الجمعة 24/11/2017
السعوديات ذكيات صامدات جادات مكافحات صبورات وطموحات للأفضل والأحسن لم يُثنيهن
ما اعترض طريقهنّ من عقبات جمة عن مواصلة الطريق لتحقيق ما يطمحن إليه، وحقّقن في
المجاليْن التعليمي والعلمي تفوقًا كبيرًا وإنجازات علمية على مستوى عالمي، وأثبتن
جدارتهن في ما تولينه من أعمال و مناصب سواءً داخل المملكة أو في منظّمات عالمية،
فهنّ محط فخر واعتزاز للوطن، وطالبات جامعاتنا هن بنات أولئك الأمهات الفُضليات،
وأمهات المستقبل، وسيواصلن مسيرة أمهاتهن، وسيحملن الراية من بعدهن في المساهمة في
تمنية وتطوير مجتمعهن، وفي خدمة الإنسانية، وساءني كثيرًا أن تُنتهك خصوصيات
طالبات بعض جامعاتنا السعودية بتفتيش
جوالاتهن داخل الحرم الجامعي والسكن الداخلي،
وتفتيشهن قبل دخولهن قاعات المحاضرات،
وإلزامهن بتناول وجباتهن داخل الجامعة من بوفيه الجامعة، ولا يُسمح لهنّ
بإحضار وجباتهن من خارجها، كما نجد بعض الجامعات تفصل النت عن طالبات السكن
الداخلي باستثناء موقع الجامعة، كما نجد بعض مشرفات السكن الداخلي في بعض
الجامعات يسحبن من طالبات السكن المريضات
بالسكر أو الضغط حقن الأنسولين، أو أدوية الضغط، ولا تُعاد إليهنّ إلّا بعد كشف
الطبيبة عليهن للتأكد من أنّ معهنّ مرض السكر، أو الضغط، كما نجد بعض إدارات السكن الداخلي ببعض
الجامعات تُحرّم على الطالبات مشاهدة القنوات الفضائية باستثناء قناتي المجد
ودراية، بل نجد بعض الطالبات فُصلن
من جامعاتهنّ تحت ذريعة تشبههن بالرجال
لقص شعورهن حسب زعمهم قصّات غير شرعية،
هذا يُعد امتهان وإهانة للفتاة السعودية وامتهان لإنسانيتها وحقوقها، بل امتهان
وإهانة لأسرهن التي ربّتهن وتعبت في تربيتهن وتعليمهن، فهنّ بنات محترمات من أسر
كريمة محترمة لا يليق معاملة أمهات ومعلمات وأستاذات جامعيات وعالمات وطبيبات
ومسؤولات المستقبل بهذا الامتهان، والمُخَالِف للآتي:
المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم،
معتزين بتاريخه.” فكيف سنهيئ النشء ليكونوا
أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم محبين لأوطانهم، وأساس تعاملنا معهم في جامعاتنا
قائم على الشك في سلوكياتهم، بل يصل الشك في بعض الأحايين لدى البعض إلى مرحلة
انعدام الثقة؟
وفرض عليهن شراء أنواع معينة من الطعام من جهة معيّنة فيه انتهاك لحقوقهن
ولخصوصياتهنّ.
للمادة الثانية من نظام الإجراءات الجزائية التي تنص على:”لا
يجوز القبض على أي إنسان، أو تفتيشه، أو توقيفه، أو سجنه إلا في
الأحوال المنصوص عليها نظامًا، ولا يكون
التوقيف أو السجن إلّا في الأماكن المخصصة لكل منهما وللمدة المحددة من السلطة
المختصة ·ويحظر إيذاء المقبوض عليه جسدياً، أو معنوياً، كما يحظر
تعريضه للتعذيب، أو المعاملة المهينة للكرامة·” والمادة (42)
التي تنص على : “يجوز لرجل الضبط الجنائي – في الأحوال التي يجوز فيها القبض
نظامًا على المتهم – أن يفتشه· ويشمل التفتيش جسده وملابسه وأمتعته·
وإذا كان المتهم أنثى وجب أن يكون التفتيش من قبل أنثى يندبها رجل الضبط
الجنائي·” فالتفتيش الذاتي للشخص وأمتعته لا يكون إلّا إذا كان متهمًا في
قضية جنائية، ولا يتم إلّا من قِبل رجل الضبط الجنائي وللسيدات لمن ينتدبها رجل
الضبط الجنائي، فما هي التهم الجنائية لأولئك الطالبات الجامعيات حتى يتم تفتيشهن
وتفتيش جوالاتهن؟ وهل توجد أو أذونات رسمية من الضبط الجنائي بتفتيشهن.
مخالف للوائح تأديب الطلبة والطالبات بالجامعات، فلقد اطلعتُ على
لوائح تأديب الطلبة والطالبات بالجامعات التي تمارس هذه المخالفات مع طالبتها، ولم
أجد في تلك اللوائح موادًا تنص على ذلك.
الإنسان دورات وورش عمل للموظفات بكليات البنات وسكنها الداخلي علي كيفية الحفاظ
على حقوق الطالبات وعدم تجاوز الأنظمة والقوانين واللوائح في التعامل معهن؟
تنظر إلى المرأة أنّها معوجة سلوكيًا، ولا يستقيم اعوجاجها إلّا بالتأديب في البيت
والمدرسة والجامعة، وإن تزوجت يتولى زوجها تأديبها، وكأنّها أحبولة الشيطان!
مع بناتنا بثقة واحترام ونعمل على تنمية مواهبهن وقدراتهن، ونحتضهن ونحتويهن ممّا
يٌسهم في نضج شخصياتهن وتحفيزهن على الإبداع والابتكار، فيكن مواطنات صالحات
وعالمات مبدعات ومبتكرات، وقد رأينا بأنفسنا النموذج الرائع للشباب في المنتدى
العالمي للشباب بشرم الشيخ في نوفمبر عام 2017م عندما مُنِحوا الثقة والاحترام
ماذا قدّموا للعالم؟