نشر في جريدة المدينة بتاريخ 14 يوليو2022م

  لا زال يُصدَّر الغرب  لمجتمعاتنا ما تحرمه الديانات السماوية تحت شعار الحرية، ولم يكتف بالتصدير، وإنّما يريد إلزامنا بها عن طريق:

  1.  التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية في البلاد العربية الفقيرة لفرض عليها الأجندة التي يريدون.
  2. 2.     ما تنظمه الأمم المتحدة من مؤتمرات للإسكان والتعليم، مثل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في  القاهرة في الفترة ما بين 5 إلى  13 سبتمبر 1994 م، وممّا تستهدفه إشاعة الفاحشة في مجتمعاتنا الإسلامية بإقرارها الإجهاض، الذي ألغت إجازته في الولايات المتحدة الأمريكية المحكمة العليا مؤخرًا بعد إقراره على مدى نصف قرن.
  3. ما تصدره من اتفاقيات دولية،  تبيح الإجهاض والمعاشرة الجنسية بغير زواج بين رجل وامرأة، وكذلك إباحة اللواط والسحاق المحرّمان في كل الأديان السماوية بإباحة زواج رجل برجل، وامرأة بامرأة، مع ترويج بعض المصطلحات ذات دلالات خطيرة، مثل: الشريك بدل الزوج، ليشمل الزوج والشريك الذي تتم فيه العلاقة بين رجل وامرأة والعيش معًا في بيت واحد بدون زواج، وتتم المعاشرة بينهما، وإنجاب أطفال، وللأسف هذا المصطلح أصبح هو السائد في بعض البرامج التلفزيونية في بعض القنوات العربية الشهيرة.
  4. 4.     المسلسلات والأفلام والبرامج الأمريكية وأفلام نتفليكس ووالت ديزني للأطفال؛ إذ نجد إقحام العلاقات الجنسية المثلية فيها، بهدف ترويجها ليتقبّلها المتلقي على أنّها طبيعية، ودفعه إلى ممارستها. واعتبارًا من يوليو عام 2015، اعترفت بزواج المثليين(18) بلدًا، معظمها يقع في الأمريكتين وأوروبا الغربية، ومنحتهم حقوقًا كثيرة في مقدمتها التبني!

وهذا ما تهدف إليه الماسونية اليهودية، فأغلب الذين كتبوا عنها، يعُرِّفونها بأنّها جزء لا يتجزأ من اليهودية. وقد ورد في صحيفة“لامارينا إسرائيليت”، العدد رقم 74 لسنة 1861، “إنّ روح الحركة الماسونية هي الروح اليهودية في أعمق معتقداتها الأساسية، إنّ أفكارها ولغتها تسير في الغالب على نفس تنظيماتها، وأنّ الآمال التي تنير طريق الماسونية وتسند حركتها هي نفسها الآمال التي تساعد وتنير طريق إسرائيل”. وكانت صحيفة “لاتوميا”، الألمانية الماسونية قد أوردت في عدد 7-7 1928م، أقوالًا منسوبة إلى السياسي الألماني الشهير، “رودلف كلين”،  “إنّ طقوسنا يهودية من بدايتها إلى نهايتها، ولابد أن يستنتج الجمهور من هذا أنّ لنا صلات فعلية باليهودية.”

   ويقول الحاخام الدكتور “إسحاق وايز”، في كتابه بعنوان “إسرائيليو أمريكا”، الصادر في 1866، “إنّ الماسونية مؤسسة يهودية، فتاريخها ودرجاتها وأهدافها ورموزها السرية ومصطلحاتها يهودية من أولها إلى آخرها”. ونشرت مجلة تُدعى”ذا جويش تريبيون”. أكتوبر 1927، مقالًا أوردت من خلاله أنّ “الماسونية قائمة على الديانة اليهودية، فإذا استؤصلت اليهودية من شعائر الماسونية ومصطلحاتها فما الذي يبقى بعد ذلك.”

  وبالنظر إلى رمز حركة الماسونية، سنجد أنّه يوجد هناك تشابه كبير بينه وبين النجمة الموجودة على علم دولة إسرائيل. ولطالما ارتبطت الماسونية بالرموز، والإشارات، وهي كثيرة، مثل الفرجار والزاوية اللذين يمثلان “الطبيعة الأخوية” للماسونية. أما العين داخل الفرجار والزاوية فتسمى “العين التي ترى كل شيء”، ويقول الماسونيون إنّها تشير إلى الاعتقاد بـ “أنّ الله يستطيع أن يسبر ببصره أغوار قلوب وأنفس الناس.” وورد في المجلد الثاني، ص 156،“إن شعار المحفل الماسوني البريطاني الأعظم مكون كله من الرموز اليهودية”.ونقرأ في كتاب الاقتصادي الروسي، “أوليج بلاتونوف”، الصادر عن دار نشر “الرسالة الروسية” عام 2000، أنّ “الماسونية بكل مظاهرها هي عبارة عن مجتمع إجرامي سري، يُتابع أهدافه بتحقيق الهيمنة على العالم على أساس العقيدة اليهودية للشعب المختار.”وتابع “بلاتونوف”:”طالما أدانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الماسونية، معتبرة أنّها تنطوي على مظهر من مظاهر عبادة الشيطان. ولطالما كانت الماسونية ألد أعداء البشرية، وأخطرها لأنّها حاولت إخفاء نشاطها الإجرامي السري بحجاب من الحجج الكاذبة حول تحسين الذات والعمل الخيري.” واختتم “بلاتونوف”، بأن قال “إنّ التأثير الماسوني هو أحد العوامل الرئيسة في كل الحروب.”

   وعادة ما يلتقي أعضاؤها في أشياء تُسمى بالمحافل، بغرض إجراء طقوسهم والتخطيط والتكليف بالمهام الجديدة. وورد في موسوعة “الحركة الماسونية، نسخة فلادلفيا سنة 1906، إنّ كل محفل هو في الحقيقة والواجب رمز للهيكل اليهودي، وكل رئيس يعتلي على كرسيه يمثل ملكًا من ملوك اليهود، وفي كل ماسوني تتمثل شخصية العامل اليهودي”

   وكما يبدو أنّ بروتوكولات صهيون هي إحدى وثائق الماسونية التي تسرّبت، فادّعوا أنّها مزيفة، والذي يؤكد قولي هذا أنّ الماسونية والصهيونية قد قاما بتنفيذ تلك البروتوكولات التي منها البروتوكول الرابع عشر؛ إذ شرعوا في تقويض الأديان بنشر الإلحاد ــــ الذي أصبح ظاهرة عالمية ـــ وعبادة الشيطان، والعمل على إلغاء الزواج، وأصبحت العلاقات الجنسية بين رجل وامرأة تتم بدون عقد زواج شرعي، وأستبدل مصطلح زوج بالشريك، وأصبح الشريكان يعيشان في بيت واحد، وينجبان أطفال بدون زواج شرعي، وتقبّلت المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات هذه العلاقات، ولم تكتف الماسونية بهذا؛ إذ عمدت في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية على ترويج العنف، والشذوذ الجنسي تحت شعار الحرية الشخصية، وقد أطلقت عليه مصطلح(المثلية الجنسية)، مدعية أنّ المثليين يولدون بجينات تدفعهم إلى الميل الجنسي المثلي، وهذا ادعاء يخالف نتائج الأبحاث الجينية التي أثبتت أنّه نادرًا ما يولد الشخص بجينات تدفعه إلى الميل الجنسي المثلي، كما أكد علماء نفس أنّ الإلحاح في نشر مشاهد مثل هذه الممارسات  من خلال أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية واقتحام عالم الطفولة بترويج هذا الشذوذ الجنسي من خلال ألعاب وأفلام كرتونية للأطفال ـــ كما هي الحال الآن ــــ  تجعل المتلقي يتقبلها ويمارسها كأمر طبيعي دون أن يشعر بعفدة ذنب حُرمتها.

   فصناعة السينما في أمريكا يهودية بأكملها، كما يسيطر اليهود على المسرح، وأكبر وأشهر شبكات التليفزيون  الأمريكية ، وكبريات دور النشر العالمية، والمنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمة التغذية والزراعة، ومركز المعلومات في هيئة الأمم المتحدة، وشعبته والأقسام الداخلية لهيئة الأمم المتحدة، وبنك الإعمار الدولي، ومؤسسة اللاجئين الدولية، ومؤسسة التجارة العالمية، واليونسكو، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية.

  ومن المؤسف أنّ الدراما العربية تأثرت بما تروجه الدراما الغربية من حيث العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة؛ إذ نجد في بعض الأعمال الدرامية السينمائية والتلفزيونية نوعًا من هذه العلاقات، وأصبح من الطبيعي أن تذهب الفتاة إلى بيت شاب يعيش بمفرده، أو تعيش معه دون زواج، وأصبح مصطلح” الشريك” يُردد في بعض  البرامج التلفزيونية من قبل مُقدِّماتها، ولهذا دلالات خطيرة، يتقدمها أنّنا أصبحنا نتلّقى ما يُصدّر إلينا رغم تعارضه مع تعاليم ديننا وقيمنا الاجتماعية التي تربيّنا عليها دون التصدي لها بترسيخ تعاليم ديننا وقيمنا من خلال الدراما السينمائية والتلفزيونية .

 وإن كانت هذه حال الكبار، فماذا سيكون حال الصغار وهم يتلقون العلاقات المثلية من خلال الألعاب الالكترونية التي يلعبونها وأفلام الكرتون التي يُشاهدونها، ولا يوجد لدينا البديل من الألعاب وأفلام الكرتون التي تغرس فيهم قيمنا، وتُحافظ على هُويتنا، وتغنيهم عن تلك الألعاب والأفلام؟

 وهنا أناشد وزارة الثقافة السعودية بأن تعمل على مواجهة هذه الحملة الماسونية التي تستهدف تدمير مجتمعاتنا، وانهيار قيمها الخُلقية بِ:

  1. إنشاء شركة إنتاج كبيرة برأس مال كبير لأفلام للأطفال سينمائية وكرتونية تستقطب فيها الخبرات العربية والإسلامية والعالمية في هذا المجال لتقديم إنتاج ضخم ينافس أفلام والت ديزني لاند تُحافظ على هويتنا وقيمنا الخلقية والاجتماعية، وتقدم نماذج لشخصيات من تاريخنا تُحتذى، لينصرف أطفالنا عن مشاهدة أفلام ديزني لاند.
  2. 2.     تكوين شركة إنتاج كبرى لإنتاج أفلام ومسلسلات تنافس أفلام ونتفليكس تمثل مجتمعاتنا العربية وقيمها وأخلاقياتها مع حفاظها على الترابط الأسري، واحترام الصغار للكبار، ورفق الكبار بالصغار.
  3. إعداد كوادر سعودية لتقديم مثل هذه الأفلام بابتعاث الموهوبين والموهوبات في هذا المجال للدراسة في كبريات الأكاديميات والمعاهد المتخصصة في السينما وأفلام الكرتون.
  4. أن تتواصل وزارة الثقافة السعودية مع سائر وزارات الثقافات في البلاد العربية لتكوين شركة إنتاج متحدة للإنتاج السينمائي وأفلام الكرتون لمواجهة حملات الماسونية المستهدفة هدم الأديان وتدمير القيم الخُلقية لمجتمعاتنا.
  5. دعم مشاريع المواهب والكفاءات الفنية العربية المتميزة مثل المخرجة والمنتجة البحرينية إيناس يعقوب التي صُنّفت ضمن خمسة مخرجين عالميين الأكثر تأثيرًا في مجال صناعة أفلام الأطفال بملتقى صناع الأفلام المتحركة بكوريا الجنوبية، وقد قدّمت هذه المخرجة عدد من أفلام الرسوم المتحركة بفكر عصري متطور نابع من ثقافة المجتمع العربي وتاريخه، مثل: بسمك اللهم، وفي خلقه شؤون، وقنديل الحكايات وابن بطوطة ـــ الذي غير الكثير من مفاهيم صناعة الرسوم المتحركة في العالم العربي ـــ وسر الكهف الذي بدأ عرضه يوم 7 يوليه 2022م.

البريد الالكتروني: Suhaila_hammad@hotmail.com

رابط المقال : https://www.al-madina.com/article/796229/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B0%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A

Leave a Reply