سهيلة زين العابدين
حمّاد
نُشر في جريدة المدينة
يوم السبت الموافق 8/9/2018م


 أواصل الحديث عن استخدام الجيل الرابع من الحروب
وما تلاه من أجيال” حرب المصطلحات” كأداة من أهم أدواتها، مثل استخدامها
“مصطلح ناشط أو ناشطة في مجال حقوق الإنسان”

  إنّ الناشط الحقوقي الوطني الحريص على مصلحة
بلاده، هو الذي يطالب بمطالبه من خلال قنوات إعلام بلده من صحافة وإذاعة وتلفزيون،
فالوطني الحق هو ذاك الذي يدعو إلى الإصلاح من داخل بلده، ويُقدِّم الحلول
البديلة، أمّا الذي     وهو في خارجها، أو من خلال وسائل إعلام أجنبية،
فما هو إلّا عميل لإحدى الجهات الأجنبية يعمل على تنفيذ أجنداتها، والجهات
الأجنبية التي تستهدف بلادنا استثمرت عدم حصول المرأة السعودية على بعض حقوقها،
كفرض الولاية عليها وجعلها تحت الوصاية الذكورية من الميلاد إلى الوفاة، وتقييد
حركتها ومنعها من قيادة السيارة وغيرهما من الحقوق لاستمالة بعض العناصر النسائية
لتنفيذ مخططاتها بإيهامهن أنّها ستساعدهن على الحصول على تلك الحقوق بممارسة
ضغوطها على الحكومة السعودية
.
  في عام 2002 م قدّمتُ ورقة عمل بعنوان “الفتاة المسلمة أمام تحديات العولمة” للمؤتمر
التاسع لندوة الشباب العالمي  بالرياض
وعنوانه” الشباب والانفتاح العالمي الذي نظمته الندوة  بالرياض في الفترة من 16- 19 /8/1423هـ الموافق
22- 25 / 10/2002م، قلتُ فيها بما معناه:”

علينا أن نْعطي المرأة السعودية كامل حقوقها التي
منحها إيّاها الإسلام قبل أن ينفذ أعداؤنا إلى بيوتنا من خلال هذه الثغرة تحت
ذريعة حماية المرأة والمطالبة بحقوقها، فنحن
   النساء لا نريد أن نحصل على أي حق من حقوقنا عن طريق أمريكا، فهي تسعى إلى
ذلك لتستخدم المرأة ورقة ضغط على الحكومة السعودية من جهة وليكون ولاء المرأة
السعودية لأمريكا وتُربِّي أولادها على هذا الولاء من جهة أخرى، وهذا ما تريده
أمريكا” وقد أوصى كثير من المُداخلين على ورقتي بإصدار هذه الورقة في كتاب،
وصدرت بالفعل عن دار العبيكان بعنوان” المرأة المسلمة وتحديات العولمة”
.
إبّان الغزو الأنجلو
أمريكا على العراق سمعتُ تصريحًا لأحد المسؤولين الأمريكان قال فيه:” نحن على
تواصل مباشر مع بعض النساء السعوديات!
والسؤال الذي يطرح نفسه
هنا: ما الهدف أن تتواصل دولة كبرى من خلال أجهزتها الرسمية بأفراد من دولة أخرى
دون علم دولتهم؟
لماذا لا يكون تواصلها
بهم عن طريق قنوات رسمية لبلادهم؟
وكيف هؤلاء النسوة
يتواصلن معها دون علم الجهات المسؤولة لبلادهن؟
والغريب أنّ هؤلاء
مستمرات في تنفيذ المخطط رغم أنّه انكشفت لهنّ كل أبعاده وأهدافه، ومن وراؤه،
ورأيْن ما حدث ويحدث في سوريا وليبيا واليمن من قتل وتدمير وتفجير وتهجير،  ومع هذا مُصِّرات على الاستمرار بتنفيذ مخطط
تدمير وطنهن وهدمه، وتهجير شعبه، أي أنّ هناك 
إصرار على خيانة الوطن مع سبق الإصرار والترّصد! 
 هذا ولم يكتف مخططو ومُنفِّذو ما سمي بِ”
ثورات الربيع العربي” باستخدام الشباب العربي في تدمير أوطانهم، وإشاعة
الفوضى والقتل فيها، وتحويل دولهم إلى “دول فاشلة”، بل سعوا إلى تعزيز
مفهوم فشلها، بإيهام مفكريها وإعلاميها وأدبائها وكتّابها ومثقفيها أنّ من يقف إلى
جانب حكومته ويُسلّط الضوء على إنجازاتها وإيجابياتها، ويتصدى بالرد بالأدلة
والبراهين على الاتهامات التي توجه ضدها، فهو منافق للسلطة” مُطبّلاتي”
وذلك لينفّض هؤلاء عن دولتهم، وللأسف هناك من وقع في هذا الفخّ، وتخلى عن بلاده في
أزماتها لئلّا يُقال عنه مُنافق السلطة!!!
 وأخيرًا أقول: إنّ المرأة السعودية تعيش في عهد
خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان وولي عهده عصرها الماسي، وقد حصلتْ على كثير
من حقوقها في وقت قياسي، وستحصل على المزيد، بدون ضغوط دولية، أو مطالب منظمّات
دولية، فهؤلاء لا يعملون لمصلحة المرأة السعودية، وإنّما يستخدمونها لتحقيق
مصالحهم وأهدافهم، وأولئك النسوة ضيّعن أنفسهن وخنّ وطنهنّ، وكنّ سيُضيِعن وطنهن
لولا عناية الله، ثُمّ يقظة رجال أمننا
.
 إنّ الوطن أمانة في أعناقنا
جميعًا، ولا مكان لخائنيه بيننا، فكنوز الدنيا ومناصبها كلها لا تعادل ذرة من تراب
الوطن الذي يتعرّض هذه الأيام لمعركة وجود يكون أو لا يكون

فديتك وطني بروحي ودمي، وسأقف إلى جانبك ما حييت، وليقولوا عنّي ما يقولون!
المصدر جريدة المدينة
https://www.al-madina.com/article/588423/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-(4)

Leave a Reply