أمي … الحبيبة الغالية
سهام زين العابدين
حمّاد
4/1 / 2018

                                        أمي رحمها الله
أُمِّي الحبيبة , أمِّي الغالية 

رَحَلْتي عن الحياة , 
ولم تَرْحَلي من وجداني ,
تركْتِ الوجود , 

ولازلتِ تسكني كياني , 
حين فاضَتْ روحك الطاهرة , 
كادتْ روحي تَصْحَبُها ,
صَرْخَةُ أخي أَرْعَبَتْها فأعادتها,
ليتها لم تعد ,
بوجودك كان لي وجود , 
بحياتك كانت لي حياة , 
ربع قرنٍ مضى وأنا أعيش الحياة ,
دون أن أحياها ,
عشقتُ فيكِ كل مافيك ,
صدقك ..يقينك … إيمانك, إخلاصك…صبرك …قناعتك …
ثقتك بربك , كرامتك , عزَّةُ نفسك ,
مشاعرك الرقيقة الناعمة ,
كل صفة كريمة …تَمَثَّلَتْ فيكِ, 
كنتِ مُزْدَوِجة الجمال ,
جمال الخُلُقِ والخِلقة ,
لم تعرف مساحيق الزينة ,
طريقها إلى وجهك الجميل ,
وأجمل مافيكِ ..وجهُكِ الوضَّاء ,
أشعَّ عليه ما بداخلك من نور ,
فزاده جمالاً فوق جماله ,
قَمَرًا يُشِعُّ نورًا وضِياءً ,
وصوتُكِ العذبُ الجميل , 
تميَّزَ على أجملِ الأصواتِ ,
تُغَرِّدين به أَرْوَعَ الألحانِ والنغماتِ ,
وأجمل الفراعي والداناتِ والمجسَّات ,
أكرمكِ الله بليلة القدرِ ,
التي هي خير من ألف شهر , 
فاضت روحك الطاهرة في ثواني ,
وأنتِ متوضِّئة لصلاة فجر الجمعة ,
فاضتْ روحك الطاهرة بين يديَّ , 
وأنتِ على قِبْلة ,
       ……………
فأنا من أحبَّتْ أُمَّها كلَّ الحب ,
وعَشِقَتْها كل العشقِ ,
بفقدانك ..فَقَدَتِ الحياةُ كُلَّ معانيها , 
برحيلك …لم يعد لي طموح …أمل …هدف,
كنتُ أحيا من أجلك , 
كنتُ أسعى لإسعادك ..لرضاكِ ,
ولأكون دومًا في صحبتك ,
الآن .. لا رجاء … لا طموح .. لا أمل ,
فرِغَتِ الحياةُ من كل معانيها,
 لم يبق لي سوى الصبر حتى ألقاكِ ,
أناديك في ضميري أُمِّي أمّّي ..أُمِّي,
في جنَّة الفردوس سنلتقي يا أمي ,
هذا هو كل مطلبي أملي ورجائي ,
Siham Zain

المصدر:

Leave a Reply