سهيلة زين العابدين
نشر في جريدة المدينة بتاريخ 17 فبراير 2022م.
ونحن نحتفل بيوم التأسيس في الثاني والعشرين من فبراير بمرور (295) سنة ميلادية (شمسية) و(304) سنة هجرية( قمرية) على تأسيس الدولة السعودية بقيادة الإمام محمد بن سعود، سوف أستصحبكم معي إلى مسيرة وطننا، لنتوقف خلالها عند المراحل التاريخية الفاصلة التي مرّت بها بلادنا منذ فترة التأسيس الأولى إلى يومنا هذا:
مرحلة التأسيس الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، وتتمثل في الدولة السعودية الأولى، وتبدأ من 1139ــــ 1233ه/ 1727 ــــ 1818م)عاصمتها الدرعية، دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية، وتأكد هذا في العهد بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157ه .
مرحلة التأسيس الثانية تتمثل في الدولة السعودية الثانية، وتبدأ من (1240ـــ 1309ه، الموافق 1824 ــــ 1891م ) بقيادة الإمام تركي ين عبد الله بن محمد بن سعود.
مرحلة التأسيس الكبرى التي بدأت منذ عام 1319 ه/ 1902م حتى الآن بقيادة الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن آل سعود الذي أسس الدولة السعودية الثالثة، وتمكّن من توحيدها يوم 22/12 /1351ه الموافق 23/9/ 1932م؛ إذ أعلن في هذا التاريخ قيام المملكة العربية السعودية، وأصبح هذا التاريخ هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. وقد أسهم الملك عبد العزيز في تأسيس جامعة الدول العربية.
هذا وقد شهدت المملكة العربية السعودية مرحلتي تأسيس أُخرييْن بعد مرحلة التأسيس الكبرى:
أولاهما : عهد الملك فيصل بن عبد العزيز(1964 ـــ 1975م)؛ إذ يُعتبر المؤسس الثاني للمملكة للنهضة الاقتصادية والمالية والصناعية والزراعية والتعليمية التي شهدتها المملكة في عهده كما امتدت في عهده شبكات الطرق الحديثة، والمشاريع الزراعية والري والصرف والسدود ومشروع الرمال في الأحساء، وقد زادت مساحات الأراضي الزراعية بشكل كبير، ممّا شجع على البحث عن مصادر المياه، وقد تأسست في عهده المؤسسة العامة للبترول والمعادن للقيام بالبحث عن المعادن في جميع أنحاء المملكة ، كما اهتم بالنهضة العلمية، وبتعليم البنات اهتمًامًا خاصًا والابتعاث للخارج، ـولا ننسى أنّ الملك سعود رحمه الله أمر بفتح مدارس للبنات، كما دعا الملك فيصل إلى إنشاء منظمة العالم الإسلامي، وأسهم في تأسيسها.
ثانيهما: الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي تولى الحكم في 3/4 /1336ه الموافق 23/1/ 2015م بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، ويُعتبر الملك سلمان مؤسس المملكة العربية السعودية الجديدة من خلال رؤية المملكة 2030 وعرّابها ولي عهده الشاب الأمير محمد بن سلمان؛ إذ شهدت المملكة الجديدة منذ توليه الحكم نقلات نوعية في كل المجالات، منها:
أولًا: على الصعيد الدولي، أطلقت المملكة عدة مبادرات نوعية أبرزها قمة (مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)
لتنسيق الجهود الدولية لحماية البيئة، ومواجهة التغير المناخي.
كما استضافت المملكة قمة المجموعة العشرين الخامسة عشرة المنعقدة في عام 2020، وكانت قمة ناجحة بكل المقاييس، وقد نُظّمِّت عند بُعد بسبب جائحة كورنا العالمية.
هذا وقد انضمّـت المملكة إلى هذه المجموعة عام 2008 م في عهد الملك عبد الله رحمه الله، لما للمملكة من أهمية اقتصادية محورية في الاقتصاد العالمي، حيث تعد من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وهي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تقوم بسد العجز في الطاقة الذي عانت أو قد تعاني منه أية دولة في العالم، وقد شاركت المملكة في اجتماعات المجموعة للمرة الأولى في 20/11/ 2008 برئاسة الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله.
ثانيًا: على الصعيد المحلي
تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الهادفة لضخ استثمارات بنحو 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي.
تم إطلاق استراتيجيات وخطط لتطوير عدد من مناطق المناطق باستثمارات مليارية ضمن سعي الحكومة السعودية لتحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين؛ إذ تتواصل الإنجازات في إطار نهضة شاملة يقودها الملك سلمان ابن عبدالعزيز وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ”السعودية الجديدة”، التي تعد “رؤية 2030” خارطة طريق لنهضتها، ويأتي في مقدمتها الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، وستسهم في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، الأمر الذي سيحقق العديد من أهداف الرؤية، بما في ذلك رفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إسهاماته إلى 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وتخفيض معدل البطالة إلى 7%، وتقدم المملكة إلى أحد المراكز العشرة الأوائل في مؤشر التنافسية العالمي بحلول عام 2030.وسيتم ضخ استثمارات تفوق 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي حتى العام 2030، تحت مظلة الاستراتيجية، وتهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال سنويًا، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل إلى حوالي 1.7 تريليون ريال سنويًا بحلول عام 2030 وبتحقيق هذه المستهدفات، من المتوقع ارتفاع نسبة الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 22% في عام 2019 إلى 30% في عام 2030، الأمر الذي سيسهم في نمو الاقتصاد السعودي ليصبح من أكبر 15 اقتصادًا على مستوى العالم، ونجحت المملكة في مضاعفة أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في 2020م بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015.
للحديث صلة.
البريد الكتروني: Suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر : مسيرة الوطن عبر ثلاثة قرون.. من التأسيس إلى اليوم (1) – جريدة المدينة (al-madina.com)