سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 24/6/2017م

  بعدما تمّ جمع القرآن الكريم
في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مصحف واحد بلهجة قريش التي اعتُمِدت في
العرضة الأخيرة، لأنّ العرب كانت لا تستوعب لهجة قريش إنْ نزل بها فقط لاختلافها
في بعض الكلمات عن لهجات القبائل الأخرى، فنزل 
بسبع لهجات للعرب، فمثلاً : كلمة” تعال” يُعبَّر عنها بلغة قبيلة
أخرى بـ “هلم”، وقبيلة ثالثة بـ”أقبِلْ” وهكذا.. فحيث تختلف
لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن متنزلاً بألفاظ على قدر هذه
اللغات لهذا المعنى الواحد،

وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنّه يأتي بلفظ واحد أو
أكثر، ولا يزيد على سبع ـــ ولكن هذا لا يمنع من ورود بعض الألفاظ لقبائل عربية
أخرى احتج بها القرآن الكريم بمسائل معيّنة ـــ وهذا المقصود بسبعة أحرف، وليس سبع
قراءات كما يقول البعض.

  وبعد الانتهاء من جمعه،
سلّمه لأم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها لتحفظها عندها، وعندما رأى حذيفة بن
اليمان رضي الله عنه – كما روى البخاري – اختلاف القراء عندما كان  يُغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع
أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن
يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في
المصاحف، ثمّ نردّها إليك؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله
بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال
عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: “إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من
القرآن، فأكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنّما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا
الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ بلد بمصحف ممّا نسخوا،
وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق”.
ولم
ينتقد أحدٌ من المسلمين عثمان رضي الله عنه على جمعه القرآن على لغة قريش؛ لأنّ
اختلاف اللغات(اللهجات) يؤدّي إلى اختلاف بين المسلمين لا تحمد عقباه، وإلى تمزيق
صفوفهم وتفريق وحدتهم وتكفير بعضهم بعضًا، غاية ما قيل فيه هو إحراقه بقية المصاحف
حتى سمّوه: “حَرّاق المصاحف”، حيث أصرّ البعض على عدم تسليم مصاحفهم.
إقرار وات وبل بمصداقية النص القرآني
        هذا وممّا يجدر ذكره فإنّ الدراسة الخاصة
التي قام بها مونتجمري وات وريتشارد بِلْ عن القرآن الكريم التي تناولا فيها أعمال
عدد كبير من المستشرقين في دراستهم للقرآن، وهي في غالبتيها
العظمى
تستخدم مناهج النقد الغربية، ومن هؤلاء فيل، وهيرشفيلد، وآربري، ورودي بارت
وغيرهم، قد اعترف المؤلفان بأنَّ الدراسات الحديثة للقرآن لم تستطع أن تثير أية
شكوك جدية حول مصداقية النص القرآني.
Suhaila_hammad@hotmail.com
  

One Comment

Leave a Reply