د. سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة في 14 يونيه 2023م
تمتلك المملكة العربية السعودية أهم مدن السياحة الدينية في العالم، وهما مكة والمدينة المنورة. مما جعلها قبلة للسائحين من كافة أنحاء العالم. كما تتمتع بالعديد من الإمكانات الجغرافية والتاريخية، والموارد الطبيعية الهائلة التي تجعلها مقصدًا سياحيًا هامًا، وقد تفطن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد إلى المقومات الهائلة التي تتمتع بها المملكة؛ لذلك تم إطلاق رؤية 2030 رحلة التحول نحو السياحة والتراث بتطوير السياحة، وتحقيق أهداف رؤية 2030 في السياحة التي منها:
- زيادة عدد الزيارات السنوية للمملكة إلى نحو مائة مليون زائر بحلول عام 2030، مما يعكس دور السياحة الدينية. ومن المتوقع أن يسهم هذا التطور في خلق وإيجاد أكثر من مليون فرصة عمل، كما أنّه من المتوقع تحقيق زيادة في الناتج المحلي للمملكة، تقدر بنحو 10%.
- إنشاء مدن ترفيهية وتطوير جزر ووجهات سياحية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السياحة. وقد قامت المملكة بالعديد من المبادرات في سبيل تحقيق أهداف قطاع السياحة في رؤية المملكة 2030، مثل مبادرات تطوير جزر فرسان، ومبادرة تطوير شاطئ الرأس الأبيض وغيرها.
- إنشاء المزيد من مرافق الضيافة، وتطوير الخدمات السياحية. مما يسهم في إيجاد العديد من فرص العمل، وخلق بيئة جاذبة للمستثمرين. ومن ثم تنمية الاقتصاد الوطني، الأمر الذي يعد واحدًا من أهم أهداف قطاع السياحة في رؤية المملكة 2030.
- حماية مواقع التراث الوطني والتوعية بأهميتها محليًا وعالميًا، بهدف تنشيط كلٍ من السياحة الداخلية والسياحة الخارجية. ولا شك أنّ السياحة الدينية في رؤية 2030، تمثل واحدة من أهم مقوماتها.
- تطوير الفعاليات والمهرجانات السياحية لجذب السائحين، وتنشيط السياحة الداخلية.
جهود المملكة العربية السعودية في السياحة
ومع تزايد جهود المملكة العربية السعودية في السياحة.. وصل عدد التأشيرات المصدرة قبل جائحة فيروس كورونا إلى أكثر من ٤٥٠ ألف تأشيرة. فقد تم إطلاق تأشيرة السياحة لأول مرة عام 2019 من قبل الهيئة السعودية للسياحة. كما تم تسهيل الحصول على التأشيرات السياحية إلكترونيًا، وأعلنت الهيئة السعودية للسياحة عن العديد من مبادرات الجذب السياحي. كما قامت الهيئة بالترويج للمواقع والوجهات السياحية الهامة بالمملكة من خلال برامج تنشيط السياحة. مما يعكس دور الهيئة السعودية للسياحة في تحقيق أهداف قطاع السياحة في رؤية المملكة 2030، ويكشف عن جهود المملكة العربية السعودية في السياحة.
لا شك أنّ جهود المملكة العربية السعودية في السياحة تخطو بقطاع السياحة في سبيل تحقيق أهداف رؤية 2030 في السياحة. حيث تأتي السياحة على رأس الركائز التي تعتمد عليها رؤية المملكة 2030، لتسهم السياحة في تنويع مصادر الاقتصاد القومي، كما أنّ السياحة تعد واحدة من أهم بدائل اقتصادات ما بعد النفط. وهي مع ذلك توفر العديد من فرص العمل، كما تعد وسيلة هامة لجذب الاستثمارات للمملكة. مما يعكس أهمية رؤية المملكة 2030 في السياحة والتراث.
وبحسب صحيفة سبق السعودية، تكللت هذه الجهود بإعلان منظمة السياحة العالمية في شهر أكتوبر 2022م تصدر المملكة قائمة الدول العربية الأكثر جذبا للسياح، بمعدل 18 مليون زائر منذ بداية عام 2022 وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية بـ14.8 مليون سائح، والمغرب في المركز الثالث بـ11 مليونا.
هذا وتسعى الجهات ذات الاختصاص في السعودية إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والتراثي، وتسجيل المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي(اليونيسكو)، وإبرازها للعالم، وقد تم تسجيل 6 مواقع حتى الآن، تميزت بقيمتها التاريخية والتراثية التي جعلتها تتأهل لتكون مصدر إشعاع حضاري وجذب سياحي متميز على مستوى العالم، وهي:
- وهي مدينة الحِجْر، وتقع في محافظة العـلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وفي عام 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة، أنّ مدائن صالح موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي.
- جدة التاريخية، قبل إعلانها ميناءً بحريًا لمكة المكرمة عام 647م، بُنيت منطقة البلد “جدة التاريخية” على أرض ساحلية جذابة، جعلتها مركزًا بشريًا يضم العديد من الثقافات عبر السنين. وتكشف هذه المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثمانية بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يُشاد بتصاميمها المميزة وأسماء أسرها العريقة، وقد جاءت موافقة لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو باعتماد منطقة جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2014، لاحتلال مدينة جدة التي يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام، مكانة مهمة عبر الحضارات المختلفة، والتي شهدت في بدايات العصر الإسلامي نقطة تحول كبيرة عندما اتخذها الخليفة عثمان بن عفان ميناء لمكة المكرمة.
- الرسوم الصخرية في حائل تُعد مواقع جبة وراطا والمنجور ” الشويمس” في منطقة حائل، من أهم وأكبر المواقع الأثرية في السعودية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتتميز رسومها الصخرية بانتشارها على واجهات الجبال الموجودة في جميع أنحاء المنطقة، وهي رابع المواقع الأثرية التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 2015.
- واحة الأحساء من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم من خلال أكثر من 3 ملايين نخلة منتجة لأجود التمور تحتضنها الواحة بين ثناياها، كما تتمتع بموقع جغرافي مهم أهلها لتقوم بدور كبير في تاريخ المنطقة، فقد كانت لها صلات حضارية مع العالم القديم في الشام ومصر وبلاد الرافدين، الأمر الذي جعلها خامس موقع سعودي ينضم لقائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو) في 2018.
ومن المواقع والمناطق السياحية في المملكة العربية السعودية
- من أفضل الأماكن السياحية المثالية التي تستحق الزيارة عن جدارة، حيث أنها مزيج للعديد من الحضارات التي مرت عليها عبر العصور المختلفة، مما يجعلها وجهة تاريخية غنية بالتراث الحضاري الممتع إلى جانب الطبيعة الجبلية الخلابة لمحبي السفاري، ومن أهم الأماكن السياحية في العلا :
- من البلدان الرائعة التي لها تاريخ تراثي وثقافي مميز، وهي تقع في وسط العلا ويُقام بها مهرجان شتاء طنطورة والذي يشمل الحفلات الموسيقية الكلاسيكية والأوبرا إلى جانب الحفلات العربية.كما يشمل المهرجان مهرجانًا للمناطيد الساخنة وسباق الخيول وغيرها من الأنشطة الرائعة، ويمكنك في طنطورة القيام برحلات السفاري أو ممارسة رياضة الدراجات الهوائية أو المشي والاستمتاع بالمناظر الخلابة. وصخرة الفيل من الأماكن التي يجب عليك زيارتها عند توجهك إلى طنطورة، وهي صخرة تبدو على شكل الفيل يبلغ ارتفاعها إلى حوالي 50 مترًا، وتوجد قلعة الحجر التي بنيت في عهد الدولة العثمانية وكان الغرض منها حماية الحجاج عند سفرهم إلى مكة المكرمة، وتتكون من طابقين ويوجد بها قاعة للصلاة وبئرًا يتواجد في الفناء.
- ، يُعرف السائح على التراث الثقافي والشعبي التقليدي للعلا من خلال تعرفه على بعض الصناعات المحلية للأدوات المختلفة الشعبية والمشغولات اليدوية المصنوعة من جريد النخل، وتناول أشهى الأكلات السعودية.
- :تتمتع هذه الجزر بمقومات سياحية عالية تستحق انتشارا عالميا أكثر مما هي عليه في الواقع، تضم مجموعة جزر يبلغ عددها 84 جزيرة. وتبعد جزر فرسان حوالى 50 كيلومتر عن مدينة جازان، تمتاز بتكوينات الشعب المرجانيّة، والشقوق الغريبة ذات المياه العذبة، والقواقع والسلاحف إضافة إلى الكائنات البحرية المتحجرة وغيرها.
- ويقع في مدينة أبها ويعد معلمًا سياحيًا رائعًا يمكن التخييم فيها والحصول على متعة مضاعفة في أحضان الطبيعة التي يزدان بها المتنزه، تتوفر فيه كل المرافق التي ستيسر على الزائر رحلته .ومنتزه الحبلة الذي يميز السياحة في السعودية تتخلله قطوع عمودية طويلة في الجبال.
- ، يقع بالقرب من الحدود الأردنية، تسميته بجبل اللوز ترجع إلى أشجار اللوز التي زرعت به بشكل كبير في القدم. يرتدي جبل اللوز حلة بيضاء فاتنة في فصل الشتاء ويوجد به العديد من النقوش التاريخية والرسومات والرموز، وتمتاز أرضه بالخصوبة.
- ففي أبها أكثر من منطقة سياحية توفر الراحة والمتعة ومن بينها منتزه الفرعاء الذي يعد من أجمل المنتزهات السياحية في أبها، يغطي مساحة مائتين ألف متر مربع.والمتنزه يقدم لزواره فعاليات صيفية كأكروبات السيرك المصري، وفلكلورات شعبية وكرنفالات ومسرح وخيمة الطفل.
- تسعى الجهات ذات الاختصاص في السعودية إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والتراثي، وتسجيل المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي (اليونيسكو) وإبرازها للعالم.
هذه بعض المعالم والمناطق الأثرية والسياحية في المملكة التي تستحق ارتيادها من قبل السياح من مختلف دول العالم، أمّا عن الآثار النبوية التي لا تزال قائمة في المدينتيْن المقدستيْن لا يتسع المجال لذكرها؛ لذا سأفرد لها مقالًا خاصًا بها.
البريد الالكتروني : Suhaila_hammad@hotmail. Com
رابط المقال : https://www.al-madina.com/article/842564/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-2030