من عمق الروح وصلب الفكر الناشر الدار السعودية للنشر ،وهو يضم عدة بحوث ومقالات في الأدب والتاريخ والإعلام الإسلامي، وفن العمارة الإسلامية، صدر عام 1405هـ ـ 1985م، صدرت طبعة واحدة منه ، من البحوث التاريخية التي ضمها هذا الكتاب الشخصية اليهودية، وأخطر المخططات الصهيونية، ونُشرت على حلقات في زاويتي الأسبوعية ـــ آنذاك ـــ” آراء للنقاش ” بجريدة المدينة المنورة ، وكتبتُ هذه الدراسة بعد اتفاقية كامب ديفيد ، ورأيتُ من واجبي كمؤرخة أن أوضح للقارئ أبعد الشخصية اليهودية وخطورة المخططات الصهيونية، كما يحوي هذا الكتاب دراسة عن شعر الشاعر السعودي الكبير محمد حسن فقي ــ رحمه الله ـــ ردًا على مقولة للشاعر حسين سرحان ــ رحمه الله ـــ عن شعر الأستاذ الفقي بأنّه غزير بلا معنى ، وهذه الدراسة النقدية تعد أول دراسة نقدية من منظور إسلامي ،كما يضم الكتاب مقالًا أناشد فيه الشاعر الأستاذ الفقي التراجع عن قراره في التوقف عن الكتابة ، وقد لبى بالفعل ندائي ، فكتبتُ بعدها مقالة بعنوان ” وماذا بعد أن لبّى شاعرنا النداء ؟ ” ، كما يضم الكتاب دراسة إعلامية تعقيبًا على ندوة جامعة الملك سعود بالرياض حول “الصحافة ما لها وما عليها” ، كما ضم دراسة نقدية للتلفاز السعودي ،وكانت هذه الدراسة رداً على مقولة للأستاذ أحمد السباعي ـ رحمه الله ـ وهي :” نحن أمة لا تقرأ!” فرددتُ على مقولته هذه بقولي: ” حقاً نحن أمة لا تقرأ ولكن .. كيف ننشئ أجيالاً تقرأ؟” وبدأتُ البحث بوضعي برمج التلفاز تحت مجهر النقد ،وكيف يمكن أن نسخّر التلفاز ليكون وسيلة تحفز الشباب على القراءة مقترحة تقديم برامج من شأنها تدعو الشباب إلى القراءة ،وكنتُ سأتحدث عن الإذاعة ،والصحافة ،والكتاب وجميع وسائل الاتصال إلى جانب دور البيت والمدرسة والجامعة في إيجاد أجيال تقرأ ، ولكن نقدي لبرامج التلفاز السعودي لم يكن توقيته مناسباً كما رأى معالي وزير الإعلام ـــ آنذاك ـــ الدكتور محمد عبده يماني ــ رحمه الله ـــ؛إذ كان في موسم الحج ،فأوقف نشر البحث ،وأنا أحترم معالي الدكتور محمد عبده يماني ،وهو أيضاً ،فهو يحترم فكري ،ويقرأ لي ،ولا أنسى أنَّه الوحيد الذي بعث لي بتهنئة على تكريم مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني لي ،ولكني تأثرتُ من قراره ،وكتبتُ خاطرة بعنوان” إذا أردت وأدي فئد فكري ..وإذا أردت قتلي فاقتل كلماتي”؛ ووضعتها في مقدمة هذا الكتاب ؛ لتكون مقدمته، كما كتبتُ مقالة : بعنوان “الصحافة رسالة قبل أن تكون موهبة وفناً وصناعة”، موجود ضمن هذا الكتاب. كما يضمُ الكتاب دراسة بعنوان ” المدينة الإسلامية … أين هي ؟” قدَّمتُ من خلاله مكة المكرمة والمدينة المنورة كنموذجيْن للمدينة الإسلامية ،وتحدثتُ عن خططهما ـ والحرميْن الشريفيْن وأسواقهما وقصورهما وحاراتهما ومساكنهما ،وذلك من الناحية التأريخية ،ونشر في ملحق خاص عن المدينة المنورة أصدرته جريدة المدينة برقم 28 بمناسبة انعقاد ندوة المدن العربية بالمدينة المنورة بتاريخ 24/4/1401هـ ،وقد اُعتمدت بعض توصيات الدراسة ضمن توصيات الندوة ،وعلمتُ أنَّ هذا البحث قد وُزِّع على طلبة كلية الهندسة بجامعة الملك فهد للبترول والثروة المعدنية.