بحوث ومؤتمرات

أعمال مؤتمر الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة وحقوق الطفل

By 21 March، 2021No Comments

أعمال مؤتمر الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة وحقوق الطفل “رؤية تقويمية” إعداد سهيلة زين العابدين حماد عضوة المجلس التنفيذي  ولجنة الدراسات والاستشارات بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية مقدمة لمؤتمر الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة الذي عقد في الإسكندرية  في فندق فلسطين في الفترة من 25-27 سبتمبر عام 2005م ، ونظّمه المجلس العربي للطفولة والتنمية                                بسم الله الرحمن الرحيم    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.         أيها الحضور الكريم:              أحييكم تحية الإسلام  فسلام الله عليكم ورحمته الله وبركاته           أما بعد…        على مدى ثلاثة أيام فقد استمتع جميعنا واستفاد بالأربع وثلاثين دراسة التي قدمها نخبة من علماء ومفكرين وتربويين وإعلاميين مختصين بشؤون الطفل والطفولة، وقد تناول الباحثون والباحثات المحاور التالية: المحور الأول: مصادر ثقافة الطفل العربي. المحور الثاني: لغة الطفل العربي في عصر العولمة.  المحور الثالث: تأثير الإعلام المحلي والأجنبي على الطفل العربي. المحور الرابع: الاستفادة من بعض الخبرات الدولية “السويدية، والبولندية، والإيطالية” في تعويد الطفل على القراءة. المحور الخامس: حقوق الطفل الثقافية ،وما هي السياسات القانونية والاجتماعية التي يمكن بوساطتها تفعيل حقوق الطفل العربي ،بما يساعد على الارتقاء بواقعه ،وتأمين مستقبله.  المحور السادس: مكتبة الإسكندرية، وما تقدمه من إسهامات كصرح تاريخي وثقافي للارتقاء بالأوضاع الثقافية للطفولة العربية. المحور السابع: هُوِيةُ الطفل العربي في ظروف استثنائية في دول المهجر، وفي البلاد المحتلة “فلسطين والعراق”، وفي البلاد التي تعاني من حروب أهلية، أو من آثارها “السودان والصومال”. المحور الثامن: مشاركة الأطفال من بعض البلاد العربية والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم الثقافية.    هذا وقد أجاد وأفاد جميع الباحثين والباحثات كل في  ميدانه، وموضوع بحثه، ويشكرون  على ما بذلوه من جهود وأوقات في سبيل إنجازها، ولقد وفق المجلس العربي للطفولة والتنمية التوفيق كله في اختيار موضوع المؤتمر، ومشاركيه وضيوفه الذين أثروا بدورهم المؤتمر من خلال بحوثهم و مداخلاتهم القيمة، فشكراً من الأعماق للمجلس العربي للطفولة والتنمية على هذا المؤتمر الذي أتاح لنا جميعاً فرصة اللقاء والتعرف والاستفادة من علوم وخبرات بعضنا البعض  للعمل معاً كفريق عمل موحد من أجل الحفاظ على هُويتنا وهُوِية أطفالنا، والتصدي لتحديات العولمة التي تريد سلخنا من هُوِيتنا، وجعلنا مجرد أتباع ممسوخين.    هذا ومن خلال تأملنا في مضامين البحوث التي طرحت نجدها وإن اختلفت في محاورها، فهي جميعها تلتقي في الآتي:  أولاً: تقصيرنا في بناء أطفالنا ،بل وجدنا أنفسنا قد قذفنا بفلذات أكبادنا في خضم العولمة لتبتلعهم، وتسلخهم من هويتهم. ثانياً: أنَّ الثقافةَ المطروحةَ والمقدمةَ للطفل العربي مفروضة عليه إما من قبلنا، أو من قبل العالم المحيط به دون مراعاة لرغباته واحتياجاته وقدراته ومواهبه. ثالثاً: أنَّ من أطفالنا في الصومال والسودان يعانون من حرب أهلية دمرت البنية التحتية لبلادهم. رابعاً: أنَّ أطفال المهجر في حاجة منا للوقوف معهم للحفاظ على هويتهم. خامساً: أنَّ من أطفالنا وفلذات أكبادنا من حرموا من حق الحياة، وحق الحرية، وحق الأمن والأمان، وحق التعلم، وحق التنقل، وحق اللعب، بل حرموا حتى من حق الضحك، ونحن نقف عاجزين عن إعادة حقوقهم التي سلبت منهم، بل عاجزون ليس عن حمايتهم فقط، وإنما عن المطالبة بحقوقهم. هذه المضامين الخمسة التي خرجتُ بها من قراءتي للبحوث والدراسات التي طرحت في هذا المؤتمر، والتي عشتها بكل كياني وأحاسيسي، وتفاعلتُ معها. وهي تمثل  جوهر حقوق الإنسان ،وجوهر حقوق الطفل. الحق الأول: البناء، بناء الطفل الذي يقوم على ثلاث أسس، هي:    1-تحديد الهُوية “من أنا ؟”  2- تحديد الانتماء “أشبه من أنا ؟ لمن أنتمي؟” 3- تحديد القدوة، أو المرجعية “من اتبع؟” تحديد الهُوية: فهي ترسم العلاقاتُ الأولى للإنسان، أو الطفل ملامح ذاته، وترسي له التوازن في خطوات تعامله مع الآخرين، ونحن العرب هويتنا “العروبة ” منا مسلمون، ومنا مسيحيون، ونحن كعرب على اختلاف أدياننا، فجميعنا أصولنا وجذورنا واحدة، والمسلمون منا هويتهم الإسلام والعروبة، والقرآن الكريم حدد هُوية المسلم في قوله تعالى في سورة الأنعام: (قُلْ إِنَّ صَلاَتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالمين * لا شريكَ له وبِذلِكَ أُمرتُ وأنا أوَّلُ المسلمين) وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية الأبوين في تشكيل الهُوية، فيقول: ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه، أو ينصرانه)  فتحديد الهُوِية، والتمسكُ بها، والاعتزازُ بها سيعطي توازناً للطفل طوال حياته، ويجعل  له هدفاً يسعى من أجله، وهو تعزيز هذه الهُوية وتأكيدُها والافتخارُ بها، لأنها تمثل كيانه ووجوده وانتماؤه، وبدونها يعيش في ضياع قاتل، وعليه أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة من أجل أن لا يسيء إليها، بل يكد ويكافح لتتبوأ مكانة عالية بين الهُويات الأخرى. وتحديد الهُوية ينبغي أن يتسم بالوضوح الذي يقتضي منا العمل لإشادة العلم الصحيح، وبناء القلب السليم بالتربية، وإعطاء القدوة الحسنة من أنفسنا، وتوفير البيئة التي تُعين على تبلور تلك الأمور. ومن خلال البحوث والدراسات التي طُرحت في المؤتمر، والتي تعكس واقعنا المرير للأسف الشديد، تبين لنا أنَّ هناك قصوراً منا في تحديد الهوية ووضوحها، فلم نقدم لأولادنا العلم الصحيح، ولم نحسن تربيتهم ليكون بناء قلوبهم سليماً، ولم نكن في كثير من الأحوال تلك القدوة الحسنة، ولم نوفر لهم البيئة التي تعين على بلورة ما يتلقونه منا، بل بالعكس نحن وفرنا لهم البيئة التي تسلخهم من هُويتهم التي اكتسبوها من عيشهم معنا في مجتمعاتنا. نحدثهم بلغة أجنبية، ندخلهم مدراس أجنبية، نذهب بهم إلى مطاعم أجنبية، نلبسهم لبساً قد يكون مطبوعاً عليه أحرف أجنبية، بل أحياناً يكون مطبوع عليهم أعلاماً لدول أجنبية، جعلنا من التلفاز جليسهم يلقنهم ما يريدون مبثوا برامجه دون توجيه منا، دون  إيجاد لديهم الحس النقدي ليقوموا ما يرونه، فيرفضون ما لا يتفق مع قيمهم ودينهم وأخلاقياتهم التي ربيناهم عليها، ويأخذون منها ما يفيدهم وينمي معارفهم ومداركهم، وضعنا حواجز بينهم وبين خالقهم، حاجز يقوم على  التخويف والترهيب، “الله سيعذبك”، “الله سيحرقك في جهنم”، لم ننشئه على محبة الله، لم نجعل علاقته بخالقه علاقة حب، فيعمل على إرضائه لأنًه يحبه، قبل أن يخاف من عقابه، فالإنسان إن أحب إنساناً يسعى لإرضائه، فما بالكم إن أحبَّ خالقه، نعلمه أن الله معه، ناظر إليه، شاهد عليه، فمن يتربي على هذا لا يعصي خالقه. نحن بالغلو والتطرف، وتفسير الدين وفق أهواء وعادات وتقاليد وأعراف جاهلية، وألبسناها لباس الإسلام أوجدنا هوة بين أولادنا وبين دينهم، أصبحوا يعتبرون تطبيق الشريعة الإسلامية كارثة مأساوية، لأنًنا أسأنا تطبيقها، نسبنا كل المحرمات، وكل ما نريد نحن أن نحرمه إلى الإسلام، فكرِهَ شبابُنا الإسلام، وبالأخص بناتنا اللواتي يعتبرن الإسلام يحرمهن من كل ما يتمتعن به من حقوق، وأنَّ تطبيق الشريعة الإسلامية يعني الحكم على المرأة بالحبس والقهر والضرب والجهل. إنَّ الحديث عن حقوق الإنسان عامة في الإسلام، والمرأة بصورة خاصة حديث يحتاج إلى مؤتمر خاص به، ولكن كل الذي أقوله إن جميع المواثيق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وحقوق المرأة السياسية لم تأت بجديد فقد سبقها الإسلام بأربعة عشر قرنا وربع، وفاقها، هناك من الحقوق في المواثيق الدولية تنتهك قيماً ومثلاً دينية كإباحتها الزنا و الزواج المثلي الذيْن تحرمهما كل الأديان السماوية، ولم تحترم الكيان الأسري مثل اتفاقية إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وقد تمتع الإنسان في العصور الإسلامية الأولى بحقوقه في الإسلام كاملة، وسلبت منه في عصور التراجع الحضاري التي مرت بالأمة الإسلامية، والتي لا نزال نعاني منها الآن. فحفاظنا على هُوِيتنا العربية والإسلامية يكون بتمسكنا بعروبتنا، بلغتنا، بديننا، واللغة العربية الآن تتعرض لعملية هدم كبرى من خلال مشروع أمريكي تحت مسمى تحديث الثقافة العربية، ويتضمن هذا المشروع الدعوة لكتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية بدعوى أنَّ حروف العربية المائلة تربي العنف في صغارنا، ومبررات أخرى ساذجة تستهدف اللغة العربية، لأنّها لغة القرآن، فإذا تمكنوا من القضاء على العربية يتمكنون من القضاء على القرآن الكريم حيث فشلت كل محاولاتهم للنيل منه، من هنا علينا أن نحافظ على لغتنا، وعلى تعليمها لأولادنا لنحافظ على قرآننا، وعلى هويتنا. أمَّا من حيث فرض على أطفالنا الثقافة التي نحن نريد دون مراعاة لرغباته واحتياجاته وقدراته، وهذا ما جاء نصه في المادة الثالثة عشر ببنديها الأول والثاني في اتفاقية حقوق الطفل: 1-” يكون للطفل الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات والأفكار وتلقيها وإذاعتها، دون أي اعتبار للحدود سواء بالقول، أو الكتابة، أو الطباعة، أو الفن، أو بأية وسيلة أخرى يختارها الطفل .” 2- يجوز إخضاع ممارسة هذا الحق لبعض القيود بشرط أن ينصَّ القانون عليها، وأن تكون لازمة لتأمين ما يلي:   أ –  احترام حقوق الغير أو سمعتهم. ب – حماية الأمن الوطني، أو النظام العام أو الصحة العامة، أو الآداب العامة.  ومن خلال تقرير نتائج ورشة العمل التحضيرية التي شارك في أطفال من عدد من الأقطار العربية (الأردن، الإمارات العربية المتحدة، تونس، سوريا، فلسطين، قطر، عُمان، لبنان، مصر، اليمن)، وأعمارهم تتراوح من 6 سنوات، وثمان سنوات، 10 سنوات، 13 سنة، و14 سنة، 17سنة، و18 سنة، أكدت عدم تمتع الطفل العربي بحقوقه الثقافية، وان مصادر ثقافتهم الإعلام في المقام الأول، يليه اللعب، أما الكتاب فيحتل المرتبة الثالثة. واختفى دور الأسرة كمصدر ثقافي للطفل، وهذا يعني تقاعس الأسرة، أو تراجع دور الأم والأب كمصدر ثقافي، بل نجده مختف كدور الموجه والمعلم في عملية التلقين الثقافي لأطفالهم، كما نجد عدم ذكر للمدرسة كرافد ثقافي لأطفالنا.     أيضاً نلحظ من خلال قراءتنا لهذه النتائج عدم رضا أطفالنا وقناعتهم بما يقدم لهم التلفاز من برامج موجهة لهم، وأيضا نجدهم يطالبون بزيادة المواد المطبوعة كماً وكيفاً، أي أنَّهم غير راضيين أيضاً على ما يقدم لهم من مواد مقروءة، ونجدهم أيضاً غير راضيين عن التعليم  الذي يتلقونه طرقاً ومنهجاً. عدم الرضا هذه يؤكد لنا أنَّنا نسير في وجهة، وأولادنا يسيرون في وجهة أخرى، لم نقدم لهم ما يشبع رغباتهم واحتياجاتهم وقدراتهم، وما يتناسب مع العصر الذي يعيشونه، لازلنا نخاطب طفل اليوم بنفس الطريقة التي نخاطب بها الطفل في الثمانينات من القرن الماضي، لابد أن نلاحق  التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وأن نتعامل مع أطفالنا وفق قيمنا ومبادئنا وديننا، ولكن دون أن نتجاهل الطور والزمن الذي يعيشونه، لابد أن نعمل من أجل أن يحافظوا على دينهم و هويتهم ولغتهم وقيمهم دون أن نعزلهم عن العالم المحيط بهم، أن نعلمهم كيف يتعاملون معه، وكيف يرسلون، ولا يكونون المتلقين فقط، وماذا يقبلون مما يتلقونه، وماذا يرفضون مما يتلقونه؟ أمَّا أطفالنا في السودان والصومال لابد أن نعينهم على اجتياز المحنة التي يمرون بها، وأن نعيدهم على إعادة البناء، بناء البنية التحتية لبلادهم للحفاظ على البنية التحتية للإنسان السوداني والصومالي، وهذا من حقوقهم علينا. أمّا أطفال المهجر فعلينا أن نربطهم بأوطانهم، وبلغتهم الأم عن طريق برامج تلفازية توجه إليهم، في أوقات يمكنهم مشاهدتها، وأن نطلب منهم ما يريدون منا تقديمه لهم، ونلبي طلباتهم. وأخيراً : نتوقف عند  أوضاع أطفالنا في  ظروف الاحتلال في فلسطين والعراق، أكرر دعوتي للمجلس العربي للطفولة والتنمية بتخصيص مؤتمر خاص لأطفال فلسطين والعراق، تدعى له كل المنظمات والمؤسسات العربية والدولية التي تعني بالطفولة وحقوق الطفل، وحقوق الإنسان للمشاركة في هذا المؤتمر، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، وتبث جلسات المؤتمر كاملة على الهواء عبر قنوات فضائية بالعربية و بترجمة انجليزية ليقف العالم أجمع على الجرائم البشعة التي ترتكب في حق أطفالنا في فلسطين والعراق، وما ذكرته بالأمس الدكتور فيحاء عبد الهادي عن واقع الطفل الفلسطيني في فلسطين يبين لنا ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات صارخة لحقوق الطفل، وحرمانه من حق الحياة، بقتله وهو جنين في بطن أمه، أو قتله، وأمه في المخاض عند حاجز أمني ، وحرمانه حق الحرية، بسجنه وتكبيله، وحرمانه من حق الأمن والأمان بترويعه، والهجوم على بيته في آخر الليل لأسره، وحرمانه من حق التعلم، حق الحفاظ على هويته بسيطرتها على مناهج التعليم، وفرض مناهجها على الطفل الفلسطيني، وحرمانه من حق التنقل بالحواجز الأمنية المفروضة عليه، وبالجدار العازل، ما ذكرته الدكتورة فيحاء عن الأطفال الفلسطينيين والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، والإرهاب النفسي والتنكيل الجسدي اللذان يصاحبان الاعتقال ويرافقانه في كل المراحل يخالف مخالفة صريحة ما جاء في اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية حقوق الطفل، وتوصيات منظمة العفو الدولية التي تؤكد على ضرورة حماية الأطفال في زمن الحرب، وخلال النزاعات المسلحة، إلاَّ أنَّ الممارسات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين تعتبر انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية، لقد نصت المادة رقم (37) من اتفاقية حقوق الطفل على “ألا يعرض أي طفل للتعذيب، أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهنية … وعلى أن يعامل كل طفل محروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان” ولكن قوات الاحتلال تضرب الطفل الفلسطيني ضرباً يُتعمد منه إحداث عاهة بالطفل تتلف دماغه، تجعله معوقاً لأنَّهم يهدفون من هذا تدمير البنية التحتية والأساسية للإنسان الفلسطيني لتنشأ الأجيال القادمة معتوهة مُعوَّقة، أو منسلخة من هويتها مستسلمة للاحتلال لتكون مجرد خدماً لهم، وهذا ما يهدفون إليه، وذات الهدف ما تسعى لتحقيقه قوات الاحتلال في العراق بتوجيه من الصهيونية العالمية، وبتخطيط من الموساد الذي زرع شبكاته في أرض العراق منذ أن وطأت أقدام الجنود الأمريكان والبريطانيين أرض العراق، فهم يعملون الآن على تدمير بنية الإنسان العراقي، المتمثل في أطفال العراق الذين يشربون الآن الماء الملوث بإشعاعات اليورانيوم المنضب، ويستنشقون الهواء الملوث به، ويأكلون النبات الملوث بذات الإشعاع، ولا يجدون المدارس التي يتلقون فيها العلم، فمدارسهم هُدِّمت، وباتوا يدرسون على الأرض في مخيمات، ولا يجدون الدواء والأجهزة لعلاجهم، الهدف من هذا هو إيجاد أجيال من العراقيين عاجزة معوقة مريضة هزيلة جاهلة  تمهيداً ليكون العراق ضمن دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، ليكونوا أيضاً خدماً وأتباعاً للإسرائيليين كما نصت بروتوكولاتهم، وقد بدءوا بسلبه  أرضه وتاريخه، وبسرقة آثاره، وبتلويث أرضه ومياهه وهوائه باليورانيوم المنضب الذي يسبب السرطان، والعقم، والتشوه الخِلقي، والتخلف العقلي، ثم بسلبه إسلامه وعروبته، لينتهوا بعزلته عن أشقائه العرب و تمزيقه إلى طوائف ودويلات ضعيفة هزيلة متناحرة. إنَّ ما يحدث في العراق وفلسطين اختراق صريح لجميع المواثيق الدولية، وعلينا نحن عرباً ومسلمين أن نوحد الجهود من أجل مطالبة المجتمع الدولي لوضع حد لما يحدث من اختراقات لحقوق الإنسان، والطفل في فلسطين والعراق، وأنَّه لا يوجد أحد مهما كان فوق القانون، وفوق المساءلة والمحاسبة.   إنَّ سكوتنا عن ما يحدث في العراق وفلسطين سيؤدي بنا جميعاً إلى ذات المصير، فجميعنا مدرجون ضمن قائمة طويلة في مخطط الشرق الأوسط الكبير، ولابد أن ننقذ إخوتنا، وإلا سنقع في ما وقعوا فيه.  اللهم أعز الإسلام والمسلمين ووحد كلمتهم واجمع صفوفهم، ولا تمكن الأعداء منهم.        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Leave a Reply