السبت 14 / 04 / 2018
 سهام زين العابدين حماد

ما بين إعلان قرار
الأمم المتحدة نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين في ٣٠ نوفمبر ١٩٤٧م وبين
انسحاب القوات البريطانية من فلسطين في مايو ١٩٤٨م، كانت تجري عمليات تطهير عرقي
للفلسطينيين، بناءً على خطة صهيونية مدبَّرة، نفَّذَها العديد من المنظمات
العسكريّة الصهيونية، بالتَّعاون مع فرق الهجَّانة المُدرَّبة والمُسلَّحة من قبل
قوَّات الإنتداب البريطاني، مُتَّبعين أشْرس أساليب العُنْف والوحشية، بينما كان
الأهالي عُزَّلًا لا يملكون سلاحًا، وليس لهم دولة تحميهم. يهدف هذا المخطَّط إلى
طرد الفلسطينيين من المدن والقرى، قبيل انسحاب القوات البريطانية، بإثارة أجواء
هائلة من الرعب والهلع الواسع النطاق مثل: محاصرة وقصف القرى والمراكز السكانية،
حرق المنازل والأملاك والبضائع، الطَّرد، هدم البيوت على رؤوس أصحابها، زرع ألغام
وسط الأنقاض لمنع السكان المطرودين من العودة إلى منازلهم، وأيضًا المذابح
البربرية
.

يقول مناحم بيجن في
مؤلِّفه «الثورة» «إنَّ مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في
تفريغ البلاد من ٦٥٠ ألف عربي» وأضاف «لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل» استغرق
تنفيذ تلك الخطة ستة أشهر. ومع اكتمال التنفيذ كان نحو 800 ألف فلسطيني -أكثر من
نصف سكان فلسطين آنذاك- قد اُقْتُلِعوا من مساكنهم وأُرغموا على الهجرة إلى الدول
المجاورة، ودُمَّرت 531 قرية.. ولإخفاء القرى العربية المدمرة زُرعت أرض هذه القرى
بأشجار حرجيِّة لتُخفى تحتها القرى المدفونة.. وهذه الخطة تعتبر من وجهة نظر القانون
الدولي، «جريمة ضد الإنسانية
».
أي جريمة حرب يجب
محاكمة كل من شارك في تنفيذها.. بعدما اسْتُكْملتْ عملية التطهير العرقي، وُضع من
تبقى من الفلسطينيين تحت الحكم العسكري، واستمر الصهاينة في الاعتقال ونهب البيوت،
ومصادرة الحقول، والاعتداء على الأماكن المقدسة.. بل لجأوا إلى تحويل الأسماء
العربية للمواقع إلى أسماء عبرية، لتثبيت الزعم بيهودية فلسطين بطريقة مُزيَّفة.
ونظير كل هذه المعاناة التي لاقاها الشعب الفلسطيني، هبَّتْ الأمَّة العربية
لنجدتهم بعدما أُعْلن قيام دولة إسرائيل ١٩٤٨م، فاندلعت الحرب بين البلاد العربية
ودولة إسرائيل الحديثة التكوين، إلاَّ أنَّها باءت بخسارة الجيوش العربية التي لم
تكن جيوشًا حديثة مدرَّبة.. هذا ما فعلته الدولة العثمانية بالبلاد العربية، انتهى
حكمها للبلاد العربية باغتصاب فلسطين وخضوع باقي البلاد العربية للاستعمار
البريطاني والفرنسي والإيطالي والأسباني، تركتنا بجيوش بدائية مهلهلة، لقمة سائغة
لمن أراد من القوى الاستعمارية أن يلتهمها آنذاك
.
http://www.al-madina.com/article/569563/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89/%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%82%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86!

Leave a Reply