سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 16/9/2017م

    عندما ترى بسمة الرضا تعلو وجوه( 2,352,122)
حاجًا، هم حجاج عام 2017م، منهم (1,752,014) حاجًا من خارج المملكة، وترن في أذنيك
كلمات أكثر من مليون وسبعمائة وخمسين حاجًا  عند مغادرتهم الأراضي السعودية بعد أدائهم مناسك
الحج: ” شكراً لكرم السعوديين.. وإنسانية رجال الأمن، وحفظ الله السعودية
وقيادتها وشعبها”، يمتلئك الشعور بالرضا والفخر والاعتزاز والسعادة على هذا
الإنجاز الكبير الذي حققته ملحمة تلاحم الشعب مع القيادة، فقد حقق حج عام 2017م نجاحًا
يفوق كل التوقعات شهد عليه العالم على مختلف الأصعدة الرسمية والإعلامية، فهاهو ملك
السويد

 كارل جوستاف السادس عشر الرئيس
الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي، يقدم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة نجاح موسم الحج هذا العام، والتهنئة والشكر
لكشافة المملكة على الجهود التي قاموا بها لخدمة الحجاج، وقال: “هناك 50
مليون كشاف في 169 بلدًا يحيّونك يا خادم الحرمين الشريفين”، ومذيعة بالسي إن
إن تعبر عن دهشتها بتنظيم تنقل أكثر من مليوني حاج في آن واحد إلى ذات الأماكن!

وقد كتب الله هذا النجاح الساحق لحج عام 2017
ليُخرس كل الألسنة التي تُطالب بتدويل الحج، فالله حام لبيته من عبث العابثين.
 ولم يأت
هذا النجاح من فراغ، فهو نتيجة تخطيط وجهد ومتابعة(22) جهة حكومية، فقد بلغ أعداد
القوى العاملة للجهات التي قدمت خدماتها لضيوف الرحمن هذا الموسم من كافة القطاعات
عدا القطاعات الأمنية والعسكرية،(157.538)، منهم (11.228) موظفة، و(146.310) موظف،
حيث بلغ إجمالي القوى العاملة في تقديم الخدمات الصحية والإسعافية هذا الموسم
(30.870)، بينما بلغ إجمال القوى العاملة التي تقدم خدمات الأمانات والبلديات،
وخدمات الرقابة والتفتيش، وخدمات الكهرباء والمياه، وخدمات التوعية الدينية
والإعلامية، إضافةً إلى عدد من الخدمات المساندة (86.987) موظفًا، وقد بلغ عدد
القوى العاملة في خدمات النقل والبريد والخدمات اللوجستية (الشحن والبريد
والإمداد) التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن (35.938) موظفًا،
يعملون في خمسة قطاعات مختصة بخدمات النقل الجوي والبري، وخدمات البريد والشحن
والإمداد
.
 وكم كان
ناجحًا تفويج ال (2,352,122) حاجًا إلى عرفات ومزدلفة ومنى،  وكذلك تنظيم رمي الجمرات بعمل (11) مدخلًا، (12)
مخرجًا لتلافي التزاحم!
 وبتوجيه
ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة
المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وبإشراف ومتابعة شخصية من وزير الصحة الدكتور
عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ركزّت خطة توفير الخدمات الصحية على توفير الخدمات
الصحية والعلاجية والوقائية لمناظرة القادمين من الدول الموبوءة والمحجرية وتطبيق
الاشتراطات الصحية لجميع وفود الحجاج أثناء موسم الحج منذ وصولهم عبر المنافذ
الجوية والبحرية والبرية مرورًا بالطرق السريعة المؤدية إلى مناطق الحج، وكذلك
أثناء تأدية مناسكهم بالحرم المكي وبالمشاعر المقدسة، وذلك بما يتفق مع المعايير
العالمية لجودة وسلامة الرعاية الصحية وبالاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، وبما
يحقق متطلبات المعنيين بالأمر، كما ركزت الخطة على أداء الخدمة بالطرق الصحيحة
ووضع خدمة الحاج في أوليات العمل والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية، وقد بلغ عدد
المستشفيات التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
15 مستشفى تبلغ طاقتها الاستيعابية 2886 سريرا
منها 8 مستشفيات في المشاعر المقدسة، وتقوم بتقديم الخدمات العلاجية من خلال
العيادات المتخصصة ومن خلال أقسام الطوارئ بها، وتضم أقسامًا للتنويم والعناية
المركزة وغرفا للعمليات، إضافة إلى تقديم الخدمات الوقائية، إضافة إلى 175 مركزا
صحيا منها 75 مركزا داخل مكة المكرمة وخارجها و46 مركزا في مشعر عرفات و44 مركزا
في مشعر منى و6 مراكز في مزدلفة و5 مراكز داخل المسجد الحرام، علاوة على المواقع
المساندة في تقديم هذه الخدمة ومنها المرافق الصحية في محافظة جدة والبالغ عددها
13 مستشفى تبلغ طاقتها السريرية 2230 سريرًا و104 مراكز صحية والمراكز الوقائية
ومنها مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومراكز المراقبة
الصحية بميناء جدة الإسلامي، وكذلك المرافق الصحية بمحافظة الطائف والبالغ عددها
11 مستشفى تبلغ طاقتها السريرية 1820 سريرًا، بالإضافة إلى 103 مراكز صحية، و10
مستشفيات في المدينة المنورة، كما تمّ نقل(21) حاجًا من المرضى المنومين في
مستشفيات المدينة المنورة إلى مكة والمشاعر المقدّسة ليؤدوا مناسك الحج في سيارات
إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة منها21 مركبة مخصصة لنقل المرضى بالإضافة إلى
8 مركبات مساندة, ويرافقها كادر طبي لخدمة الحجاج المرضى، كما مكّنت وزارة الصحة
-بفضل من الله – حاجًا إماراتياً تعرض لجلطة بالدماغ من إكمال حجه.

 ومن أجمل
اللوحات التي رسمتها مشاعر وإنسانية المواطن والمواطنة  لوحة 150 فتاة سعودية ذوات السترات البرتقالية
يتنقلن  في مواقع بالحرم المكي لتقديم
الرعاية الاسعافية الطبية والتوعوية للحجاج، وقد فُزن بشرف التطوع من بين 500
متقدمة من مختلف مناطق المملكة تنافسن فيما بينهن على المشاركة في موسم حج 1438، وكل
متطوعة تقدم ما يقارب 10 ساعات عمل يومياً، بحيث يتوزعن في 10 مواقع في المطاف
والمسعى بجميع طوابق الحرم، ويضم الفريق

مجموعة من الفتيات يتقن 6 لغات مختلفة بجانب
اللغتين العربية والإنجليزية، وهذا الأمر تحصلن عليه بعد تجربة تراكمية دامت 14
عامًا في العمل التطوعي، وهؤلاء الفتيات  ساهمن في تسهيل مهام الفريق، إضافة إلى أنّ 98%
من المتطوعات من التخصصات الصحية ما بين طبيبات وممرضات وصيدلانيات وطالبات طب
طوارئ بجميع المراحل الدراسية قدمن من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى وجود كادر
إحصائي ملازم للفريق
.


ولوحة أخرى رسمها شباب المدينة المنورة وأطفالها ضمن برنامج”
نحبك يا ضيف الرحمن” الذي نظمته وزارة الحج والعمرة منذ أربع سنوات لاستقبال
وتوديع ضيوف الرحمن في المدينة المنورة برعاية سمو أمير منطقة المدينة المنورة
” إذ يتم استقبالهم بالورود وبالأهازيج الدينية.





وأختم مقالي بلوحات إنسانية لأحد جنود قوات
الطوارئ الخاصة السعودية، المكلفة بتأمين الحجاج، وهو يلقي على رؤوس الحجاج بالمياه
لتخفيف الحرارة عنهم في عرفات،


 ورجل أمن يرش الماء على امرأة متعبة في مرمى
الجمرات، وزوجها يقبل رأسه، 



بينما نرى لوحة أخرى لرجل أمن  يحمل على ظهره حاجًا مسنًا، وآخر يسير معه
حاملًا أمتعته.
Suhaila_hammad@hotmail.com

Leave a Reply