذه المشكلة ،فأراه في الآتي:
1- الاهتمام بتربية أولادنا تربية روحية ونفسية وأخلاقية واجتماعية وصحية تربية صحيحة ،وعدم الاتكال على المربيات والخادمات في تربيتهم.
2- مصادقتنا لأولادنا وفتح باب الحوار معهم ،والاستماع إليهم باهتمام كبير، ومعرفة مشاكلهم ،ومساعدتهم في حلها ،مع توجيههم دون تأنيبهم، والتعرف على أصدقائهم وزملائهم وأهلهم للتأكد من صلاحهم ،قبل السماح لهم بزياراتهم في بيوتهم ،والخروج والجلوس معهم
3- إعادة النظر في مناهج مادة التوحيد مع العناية بإعداد وصياغة المناهج الدينية بحيث تجيب عن تساؤلات أبناء وبنات هذا الجيل ،وتزيل ما في أذهانهم من تشويه وتشويش حول دينهم وعقيدتهم ،وأن تسهم في تربيتهم تربية دينية قويمة وسطية بعيدة عن التنطع والتشدد والتطرف تقوي إيمانهم بخالقهم ،وتجعلهم يراقبونه في كل أعمالهم وأقوالهم ،وتحثهم على الإبداع والابتكار كما يطالبهم بذلك دينهم ،فينشأون وهم على قاعدة صلبة متينة من الإيمان العميق بدينهم ،فيثبتون أمام كل المغريات ،بل يواجهون كل التحديات بعقيدة لا تزعزع، وإيمان لا يهتز ،ولا يهن ولا يضعف.
4 – إعادة النظر في مناهج التعليم وطرائق تدريسها؛ إذ لابد أن تكون مناهجنا قادرة على مواجهة تحديات العولمة ،وتسهم في بناء الإنسان المسلم بناءً إسلامياً قوياً، ويكون ذلك بإيجاد العقلية الإسلامية المتفتحة التي ترتكز على أساس ثابت غني ثري نستطيع أن ننطلق منه إلى آفاق بعيدة تحلق في سماوات المعرفة الرفيعة فتجدد وتبتكر وتخترع ،وتفرض شخصيتها على غيرها في نطاق سوي يجعلها مماشية لرقى ما يتصور الإنسان من حضارات دون أن تذوب فيها وتضيع في غياباتها ،هذه العقلية الإسلامية الفذة التي كانت موجودة لدى علمائنا الأوائل الذين نلمس نبوغ الواحد منهم في مختلف العلوم ؛إذ نجد العالم منهم نابغاً في الطب والهندسة والحساب والفلك وغيرها مثل الكندي ،وآخر عالماً في النبات ،وينبغ في الفلك والجبر والجغرافيا واللغة والشعر والتاريخ والفقه كأبي حنيفة الدينوري الذي جمع بين شريعة الفقيه ،وبيان العربي ،وحكمة الفيلسوف ،وفن المهندس ،وانفساح الجغرافي ،وثقافة المؤرخ، وأدب اللغوي ،والأمثلة كثيرة لا حصر لها ،فهل يوجد لدينا علماء مثلهم ؟ونحن لو قرأنا سير هؤلاء العلماء نجد أنَّهم جمعوا في علومهم بين علوم الدين والدنيا ،ومزجوا بينها ،ولم يفصلوا بينها ،بل كانت علومهم الدينية طريقاً ومفتاحاً للعلوم الأخرى ،وكانت هي أول ما تلقوه ،وأول علم تلقوه كان القرآن الكريم حفظوه وفهموه وتعمَّقوا في معانيه ،كما حفظوا الأحاديث النبوية الشريفة ،وعكفوا على دراستها ،وتفقهوا في أمور دينهم ،ثمَّ انطلقوا ليغوصوا في بحور العلوم الأخرى ،ومعهم هذه الذخيرة النفيسة من العلم التي ترشدهم وتلهمهم لطرق كل العلوم والنبوغ فيها ،فأسهموا في إنشاء حضارة فريدة تميزت على كل الحضارات.
5 – ملاحقة المناهج الدراسية أحداث هذا العصر وإنجازاته، حتى يستطيع الناشئ معايشة عصره والتعامل فيه بثقة وثبات ؛إذ لابد أن تتفاعل المناهج الدراسية مع حياتنا اليومية حتى يستطيع أبناؤنا فهمها واستيعابها وبالتالي تمكنهم من الإبداع والابتكار والاختراع.
-6 الاهتمام بالمواهب وتنميتها وتوجيهها توجيهاً صحيحاً سليماً، وتسخيرها في سبيل الخير لتكون نافعة للإسلام والمسلمين ،وذلك باتباع منهج التربية الإسلامية إزاء المواهب والاستعدادات، ذلك المنهج الذي لا يكبتها ولا يبددها ،وإنَّما يوجهها وجهة الخير التي تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة .
-7أن تتوافق التربية الاجتماعية مع معطيات وأسس التربيتين الأسرية والتعليمية، ولا تكون متناقضة معهما كما هي الحال الآن ،وذلك باتباع الآتي:
• أن يُعاد للمسجد دوره في المجتمع ،وأن يجمع علماؤنا بين الأصالة والمعاصرة ،ويأخذ علماؤنا بالأيسر في الدين لقوله صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا )،ولقوله صلى الله عليه وسلَّم : (هلك المتنطعون)قالها ثلاثاً، وللأسف الشديد نجد أنَّ بعض العلماء متشددون في الدين لدرجة تحريمهم الحلال من باب سد الذرائع ،كما نجد البعض يخضع بعض النصوص القرآنية والحديثية الخاصة بأحكام النساء للعادات والتقاليد والأعراف ،مما يؤدي إلى حرمان المرأة كثيرا من حقوقها ،وهذا أحدث فجوة بين نسبة كبيرة من المسلمين من الجنسين ،وبين الإسلام ،وعلماء الإسلام ،واستغله العلمانيون في المطالبة بإبعاد الدين عن التشريع ،والسياسة والاقتصاد ،وقصره على العبادات. وممَّا يعمِّق هذه الفجوة تشدد بعض الإسلاميين في أمور الحياة، وعدم قدرتهم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة ،فهم يكادون يعيشون في عزلة عن العالم لتحريمهم مشاهدة التلفاز ،ومطالعة الصحف لأنَّ بها صورا، وبعض هؤلاء يتصدر للفتوى ،وهو غير مؤهل لها فيضيق على الأمة بتضييق دائرة المباح، وتوسيع دائرة المحرمات. والبعض الآخر نجده يتساهل في الدين لدرجة إباحة بعض ما حرَّمه الإسلام .
• العمل على القضاء على التطرف والغلو في الدين ؛إذ لابد من العمل على نشر الوسطية والاعتدال في الدين.
• القضاء على الفجوة بين علماء الدين ،وبين الشباب بفتح باب الحوار معهم ، وياحبذا لو تبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني حوار الشباب مع علماء الدين للقضاء على هذه الهوة الحاصلة بينهم.
8 – القضاء على الفقر والبطالة.
-9 دراسة أوضاع الذين سُحبت منهم جنسيتهم السعودية ،وإعادتها إليهم إن أمكن.
.-10 أن تضم مدونة الأحوال الشخصية مدة معينة للهجر والمدة التي حددتها أم المؤمنين السيدة حفصة لغياب الزوج عن زوجته دون أن تفتتن أربعة أشهر عندما سألها الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المدة التي يغيب فيها الزوج عن زوجته دون أن تفتتن، وبموجب ذلك أمر أن لا يغيب الجندي عن زوجته أكثر من أربعة أشهر ،وإن استمر الهجر بعد المدة المعينة للقاضي أن يطلق الزوجة إن رغبت في ذلك ،وقبول شهادة الجيران لإثبات الهجر ،مع إلزام الزوج بالنفقة على الزوجة والأولاد فترة الهجر والإنفاق على الأولاد بعد الطلاق ،مع منح مطلقته كامل حقوقها المالية على أن تخصم من مرتبه تلقائياً ،وإن كان من رجال الأعمال تخصم من دخله بالطريقة المتبعة لدى مصلحة الزكاة والدخل، مع إلزام الزوج أيضاً إعطاء مطلقته جميع الأوراق الثبوتية الخاصة بها وبأولادها .
11- أن نحسن الظن بشبابنا ،فلا نطاردهم ونمنعهم من ارتياد الشواطئ والأسواق لحكمنا عليهم جميعاً بالفساد ومعاكسة الفتيات ،فليس كل الشباب بهذه الصورة السيئة ،والتعامل مع الشباب بهذه الكيفية يصيبهم بالإحباط ،وبعضهم يفكر في الهروب من البلد بكاملها ،والبعض الآخر يهرب من واقعه هذا بالإدمان ،والذي يقبل هذا الوضع يقبله على مضض ،وفي داخله إحساس أنَّه ليس مهماً لدى بلده وأهله ،فهو منبوذ ومطارد ومتهم بالفساد والانحلال أينما ذهب وحلَّ، وهذا ما قاله لي أحد الشبان، فهم يرون أنَّ الاهتمام فقط بالبنات ،أمَّا نحن الأولاد ،فلو نموت لا يهتم بنا أحد.
والحقيقة أنَّ الفتيان والفتيات على حق فيما يقولون ،فنحن كمجتمع بمختلف مؤسساته من أسرية وتعليمية واجتماعية وثقافية لم نحسن التعامل معهم ،فإما إفراط أو تفريط ،فإن أخطأ شاب أو شابة فالعقوبة تشمل الجميع بقرارات المنع ،فهو أبسط حل لدينا لأي مشكلة ،وهو في الحقيقة يعقدها ،والله جل شأنه يقول ( ولا تزر وازرة وِزر أخرى) لابد أن نعيد النظر في تعاملنا مع أولادنا وبناتنا ،وأن نحسن تربيتهم ،ونحسن الظن بهم ،ونمنحهم الثقة بأنفسهم ،ولا نصدر عليهم أحكاماً مسبقة بأنهم كلهم منحرفون وفاسدون .
12. توفير وسائل الترفيه البريء ،وشغل أوقات فراغ الشباب ذكور وإناث على حد سواء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة
الخميس, 21 أغسطس 2008
الفتيان والفتيات على حق فيما يقولون ،فنحن كمجتمع بمختلف مؤسساته من أسرية وتعليمية واجتماعية وثقافية لم نحسن التعامل معهم ،فإما إفراط أو تفريط ،فإن أخطأ شاب أو شابة فالعقوبة تشمل الجميع بقرارات المنع ،فهو أبسط حل لدينا لأي مشكلة.
إنَّ هروب الفتيان مشكلة جد خطيرة ؛إذ لا تقتصر خطورتها على ضياعهم فقط ،وفقد أهلهم لهم ،ولكن تمتد الخطورة إلى أمن واستقرار وسيادة الوطن وسلامته ،لأنَّ الهاربين قد يقعون في أيدي مافيا المخدرات أو الإرهاب ،وقد غُرِّر بالفعل ببعض شبابنا فكان مصيرهم القتل في أفغانستان والعراق والشيشان ونهر البارد ،أو الاعتقال في جوانتنامو ،أو في العراق ،أو في أفغانستان ،أو في سوريا ،أو اليمن ،أو تورطوا في عمليات إرهابية داخل أرض الوطن في مختلف مدنه (مكة المكرمة – المدينة المنورة- الرياض – جدة المنطقة الشرقية …)،وفي مقال الأسبوع قبل الماضي عرضتُ أهم أسباب هروب الفتيان من وجهة نظري ،أمَّا عن علاج هذه المشكلة ،فأراه في الآتي:
1- الاهتمام بتربية أولادنا تربية روحية ونفسية وأخلاقية واجتماعية وصحية تربية صحيحة ،وعدم الاتكال على المربيات والخادمات في تربيتهم.
2- مصادقتنا لأولادنا وفتح باب الحوار معهم ،والاستماع إليهم باهتمام كبير، ومعرفة مشاكلهم ،ومساعدتهم في حلها ،مع توجيههم دون تأنيبهم، والتعرف على أصدقائهم وزملائهم وأهلهم للتأكد من صلاحهم ،قبل السماح لهم بزياراتهم في بيوتهم ،والخروج والجلوس معهم
3- إعادة النظر في مناهج مادة التوحيد مع العناية بإعداد وصياغة المناهج الدينية بحيث تجيب عن تساؤلات أبناء وبنات هذا الجيل ،وتزيل ما في أذهانهم من تشويه وتشويش حول دينهم وعقيدتهم ،وأن تسهم في تربيتهم تربية دينية قويمة وسطية بعيدة عن التنطع والتشدد والتطرف تقوي إيمانهم بخالقهم ،وتجعلهم يراقبونه في كل أعمالهم وأقوالهم ،وتحثهم على الإبداع والابتكار كما يطالبهم بذلك دينهم ،فينشأون وهم على قاعدة صلبة متينة من الإيمان العميق بدينهم ،فيثبتون أمام كل المغريات ،بل يواجهون كل التحديات بعقيدة لا تزعزع، وإيمان لا يهتز ،ولا يهن ولا يضعف.
4 – إعادة النظر في مناهج التعليم وطرائق تدريسها؛ إذ لابد أن تكون مناهجنا قادرة على مواجهة تحديات العولمة ،وتسهم في بناء الإنسان المسلم بناءً إسلامياً قوياً، ويكون ذلك بإيجاد العقلية الإسلامية المتفتحة التي ترتكز على أساس ثابت غني ثري نستطيع أن ننطلق منه إلى آفاق بعيدة تحلق في سماوات المعرفة الرفيعة فتجدد وتبتكر وتخترع ،وتفرض شخصيتها على غيرها في نطاق سوي يجعلها مماشية لرقى ما يتصور الإنسان من حضارات دون أن تذوب فيها وتضيع في غياباتها ،هذه العقلية الإسلامية الفذة التي كانت موجودة لدى علمائنا الأوائل الذين نلمس نبوغ الواحد منهم في مختلف العلوم ؛إذ نجد العالم منهم نابغاً في الطب والهندسة والحساب والفلك وغيرها مثل الكندي ،وآخر عالماً في النبات ،وينبغ في الفلك والجبر والجغرافيا واللغة والشعر والتاريخ والفقه كأبي حنيفة الدينوري الذي جمع بين شريعة الفقيه ،وبيان العربي ،وحكمة الفيلسوف ،وفن المهندس ،وانفساح الجغرافي ،وثقافة المؤرخ، وأدب اللغوي ،والأمثلة كثيرة لا حصر لها ،فهل يوجد لدينا علماء مثلهم ؟ونحن لو قرأنا سير هؤلاء العلماء نجد أنَّهم جمعوا في علومهم بين علوم الدين والدنيا ،ومزجوا بينها ،ولم يفصلوا بينها ،بل كانت علومهم الدينية طريقاً ومفتاحاً للعلوم الأخرى ،وكانت هي أول ما تلقوه ،وأول علم تلقوه كان القرآن الكريم حفظوه وفهموه وتعمَّقوا في معانيه ،كما حفظوا الأحاديث النبوية الشريفة ،وعكفوا على دراستها ،وتفقهوا في أمور دينهم ،ثمَّ انطلقوا ليغوصوا في بحور العلوم الأخرى ،ومعهم هذه الذخيرة النفيسة من العلم التي ترشدهم وتلهمهم لطرق كل العلوم والنبوغ فيها ،فأسهموا في إنشاء حضارة فريدة تميزت على كل الحضارات.
5 – ملاحقة المناهج الدراسية أحداث هذا العصر وإنجازاته، حتى يستطيع الناشئ معايشة عصره والتعامل فيه بثقة وثبات ؛إذ لابد أن تتفاعل المناهج الدراسية مع حياتنا اليومية حتى يستطيع أبناؤنا فهمها واستيعابها وبالتالي تمكنهم من الإبداع والابتكار والاختراع.
-6 الاهتمام بالمواهب وتنميتها وتوجيهها توجيهاً صحيحاً سليماً، وتسخيرها في سبيل الخير لتكون نافعة للإسلام والمسلمين ،وذلك باتباع منهج التربية الإسلامية إزاء المواهب والاستعدادات، ذلك المنهج الذي لا يكبتها ولا يبددها ،وإنَّما يوجهها وجهة الخير التي تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة .
-7أن تتوافق التربية الاجتماعية مع معطيات وأسس التربيتين الأسرية والتعليمية، ولا تكون متناقضة معهما كما هي الحال الآن ،وذلك باتباع الآتي:
• أن يُعاد للمسجد دوره في المجتمع ،وأن يجمع علماؤنا بين الأصالة والمعاصرة ،ويأخذ علماؤنا بالأيسر في الدين لقوله صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا )،ولقوله صلى الله عليه وسلَّم : (هلك المتنطعون)قالها ثلاثاً، وللأسف الشديد نجد أنَّ بعض العلماء متشددون في الدين لدرجة تحريمهم الحلال من باب سد الذرائع ،كما نجد البعض يخضع بعض النصوص القرآنية والحديثية الخاصة بأحكام النساء للعادات والتقاليد والأعراف ،مما يؤدي إلى حرمان المرأة كثيرا من حقوقها ،وهذا أحدث فجوة بين نسبة كبيرة من المسلمين من الجنسين ،وبين الإسلام ،وعلماء الإسلام ،واستغله العلمانيون في المطالبة بإبعاد الدين عن التشريع ،والسياسة والاقتصاد ،وقصره على العبادات. وممَّا يعمِّق هذه الفجوة تشدد بعض الإسلاميين في أمور الحياة، وعدم قدرتهم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة ،فهم يكادون يعيشون في عزلة عن العالم لتحريمهم مشاهدة التلفاز ،ومطالعة الصحف لأنَّ بها صورا، وبعض هؤلاء يتصدر للفتوى ،وهو غير مؤهل لها فيضيق على الأمة بتضييق دائرة المباح، وتوسيع دائرة المحرمات. والبعض الآخر نجده يتساهل في الدين لدرجة إباحة بعض ما حرَّمه الإسلام .
• العمل على القضاء على التطرف والغلو في الدين ؛إذ لابد من العمل على نشر الوسطية والاعتدال في الدين.
• القضاء على الفجوة بين علماء الدين ،وبين الشباب بفتح باب الحوار معهم ، وياحبذا لو تبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني حوار الشباب مع علماء الدين للقضاء على هذه الهوة الحاصلة بينهم.
8 – القضاء على الفقر والبطالة.
-9 دراسة أوضاع الذين سُحبت منهم جنسيتهم السعودية ،وإعادتها إليهم إن أمكن.
.-10 أن تضم مدونة الأحوال الشخصية مدة معينة للهجر والمدة التي حددتها أم المؤمنين السيدة حفصة لغياب الزوج عن زوجته دون أن تفتتن أربعة أشهر عندما سألها الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المدة التي يغيب فيها الزوج عن زوجته دون أن تفتتن، وبموجب ذلك أمر أن لا يغيب الجندي عن زوجته أكثر من أربعة أشهر ،وإن استمر الهجر بعد المدة المعينة للقاضي أن يطلق الزوجة إن رغبت في ذلك ،وقبول شهادة الجيران لإثبات الهجر ،مع إلزام الزوج بالنفقة على الزوجة والأولاد فترة الهجر والإنفاق على الأولاد بعد الطلاق ،مع منح مطلقته كامل حقوقها المالية على أن تخصم من مرتبه تلقائياً ،وإن كان من رجال الأعمال تخصم من دخله بالطريقة المتبعة لدى مصلحة الزكاة والدخل، مع إلزام الزوج أيضاً إعطاء مطلقته جميع الأوراق الثبوتية الخاصة بها وبأولادها .
11- أن نحسن الظن بشبابنا ،فلا نطاردهم ونمنعهم من ارتياد الشواطئ والأسواق لحكمنا عليهم جميعاً بالفساد ومعاكسة الفتيات ،فليس كل الشباب بهذه الصورة السيئة ،والتعامل مع الشباب بهذه الكيفية يصيبهم بالإحباط ،وبعضهم يفكر في الهروب من البلد بكاملها ،والبعض الآخر يهرب من واقعه هذا بالإدمان ،والذي يقبل هذا الوضع يقبله على مضض ،وفي داخله إحساس أنَّه ليس مهماً لدى بلده وأهله ،فهو منبوذ ومطارد ومتهم بالفساد والانحلال أينما ذهب وحلَّ، وهذا ما قاله لي أحد الشبان، فهم يرون أنَّ الاهتمام فقط بالبنات ،أمَّا نحن الأولاد ،فلو نموت لا يهتم بنا أحد.
والحقيقة أنَّ الفتيان والفتيات على حق فيما يقولون ،فنحن كمجتمع بمختلف مؤسساته من أسرية وتعليمية واجتماعية وثقافية لم نحسن التعامل معهم ،فإما إفراط أو تفريط ،فإن أخطأ شاب أو شابة فالعقوبة تشمل الجميع بقرارات المنع ،فهو أبسط حل لدينا لأي مشكلة ،وهو في الحقيقة يعقدها ،والله جل شأنه يقول ( ولا تزر وازرة وِزر أخرى) لابد أن نعيد النظر في تعاملنا مع أولادنا وبناتنا ،وأن نحسن تربيتهم ،ونحسن الظن بهم ،ونمنحهم الثقة بأنفسهم ،ولا نصدر عليهم أحكاماً مسبقة بأنهم كلهم منحرفون وفاسدون .
12. توفير وسائل الترفيه البريء ،وشغل أوقات فراغ الشباب ذكور وإناث على حد سواء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة