د. سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت 18/2/2017م
هذا عنوان لكتاب للأستاذ محمود عبّاس العقاد –
رحمه الله – يُبيّن فيه أهمية استعمال العقل في التدبر والتفكير وفي الاجتهاد في
الدين الذي أمر الله به مبينًا الفرق بينه
وبين التقليد، فيقول في فصل ” الاجتهاد في الدين”
رحمه الله – يُبيّن فيه أهمية استعمال العقل في التدبر والتفكير وفي الاجتهاد في
الدين الذي أمر الله به مبينًا الفرق بينه
وبين التقليد، فيقول في فصل ” الاجتهاد في الدين”
:”والتفكير في
أمور الدين أصل من الأصول المقررة، أمّا التقليد فهو حالة من حالات الضرورة التي
تعفي من الاجتهاد ، وبالفهم من يعجز عنه ولا يستطيعه، وقد يكون المستطيعون
للاجتهاد أقل عددًا من المستطيعين للصلاة، وكذلك المستطيعون للزكاة والحج هم أقل
عددًا من المستطيعين للصلاة، وكذلك المستطيعون للزكاة والحج أقل عددًا ممن يؤدون
صلاتهم، أو يقدرون عليها، ولكن الفرق في الاستطاعة لا يجعل العجز عن الفريضة
واجبًا محتومًا يلتزمه العاجز، ولا يعمل على الخلاص منه كلمّا استطاع. إذًا الفرق ظاهر
بين الواجب الذي يُستطاع والحرام المنهي عنه، فلا إيجاب للتقليد، ولا تحريم
للاجتهاد بالفكر، وشر النّاس في الإسلام من يُحرِّم على خلق الله أن يُفكِّروا
ويتدبروا بعد أنّ أمرهم الله بالتفكير والتدبر، وأنبأهم بمعاقبة الذين لا يفكرون
ولا يتدبرون ، ومثله شرًا من يُحرِّم الاجتهاد على النّاس جميعِا لأنّه قضى على
خلق الله إلى آخر الزمان بالحرمان من نعمة
العقل والعلم والصلاح. ومن أباح لنفسه أن يُحرِّم على الناس نعمة العقل والعلم إلى
آخر الزمان، فقد اجتهد برأيه اجتهادًا أبعد في الدعوى من كل ما يدعيه المجتهدون أن
يبتغوا الوسيلة إليها، فهو ينهى الناس برأيه عمّا أمرهم به الله، واجتهدوا قادرين
أو عاجزين أن يطيعوه.”[ص 97، 98]
أمور الدين أصل من الأصول المقررة، أمّا التقليد فهو حالة من حالات الضرورة التي
تعفي من الاجتهاد ، وبالفهم من يعجز عنه ولا يستطيعه، وقد يكون المستطيعون
للاجتهاد أقل عددًا من المستطيعين للصلاة، وكذلك المستطيعون للزكاة والحج هم أقل
عددًا من المستطيعين للصلاة، وكذلك المستطيعون للزكاة والحج أقل عددًا ممن يؤدون
صلاتهم، أو يقدرون عليها، ولكن الفرق في الاستطاعة لا يجعل العجز عن الفريضة
واجبًا محتومًا يلتزمه العاجز، ولا يعمل على الخلاص منه كلمّا استطاع. إذًا الفرق ظاهر
بين الواجب الذي يُستطاع والحرام المنهي عنه، فلا إيجاب للتقليد، ولا تحريم
للاجتهاد بالفكر، وشر النّاس في الإسلام من يُحرِّم على خلق الله أن يُفكِّروا
ويتدبروا بعد أنّ أمرهم الله بالتفكير والتدبر، وأنبأهم بمعاقبة الذين لا يفكرون
ولا يتدبرون ، ومثله شرًا من يُحرِّم الاجتهاد على النّاس جميعِا لأنّه قضى على
خلق الله إلى آخر الزمان بالحرمان من نعمة
العقل والعلم والصلاح. ومن أباح لنفسه أن يُحرِّم على الناس نعمة العقل والعلم إلى
آخر الزمان، فقد اجتهد برأيه اجتهادًا أبعد في الدعوى من كل ما يدعيه المجتهدون أن
يبتغوا الوسيلة إليها، فهو ينهى الناس برأيه عمّا أمرهم به الله، واجتهدوا قادرين
أو عاجزين أن يطيعوه.”[ص 97، 98]
ممّا لا يختلف عليه اثنان أنّ علماءنا الأوائل
أدوا ما عليهم من وجوب التفكير والاجتهاد وفق المعطيات المتوفرة لديهم في أزمانهم،
ووفق ما جادت به عقولهم، ووفق ما يناسب مجتمعاتهم وأحوالهم آنذاك، ولكن أين نحن
الآن من الاجتهاد في الدين؟
أدوا ما عليهم من وجوب التفكير والاجتهاد وفق المعطيات المتوفرة لديهم في أزمانهم،
ووفق ما جادت به عقولهم، ووفق ما يناسب مجتمعاتهم وأحوالهم آنذاك، ولكن أين نحن
الآن من الاجتهاد في الدين؟
للأسف يكاد الاجتهاد في الدين متوقف عند القرن
الرابع الهجري، ولازلنا نتحاكم– على الأغلب – في مختلف قضايانا إلى اجتهادات السلف،
ونكتفي بالاستشهاد بآرائهم وأقوالهم، وهذا يعنى أنّنا بتنا مُقلِّدين أكثر من
كوننا مجتهدين، بمعنى أنّ فكرنا الديني توقف عند القرن الرابع الهجري، مع أنّ
العقل البشري في تطور مستمر، بدليل ما يحققه من طفرات في الاكتشافات والاختراعات
العلمية، ورغم تغيّر التركيبة الاجتماعية والسلوكية والنفسية والقيمية للمجتمعات
باختلاف الزمان والمكان، هناك– كما يقول الدكتور محمد عثمان صالح مدير جامعة أم درمان الإسلامية– من يعتقدون أنَّ
ما استجد من أمور وأحداث لم يكن للسابقين بها عهد فهو بدعة يجب اجتنابها والبعد
عنها، وأنَّ من يتعامل معها أو يقترب منها فقد ضل عن سواء السبيل وخسر بذلك آخرته، موضحًا أنّ تخلف
الأمة الإسلامية الذي لا زالت تعاني منه هو نتيجة طبيعية لإيقاف إعمال العقل،
ويبرهن على أنَّ المسلمين قد ارتكبوا خطأً فادحًا عندما أهملوا أمرًا حثهم عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاجتهاد.
الرابع الهجري، ولازلنا نتحاكم– على الأغلب – في مختلف قضايانا إلى اجتهادات السلف،
ونكتفي بالاستشهاد بآرائهم وأقوالهم، وهذا يعنى أنّنا بتنا مُقلِّدين أكثر من
كوننا مجتهدين، بمعنى أنّ فكرنا الديني توقف عند القرن الرابع الهجري، مع أنّ
العقل البشري في تطور مستمر، بدليل ما يحققه من طفرات في الاكتشافات والاختراعات
العلمية، ورغم تغيّر التركيبة الاجتماعية والسلوكية والنفسية والقيمية للمجتمعات
باختلاف الزمان والمكان، هناك– كما يقول الدكتور محمد عثمان صالح مدير جامعة أم درمان الإسلامية– من يعتقدون أنَّ
ما استجد من أمور وأحداث لم يكن للسابقين بها عهد فهو بدعة يجب اجتنابها والبعد
عنها، وأنَّ من يتعامل معها أو يقترب منها فقد ضل عن سواء السبيل وخسر بذلك آخرته، موضحًا أنّ تخلف
الأمة الإسلامية الذي لا زالت تعاني منه هو نتيجة طبيعية لإيقاف إعمال العقل،
ويبرهن على أنَّ المسلمين قد ارتكبوا خطأً فادحًا عندما أهملوا أمرًا حثهم عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاجتهاد.
المصدر: جريدة المدينة http://www.al-madina.com/article/509562/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%B6%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9