سهيلة زين العابدين حمّاد                

نشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة المنورة يوم السبت الموافق 25/9/2021م 

   يواجه وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية تحدي تغلغل الفكر الأخواني في مناهج التعليم العام للمواد الدينية والتاريخ، والجامعي في مناهج الثقافة الإسلامية في جميع الكليات ومناهج التاريخ في أقسام التاريخ في جامعاتها، ورغم محاولات وزارة التعليم تنقية تلك المناهج من هذا الفكر منذ صدور البيان السعودي التاريخي في مارس 2017، بتصنيف جماعة الأخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية؛ إذ لا تزال رواسبه باقية قي بعض المناهج، ولقد ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، خلال لقاء تلفزيوني أجرته معه شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية إشكالية غزو فكر جماعة” الأخوان المسلمين” لنظام التعليم في المملكة، ومُضي بلاده في اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر أو يتعاطف معه خلال الفترة القصيرة القادمة.

     هذا وقد بيّن وزير التعليم السعودي السابق الدكتور أحمد العيسى المستشار بالديوان الملكي ورئيس هيئة تقويم التعليم(حاليًا)توغل  جماعة” الأخوان” في التعليم، إضافة إلى انخراط بعض رموزها  ممن هربوا من مصر في حقبتي الستينات والسبعينات والتحاقهم بقطاع التدريس في التعليمين العام والجامعي السعودي، وأدى هذا إلى تأثر عدد من المسؤولين والمشرفين والمعلمين الذين ساهموا في صياغة المناهج ونظم النشاطات الطلابية وفق منهج الجماعة المنحرف. ولكن منذ استيعاب حظر الجماعة بدأت الجهود لتخليص النظام التعليمي من شوائبه.

 هذا ومن خلال اطلاعي على تلك المناهج لهذا العام وجدتُ  رواسب الفكر الأخواني لا تزال  موجودة في بعضها، فقد يكون لا يزال في لجان المناهج من هم ينتمون للأخوان ممن يتبعون التُقية، أو من المتعاطفين معهم، أو المتأثرين بفكرهم، ولا ننسى أنّ تمكّن الأخوان من وضع المناهج الدراسية في بلادنا، والتدريس في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها، والإشراف على الأنشطة اللاصفية على مدى ستة عقود أو تزيد لتحقيق خمسة أهداف رئيسية، وهي: “الترويج لفكر الإخوان المسلمين، والترويج لمؤلفات مفكري الجماعة مثل سيد قطب ويوسف القرضاوي، ونشر مؤلفات الإخوان في المكتبات المدرسية والجامعية ووسط الطلاب والطالبات،  وتوجيه التربية المجتمعية طبقًا لمنهج الإخوان، وأخيرًا السيطرة على المنح والبعثات الدراسية ومحاولة اقتصارها على الجماعة، وكذلك السيطرة على الثقافة العامة؛ إذ أصبحت المكتبات العامة، ومكتبات بيع الكتب تمتلئ بمؤلفاتهم.

    وبذلك تمّ غرس هذا الفكر في عقول أولادنا وبناتنا، فمعظم أعضاء لجان المناهج قد تربوا على الفكر الأخواني، وأصبح كثر منهم أخوانيو الفكر دون أن يُدركوا!

  لكن المتتبع لمناهج المواد الدينية والدراسات الاجتماعية يجد أنّ مناهج هذا العام لم تتخلص بعد من شوائب منهج الجماعة القائم على الأسس التالية:

  1.  أنّ دولة الخلافة هي الدولة التي ينبغي أن تكون دولة المسلمين الذين يعتنقون مبادئ وأفكار جماعتهم وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها، ومن لم يكن أخوانيًا فهو كافر مرتد يُستحل دمه؛ لذا نجد المناهج الدراسية التي وضعوها أو أشرفوا على وضعها تركز على دولة الخلافة وقتل المرتدين، فهم يعتبرون كل المسلمين غير الأخوان كفارًا ومرتدين مستحلة دماؤهم، وهذا ما تقوم به الجماعات المتطرفة المسلحة المنبثقة عنها، وهم يبررون قتلهم للمسلمين حتى في المساجد أثناء تأديتهم  صلوات الجُمع.
  2. إعطاء الجهاد في سبيل الله بعدًا أخرًا لتبرير قتل غير المسلمين، وهو جعل مشروعية القتال في سبيل الله تشمل نشر الإسلام، فنجدهم في عرضهم لتاريخ الفتوحات الإسلامية يحرصون على بيان أنّ نشر الإسلام من أهم أهداف الفتوحات الإسلامية، وبذلك يُروجون لمقولات المستشرقين أنّ الإسلام انتشر بحد السيف.
  3. إقصاء المرأة وتهميشها، وإبعادها عن المشاركة في الحياة العامة بفرض عليها وجوب تغطية وجهها، الذي لم يوجبه الخالق عليها، وتحريم الاختلاط في الأماكن العامة الذي أباحه الخالق، فقصروا مجالات عملها على تطبيب وتمريض وتعليم بنات جنسها، وتقديم الخدمات الاجتماعية لهن.

للحديث صلة.

Suhaila_hammad@hotmail.com

https://www.al-madina.com/article/752528/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A-%D8%A3%D8%AE%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC%D9%87%D8%A7-(1)

Leave a Reply