د. سهيلة زين العابدين حمّاد

نُشر في جريدة المدينة بتاريخ 8 سبتمبر 2022م.

     بالرغم من ثبوت بالأدلة والوثائق براءة المملكة العربية السعودية ومسؤوليها من أحداث 11/ 9/2001، وكذلك ثبوت تورط الموساد والمخابرات الأمريكية بالأدلة والبراهين والوثائق فيها وإلباسها لتنظيم القاعدة، و(19) سعوديًا ولكن للأسف لا يزال الإعلام الأمريكي مصرًا على اتهام السعودية أنّها وراء تلك الأحداث، وأنّ ال19 سعوديًا المزعومين هم من الذين خطّطوها ونفّذوها، ورغم ثبوت عدم وجود ركاب سعوديين في القوائم الأصلية لركاب الطائرات الأربع التي تفجرّت في الأحداث، لا تزال بعض وسائل الإعلام الأمريكية تتحدّث عن العثور على جواز سفر سعودي لأحد المتهمين بتفجيرات 11/9/2001م في أحد المربعات السكنية القريبة من البُرجيْن.

    ومن المؤسف حقًا أنّ الإعلام العربي لايزال يُردّد الرواية الأمريكية الرسمية  لأحداث 11/9 إلى يومنا هذا، ونجد بعض أسر ضحايا انهيار البُرجين قد طالبوا الرئيس بايدن عند زيارته للسعودية 15،و16 يوليو 2022 أن يطالب  السعودية بتعويضات مالية لأسر الضحايا، رغم  تأكيد رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر توماس كين أنّه لا يوجد أي دليل على أنّ الحكومة السعودية كمؤسسة أو المسؤولين السعوديين متورطين في أحداث سبتمبر من خلال الوثائق التي رفعت إدارة بايدن السرية عنها في 11/9/  2021وقال: “جميع الوثائق التي قرأتها -بما في ذلك تلك التي تريد العائلات الآن الإعلان عنها- لم أجد فيها أي شيء يشير إلى أي مشاركة من قِبَل مسؤولي الحكومة السعودية، “وأكّدت  الوثيقة  عدم وجود أي روابط بين الحكومة السعودية والخاطفين. ولم تقدم أي إثبات عن علاقة الرياض أو أي مسؤول سعودي بالخاطفين.

  وممّا يُثير الدهشة والاستغراب تجاهل الإعلام الغربيً، والمثير الدهشة أكثر تجاهل الإعلام العربي لتصريح  الرئيس الإيطالي الأسبق فرانشيسكو كوسيجا، في حوار مع صحيفة كوريري دي لا سييرا أنّ هجمات سبتمبر الارهابية تمت بإدارة من الموساد، وأنّ   هذا الأمر أصبح معروفًا من قبل وكالات الاستخبارات في العالم.

  وأضاف كوسيجا:”جميع وكالات الاستخبارات في أميركا وأوروبا تعرف جيدًا أنّ الهجمات الارهابية الكارثية، كانت من تدبير جهاز الموساد وتخطيطه، بالتعاون مع أصدقاء إسرائيل في أميركا، بغية توجيه الاتهام إلى الدول العربية، ومن أجل حث القوى الغربية على المشاركة في الحرب في العراق وأفغانستان .”

  والذي يؤيد مقولة الرئيس الإيطالي الأسبق ” كوسيجا”  الآتي :

أولًا: قيام وزارة الدفاع الأمريكية بحذف جميع صور تفجيرات البرجين التي نشرت ساعة وقوع الأحداث من موقعها، ومن جميع المواقع الأمريكية الرسمية، ومن جوجل( Google)، والتي صُوّرت على الهواء مباشرة واستبدلتها بصور أخرى، كما حذفت صورة جزء مبنى البنتاجون الذي زعمت أنّه تعرّض لهجوم إحدى الطائرات المدنية المخطوفة، واستبدلتها بصورة أخرى من واجهة أخرى للمبنى، ممّا يؤكد أنّ أحداث 11/9/2001 وصورها من صنع الموساد والمخابرات الأمريكية.  

ثانيًا: اعترافات سوزن لنداور ضابطة اتصال الاستخبارات الأمريكية مع العراق، بقولها: إنّ وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) خاضعة للموساد الإسرائيلية، وأحداث برج التجارة والطائرة لو كربي والمدمرة كول وأسلحة الدمار الشامل في العراق من صنع الموساد الإسرائيلي!

ثالثًا: الدراسة التي نشرها الموقع الاستخباراتي الأمريكي Pakalert Press  وهو مركز دراسات أميركي يعنى بالملفات الساخنة التي يعيشها العالم، والقضايا الكبرى على المستويات الأمنية والسياسية.

  ففي ديسمبر 2008 نشر الموقع الدراسة التي جاءت بعنوان “إسرائيل هي التي نفذت هجمات 11 /9 / 2001 الإرهابية”، استنادًا إلى أدلة لم تنشر من قبل، لكنها لم تلفت أحدًا من المعنيين في العالمين العربي والإسلامي حتى الآن، وليس من قبيل الصدفة ممّا جاء في الدراسة:

  1.  ذكر  “إيسر هاريل”، كبير المسؤولين الاستخباراتيين الإسرائيليين، مدير جهازي الموساد والشين بيت، بين عامي 1952 و1963، ففي العام 1979، أي قبل 22 عامًا من أحداث “11 سبتمبر 2001″، بشكل دقيق للغاية عن حصول ما حصل أمام “مايكل إيفانز”، وهو أميركي مؤيد للمتطرفين الإسرائيليين.
  2. 2.    استئجار  رجل الأعمال اليهودي الأمريكي ” لاري سيلڤر ستين” مركز التجارة العالمي في 24 يوليو 2001م ، لمدة 99 عامًا، وأن لا يتناول فطوره صباح 11/9 في مطعم وندوز أون ذي ورلد في البرج الشمالي في الطابق 107″المعتاد تناوله يوميًا، وكذلك تغيب نجليه عن عملهما في المركز يوم الانفجار.
  3. استئجار اليهودي فرانك لوي ـ لوي السوق التجاري  داخل مركز التجارة العالمي ومساحته حوالى 427 ألف قدم مربع، ولوي هذا كان عنصرًا في لواء “غولاني” الإسرائيلي، وشارك  مع اليهود في حرب 1948م، وقبل ذلك كان عضوًا في عصابة هاغانا الارهابية، وهو يمضي ثلاثة أشهر في السنة في منزله في إسرائيل، وصديق حميم لكل من إيهود أولمرت وأرييل شارون ونتنياهو وباراك، وفرانك لوي خرج سالمٍا من هجوم 11 – 9.
  4. 4.    الإشراف الأمني على المبنى من أجل فرض السيطرة اللازمة من قبل يهود .
  5. 5.     أن يكون المسؤول عن أمن المطارات الثلاثة التي انطلق منها الخاطفون المزعومون  شركة آي سي تي إس الدولية لصاحبيها عزرا هاريل ومناحيم أتزمون، وكلاهما يهوديان إسرائيليان، ومعظم الموظفين فيها كانوا من العملاء السابقين لجهاز شين بيت الإسرائيلي، وهي التي سمحت لـ19 خاطفًا عربيًا المزعومين في مطاري لوغان في بوسطن ونيووارك في نيوجرسي، بإدخال أدوات حادة وحتى أسلحة نارية إلى الطائرات!
  6. أن تكون عمليات تفتيش المسافرين تتم على أيدي العاملين مع المخططين، بغية السماح لأشخاص معينين بإدخال مواد معينة إلى الطائرات،  والشيء بالشيء يُذكر، في  دراسة أعدها مركز الدراسات العسكري ذكرت أنّ جهاز الموساد قادر على استهداف القوات الأميركية وتوجيه التهمة بذلك إلى  الفلسطينيين.
  7. أن تكون أنظمة برامج بيتش الحاسوبية التي يعمل اليهودي ما يكل جوف مديرها التسويقي  الذي عمل سابقًا لدى شركة غارديوم الإسرائيلية للمعلومات، وهي تشكل معظم أنظمة البرامج الحاسوبية “الكمبيوترية” الوطنية التي كان يجب أن تلحظ أحداثًا، مثل عمليات اختطاف الطائرات، وكانت هذه الشركة ممولة من قبل الموساد.
  8. 8.    تلقي اليهود الذين يعملون في البرجين تحذيرات مسبقة؛ فقد اعترفت شركة أوديغو الإسرائيلية لنقل الرسائل السريعة بإرسال التحذيرات للعاملين اليهود في البرجين، وكان عددهم 400، كما قامت شركة Zim الإسرائيلية بإخلاء مكاتبها في البرج الشمالي من مركز التجارة العالمية ومساحته عشرة آلاف قدم مربعة قبل أسبوع من وقوع الهجمات وألغت عقد الإيجار.
  9. 9.    التجسس الإسرائيلي حول الهدف: قبيل 11 – 9 – 2001 تم وقف حوالي 140 إسرائيليًا بتهمة التجسس، وادعى بعضهم بأنّهم طلاب فنون، وكان ستون من المشبوهين الإسرائيليين يعملون لدى شركة أمدوكس الإسرائيلية التي تزود الولايات المتحدة بتسجيلات للمكالمات الهاتفية.وهناك أيضًا خمسة منهم عرفوا باسم “الإسرائيليون الراقصون” كانوا ضبطوا وهم يلتقطون صورًا في أماكن مختلفة، ويحتفلون فور وقوع الهجمات.ويقول شهود إنّ هؤلاء شكلوا فريق عمل للتصور والتوثيق قبل اصطدام الطائرة الأولى بأحد البرجين.
  10. أنّه من البديهيات أنّ بناءين مؤلفين من 110 طوابق، وناطحة سحاب ذات هيكلية فولاذية مكونة من 47 طابقًا أن تنهار بشكل كامل وبسرعة هائلة من دون الاستعانة بتمتفجرات.

     من الملاحظ على هذا التقرير الاستخباراتي تعتيمه على تواطؤ المخابرات الأمريكية مع الموساد في تنفيذ التفجيرات وإلصاقها بِ 19 عربيًا، وما كان ممكنًا للموساد تنفيذ تلك الهجمات بدون علم وتعاون المخابرات الأمريكية، والأدلة على هذا كثيرة، منها: عدم مساءلة وزير الدفاع الأمريكي ورئيس المخابرات الأمريكية، ورئيس الولايات المتحدة نفسه عند حدوث الأحداث، وعدم اتخاذ السلطات الأمريكية أية إجراءات قانونية ضد الجواسيس الإسرائيليين، واكتفت بإخراجهم سرًا من البلاد.

   كما أنّه ليس من قبل الصدفة أن يكون الناطق باسم تنظيم القاعدة ” آدم يحيي جادان”  المعروف باسم ” عزّام الأمريكي” الذي   أطلق عددًا من شرائط الفيديو يهدد فيها العالم والأميركيين، والوارد اسمه على لائحة إف بي آي للمطلوبين،  يهوديًا واسمه الحقيقي آدم بيرلمان من كاليفورنيا. واكتشاف  أجهزة الأمن اللبنانية أنّ علي الجراح ابن عم الخاطف زياد الجراح عميل لدى الموساد الإسرائيلي منذ 25 سنة.

   هذا ومن أخطاء المخططين والمنفّذين لأحداث سبتمبر(المخابرات الأمريكية والإسرائيلية)أنّ من السعوديين الذين تم اختيارهم لإلباسهم جريمة تفجيرات البرجين المهندس الكهربائي عبد العزيز العمري، كان في الرياض وقت وقوع الهجمات، وأعلن اسمه في لائحة الاتهام الأمريكية بأنّه هو الذي قاد الطائرة ذات رقم 11 التي اصطدمت بالمبنى الشمالي لمركز التجارة العالمي، وكان جواز سفره قد سُرق منه سنة 1995م في مدينة “دينفر”بكلورادو عندما كان يدرس هناك[جريدة الشرق الأوسط :ملحق “11سبتمبرعام على الزلزال” الصادر يوم الأربعاء الموافق 11/9/2002م، ص 5] وكذلك سعيد الغامدي طيار موجود في تونس، وهو على قيد الحياة، وكذلك  أحمد النعمي مشرف طاقم ملاحين بالخطوط السعودية، كان في مدينة الرياض وقت الحادث ، ولا علاقة له البتة بقيادة الطائرات. وهو وفق لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالية كان مقيمًا في دلراي بيتش( فلوريدا) وكان من ضمن الذين قاموا بالتفجيرات. [تيري ميسان.الخديعة المرعبة. ص 187. ترجمة سوزان قازان ومايا سلمان . ص 187. ط1. دار كنعان للدراسات والنشر.]

   وكل الذي أرجوه من إعلامنا العربي أن يتوقف عن ترديد الرواية الأمريكية الرسمية عن أحداث 11/9/ 2001التي ثبت عدم صحتها.

البريد الاليكتروني: Suhaila_hammad@hotmail.com

رابط المقال : https://www.al-madina.com/article/804220/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1

Leave a Reply