د. سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة في 25/ 7/ 2024م.
أُتابع الرد على إنكار الأستاذ فرس الحوّاس أحد أعضاء مجلس أمناء تكوين الفكر العربي لثوابت الإسلام، وسأرد في هذه الحلقة على زعمه خلو القصص القرآني من المُكوِّن المكاني؛ إذ رددتُ في الحلقة الماضية على خلو القصص القرآني من المكوِّن النفسي.
ممّا لاشك فيه أنّ توظیف المكان في القصة من الوسائل الفنیّة ذات الأعماق البعیدة، وعند تتبعنا لعنصر المكان في القصص القرآنی كشفنا أنّ وجود هذا العنصر ینقسم إلی نوعین أساسیْن هما: المكان الصریح، والمكان الضمني.
أولًا : المكان الصريح، هو العلم الوارد في القرآن الكریم مثل:
- مكة ورد ذكرها في أكثر من موضع (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)[الفتح:24] المسجد الحرام(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)[الفتح: 25)
- يثرب(وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يَٰٓأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُوا۟ وَيَسْتَـْٔذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )[الأحزاب: 13]
- الحِجر(مدائن صالح)وسميت سورة باسمها، هي موقع أثري يقع في إقليم الحجاز في شبه الجزيرة العربية، شمال غرب المملكة العربية السعودية وتحديدًا في محافظة العُلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة. يحتل المكان موقعًا إستراتيجيًا على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، كما أنّ للمكان شهرته التاريخية التي استمدّها من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك. ورد ذكر الحجر في القرآن على أنّها موطن قوم ثمود، الذين استجابوا لدعوة نبي الله صالح عليه السلام، ثم ارتدُّوا عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة(وَلَقَدۡ كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡحِجۡرِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ* وَءَاتَيۡنَٰهُمۡ ءَايَٰتِنَا فَكَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ* وَكَانُواْ يَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتًا ءَامِنِينَ* فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ)[الحجر: 80-83](وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[الأعراف:73](كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا*فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا *وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا)[الشمس: 11- 15]
- مصر في قصة يوسف(وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)[يوسف :99] ووردت أسماء أماكن كثيرة في السرد القصصي لقصة سيدنا يوسف عليه السلام مثل: غيابات الجُبِّ، السجن، القرية، أهل القرى ..
- مدينة الأحقاف وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ)[الأحقاف:21] تقع في إقليم حضرموت التاريخي، الذي كان يقع في إحدى الأودية الواقعة بين عُمان ووادي أرض مهرة، في الأرض الرملية للسلسلة الجبلية، التي توجد بين عُمان وحضرموت، والتي تمتد حاليا بين اليمن وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
- إرم ذات العماد(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)[الفجر:6-7] وقد أورد ياقوت الحموي في معجم البلدان مادتي أحقاف وإرم؛ حيثُ ذُكِرَ أنّ إرم ذات العماد كانت بين حضرموت وصنعاء في اليمن، كما ذهب أغلب المفسرين إلى أنّ الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم موجودة في اليمن، وقد أدرج ياقوت الحموي موقعها في كتابه بأنّه في وادٍ بين عُمان وأرض مهرة، أو هي رمال تُشرِف على البحر من أرض اليمن,
- مديْن في شمال غرب الجزيرة العربية تقع آثار مساكن أصحاب الأيكة بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك التي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية، ويسمى القسم الشمالي من الحجاز ب(أرض مدين) نسبة لهم وكان أهل مدين رعاة غنم وتجاراً ويغشون في الأوزان ويعبدون شجرة الأيك( وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَىٰكُم بِخَيۡرٖ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ مُّحِيطٖ)[هود: 84]إلى قوله تعالى: أَلَا بُعۡدٗا لِّمَدۡيَنَ كَمَا بَعِدَتۡ ثَمُودُ)[هود:93]
- والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين) قال بعض أهل العلم : أقسم الله بهذه الثلاثة ؛ لأن الأول ﴿ والتين والزيتون ﴾ أرض فلسطين التي فيها الأنبياء، وآخر أنبياء بني إسرائيل هو عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وبطور سينين( جبل الطور بسيناء) لأنّه الجبل الذي أوحى الله تعالى إلى موسى حوله، وقد وصف الله الوادي الذي حوله بالوادي المُقدّس طوى(وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى *إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) (سورة طه:9 – 12)، وأما البلد الأمين فهو مكة الذي بعث الله منه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
- مملكة سبأ: تقع مملكة سبأ في مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، وهي من الممالك العتيقة في شبه الجزيرة العربية، ومن الحضارات القديمة التي سيطرت على طرق التجارة بين الهند وحضارات بلاد الشام وشمال المتوسط. أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في قائمة التراث الإنساني العالمي/ وكانت تحكمهم الملكة بلقيس، وسميت إحدى سور القرآن الكريم باسم (سبأ)( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)[سبأ:15] سيل العرم (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)[سبأ: 16] كما حوت هذه القصة على العنصر الزماني، مثل قوله تعالى:
-(قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ)
(وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا)[سبأ: 33] وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)[سبأ: 18]
10. أمّا قصة ملكة سبأ مع سيدنا سليمان عليه السلام فقد وردت في سورتي النمل وسب (وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ *لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ *فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ *وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ)[النمل: 20-24](قِيلَ لَهَا ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)[النمل: 44]وقد ورد ذكر لعامل الزمن في هذه القصة في الآيات التالية : ( قَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ *قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ * قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ)[ سبأ: 38- 40]
11. قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف:(أمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا * إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا * فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا)[الكهف: 9-11] والرقيم اختلف فيه فمن المفسرين قال هو الجبل الذي فيه الكهف، ومنهم قال هو الوادي الذي فيه الكهف، وقال آخرون هو لوح كتب فيه أصحاب الكهف ووضع عند باب الكهف.وأكدّ الله جل شأنه أنّها قصة واقعية في قوله تعالى:( نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًى)[الكهف: 13]
والعنصر الزمني واضح في هذه القصة، كقوله تعالى:
- (وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٖ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ)[ الكهف:11]
- وقوله تعالى:( وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةٖ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعٗا) هنا التاريخ واضح مكثوا(309) سنة.
- . قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام وبناء الكعبة (وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ *رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ)[إبراهيم : 35 – 37]
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ)[البقرة:95]
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر)[البقرة: 125- 126]
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)[البقرة:158]
12 . أمّا قصة سيدنا نوح عليه السلام في القرأن ، فسأتحدث عنها في مقال آخر إن شاء الله.
ثانيًا: الأماكن الضمنیة فهي تلك الأسماء التي تُستنبط من الكلام ومن الأحداث والوقائع، علی سبیل المثال عندما نقرأ قوله تعاله علی لسان ابراهیم علیه السلام «وأَعْتَزِلُكمْ وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وأَدْعُوا رَبِّي»(مریم /48). فنحن لا نشاهد هنا ذكرًا صریحًا لاسم مكان معین لكن سیاق هذه الآیة قد تضمن مكانًا له وجوده الخارجي، وهذا دون أن یكون هناك تصریح بهذا المكان وتحدید موقعیته الجغرافیة، وما یرشدنا لهذا المكان الضمني هو فعل الاعتزال، فنبي الله ابراهیم غليه السلام قرّر ترك أمكنة قومه المشركین واختار مكانًا آخر بعیدًا عنهم وعن أفعالهم تتوفر فیه إمكانیة العبادة وتوحید الله سبحانه وتعالی. فالأحداث والزمان وشخصیات القصة وسیاقها كلها قد توحي بوجود الأمكنة وتسوق لنا دلالاتها وأدوارها الوظیفیة التي استخدمت من أجلها.
وهكذا نجد أنّ قراءة الأستاذ فراس للقصص القرآني يخالف الحقيقة تمامًا، وهاهي الآيات القرآنية تدحض مزاعمه، ولي عودة للحوار معه عبر قراءتي لكتابه ” القصص القرآني ومتوازياته التوراتية “
وأخيرًا أتساءل: هل من يحمل هذا الفكر يؤتمن على تكوين الفكر العربي؟؟؟؟
لبريد الاليكتروني : Suhaila_hammad@hotmail.com
رابط المقال : https://nz.sa/dFXoU