سهيلة زين العابدين
حمّاد
نُشر في جريدة المدينة
يوم السبت 22/9/2018م

   بصفتي مؤرخة عليّ أن أُسجل – ونحن نحتفل بذكرى
يوم الوطن ال 88- أنّ المرأة السعودية إن كانت قد عاشت عصرها الذهبي في عهد خادم
الحرميْن الشريفيْن الملك عبد الله – رحمه الله – ، فهي تعيش عصرها الماسي في عهد
خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما
الله ورعاهما- فقد  شهد المجتمع السعودي منذ
انطلاق ” رؤية 2030″  إصلاحات وحراكًا
اجتماعيًا ملحوظًا كان راكدًا عدة عقود، أدّى إلى فتح المجال للمرأة السعودية
للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية بشكل أكبر، وكان
له أثر في حصولها على كثير من حقوقها، ألخصه في التالي:

1.    اتخذّت وزارة
العدل
 قرارات عزّزت كمال أهلية المرأة بإعطائها حق
التوثيق، وذلك بمنحها بعض صلاحيات مهام  كتابة العدل مثلها مثل شقيقها الرجل، بينما قبل
عدة سنوات قُصر حق التوثيق على الرجل لنقصان أهلية المرأة، كما
أنصفت
المرأة، وحدّت من معاناتها في المطالبة بحقوق حجبت عنها في أوقات سابقة، وتسببّت في
ضياع بعض منها وتفريقها عن أبنائها من دون وجه حق
،
وأصبحت المرأة ميسّرة في المحاكم في شؤون كثيرة كانت رهن التعقيد لفترة طويلة، ممّا
كان يؤخّر حصولها على حقوقها كالطلاق والخلع والحضانة والنفقة وغير ذلك، حتى أصبح
من الممكن حلّ هذه الأمور في فترات وجيزة، وربما تستطيع إنجاز بعضها إلكترونيًا من
دون تكبّد عناء الذهاب إلى محاكم الأحوال الشخصية، فأصبح حق المرأة في الحضانة مكفولًا  تلقائيًا لها
.
2.   
إلغاء المُعرِّفيْن
للمرأة في المحاكم ممّا حفظ حقوقها، وأزال عنها عقبة كؤود كانت تعترض طريقها عند
لجؤها إلى القضاء
.
3.   
  حيث أوقفت وزارة العدل العمل بالأحكام القاضية
بإجبار الزوجة العودة إلى بيت زوجها، وألغت قضايا ما يعرف بـ”بيت
الطاعة”، حفظًا لكرامة المرأة، ولقطع الطريق أمام ضعاف النفوس من الأزواج
التزمًا بنص المادة 75 من اللائحة التنفيذية لنظام التنفيذ التي تنص على أنّه لا
ينفذ الحكم الصادر على الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية جبرًا،
هذا ومعروف أنّ بيت الطاعة لا صلة له بالشريعة
الإسلامية، فالإسلام لا يجبر المرأة أن تعيش مع زوج تكرهه أو تكره العيش
معه،(إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) فبيتُ الطاعة مأخوذ من المادة 214 من  القانون الفرنسي الذي ينص على إلزام الزوجة
بقوة الشرطة العيش في بيت الزوجية الذي يحدده الزوج، وقد أشرتُ إلى هذا في عدة
مقالات و
مؤتمرات ولقاءات
تلفازية قبل إلغائه
.
4.    في 26 سبتمبر
سُمح للمرأة بقيادة السيارات اعتبارا من 24 يونيو 2018 في قرار جريء حاسم جاء بعد
عقود من الحظر، وجدل مجتمعي لا نهاية له، وحمل هذا القرار بين طياته  إقرار بكمال أهلية المرأة؛ حيث أخضع قائدة
السيارة إلى نفس نظام المرور الذي ألزم به قائد السيارة
.
5.    طبقًا للرؤية
2030 فُتحت للمرأة مجالات عمل كانت مُحرّمة عليها بل تولت مناصب في مواقع صنع
القرار، ورفيعة المستوى منها: تعيين الأستاذة تماضر الرماح وكيلة وزير العمل والشؤون
الاجتماعية، وهي ثاني وكيلة وزارة في المملكة، وتعيين الأستاذة فاطمة باعشن كأول
سيدة سعودية متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن،
وتعيين د. لبنى الأنصاري ضمن قيادات منظمة الصحة
العالمية، وتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيلة رئيس الهيئة العامة
للرياضة للتخطيط والتطوير ورئيس الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، كما شملت
تعييناتها أهم المجالات والقطاعات كقطاع المصارف، بتعيين سارة السحيمي رئيسة لمجلس
إدارة شركة السوق المالية «تداول»، ورانية نشار رئيسة تنفيذية لمجموعة سامبا
المالية، ولطيفة السبهان مديرة مالية للبنك العربي الوطني، وفي الجانب الاقتصادي
أيضًا كانت هناك تعيينات مهمة تتم للمرة الأولى في تاريخ عدد من الوزارات
والمؤسسات الحكومية كتعيين نشوى طاهر قنصلًا فخرياً لدى هولندا، باعتبارها من أهم
رموز المملكة في المجال الاقتصادي والدبلوماسي، كما ‏أصدر وزير التجارة والاستثمار
قراراً بتعيين سمر بنت مازن صالح ملحقًا تجاريًا في الملحقية التجارية السعودية في
العاصمة اليابانية طوكيو، لتكون أول امرأة تتولى منصب ملحق تجاري في تاريخ
الوزارة، إضافةً إلى تعيين منى الزهراني كأول سعودية تتولى منصب نائب لأمين الغرفة
التجارية بالطائف، كما تولت المرأة السعودية مؤخرًا رئاسة بعض البلديات في جدة
، وعمادة كلية الطب(بنين وبنات) بجامعة الطائف.
 لذا نحن نحتفل باليوم الوطني ال88 ننتظر صدور
قراريْن جريئيْن يُتوِّجان هذه الإنجازات، أولهما: منح المرأة السعودية كامل
أهليتها، وتعديل جميع الأنظمة والقوانين التي تنتقصها
.
ثانيهما: منحها حق منح جنسيتها لأولادها غير السعوديين ذكور وإناثًا، ومنح
زوجها الأجنبي حق التوطين في العمل طالما الزواج تمّ بموافقة الدولة
.
دام عزك يا وطن، فديتك بروحي ودمي.
البريد
اليكتروني:
Suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر: جريدة المدينة https://www.al-madina.com/article/590121/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84(88)

Leave a Reply