سهيلة زين العابدين حمّاد
نشر في جريدة المدينة بتاريخ 24/ 3/ 2022م
خصصت الأمم المتحدة الثاني من أبريل يومًا عالميًا للتوحد، وذلك لإصابة عشرات الملايين به، واعتباره أزمة صحية عالمية متنامية .
فالتوحد هو اضطراب في النمو العصبي للإنسان يؤثر بشكل شديد على تطور وظائف العقل في ثلات مجالات أساسية: التواصل واللغة والمهارات الاجتماعية و القدرة على التخيل”[ مركز التوحّد الأول بجدة] . “لأسباب (وراثية و بيئية طبيعية)
وتظهر الأعراض في عمر مبكر من حياة الطفل في مرحلة السنة والسنة والنصف، وتصبح هناك صعوبة في التواصل مع الآخرين، والذي من المفترض أن يبدأ هذا التواصل من عمر ستة أشهر إلى سنة ونصف، وأي تأخر في ذلك سيؤدي إلى تأخر في الكلام والإدراك(قصور إدراكي)، فالتدخل المبكر والكشف المبكر على أطفال التوحد يسهم في حل مشكلة التوحد التي تواجه الأسرة. وتعد المدرسة أفضل بيئة لتطوير طفل التوحد مع تكييف المنهج الأكاديمي بما يتلاءم مع قدرات الطفل التوحدي”.[د. تركي البطي، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والمتخصص في الاضطرابات النمائية والتوحد التشخيص والتدخل، ومدير مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد بالخبر.
ولا تقتصر أسباب التوحد على الأسباب الوراثية والبيئية والطبيعية فقط، فهناك عوامل اخرى كتعرض الحامل لعنف أسرى وإساءة لشعورها أو إحساسها أثناء الحمل، وتدخل بموجبه في حالة كآبة وحزن وألم نفسي قد يحرم الطفل من بعض الانزيمات المغذية التي تنعكس على الجنين بالتوحد، فيما يرى البعض من المتخصصين بأنّ التوحد هو نتيجة حتمية لبعض العوامل المساندة أثناء الحمل مثل “التدخين، وشرب المسكرات، وتناول أدوية بدون وصفة طبية، وبعض التطعيمات الثلاثية التي تؤخذ مرة واحدة”، وهناك إعاقات يكون سببها طريقة التوليد أو نقص الأكسجين في المستشفيات، وأحيانًا تكون هناك مشاكل في القوقعة تحرم الرضيع من التواصل.
وللوقاية من الإصابة بمرض التوحد أوصى الدكتور واصف كابلي بمركز نداء الأمل لذوي الاعاقة بجده، خلال مشاركته في ديوانية الاطباء في لقائها الــ 59 بعنوان (التوحد والتدخل الوقائي المبكر للإعاقة) بالآتي:
- عمل بحث مجتمعي يشرف عليه عدد من الأطباء في الجامعات ومراكز البحث العلمي، بهدف التحقق من سبب مرض التوحد أثناء الحمل، وقد نتمكن من معرفه السبب ونوع الإفرازات التي لم تفرز أثناء الحالة النفسية والاجتماعية والتي قد تكون سبب في التوحد، ثم نتوصل للحقن التي تعوض هذا النقص الذي سبب التوحد وتعطي في الأشهر الأولى بعد الوضع.
- تطوير المهارات المهنية والرياضية والاجتماعية والحياتية لمرضى التوحد.. لمن تجاوز سنهم 12 عامًا.
وأُضيف إلى هاتيْن التوصيتيْن الهامتيْن التوصيات التالية:
- مراعاة الصحة النفسية والغذائية للحامل لتجنب إصابة جنينها بالتوحد الذي تحدثه الإفرازات الناجمة عن تعرضها لعنف نفسي أو اجتماعي أو بدني، ممّا يُسبِّب لها الألم النفسي والحزن والكآبة قد يحرم الجنين من بعض الانزيمات المغذية التي تنعكس عليه بالتوحد.
- إقلاع الحامل عن التدخين، وتعاطي المخدرات وشرب المُسكرات، وتناول أدوية ولقاحات بدون طبيب.
- التدخل المبكر والكشف المبكريْن على أطفال التوحد يسهم في حل مشكلة التوحد التي تواجه الأسرة، والتي تظهر أعراضه في عمر ستة أشهر إلى سنة ونصف، والتأخر في علاجه يؤدي إلى تأخر في الكلام والإدراك .
- لابد من وجود مختص يتابع مريض التوحد في مختلف مراحله العمّرية تساعده على اجتياز العقبات التي تواجهه، ومساعدته على كيفية التعامل والتعايش معها إن كانت من النوع الدائم أو شبه الدائم، ويحبذ متابعة أحد المراكز المتخصصة للتوحديين.
- تنظيم دورات تدريبية للوالدين ولباقي أفراد الأسرة المقيمين مع مريض التوحد في بيت واحد على كيفية التعامل مع طفلهم مريض التوحد، واكتشاف قدراته وتنميتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة، ونوعية الغذاء الذي يساعده على التواصل مع الآخرين، والتحدث بطلاقة دون خوف وارتباك.
- الإكثار من مراكز التوحد؛ إذ يوجد حاليًا حوالي خمسة مراكز للتوحد في المملكة ، وعدد متواضع من المراكز الصغيرة غير المتخصصة والتي تهتم بالتربية الفكرية أكثر من التوحد وفرط الحركة مقابل حوالي 400 ألف طفل وطفلة من التوحديين ينتظرون إنشاء مراكز متخصصة وكافية لهم.
- توعية المجتمع باحترام مرضى التوحد وحفظ حقوقهم، وكيفية التعامل معهم بعيدًا عن السخرية والتنّمر بهم.
- إصدار القوانين والأنظمة التي تحفظ حقوق التوحديين، ومنحهم فرص العمل والاندماج في المجتمع والتواصل مع الناس.
وبهذا نستطيع التقليل من نسبة الإصابة بالتوحد الآخذة في الزيادة المضطردة نتيجة العوامل النفسية والاجتماعية؛ إذ أظهرت الدراسات الحديثة العالمية تزايد نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد بشكل مضطرد خلال ال 15عامًا الماضية، فزاد العدد من 1 لكل 166 طفل في عام 2004 ليصل الى 1 لكل 54 طفل خلال العام 2019 ، وحسب دراسة أُجريت حديثًا أنّ نسبة الأطفال المصابين بالتوحد في المملكة 1/ لكل 45 طفل أي أنّ نسبة الإصابة 1.5-2%، وهي قريبة من النسبة العالمية.
البريد اليكتروني : Suhaila_hammad@hotmail.com
رابط المقال : التوحد.. وسبل الوقاية منه – جريدة المدينة (al-madina.com)