السبت الموافق 28/9/2019
أورد معدو منهج التفسير للثالث ثانوي للعام الدراسي الحالي 2018-2019 حديثًا
موضوعًا منسوبًا للسيدة عائشة رضي الله عنها، عن نسخ آية عشر رضعات بخمس، وأنّ الرسول
عليه الصلاة والسلام توفي ، وهي في القرآن، ولم يكتف معدو المنهج بهذا؛ إذ نجدهم
يوردون حديثًا موضوعًا منسوبًا إلى عمر بن
الخطاب رضي الله عنه عن ما سميت بآية الرجم، رواه مسلم في باب
رجم الثيب في الزنى، حديث رقم 1691،
والحديث هو: “حدثني أبو الطاهر وحرملة
بن يحيى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة أنّه سمع عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق
وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل
ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله
حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو
الاعتراف وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن أبي عمر قالوا حدثنا
سفيان عن الزهري بهذا الإسناد.
أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) [النساء:25] والرجم
عقوبة لا تتنصف، فثبت أنّ العذاب في الآية هو المذكور في سورة النور:(وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين)[النور:2]
تعالى:(الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي)لم يحدد محصّنيْن، أو غير محصنّيْن، فجاءت على العموم
دونما تخصيص، ولو كان المقصود غير المحصّنين لبيّنت الآية ذلك.
يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا
يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)،
فهذا يعني أنّهما لم يُرجما، وإنّما جُلدا بدليل بقائهما على قيد الحياة.
يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ
فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ
الصَّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ
الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ
أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ
أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[الآيات6 ــ9] فالعذاب
في قوله تعاله(ويدرأُ عنها العذاب)هو الجلد المذكور في الآية(2)من نفس السورة،
والذي قال جل شأنه عنه(وليَشْهَدْ عذَابَهُما طائِفَةٌ من المُؤْمِنين)
مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ
مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)[الأحزاب: 30]
وما رواه بعض المفسرين عن قتادة يضاعف لها العذاب
ضعفين”عذاب الدنيا وعذاب الآخرة” لا يتفق مع جميع آيات
الأجر والثواب في الآخرة الواردة في القرآن الكريم، ولا مع الآية
التي بعدها، وهي(وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ
صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)فهل يعني هذا أنّ أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن يؤجرن في الدنيا
والآخرة إن أحسنّ، وباقي المؤمنين نساء ورجالًا لا يؤجرون على إحسانهم إلّا في
الدنيا؟
الآخرة، إن كان أجر الآخرة قاصرًا على أمهات المؤمنين فقط!
رواه البخاري في جامعه الصحيح عن عبد الله بن أوفى أنّه سئل عن الرجم. هل كان بعد
سورة النور أم قبلها؟ فقال:”لا أدرى”. فمن المحتمل جدًّا أن تكون عقوبة
الرجم قبل نزول آية النور التي نسختها.
أنّ الحديث الذي اعتمدوا عليه – كما قال الإمام محمد أبو زهرة-، وقالوا: إنّه كان
قرآنًا ثم نسخت تلاوته وبقى حكمه أمر لا يقره العقل، لماذا تنسخ التلاوة والحكم
باق؟ وما قيل: إنّه كان في صحيفته فجاءت الداجن وأكلتها لا يقبله منطق.”
صلة.