كتاب قراءة متأنية في بعض المناهج  الدراسية في المملكة العربية السعودية

 

تأليف/ د. سهيلة زين العابدين حمّاد

 

الجزء الأول
قراءة لمقررات بعض المواد الدينية لعام 1440ه/2019م

 

إهداء
  أهدي هذا الكتاب إلى معالي وزير التعليم
بالمملكة العربية السعودية مع التحية والتقدير.
فهرس الموضوعات
إهداء.
مقدمة.
الفصل
الأول/ غياب الحوار بين الآباء والأبناء:
غياب
الحوار بين الآباء والأبناء.
أهم أسباب غياب
الحوار بين الآباء والأبناء.
نتائج
غياب الحوار بين الآباء والأبناء.
نصائح
للآباء والأمهات لتعزيز مواهب وقدرات أبنائهم المراهقين.
الفصل الثاني/النسخ
في القرآن الكريم في مناهجنا الدراسية
النسخ في القرآن الكريم .
نسخ آيتي عشر رضعات والرجم في مناهجنا
الدراسية.
فراش الرسول صلى
الله عليه وسلم .
حديث نسخ ما سُميّت بآية الرجم  من الإسرائيليات.
تناقض
روايات ماعز بن مالك.
الفصل
الثالث/الميراث والوصية
العوْل
في قسمة الميراث.
التعصيب بالذكور في الميراث .
وضع رواية تعصيب الذكور في الميراث.
لا
ميراث لذوي الأرحام في مناهجنا الدراسية!
الوصية
في مناهجنا الدراسية.
الفصل الرابع/ الحجاب واللباس والزينة في مناهجنا
الدراسية!
الفصل
الخامس / الاختلاط في مناهجنا الدراسية
الفصل
السادس/عمل المرأة بين رؤية 2030 ومناهجنا الدراسية:
عمل
المرأة في فقه ثالث ثانوي.
نساء
مسلمات نبغن في علوم الفلك والرياضيات والفقه في القرن 4ه/10م.
الفصل
السابع/ حقوق الزوجيْن:
حقوق
الزوجيْن في مناهجنا الدراسية.
حقوق
الزوجين في فقه ثالث ثانوي.
ضعف
جميع الأحاديث الواردة عن قوله صلى الله عليه وسلم” لو كنتُ آمر أحدًا أن
يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها” .
    النشوز.
علاج
نشوز الزوجة في آية النشوز.
الفصل الثامن / تدريس
ظاهرة الإلحاد في مناهجنا الدراسية
الناسخ
والمنسوخ في القرآن الكريم.
المرأة وعلاقاتها الزوجية والأسرية
ومشاركتها في الحياة العامة.
الفصل
التاسع/ موضوعات متفرقة:
حديث أُمرت أن أْقاتل النّاس حتى يشهدوا أن
لا إله إلّا الله في مناهجنا الدراسية.
تحريم
الغناء
في منهج الحديث للمرحلة الثانوية.
                                                   ****
                                           بسم
الله الرحمن الرحيم
  مقدمة
      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
       تُعد
التربية التعليمية من أهم أسس تكوين عقيدة الفرد وفكره وقوام شخصيته جنبًا إلى جنب
مع التربية الأسرية، ولكن الملاحظ هناك قصور واضح في التربيتيْن الأسرية
والتعليمية، ممّا ترتب عليه وقوع بعض شبابنا في مستنقعي الإرهاب والإلحاد، وهروب
بعض فتياتنا خارج الوطن وطلبهنّ حق اللجوء، ورغم انفاق الدولة مليارات الريالات
على التعليم وتطوير مناهجه إلّا أنّنا نجد القائمين على إعداد المناهج الدينية
للتعليم العام والجامعي، مصرون على التمسك بالخطاب الديني المفسّر من قبل البشر
بما حواه من مفاهيم خاطئة لبعض الآيات القرآنية [1]، مع
 الاستدلال بأحاديث ضعيفة وموضوعة لتأييد ما
يذهبون إليه، وقد سيطّر  الفكر الأخواني على
هذا الخطاب منذ القرن الماضي ، وتوجيهه وفق أهدافه ومخططاته وأجنداته لِتمَكُّن
الأخوان من إعداد المناهج الدراسية في معظم البلاد العربية ولا سيما الدول الخليجية
، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، ولايزال بعضهم متواجد في لجان إعداد
المناهج الدراسية إلى الآن، فأصبح بذلك أبناء ثلاثة أجيال  يحملون الفكر الأخواني بمن فيهم أبناء هذا الجيل،
ومنهم من أصبحوا أخوانيون بالفعل والفكر، وبعضهم تورط في عمليات إرهابية،  أمّا الملحدون من أبناء هذا الجيل  هم ممن تمرّدوا على هذا الفكر الذي لا يزال
يّدرّس لهم حتى اليوم ، وفي هذه القراءة المتأنية لبعض ما جاء في مناهج المواد
الدراسية الدينية ( تفسير- حديث – توحيد – فقه   ثقافة
إسلامية) في المرحلتيْن الدراسية : المتوسطة والثانوية نُشرت في سلسلة مقالات في
صفحة الرأي بجريدة المدينة في الفترة من 23/2/ 2019 إلى 26/10/ 2019م  يتضح لنا مدى تغلغل هذا الفكر في مناهجنا
الدراسية، وعلى وزارة التعليم أن تحررنا من هذا الفكر بتغيير أعضاء لجان المناهج
الدراسية الدينية والدراسات الاجتماعية في التعليمين العام والجامعي؛ إذ لي قراءتيْن
أُخرييْن لمناهج التاريخ في جميع مراحل التعليم العام ، وكذلك  لبعض مناهج الثقافة الإسلامية في جامعاتنا، وقد
وجدتها لا تخرج عن دائرة الفكر الإخواني.
 المؤلفة
حرر في الرياض 19
شعبان 1441ه الموافق 12 إبريل 2020م.

  

الفصل الأول
غياب الحوار بين الآباء والأبناء
غياب
الحوار بين الآباء والأبناء
       من الأخطاء
الكبرى في تربيتنا الأسرية غياب الحوار بين الآباء والأبناء، فللأسف الشديد نجد
كثيرًا من الآباء والأمهات يحسبون أنّ تربية الأولاد قائمة على  إصدار الأوامر بِ” أفعل ولا تفعل” بدون
نقاش ولا حوار، وقد يمنعون البنات من الخروج من البيت ظنًا منهم أنّهم بهذا المنع
يحمونهنّ من الانحراف والانحلال، وفاتهم أنّهم بهذا يجعلونهن فرائس سهلة للمنظمّات
التي تتواصل معهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لدفعهن إلى الإلحاد والعقوق
والهروب من بيوتهن وبلدهن وطلب اللجوء إلى بلاد أخرى بمخطط مرسوم لهن من قبل تلك
المنظمات، فلو كانت هناك علاقة صداقة بينهن وبين آبائهن وأمهاتهن، مع وجود بيئة مفتوحة
للحوار بينهن وبين والديهنّ  تمكنهنّ  بدء حوار معهم أو مع أحدهم في أي
وقت، وحل أي شيء، دون الخوف من العقاب، أو توجيه اللوم
إليهم بسبب هذا الحوار، لما تمكنّت تلك المنظمات من عمل غسيل مخ لهن، ودفعهن للهروب
وطلب اللجوء؛ لذا فحوار الآباء مع الأبناء حق من حقوق الأبناء على الآباء، ومن أهم
أسس التربية السليمة، فلا تربية بلا حوار، فبالحوار يكتسب الطفل لغته، وهويته، وتتكون
عقيدته وشخصيته وأخلاقياته وقيمه وسلوكياته، فهو حق من حقوقه الأساسية في البناء
والتكوين، من هنا جاء قوله صلى الله عليه وسلم:” ما من مولود إلاَّ يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسَّانه”[2]
    إنّ غياب الحوار داخل بيوتنا بين أفراد
الأسرة الواحدة، بين الزوج وزوجته، وبين الآباء والأبناء، و بين الإخوة والأخوات
مكّن تلك المنظمّات من اختراق بيوتنا، وعمل غسيل أدمغة لبعض أولادنا وبناتنا، وإيقاعهم
في مستنقع الإرهاب، أو الإلحاد، ويعود هذا الغياب إلى عدم تنشئتنا لأولادنا بنين
وبنات على ممارسة الحوار، لم نربهم
التربية الروحية والخلقية والوجدانية والعقلية والاجتماعية والنفسية التي
يشكل الحوار القائم على الإقناع والاحترام أهم أسسها، بل منا مَن  رباهم بصيغة الأمر والنهي، والضرب والتخويف ، وتحريم
النقاش .
   إنّ في ثنايا الحوار فوائد جمّة نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وتحصيلية تعود على المحاور بالنفع
كونها تسعى إلى
نمو شامل وتنهج نهجًا دينيًا حضاريًا
ينشده كثير من الناس، وقد أولى القرآن الكريم الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة
والتربية، وجعله الإطار الفني لتوجيه
الناس وإرشادهم؛ إذ فيه جذب لعقول
الناس، وراحة لنفوسهم؛ لذا يعد الحوار بين الآباء والأبناء  ضرورة لغوية ودينية وعقدية وتربوية وخلقية
واجتماعية ونفسية وإبداعية وأمنية ووطنيه، ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بالحوار
اهتمامًا كبيرًا، وذلك لأنَّه يرى بأنَّ الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها
إلى
الحوار.
أهم
أسباب غياب الحوار بين الآباء والأبناء
 وتُلخص أهم أسباب غياب الحوار بين الآباء والأبناء
في التالي:
·       ممارسة العنف ضد الأبناء من قبل الأبويْن أو أحدهما، والخلافات
الدائمة بين الأبويْن.
وغياب الحوار بين الأبويْن، وانشغالهما
في أعمالهما الخاصة، وترك رعاية الأطفال للخادمات والمربيات، وفقدان المصداقية بين
الآباء وأبنائهم.
·         عدم إنصات الآباء إلى الأبناء، فالإنصات الى
الأبناء أحد أبرز مقومات الحوار الفعال مع الأبناء، وبانعدامه ينعدم الحوار، ووجوده
يغري الأبناء على الحديث، وما أقصده هنا هو الإنصات الواعي، ومشاركة الابن الحديث
عن طريق هذا الإنصات العملي.
·
تحويل الآباء
الحوار مع أبنائهم إلى أوامر، فإذا لم ينفذوها يتوقف الحوار معهم.
·
تصميم الأب على
رأيه: لا يحب الأبناء أن يدخلوا في حوار يعلمون أنّ نهايته قسرهم على وجهة نظر
معينة يصر فيها الأب على رأيه، وأنَّه هو الذي سينفذ في النهاية، فلا جدوى من النقاش؛
لذا ينبغي ان يكون الأب صبوراً، ويتعامل مع آراء أبنائه بهدوء، ولا ضير أن ينتهي
إلى آرائهم إذا وجد فيها الصواب، ولم تلحق بهم الضرر.[3]
·
انصراف بعض
الآباء عن الحوار مع أبنائهم لعدم التزام الأبناء بآداب الحديث، مثل: التطرق الى
موضوعات فرعية، وعدم الإنصات الى الأب أو الأم أثناء الحوار، وإصرار الأبناء على
آرائهم. وينبغي على الأب أن يتمهل ويعلم أبناءه كيف ينصتون، وكيف يتحدثون ويلتزمون
بأدب الحوار، ولا يمل من التوجيه المستمر المتأني في هذا الاطار، وألّا يتعجل أن
يكون الأبناء على الصورة التي وصل هو إليها، وللزمن وللوقت حكمة،(الوقت – كما
يقولون – جزء من العلاج)
·
عدم قدرة الأب على
إجراء حوار فعال مع أبنائه، فإذا كان الأب لم يتعلم بعد مهارة الحوار مع أبنائه
توقف الحوار، وأصبح حوارًا موسميًا، فقد يكثر الأب الحديث مع أبنائه مستعملًا
الأسئلة المغلقة التي لا تشجع الابن على أن يفضي بمكنونات صدره، أو أن يتعمد
السخرية من أبنائه، وملاحقتهم بالكلمات النابية الجارحة التي توقف مجرى الحوار
بينهم، أو الإصرار  على فتح حوار في موضوع
لا يناسب الوقت طرحه، ومن الحكمة إرجاء بعض الموضوعات الى الوقت الذي يرغب فيه الأبناء،
أو التسرع في الحكم على الأشياء بالشكل الذي يحكم من خلاله الابن على الأب بأنَّه
غير موضوعي وغير منصف، أو الحديث المباشر في بعض الموضوعات، ففي بعض الموضوعات
يستطيع الأب أن يصل الى مراده في التعرف عليها من خلال الحوار غير المباشر.
·        إحساس الأب بعدم جدوى
الحوار: كثيرًا ما ينشغل أبناؤنا بأشياء أخرى ويعزفون عن الحوار معنا، مثل: اللعب،
أو الترفيه، من ثم يشعر الأب بعدم جدوى الحوار، وينبغي أن يتنبه الأب لذلك، وألاَّ
يتدخل أو يطرح موضوعات للحوار إلاَّ إذا كان الوقت مناسبًا، والابن راغبًا في الحديث،
أو قد يشارك الأب أبناءه ألعابهم، وأثناء اللعب والانسجام يفتح الأب الحوار بصورة
غير مباشرة، وينبغي هنا أن يتحين الأب الفرصة التي تصنعها المواقف أو التي يرغبها
الابن.
·
فُرِضت علينا
ظروف منها أن نخوض بأبنائنا سباقًا في التعليم يلهث فيه معنا الأبناء بشكل قد
يتناقص مع إمكانياتهم وظروفهم وقدراتهم، وقد يخفق الأبناء في هذا السباق، ولا يصلون
الى ما نود، أو يحصلون على درجات منخفضة، ويكثر اللوم والعتاب، ثم يتوقف الحديث، لأنَّنا
لم نشأ تحويل طبيعة الموضوع، وصممّنا على موضوع معين قد لا تسعف قدرات أبنائنا تحقيقه،
لذلك– عزيزي الأب، عزيزتي الأم –لا تكونا تقليديْن! تخلصا من ضغوط المجتمع والواقع،
وانظرا لكل فرد من أبنائكما على أنَّه نسيج وحده، واكتشفا نقاط تميزه، وحاولا أن
تشيرا إليها دائمًا، فقد تحفزه هذه النقاط للتغلب على نقاط ضعفه، وسوف يحب الحديث
معكما في الموضوعات التي يشعر بتميزه فيها.
نتائج غياب الحوار بين الآباء والأبناء
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ما نتائج غياب الحوار
بين الآباء والأبناء؟
                   يمكن تلخيصها في التالي:
§
مصادقة
الأولاد لقرناء السوء.
§
تورط
الأولاد بنين أو بنات  في علاقات جنسية
محرَّمة،
أو ممارسة الدعارة.
§
وقوع
الأولاد بنين أو بنات في مستنقع إدمان المخدرات.
§
لجوء
الفتيات، أو هروبهن وهروب الفتيان، أو انتحارهم، أو محاولاتهم الانتحار.
§
وقوع
الأولاد بنين أو بنات في حبائل شبكات المنظمات الإرهابية.
§
تعرض
الفتيات لابتزاز بعض الشبان نتيجة إقامة علاقات معهم عبر الإنترنت، أو الهاتف
النقَّال.
§
بُعْد
الأولاد عن الآباء، وعدم ارتباطهم بهم عاطفيًا وإنسانيًا، وقد يصل هذا البعد إلى
مرحلة العقوق.
  إنَّ فتح الآباء باب الحوار مع أولادهم سوف
يجنبهم الوقوع في تلك المهالك؛ إذ لابد من كسر حواجز الصمت بين الآباء والأبناء، وأولى
خطوة في ذلك هي مصادقة الأولاد ،والتقرَّب منهم، ومنحهم الحب والحنان والإحساس
بالأمان ليبوحوا بما يعرقل صفو حياتهم، وما يواجههم من تهديدات أو إغراءات وإغواءات،
وما يحركهم من نزوات، فيقف الآباء مع أبنائهم لاجتياز كل تلك الأزمات والعقبات دون
أن يخسروا أكثر، وتكون دروسًا وعبرًا  لهم
يستفيدون منها في حاضر ومستقبل حياتهم.[4]،[5]
      من هنا نجد  أنّ  لغة
الحوار بين الآباء والأبناء من أهم مقومات الأسرة الناجحة، حيث يؤكد
العديد من الخبراء في مجال التربية أنّ غياب الحوار
داخل الأسرة يتسبب في العديد من
الحواجز وانهيار العلاقة بين الآباء
وأبنائهم، كما يؤدي إلى تفككها، وخاصة في  فيما يتعلق بسن المراهقة لدى الشباب، كما ذهب
بعض علماء النفس إلى وضع غياب الحوار في خانة الاتهام
المتسببة في السلوكيات
الخاطئة والمشاكل الاجتماعية والحياتية
 والأمراض النفسية التي تعتري بعض أبناء
الأسرة والتي تترسب مع كبر سنهم وتورثهم أحيانًا
مجموعة من الأزمات النفسية يصعب
القضاء عليها فيما بعد.
نصائح
للآباء والأمهات لتعزيز مواهب وقدرات أبنائهم المراهقين
وقبل أن أختم الحديث عن حوار الآباء مع الأبناء
رأيتُ ضرورة التوقف عند تقديم نصائح للآباء والأمهات لتعزيز مواهب وقدرات أبنائهم
المراهقين، منها:
§
شجعا أبناءكما
المراهقين على التخطي للمستقبل بسؤالهم” ماذا تفعلون غداً بعد المدرسة؟ اعملا
لوحة عائلية مع تخصيص مكان لهم فيها ليكتبوا أشياءهم الهامة.[6]
§
لا تذكراهم دومَا
بالأشياء التي يجب عليهم القيام بها، حتى يتعلموا عن طريق الإحساس بالعواقب
،وعندما يشعرون بالملل، أو لا يستطيعون التفكير فيما يجب  عليهم القيام به، اطلبا منهم أن يقترحوا خيارات
لذلك
.
§
عليكما
تعليمهم  كيفية الاختيار، مع إعطائهم
الفرصة ليروكما وأنتما تفاضلان بين الخيارات، وتحاولان معرفة المزيد عنها قبل
اتخاذ القرار، فتعلُّم كيفية الاختيار ليس عملية أوتوماتيكية، واستخدما كلمة”
اختيار” كثيراً لأنَّ كل شيء نقوم به يعد اختيارًا لحد ما[7]
.
§
شجعا  أولادكما على
الحديث عن أنفسهم، وليس التجارب التي مروا بها. حدثاهم عن الحقوق: حقوقهم، وحقوق
الآخرين، وكذلك حقكما، شجعاهم على أن يكون لهم آراؤهم الخاصة بهم حتى ولو كانت
سخيفة، وأظهرا شخصيتكما لطفلكما دون أن تكونا عدوانييْن، أو متسلطيْن عليه
.[8]
§       لا
تبخلا عليهم بالثناء عليهم حتى عند ارتكابهم خطأ،
وعندما
يحدث خطأ، فعليكما بنقد الخطأ لا الشخص نفسه، وأشعراهم بأنَّكما تحبانهم وفخوران
بهم قدر استطاعتكما
.
§
علِّمانهم معنى
الحرية وحدودها، فأنت حر فيما تعتقد وتفكر وتتعلم وتعمل، وتتكلّم، وتتنقّل وتلبس،
وتأكل وتشرب، ولكن عندما تمارس حريتك عليك أن تُراعي حقوق أسرتك ومجتمعك وبلدك،
فلا تكون ممارستك للحرية على حساب حقوق أحد منهم، كما عليك أن تُراعي ضوابط هذه
الحرية طبقًا للدين الذي تعتقده، أمّا إن كنت مُلحدًا: فهناك ضوابط للحرية تعاقد عليها
المجتمع الذي تعيش فيه عليك الالتزام بها، فالحرية لا تعني أن تُدخٌن أو تتعاطى
المخدرات، أو المسكرات،
أو تمارس الجنس مع من تشاء، ولا
تعني للفتاة المسلمة كشف ساقيها وركبتيها وجزء من ساقيها، كما رأينا رهف القنون
ترتدي” شورت” في عز البرد عند قدومها إلى كندا بصحبة وزيرة الخارجية
الكندية، فقط لتعلن أنّها أصبحت حرة!
           وهكذا نجد الحوار  داخل الأسرة من أهم مقومات  تأسيس أسرة صالحة تنفع مجتمعها وأمتها لإنشاء
جيل خالي من العقد النفسية التي
ترسبت في أجيال سابقة نتيجة
للتربية الخاطئة، وليكون قادرًا على تحدي ومواجهة مشكلات وأزمات
الحياة، ويحمي الأولاد من رفقاء السوء ومن الوقوع في
مستنقعات الإرهاب الإلحاد
والهروب واللجوء.[9]
يُتبع لوجود مشكلة تقنية في تحميل الكتاب بكامله ، فاضظررتُ إلى تقسيمه إلى عدة أجزاء.


 

[1] .  كآية (106) من سورة البقرة (مَا نَنسَخْ مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ
أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فقالوا بالنسخ في القرآن الكريم ، وآية
(34) من سورة النساء ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا
تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) فقالوا
بالضرب البدني للزوجة ، وغيرها من الآيات.
[2] . من صحيح
مسلم عن أبي هريرة
.
[3] . نُشر
في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 23/2/2019م.
https://www.al-madina.com/article/616535/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-(1)
[4] . د.سهيلة
زين العابدين حمّاد: حوار الآباء مع الأبناء حق للأبناء، ص 47، ط1، 1431/2010م،
مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الرياض.
[5] . نُشر في جريدة
المدينة يوم السبت الموافق 2/3/1019م.
https://www.al-madina.com/article/617781/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-(2) https://www.al-madina.com/article/617781/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-(2)د
[6] . المرجع السابق،
ص51 نقلًا عن هاينز وآليسون بافرستوك: مهما حدث” دليل عملي لتربية الأطفال
المراهقين”، ص 262، ط1، 2997م،مكتبة جري ـ الرياض.
[7] .
المرجع السابق.
[8] .
المرجع السابق.
[9] .
نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق
 9/3/2019م.

 

Leave a Reply