تساؤلات إلى الحاخام ديفيد وايس ووقفات معه هذا الكتاب عن موقف حركة ناطوري كارتا من الصهيونية وقيام دولة إسرائيل ، وقد ألفته عقب مشاهدتي لحلقة ” بلا حدود في قناة الجزيرة التي استضاف فيها المتحدث الرسمي عن حركة ” ناطوري كارتا” ، وقلتُ في تمهيد هذا الكتاب :لقد شاهدتُ واستمعتُ إلى حديث الحاخام اليهودي الأمريكي “رابي ديفيد وايس” الناطق الرسمي لحركة ” ناطوريا كارتا” في برنامج “بلا حدود” الذي تقدمه قناة ” الجزيرة ” كل أربعاء ،وأذيع بتاريخ 18/2/1423هـ الموافق 1/5/2002م . وقد صرَّح بتصريحات جد خطيرة من أهمها : أنَّه هو وجماعته لم يعترفوا ولن يعترفوا بدولة إسرائيل لأنَّها دولة ضد الله ،فالله كتب على اليهود أن يعيشوا بلا دولة عقاباً لهم على خطاياهم ،وأنَّ حركة “ناطوري كارتا” تؤمن بالتوراة ،وبما جاء في التوراة بشأن عدم قيام دولة لليهود ،وأنَّ على اليهود أن يعيشوا بسلام في البلاد التي تستضيفهم ،وقد أحسنت ضيافتهم البلاد الإسلامية على مر العصور ،وأنَّ إسرائيل لا حق لها ولا في بوصة واحدة من أرض فلسطين ،وأنَّ أرض فلسطين من حق الفلسطينيين بأكملها 100% ،وأنَّ الفلسطينيين مظلومون مضطهدون ،وأنَّ ما تقوم به إسرائيل الصهيونية في فلسطين ضد الفلسطينيين جرائم كبرى ،وأنَّ ما يقوم به الفلسطينيون من أعمال مقاومة هو رد فعل للجرائم الصهيونية ،وهذا أمر طبيعي فلو تعرض الأمريكي أو البريطاني لأي اعتداء على أرضه سيقاوم هذا الاعتداء، وقال أيضاً إنَّ الصهيونية تُفجِّر بنفسها المعابد اليهودية ،وتنسب ذلك إلى الفلسطينيين ،وتقول هؤلاء الفلسطينيون يكرهون اليهود ويحقدون عليهم وأنَّهم متوحشون قساة، وقال إنَّ الصهيونية قائمة على الدم ،ولن يكون سلام في الشرق الأوسط إلاَّ بزوال إسرائيل بأكملها ،ولن تجدي اتفاقيات السلام ،ولن تأتي بالسلام، ثُمَّ قال عن مستقبل إسرائيل : إنَّها ستزول هذه الدولة لا محالة لأنَّها ضد الله. هذا أهم ما صرَّح به هذا الحاخام ،وأعتقد أنَّ جميعنا يتفق معه فيما ذكره لأنَّه يقرر حقائق دينية وتاريخية، ينكرها ويزيفها اليهود والصهاينة ،وعلينا أن نسلط الأضواء على هذه التصريحات ،ونروجها إعلامياً بكل لغات العالم، لأنَّها تخدم قضيتنا ،ولكننَّا في نفس الوقت نختلف معه في بعض ما ذكره ،وستكون لي وقفات معه في ما ذكره من مغالطات ،ولكن قبل أن أناقشه في النقاط التي تختلف فيها معه أود أنّ أُعرِّف القارئ الكريم بهذه الحركة وبمعتقداتها حتى لا ننخدع في كل ما تقوله .وقد صدر هذا الكتاب عن دار الراية أيضاً.