4-قضايا الأمة العربية والإسلاميةمقالات اخرى

مخطط  لويس لتفتيت العالمين العربي والإسلامي

By شهر واحد مضىNo Comments

د. سهيلة زين العابدين حمّاد

خريطة تقسيم البلاد العربية من سايكس بيكو إلى برنارد لويس

خريطة إسرائيل الكبرى التي عثر عليها في أحد الحواسب الإسرائيلية

خريطة نتن ياهو للشرق الأوسط الجديد

شر في صفحة الرأي بجريدة المدينة في 7 مارس 2024م.

   هدف من هذا المخطط تفتيت البلاد العربية والإسلامية إلى أكثر من 50 دويلة  فما شهده ويشهده العالم وعالمنا العربي والإسلامي على الخصوص، منذ الثمانينات من القرن العشرين إلى وقتنا الراهن من أحداث بدأت بإسقاط الاتحاد السوفيتي ثاني قوة في العالم لتكون أمريكا القطب الأوحد في العالم لتتمكن من تنفيذ مخططها، وبإشعال الحروب(حربا الخليج الأولى والثانية) والحرب مع الحوثيين في اليمن، وفتن وثورات(أُطلق عليها ثورات الربيع العربي) وعمليات إرهابية، وظهور تنظيمات إرهابية مسلحة(القاعدة) في الثمانينات، والذي كان له دور في إسقاط الاتحاد السوفيتي طبقًا للمخطط الصهيوأمريكي و(داعش)التي انبثقت من تنظيم القاعدة بالعراق أعقاب الغزو الأنجلوأمريكي للعراق، وفي(2014)أُعطي لها الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لاحتلال مناطق شاسعة من الأراضي السورية والعراقية وإعلان دولتها لتنفيذ مخطط التفتيت، جميع هذه الأحداث وغيرها خطّط لها المستشرق اليهودي الصهيوني الإنجليزي الأصل الأمريكي الجنسية برنارد لويس الذي قدم إلى واشنطن عام(1974م) ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، إلى جانب عمله كأستاذ لتاريخ الشرق الأوسط والأدنى بجامعة “برنستون”، ومخططه يقوم على  تفكيك البلاد العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين والباكستانيين والأفغان ليقاتل بعهم بعضًا لإضعافهم والاستيلاء على بلادهم، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات ومن الأرز إلى النخيل، والباقي منها يكون تحت النفوذ الأمريكي. وأوضح ذلك بالخرائط مبينًا فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية التي على أساسها يتم التقسيم، وسلّم مشروعه إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذي قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع أمريكا تصحيح حدود سايكس بيكو ليكون متسقًا مع المصالح الصهيوأمريكية، وقد اتهم أبو الحسن بني صدر أول رئيس لإيران بعد الثورة الحزب الجمهووري الأمريكي بالتخطيط لأزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران وما تلا ذلك من أحداث وصولًا إلى الحرب العراقية الإيرانية.

         وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع وفي جلسة سرية عام(1983)على مشروع لويس، وتمَّ تقنين المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية المستقبلية التي يتم تنفيذها وبدقة واصرار شديدين، وجُعل عام(2018)إتمام تنفيذه، ولعل ما حدث من احتلال لأفغانستان والعراق- وقد شارك لويس في وضع استراتيجية غزو العراق- وما يحدث في المنطقة من حروب وفتن وثورات وإرهاب يدلل على هذا الأمر ومبررات لويس لتنفيذ مشروعه:”أنّ العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضُّرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، فالحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإنّ عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إمّا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم يدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية. وهذا ما رددته أمريكا عند احتلالها للعراق.                   

      فما أحداث(11/9/2001)وتفجيرات باريس وبروكسل وغيرها إلّا من صنع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، ودفع بن لادن الاعتراف بمسؤوليته عن تنفيذ الأولى، والتخطيط لداعش تنفيذ عمليات إرهابية في أوربا ليثبتوا للعالم أنّ العرب والمسلمين إرهابيون، إذا لم يُقض عليهم، سيُدمِّرون الحضارات، ويُقوضُّون المجتمعات.

خريطة تقسيم مصر

  خريطة تقسيم لبنان

خريطة تقسيم ليبيا وتونس والمغرب والجزائر

ونلاحظ على مخطط برنارد لويس  لتفتيت البلاد العربية والإسلامية إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، الآتي:

  خريطة تقسيم إيران وباكستان وأفغانستان

أولًا: يعكس لنا مدى الحقد الصهيوني على العروبة وأهل السنة على الخصوص، فلم يكف”لويس” هذا التفتيت، فألغى كلمة(عربية)من الدويلات التي كونّها، وإلغاء مسميات كل الدول العربية وإيران والباكستان وأفغانستان، فلا وجود لدول مجلس التعاون واليمن ومصر والعراق وسوريا ولبنان.

ثانيًا: تكوين 7 دويلات سنية داخلية على الأغلب، فمنافذها البحرية تكاد تكون منعدمة، فقيرة خالية من النفط.

وهي: نجد السنية في الوسط ليس لها أي منفذ بحري، والحجاز السنية، وهي شريط غربي ضيق تمتد من شمال شبه الجزيرة العربية إلى اليمن جنوبًا، مصر الإسلامية عاصمتها القاهرة. الجزء المتبقي من مصر، ولها شريط ساحلي محدود جدًا على البحر المتوسط، يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها، ودويلتين سنية في سوريا، في منطقة حلب وأخرى حول دمشق، ودويلة سنية في شمال لبنان عاصمتها طرابلس، دويلة إسلامية في شمال السودان بعد اقتطاع منها دارفور لتكون دويلة مستقلة.

رابعًا: تكوين 4 دويلات شيعية تشمل مناطق البترول في الخليج العربي، ومنافذ بحرية،هي: دولة الأحساء الشيعية تشمل المنطقة الشرقية بالسعودية، وعُمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين، تجاورها دويلة شيعة أخرى في جنوب العراق حول البصرة، ودويلتين علوية شيعية، واحدة على ساحل البحر المتوسط مقتطعة من سوريا، أخرى على البقاع(عاصمتها بعلبك)خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.

خامسًا: تكوين دولتيْن مسيحيتيْن  تمكّنت من تكوين واحدة منها في جنوب السودان، ومنح الدولة المسيحية في مصر الجزء الأكبر من مصر، مع أنّ عدد مسيحي مصر يشكلون حوالي (15%) من سكانها، وأربع كانتونات مسيحية في لبنان منها كانتون يخضع للسلطة الفلسطينية، وآخر يخضع للنفوذ الإسرائيلي.

خامسًا: إنشاء دويلة كردية غنية بالبترول تشمل الشمال والشمال الشرقي حول الموصل، وأجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية سابقًا، ولهذا نجد ظهور داعش في المنطقة ليمهد قيام هذه الدولة باستيلائه على مناطق الأكراد في سوريا، وقد سلّحت أمريكا أكراد العراق للاستيلاء على المناطق الكردية التي استولت عليها داعش في سوريا، بينما رفضت تسليح الجيش العراقي لمناهضة داعش، وأعلن الاستفتاء  لدولة الأكراد الفيدرالية، والتصدي التركي لها أوقف تنفيذها،  وممّا يجدر ذكره  أنّ مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوّت على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذكورة أعلاه كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في (29/9/2007)وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة(كركوك)الغنية بالنفط ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر(2010) والمعروف أنّ دستور”بريمر”وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في (الجنوب)/سنية في (الوسط)/كردية في(الشمال)عقب احتلال العراق في مارس أبريل(2003) طبقًا لمخطط لويس الصهيوني.

 سادسًا: دويلة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية. عاصمتها أسوان. تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر، ونتوقف قليلًا هنا عند حملة المطالبة بحقوق المرأة الزنجية في مصر، فقد تأسست إحدى الجمعيات الأهلية في مصر للدفاع عن حقوقها مستهدفة بالدرجة الأولى السيدات في الجنوب والنوبة ، وتتولى الإشراف عليها منظمة “بيكر أند ماكنزى” الأمريكية ، بهدف إثارة مشاكل أهل الجنوب، لانفصال النوبة عن مصر على غرار انفصال جنوب السودان.

سابعًا: دويلات الفلسطنيين:

1. تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.

2. دويلة فلسطينية على شمال سيناء، وكادت هذه الدويلة أن يُعلن قيامها، ويكفى نظرة واحدة إلى الأحداث التي وقعت أثناء حرب غزة والتصريحات التي خرجت من أمريكا وإسرائيل وقيادات حماس حول فتح سيناء لاستقبال الفلسطينيين, وقد أوقفتها ثورة الشعب المصري في30 يونية 2013 التي أسقطت حكم الأخوان الذين وافقوا على اقتطاع شمال سيناء لإقامة هذه الدويلة الذي أصبح معقلًا للإرهاب والإرهابيين، وتعود إسرائيل لتنفيذ هذا المخطط في حربها الحالية على غزة.

ثامنًا: دويلة للبربر، وثالثة للأمازيغ، ورابعة للبلساريو مقتطعة من ليبيا وتونس والمغرب والجزائر، وكما يبدو أنّ الأمم المتحدة التي تسيرها الإدارة الأمريكية لتنفيذ مخطط التفتيت”اللويسي الصهيوني”، تدعم هذا المخطط بدعمها إقامة دولة مسيحية في جنوب السودان، ووصف أمينها العام”بان كي مون”، سيادة المغرب على الصحراء بـ”الاحتلال” خلال زيارة له  إلى موريتانيا والجزائر العاصمة، بالإضافة إلى مخيمات تندوف التي تسيرها جبهة البوليساريو، وما احتجاج أوباما على هذه التصريحات إلّا احتجاجًا شكليًا، لأنّ الإدارة الأمريكية وراءه، ووراء إثارة القلاقل في

الصحراء المغربية على مدى سنوات طويلة تمهيدًا لفصلها، ممّا اضطر المغرب تقديم مشروع منحها حكمًا ذاتيًا الذي يحظى بتأييد فرنسي، وللأسف هذه خطوة لفصل الصحراء الكبرى عن دولة المغرب.

تاسعًا: تقسيم لبنان مع صغر مساحتها إلى سبع دويلات وكانتونات، مع تدويل عاصمتها بيروت.

عاشرًا: تقسيم سيناء إلى ثلاث أقسام، دويلة فلسطينية شمال سيناء، وجنوبها للنفوذ الإسرائيلي، وجزئ صغير لبدو سيناء.

حادي عشر: تقسيم إيران والباكستان وأفغانستان إلى عشرة دويلات، فإيران ضمن المخطط، ومع هذا تتعاون مع الإدارة الأمريكية على تنفيذ مخططها بنشر التشيع في دول شبه الجزيرة العربية، وإثارة الفوضى والبلبة بها والتجسس عليها وتنفيذ عمليات إرهابية بها لإسقاطها ظنًا منها أنّ أمريكا ستمكنها من تحقيق حلمها الصفوي، وفاتها أنّها تستخدمها كأداة لتنفيذ مخططها، ثم تنقّض عليها، كما فعلت مع صدّام حسين.

   هذا ما تخططه أمريكا وإسرائيل لنا، وللأسف يساعدهما على تنفيذه المنظمات الدولية، وعملاؤهما من أبناء البلاد العربية، وبُدء بتنفيذه بتدبير المخابرات الإسرائيلية والأمريكية أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وإلصاقها بالعرب والمسلمين، وكانت مبررًا لغزو أفغانستان، ثمّ العراق، وتمّ تسريح الجيش العراقي، وقتلوا مئات الألوف، وهجرّوا الملايين من العراقيين، ورأوا  بعدها أن يثيروا الفتن الطائفية والدينية والعرقية بيننا  ليحارب بعضنا البعض، وليتم القضاء على جيوشنا وإسقاط دولنا، فكان ما أسموه بالربيع العربي، وعمّت الفوضى في تونس ومصر وسوريا واليمن، ووصلنا إلى ما نحن عليه، وأنقذ الله مصر ممّا يُخطّط لها بإسقاط الشعب المصري لحكم الأخوان الذين أتت بهم أمريكا ومن ورائها إسرائيل  ليساعدوهما على تنفيذ مخططهما، وأشغلوا الدولة المصرية بتصدير الإرهابيين إلى سيناء وتسليحهم، وأوجدوا على الساحة جماعات إرهابية مسلحة مثل داعش وحسم وغيرهما.

ثاني عشر: والأكثر من هذا اغتصبوا أرضًا عربية وشرّد أهلها، وأخرجوهم بالقوة منها  ببث الرعب والتخويف بالقتل وهدم البيوت وحرقها وأصحابها فيها ليُرعبوا الباقين، فيفرون بأرواحهم ويستولي عليها الغاصب المحتل ليعطيها لليهود المُهجّرين إلى الأراضي الفلسطينية.

البريد الالكتروني: Suhaila_hammad@hotmail.com                         

رابط المقال : https://nz.sa/fbGgJ

Leave a Reply